|
غراب ينعق في الكوة
جوزفين كوركيس البوتاني
الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 11:42
المحور:
الادب والفن
غراب ينعق في كوة البيت. المهجور. والحائط الذي كان حجراً على حجرهدم بفعل فاعل مدرب. وأنا المنقبة.الباحثة عن الذين تسببوا بذلك الخراب الذي يصعب أصلاحه. الساعية خلف الذين ولوا هاربين. بعد أن حققوا مآرب المخطط المبهم. ك الساعي خلف الجراد الذي يلتهم كل ما يصادفه في طريقه.. أنا التي كنت أردد يوما. بغرور حواء طردت من الجنة بعد فعلتها.يانفسي هلليلي.وهل هناك من مثلي.أرقصي على أنغام (طمبور) راعيك الصالح.أبتهجي على صوت بعلك الذي يغني لكِ (الراوه) بقلب مليء بالمحبة.وهو يحرث الأرض فرحاً بكِ وبالأرض.وآه يا بعلي الذي لم يتكلم سوى مرة واحدة. ناطقاً بالصدق ثم أغلقوا فمه إلى الأبد.عندما أرتطم رأسه بجدار الظلم تحطم. وحطم غروري.واليوم أنا وحيدة.ونفسي المتكبرة تقطر ندماً.تقطر غماً. أحاسب نفسي على خسارته كأني أنا من أجبرته على نطق الحق.غير إن ما قاله في ذلك اليوم المشؤوم عن رجل (دخيل) في وسط أصدقاء واحداً منهم كانا مدسوساًجاء من بعيد بملابس حمل وديع.يجيد لغة التملق.التي لم نكن سمعنا بهامن القبل. قال واصفا ذلك الدخيل.إن هذا الدخيل تاجر بارع تراه يبيع ويشتري كل ما يخطر على البال. يبع فرشاة للأسنان. يتاجر بقطع غيار للأنسان. يشتري ذمم.يبيع( النبلاء) ليشتري بهم عبيداً. يشتري ضيوف مؤقتين.مواد للتنظيف.يمكنه شراء أي مرشح تريده نفسه. بيعه في اليوم التالي حسب ما تقتضي المصلحة. ويمكنه سد فراغ أي منصب.وبيعه مع ملحقاته في نفس اليوم.كما أنه مستعد يقوم بتبديل أي مركز مقابل مسبحة من كهرمان.أو خرزة حسد لا يهم المهم هي أن تبقى تجارته هي التي تدير السوق المحلي والعالمي والشخصي أولا,مؤكداًما قاله الدخيل. (في التجارة كل شيء جائز). آه وآه ماذا لو لم يقل زوجي ما قاله ذلك الدخيل له متباهياً بمكره أمامه. مذا لو أنه تجاهل الأمر أو نسيا تماما كل ما دار بينه وبين ذلك الدخيل.تاركاً التجار والباعة يعبثون بالسوق وبنا كما يحلو لهم. وأبتاع لي أحمراً للشفاه وعاد إلى بيته سالما غانماً.ماذا لو أنه لم يقل ما قاله بين أصدقاءه ومن ضمنهم ذلك المدسوس.ماذا لو بقيا صامتاً.تاركاً الذم المدح جانباًطالما هم جاؤا مسلحين وبإعاز من قوة يصعب الوقوف في وجهها المختبئ خلف مئات الأقنعة.آه الدخيل نجى بفضل معارفة الكٌثرو بفضل ذلك المدسوس الطيب الكريم. واليوم أناأرملة رجل مات لأنه كانا وحيدا لا ظهر يسنده.ولم يهتم أحد لغيابه سواي.ببساطة لأنه فلاح طيب أعز ما يملك هي أرضه وبيته وأنا المكلوبة بعده.هو قليل الكلام وإن تكلم لا ينطق إلا بالحق. ولم نكن نعلم حينها إن كلمة الحق في وطني كالرصاصة تقتل في الحال.. بعلي الطيب لم يكن يفهم في القوانين.سوى في قانون الطبيعة.أي كلما سقطت تفاحة من شجرة التفاح المغروسة عند عتبة البيت يقول مازحاً أنظري هناك تفاحة على الأرض.هذا يعني موسم الجني حان. وأناأعرف القليل عن قانون الغاب والكثير عن قانون القبيلة.كيف سننوها الأوليون بطريقة لا يمكن التلاعب بهاأو تبديلها أو كسرها.هي مرصوفة اليوم بجانب بعضها البعض كمشط جدتي.محمية في صندوق صغير كتابوت العهد.موضوعة على رفوف (هذا كل ما تبقى منا)أما القبيلة تشتت. ورجالها الأشداء تبددوا تاهوا بعضهم عن البعض.آه يازوجي الذي أفتقده عشرات المرات كل ليلة قبل أن أدس رأسي على الوسادة ماذا لو أنكَ عدت إلى الحياة.وأنجبت منك ولدا صالحاً مثلك.حينها سأكف عن التذمر .سأكف عن الصراخ ليلاً فزعة .سأكف عن مدح نفسي المنكسرة لأخفي عجزها لا أكثر. حينها سأركن الحزن جانباً.لكني متأكدة من إن رجوعك مستحيل وإن نفسي المشتاقة لأضمامةمنك تراها تهذي بأي كلام معتقدة يهدئني الكذب الأبيض.إذن لنترك حلم العودة المستحلية جانباً.ودعني أسرك ماذا فلعت بعد رحليك الموجع.لقد تخليت عن كل شيء.ودخلت عالم التجارة تراني اليوم أتاجر في كل شيء.أبيع وأشتري أي شيء وأمضي الوقت على قارعة الطريق.كما فعل الدخيل بالضبط .كأني أأخذٌ بثأرك. تراني أبيع فرشاً للأحذية اللماعة.فرشاًلنفض الملابس .فرشاًللأسنان.وبفضل ثأرك توسعت تجارتي وثقلت جيوبي.غيرإن نفسي المرة غير راضية عني.ولا عن تجارتي المربحة.هي تريد أن تعود بي إلى بيتي القديم. وأن احرث أرضك المهجورة. وأن أزرع بذور المكانيس التي أحتفظت بها بخرقة بالية في صندوقك الخشبي القديم. .أزرعهاأمام عتبة الباب كما كنت تفعل أنت بالضبط.إذن لأجلك سأعود.وسأختار بعلاً طيبا مثلك من بقايا رجال القبيلة. ومن شروطي أن يكون أخرسا أطرشا وشهياً مثلك.وأن يكون بلا أصدقاء طيبون. حينها سنغلق الكوة معاً ونبني الحائط المتهدم ونحرث الأرض المهجورة.وسأنجب منه أبناءأقوياء.وسيحمل أسمك أبني البكري.وسأقص لهم كل ليلة قبل النوم حكاية من حكاياك.وبهذا سأردك من جديد إلى الحياة.لانك مت غدراً.وأياك أن تغار من بعلي الأخرس وتتمنى لو كنت أخرسأً مثله.لأنك قلت كلمة الحق ومضيت. لأن الأخرس الذي سينوب عنك سيعيدك إلى أرضك المهجورة إلى الحياة وإلي..!
ملاحظة (الراوه ) أغاني من الفلكلورالأشوري
#جوزفين_كوركيس_البوتاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حبة زيتونة
-
اللص الظريف
-
لحظات مكسورة 8
-
من شرفة جاري
-
صرحوا أبطالي قائلين لي
-
صرحوا أبطالي قائلين
-
الهدية كرةُ رمادية
-
مللنا من الترحيل
-
قطاع الطرق هم من قتلوا جدي
-
أنا وأنت
-
زر قميص
-
لانزر ولا هذر 3
-
وجهك قطعة شكولاته
-
المبعوث الرسمي
-
أريدك في حياتي
-
(فيشخابور)
-
ريشة رمادية
-
غزل
-
نزع السلاح آه هذا مزاح
-
لانزر ولا هذر2
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|