يوسف العسري
الحوار المتمدن-العدد: 6096 - 2018 / 12 / 27 - 07:21
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
جميع المغاربة الآن، وللأسف لأنه " عصر البارتاج " على علم بالجريمة الإرهابية، التي راحت ضحيتها شابتين من بلاد السعادة الإسكندنافيتين. حيث ساهم نشر فيديو الذبح المروع ومشاركته على الصعيد الوطني، وفي سرعة آنية إلى تشكيل رأي عام، يتعاطى مع موضوع الحدث، لحظة بلحظة.
ولأن الحادث مهول وذو بعد فكري، ارتأيت لمتابعة الأخبار المتوالية والتصريحات الصحفية بشأن الموضوع. ولأول مرة، ذهب عني العزو المؤامراتي للحدث أو التشكيك في مصداقية الخبر، لأن القرائن واضحة والتي تثبت الطابع الإرهابي الصريح لجريمة الذبح.
تتبعت بدقة تصريحات عائلة المتهمين الرئيسيين في الحادث، وكما فعل مثلي جل المغاربة، حيث لاحظت أمران مهمان. أولا، بيئة الفقر والهشاشة للمتهمين، تدل على ذلك أمكنة وظروف عيشهم. وثانيا، نمط عيشهم، حيث تصريحات أفراد عائلتهم وأصدقائهم تبين كيف هي حالتهم الدينية؛ حداثة العمر والتدين وكذلك الشكل الخارجي.
ما أثار حفيظتي، هو استتاجي من تصريحات الأقرباء وشهادتهم حول المتهمين ومن ردود فعل المغاربة، أن لا تعريف لهم للتطرف، وكل أشكال التدين وكل العقائد المرسخة لم توجه لها أصابع الإتهام، وإنما استنكروا جريمة القتل وبشاعة الطريقة فقط.
بمعنى أن هناك تمييز واضح، بين الجريمة التي استنكروها وبين العقائد التي همشوها.
التطرف طريق يجب أن يستنكر من الإنطلاقة وليس من استغراب الجريمة، وكأننا فقط أمام جريمة سرقة. فنحن نتحدث عن إرهاب مسؤول عنه الحمولات الفكرية.
#يوسف_العسري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟