بسام مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 6098 - 2018 / 12 / 29 - 15:45
المحور:
الادب والفن
(الحجر في أرضه ثقيل)
- مثل كردي –
هم إخوتي
دمهم دمي
جرحهم جرحي
فتحت لهم قلبي بيتا بيتا
حضنتهم كما تحتضن الطيور صغارها
جعلت من عشي الصغير مآوى لي ولهم
وحين جاءت العاصفة وهب الإعصار
وذهب عشي الصغير أدراج الرياح
ضاقت أرضهم بي بما رحبت
منعوني من التجول
أنا الباحث عن لقمة صغيرة و
رغيف خبز بلا أثر للدماء
كان لي فيما مضى
زوجة وطفلان
توفي طفلاي في مخيم على باب الصحراء
ياللصحراء!
كم كانت مقفرة
جففت قلوب إخوتي
واستوطنتها...
حوصرت!
لا من قبل عدو لدود أوغريم عتيق
بل من أخ أو من توهمته أخا..
وحينما كنت أموت سرا وعلانية
منعوا عني الماء والدواء
لكني ما مت لقلة دواء أوعقار
قتلتني عيونكم حينما رأيت فيها
ما يكفي لحرق ألف سماء
يا إخوتي!
مليون نداء استغاثة أصدرت
بلا جدوى
فعندما تأكل لحم أخيك حيا
لن يغيثك الغريب..
وهاهنا في بحر الدماء
لن تنقذك لا أرض ولاسماء...
***
إيه يا وطني...
كم من فصائل عششت فيك
كم من أسلحة ثقيلة وخفيفة
كم من جبهة
كم من وطن فيك
كم من مذهب وطائفة
والدول الكبرى ما أصغرها وهي
تنهش لحمك الحي
سقطت كثور هائج
فاجتمعت كل سكاكين العالم عليك
كم أنت مجنون
كم أنت غافل
كانت قطرة من ماءك تكفي لإرواء
ألف ظامىء
والآن لا ماء فيك
عيونك قد جفت
ولاشيء سوى الدماء
***
أتعلمين
ذات ليلة
رأيتك في الحلم
أعرف أنك سأمت الأحلام...
لكني رأيتك في المنام
كنت أما رءوم
وكنت صغيرك المشرد
ما جمعني غيرك
ولم ألق نفسي
سوى على ينابيعك...
ها أنا وها أنت
فعجلي واقتليني
أو إمنحيني الحياة.
#بسام_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟