ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 1521 - 2006 / 4 / 15 - 11:47
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
ان غريزة الخوف اودعت في الانسان كي تحميه من المخاطر والمهالك ليتجنبها فان ازداد حجم الخوف عن حده الطبيعي انقلب وبالا على صاحبه وهذا ما عانى منه الكثير من العراقيين نساءا ورجالالقد اصيبت بعض النساء بامراض غريبه كحالات من الشرود والصمت او قيامهن باصدار اصوات غريبة اشبه ما تكون بصياح الديكه اوشعورهن بحالة من الاحباط وفقدان الثقه بالمجتمع وبالناس المحيطين بهن فعندما ينظر اليهن المرء يشعر بنظرة الحذر والترقب والخوف الصادرة من عيونهن التي ارقها السهاد وازدادت كذلك امراض القلب والشرايين بين كلا الجنسين وكذلك رجوع امرض كان الدهر قد نسيها تماما كمرض حبة بغداد .
ما ان شعرت جدتي بالامان حتى عادت الى وعيها واحست بحالة من الندم الشديد على تركها جدي المريض بلا طعام او شراب فاخذت تنوح وتلقي باللوم على من كان السبب في تخليها عنه لقد كان جدي يقضي جل وقته سابقا في المطالعة او مساعدة الاحفاد في انجاز واجباتهم المدرسيه اما الان وبعد ان فقد بصره اخذ يقضي الليالي صامتا حزينا وقلما تذمرمن وضعه الجديد هذا فكانت والدتي تجلس بجانبه وتقرا له بعض ما سطرته انامله الحانيه ايام شبابه فكان يفرح كثيرا ويشعر بالارتياح لان اخطاؤها النحويه كانت اقل بكثير من اخطاء شقيقاتها فكان يقوم باعراب الجمله فيبين موقع كل كلمة من الاعراب وبذلك يسهل الامر كثيرا على والدتي في قراءة الموضوع بنجاح .
كان اكثر ما يسلي والدتي هو قيامها بقراءة مذكرات جدي حيث كان يسجل كل صغيرة وكبيرة وكل شاردة وواردة في دفاتره الصغيرة تلك التي تدعى بالمفكرات على سبيل المثال : زرقنا عصر هذا اليوم المصادف يوم الجمعه بطفلتنا الصغيره ناديه وبقدومها ازدان البيت بالفرح والسرور . كانت والدتي تقرا كل ما يخصها في فترة الطفوله فتعرف الوعكات والامراض التي تعرضت لها في طفولتها وامور اخرى كثيرة تخص جميع افراد العائله وكذلك كان يسجل جميع المستجدات على الساحة العراقية والعربية والعالميه . اما الان فان جدي لا يزال يكتب ولكن للاسف الشديد لقد فقد ذلك الخط الانيق جماله واصبح وكانه لا يمت لصاحبه باية صله ز
لقد عافت نفس جدتي الطعام في ذلك المضيف الامن وكانت تردد صادقه بانها سوف لن تذوق الزاد وجدي يتضور جوعا لقد كان حبها له فوق التصور فلقد كان
قريبها ولقد فضلته على جميع من تقدم لخطبتها لثقافته ولدماثة اخلاقه ولقد ساندته في كل الضيقات التي تعرض لها في حياته من فصل وطرد ونفي وكانت ووالدته رغم ايمانهما العظيم بالله الا انهما وقفتا بجانبه وساندتاه على الرغم من انه كان يصعب عليهما فهم واستيعاب المبادئ التي كان يؤمن بها ولكنهما مع ذلك ايدتاه بكل ما يقول ويفعل بسبب قوة شخصيته واتزانه وحكمته وايمانه بمبادئه فكانتا لا تترددان بتقديم المساعدة له حتى ولو عن طريق توزيع البيانات الحزبيه بعد ان يخبانها جيدا في سجادتيهما
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟