أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - الشعب السوداني حول الشتاء إلي ربيع الحرية















المزيد.....



الشعب السوداني حول الشتاء إلي ربيع الحرية


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 6094 - 2018 / 12 / 25 - 20:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
في حبة الحنطة
أو في حبة الزيتون
يأتون في الأشجار والرياح والغصون
يأتون في كلامنا
يأتون في أصواتنا
يأتون في دموع أمهاتنا
في أعين الغالين من أمواتنا
مهما هم تأخروا فإنهم يأتون
نزار قباني
يبلغ الناتج المحلي للسوادان 20.6 مليار دولار عام 2016 . كما بلغ عدد سكانه 40.6 مليون نسمة وقوة عمل تقدر بنحو 12.8 مليون. وقد بلغ معدل البطالة 13.3% بما يقرب من 1.5 مليون عاطل 23% منهم حاصلين علي مؤهلات جامعية.
تشكل الزراعة وتربية الماشية أهم المصادر الرئيسية لكسب العيش في السودان وذلك لنحو أكثر من 61 % من السكان. ويعتبر السودان واحد من أكبر ثلاث بلدان في القارة أفريقية من حيث المساحة وواحد من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيه المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بما يقارب ثلث إجمالي مساحته البالغة 1,886,068 كيلومتر مربع، مما يجعله "سلة غذاء" عالمية مؤكدة.
وقدرت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في عام 1998 م، بحوالي 41.8 مليون فدان منها حوالي 4.7 مليون فدان من الأراضي المروية، خاصة على ضفاف نهر النيل والأنهار الأخرى في شمال البلاد.كانت السودان تحقق اكتفاء ذاتي من القمح حتي عام 1991 أي بعد وصول البشير للحكم وكانت تزرع أكثر من مليون فدان قمح ولكن مع الخضوع لشروط المؤسسات الدولية حدث بالسودان ما شمل العديد من دول العالم وتراجعت مساحة القمح لتبدأ السودان استيراد القمح من الخارج وما يتطلبه ذلك من احتياج للدولار الأمريكي بينما كان يمكن تطوير سد الرصيرص والمناطق المحيطة به وزيادة المساحة المزروعة بالقمح لكن خضوع "الكيزان " للمخططات الدولية قاد السودان للأزمة المستمرة.
بمتابعة تطور أسعار الخبز في السنوات الخمس الأخيرة يلاحظ تناقص أعداد قطع الخبز في كل عام مقابل الجنيه السوداني من خمس قطع في 2014 إلى أربع في 2015 إلى ثلاث في 2016 إلى اثنين في 2017 إلى واحدة في 2018 وتهكم الشعب السوداني علي ذلك متوقعا أن مجرد النظر إلى الخبز في 2019 سيكلف جنيها واحدا.
في يناير 2018 تفجرت مظاهرات واحتجاجات ضد الغلاء وتضاعفت أسعار الخبز، بعدما قررت الحكومة التوقف عن استيراد القمح وعهدت للقطاع الخاص القيام بذلك، مما أثار استياءً كبيراً بين السكان. ورفعت المطاحن سعر كيس دقيق القمح زنة 50 كيلوجرام من 167 جنيه (24,2 دولار) إلى 450 جنيهاً سودانياً (65 دولار)، مما أدى لاندلاع مظاهرات معارضة للحكومة في بعض مناطق البلاد.
تعرف السوادان بأنها سلة غذاء الوطن العربي.وقد شهدت علي مدي العقود الأخيرة إقبال من الاستثمارات المصرية والصينية والخليجية التي تستفيد من خصوبة الأرض وتوافر القوي العاملة الرخيصة وتحقق أرباح طائلة بينما يعيش أكثر من نصف الشعب السوداني تحت خط الفقر بل أن ربع سكان الخرطوم فقراء.
عام 1955 أعلن استقلال السودان وفي 1 يناير1956 رفع العلم السوداني وتم انتخاب اسماعيل الأزهري كأول رئيس للسودان المستقل .والآن بعد كل تلك السنوات أصبح السودان منهك بالأزمات .
صعود الاسلاميين للحكم في السودان
جمعت التجربة السياسية الأخيرة في السودان بين القبعة والكاب أو بين السلطة العسكرية للجيش وبين جبهة الانقاذ الاسلامي والتي طبقت شعارات الشريعة الاسلامية وكانت اختبار حقيقي لشعارات الاسلام السياسي وانحيازاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتي وصلت بالسودان لما يعانيه الآن.ولو تتبعنا تطورات الأحداث في السودان تحت حكم عمر البشير نجد الآتي :
- عام 1985 وفي 6 أبريل أطاح الشعب السوداني بالرئيس الأسبق جعفر نميري الذي حكم السودان 16 عاما. وبعد عام واحد من الإنتفاضة الشعبية تمت انتخابات حرة فاز فيها حزب الأمة وتم تشكيل حكومة إئتلافية مع الحزب الاتحادي الديمقراطي.وتولي المهدي رئاسة الوزراء وتولي السيد أحمد الميرغني رئاسة الدولة.
لكن حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي تملص من الائتلاف مع الاتحادي الديمقراطي في عام 1989 وعقد تحالف جديد مع الجبهة الإسلامية القومية و تم تعيين د.حسن الترابي المنتمي إلى الجبهة الإسلامية القومية في منصب نائب رئيس الوزراء وهو صهر المهدي.وبذلك سلم صادق المهدي السودان الي الاسلاميين والجيش وهو اليوم يعود ليدعوا لتشكيل ائتلاف لاسقاط حكم البشير والاسلاميين وأيضا بمشاركة الترابي.
لقد كانت خطوات الصادق المهدي في الفترة 1986 -1989 محاولة لعلاج مشاكل السودان العميقة لذلك دخل في محادثات سلام مع الحركة الشعبية لتحرير السودان تم بموجبها اتفاق بين الحكومة والحركة الشعبية على وقف إطلاق النار، تبعه إلغاء قانون الشريعة الذي أصدره النميري وإلغاء حالة الطوارئ، وإبطال الأحلاف العسكرية مع مصر وليبيا. وهو مالم يرضي الاسلاميين الذين أتي بهم للحكم فأنقلبوا عليه.
- في 30 يونيو 1989 حدث إنقلاب علي حكومة المهدي واستولي ضباط الجيش السوداني بقيادة عمر البشير علي الحكم.لكن هوية الانقلابيين لم تكن واضحة فأيدت العديد من الدول وبينها مصر الانقلاب.وقام البشير بعمل تمثيلية وضمن حملة الاعتقالات الواسعة التي قام بها تم اعتقال الدكتور حسن الترابي نفسه الذي ظهر وفيما بعد أنه مهندس الانقلاب ورأسه المدبر.
شيئا فشيئا ظهرت الهوية الاسلامية لحكم عمر البشير الذي يجمع بين الحسنيين فهو من قيادات الجيش السوداني ومن قيادات الجماعة الاسلامية في السودان.وقد أطلق سراح الترابي وتدرج في مناصب الدولة حتي تم اختياره رئيسا للمجلس الوطني السوداني ثم حاول الحد من سلطات البشير فأطاح به.
علي مدي 29 سنة من حكم البشير شهدت السودان أحداثاً كبري منها تورطه في محاولة اغتيال مبارك في سبتمبر1995 في اديس ابابا، ثم دعوته أسامة بن لادن وقيادات القاعدة لإقامة معسكراتهم في السودان لتكون ركيزة لحركات الأرهاب المتسترة بالاسلام السياسي في العالم.
الاسلاميون أكثر القوي السياسية عداء للديمقراطية رغم ما يقال من أكاذيب وهم خارج الحكم ولكن الممارسة الفعلية تظهر الحقيقة وسرعان ما ينقلبون عليها لتظهر حقيقة موقفهم من الديمقراطية وهم يحكمون بالشريعة .ففي ديسمبر 1999 أعلن البشير حالة الطوارئ وأمر بحل البرلمان ليوقف المناقشات البرلمانية التي كانت تمهد لتعديل الدستور والحد من سلطاته .
- عام 1999 وفي ديسمبر أصدر الرئيس البشير مرسوما أعلن فيه حالة الطوارئ في البلاد لفترة ثلاثة أشهر كما أمر بحل البرلمان مانعاً بذلك نقاشاً برلمانياً بدأ من أجل إجراء تعديل دستوري كان يجهز له حسن الترابي نصيره السابق يحد من سلطته إضافة الي اقتراح ان يتم انتخاب الولاة ( المحافظين ) وعدم تعينهم.تلك القرارات التي سميت في الفقه السياسي السودانى بـ (قرارات رمضان) كانت بداية انفصال كبير داخل الحكم الإسلامي قاد أحد شقيه الدكتور الترابي وقاد الشق الثاني المشير البشير ومعه رفيق الترابي علي عثمان محمد طه وانتصر البشير وتمت الاطاحة بالترابي ليلحق بالصادق المهدي.
- عام 2003 تفجرت أزمة دارفور كنزاع عندما بدأت مجموعتين متمردتين هما حركة تحرير السودان وحركة العدل والمساواة بقتال الحكومة السودانية التي تتهم باضطهاد سكان دارفور من ذوي الأصول الأفريقية غير العرب. فردت حكومة البشير بحملة تطهير عرقي وإبادة جماعية ضد سكان دارفور غير العرب. أدت الحملة إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين واتهم بسببها الرئيس السوداني عمر حسن البشير بارتكاب إبادة جماعية، جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية من قبل محكمة العدل الدولية.وحاول النظام السوداني إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة العدل والمساواة في فبراير 2010.ثم توقفت المفاوضات بسبب انتهاك الجيش السوداني لاتفاق تولو.
- عام 2004 م وافقت الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان على بروتوكول تقاسم السلطة والبروتوكلات المتعلقة بالمناطق الثلاثة، لتنتهي بذلك المفاوضات الثنائية. هذا والتزمت الأحزاب رسميا (في إعلان نيروبي في 5 يونيو) بتعزيز العمل المشترك على وقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق الاتفاق وتفاصيله التقنية. منهيا بذلك أطول حرب في تاريخ القارة الأفريقية وهي حرب جنوب السودان.
- عام 2005 تم توقيع اتفاقية نيفاشا ، والتي بموجبها تم وقف الحرب في جنوب السودان ، مع حق تقرير المصير لشعب الجنوب في 2011 والتي جاءت نتائج الإستفتاء فيها لصالح الإنفصال بنسبة 98% .فكيف يمكن لشعب الجنوب باغلبيته المسيحية 80% من السكان إضافة إلي اتباع الديانات الأفريقية التقليدية والوثنيون أن يقبلو بحكم الشريعة الاسلامية ؟!
- إن الحكم الاسلامي يرفض التعددية الدينية والعرقية ويفرض الشريعة الاسلامية بالقوة في بلد متعدد الديانات والقوميات ليمزقه قطعا متناثرة.
- تضم جمهورية جنوب السودان عدد من القبائل الأفريقية وتنقسم إلى القبائل النيلية مثل الدينكا والنوير والشيرلوك والشلك والأشولي والجور، القبائل النيلية الحامية مثل الباريا واللاتوكا والمورلي والقبائل السودانية مثل الزاندى والفرتيت. ويقدر سكان جنوب السودان بما يقارب 8 ملايين نسمة ولا يوجد تعداد دقيق للجماعات العرقية. إلا أنه يعتقد أن أكبر جماعة عرقية هي الدينكا تليها النوير، الشلك والزاندي. وكان فرض الشريعة علي الجنوب هو الخطوة الكبري علي طريق الانفصال وبناء دولة هشة في الجنوب بعيداً عن الجسد العربي وإضعاف الاقتصاد السوداني في الشمال الذي فقد البترول والموارد الطبيعية للجنوب.
- عام 2010 جرت إنتخابات لأول مرة بعد 21 سنة من حكم البشير، بموجب إتفاق السلام وفاز فيها حزب المؤتمر الوطني الحاكم بغالبية المقاعد ، وأنتخب عمر حسن البشير لأول مرة في إنتخابات حرة.
- عام 2011 انفصل جنوب السودان في دولة مستقلة عن الجسد السوداني لأول مرة في ظل الحكم العسكري المسمي بالاسلامي.
- عام 2017 تم تعيين رئيس لوزراء السودان لأول مرة منذ 28 عاما، حيث عين الرئيس السوداني عمر البشير نائبه الأول بكري حسن صالح رئيسا للوزراء في إطار إصلاحات دستورية تبنتها البلاد في العامين الأخيرين. وألغي هذا المنصب في عام 1989 غداة الانقلاب الذي أوصل البشير إلى السلطة فظل هو رئيس الدولة ورئيس الوزراء .
مسيرة السودان في ظل حكم الجنرال والاسلام السياسي
كانت السودان تعاني العديد من المشاكل الاقتصادية في نهاية حكم النميري وبدايات حكم البشير وانهارت قيمة الجنيه السوداني أمام الدولار وارتفعت الاسعار وبلغت حدود لم يعرفها السودان علي مدي تاريخه. لكن طفرة أسعار النفظ الثانية عام 1999 أدت إلي انتعاش الاقتصاد السوداني وأحكم البشير بالقمع والأرهاب قبضته فتدفقت الاستثمارات الأجنبية خاصة الصينية والخليجية إلي السودان.ونجح حكم الجيش والانقاذ ( الاسلامي ) في إنشاء شكبة طرق حديثة ولكنها جاءت بالديون والشروط القاسية التي يدفع ثمنها الشعب السوداني الآن.
- نوفمبر 2017، نشر السودان نتائج مسح الفقر في الفترة 2014-2015، والتي أظهرت معدل الفقر 36.1%.
- ولقد أدت سياسات الإبادة الجماعية في دارفور وصدور حكم المحكمة الجنائية الدولية ضد عمر البشير إلي فرض عقوبات اقتصادية علي السودان وحصار اقتصادي أمريكي .
- عام 1992 بدأ تطبيق سياسة التحرير الاقتصادي وفقاً ل(وصفة صندوق النقد الدولي) ودون دعم منه، وبنجاح هذه السياسات فى تحقيق أهداف صندوق النقد الدولي وتطبيق وصفته، بدأت بعثات صندوق النقد تزور البلاد للاطلاع على تطبيق سياسة التحرير الاقتصادي وكانت تلتقي الاستاذ عبدالرحيم حمدى وزير المالية وقتئذٍ للتعرف على نتائج هذه السياسات ، ليعلن بعدها صندوق النقد الدولي (أولى اشادته) بالاقتصاد السوداني ويصف السودان ب(الدولة المتعاونة) مع الصندوق، وكان ذلك تحديداً فى العام 1997 ، حيث أسهم صدور هذه الشهادة من صندوق النقد الدولي وقتئذٍ فى إحداث انفراج فى علاقات السودان مع مؤسسات التمويل الدولية .
- عام 2003 نوقشت ماجستير في العلاقات الدولية وتوصلت إلي إنه بعد تنفيذ برنامج المحور الأول من برنامج الصندوق بلغ التضخم 134 % وفي يوليـو وصـل إلـى 166 % ولولا الإجراءات لارتفع اكثر من ذلك.وتدهور موقـف الحسـاب الجـاري الخارجي رغم التحسن الكبير في نمو الصادرات ، ولكن الزيادة في الـواردات فاقـت موارد الصادر ، وارتفع الإنفاق الكبير بسبب الدعم للمواد البترولية والصرف خـارج الميزانية ولم ترتفع الإيرادات بنفس القدر.ولجأت الدولـة للاسـتدانة مـن النظـام المصرفي ، وكان هنالك توسع في تمويل القطاع الخاص ، تعرض سعر الصرف إلـى تغيرات خلال 1996م أدى إلى ارتفاعه في الصرافات المعتمده والسوق الأسود ولكـن على أن أهم السياسات كانت احتـواء السيولة عن طريق سحب قدر كبير من السيولة وتوزيعها على القطاعـات الإنتاجيـة والخدمية المستهدفة بعيداً عن القطاع الموازي لاستخدامه لهذا الغرض. وأزدادت الديون المحلية والخارجية نتيجة تطبيق روشتة الصندوق إضافة الي بيع 33 شركة عامة من أهمها الشركة السودانية للاتصالات.
- عام 2007 نوقشت رسالة ماجستير أخري حول سياسات صندوق النقد الدولي تجاه الاقتصاد السوداني ( 1985 – 1996 ) وبذلك شلمت سبع سنوات من حكم البشير. وجاء بالدراسة " لم يعاني الاقتصاد السوداني من أساسه في ميزان مدفوعاته كما زعم الصندوق بل يعاني من سوء الإدارة الاقتصادية نسبة للعوامل السياسية المتعلقة بطبيعة النظام السياسي الذي كان سائداً قبل إبريل 1985 م . وتخلص الرسالة الي أن وصفة الصندوق لا تعالج الاختلالات الهيكلية للاقتصاد السوداني نتيجة خلال الاقتصاد الانتاجي وتدهور الزراعة وميزان المدفوعات واختلال سعر الصرف وزيادة الواردات.
- كالمعتاد أكمل فريق من صندوق النقد الدولي جولته الحوارية الدورية مع مسؤولي القطاع الاقتصادي في السودان، وأصدر بياناً أكد فيه من ناحية على إحراز تقدم في إنجاز برنامج الإصلاح الاقتصادي في السودان، ونبه من ناحية أخرى إلى تحديات ما زالت تواجه اقتصاد السودان، وقد تؤدي إلى نتائج سالبة في المرحلة القادمة ما لم يتم تداركها عبر (الروشتة) المعروفة للصندوق، والتي لا تخرج في مجملها عن زيادة الضغوط الاقتصادية على المواطنين عبر تحميلهم المزيد من أعباء الأزمة.وقد كتب محجوب محمد صالح " إن خروج السودان من أزمته الاقتصادية لا يمكن أن يتم إلا في إطار علاج شامل لأزمته السياسية ليفتح الأفق كاملاً ورحيباً أمام الداخل، وأمام العلاقة السوية مع الخارج، ويضع حلاً للتعامل مع الخارج تحرره من المقاطعات والحصار وتبني له علاقات سوية تخدم مصالحه- هذا برنامج لا يدخل في نطاق صلاحيات صندوق النقد الدولي، وهو بالضرورة مسؤولية أهل السودان وهم القادرون على إنفاذه متى صممت عزيمتهم على إنجازه وإلى أن يحدث ذلك ستظل بعثات الصندوق تغدو وتروح وتظل النصائح المكررة تترى دون أن يكون لها أثر على أرض الواقع".
- أكتوبر 2016 دعا صندوق النقد الدولي الحكومة السودانية إلى تشديد السياسة النقدية لكبح جماح التضخم، وأبدى ترحيبه بالتقدم الذي أحرزه السودان في اتجاه تحقيق استقرار الاقتصاد الكلي والنمو عقب انفصال جنوب السودان في العام 2011 وذلك على خلفية العلاقات الخارجية الصعبة التي تواجهها البلاد.
- إبريل 2017 طلب السودان، معاونة البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، في الوصول الي الإعفاء من الديون، وفق المبادرات الدولية.وشارك وزير المالية السوداني بدر الدين محمود، ونائب محافظ بنك السودان، في إجتماعات ” مائدة مستديرة” بواشنطن، حول ديون السودان الخارجية.
- أكتوبر 2018 تعهد صندوق النقد والبنك الدوليان بتقديم المساعدات الفنية للسودان في تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأت الحكومة المشكلة حديثا في تنفيذه خلال الأسابيع الأخيرة.
وتستمر شهادات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي تشيد بالاقتصاد السوداني وكفاءته وتستمر مؤشرات الإداء الاقتصادي المتردي في ظل حكم البشير وسياسات الصندوق .
- بلغ عجز ميزان المدفوعات عام 2016 ما يصل إلي 4.2 مليار دولار. ونتيجة تدهور القطاعات السلعية انخفضت صادرات السودان من 4.1 مليار دولار عام 2012 إلي 3.1 مليار دولار عام 2016 .
- ارتفع الدين الداخلي من 9.5 مليار دولار عام 2015 إلي 10.9 مليار دولار عام 2016 ويمثل 22.3% من الناتج المحلي الإجمالي للسودان .
- كما ارتفع عجز الموازنة من 2.6 مليار دولار عام 2012 إلي 3.5 مليار دولار عام 2016.
- كذلك أرتفعت الديون الخارجية من 42 مليار دولار عام 2012 إلي 45.4 مليار دولار عام 2016.
خلال الفترة من 2003 إلي نهاية ديسمبر 2015 استقبلت السودان استثمار أجنبي مباشر بلغت قيمته 8.8 مليار دولار في 69 مشروع ومن قبل 55 شركة عربية وأجنبية.وخلال السنوات الثلاث الأخيرة 2015-2016 كانت مصر هي المستثمر الرئيسي في السودان.ومنذ عام 2011 تصدرت شركة فارما سيز المصرية لتجارة الأدوية قائمة أهم عشر شركات مستثمرة في السودان حيث تنفذ مشروعاً واحدا بتكلفة استثمارية تزيد علي مليار دولار.
موازنة 2018 وبداية الاحتجاجات
تم رفع حظر الولايات المتحدة عن السودان بعد عشرين سنة ولكن أوضاع الاقتصاد وصلت لأزمة هيكلية بعد انهيار قطاع الزراعة مصدر الدخل الرئيسي للسودان وانهيار الصناعة وتفاقم عجز ميزان المدفوعات وعجز الموازنة وتفاقم الديون المحلية والخارجية ووصول الفقر والتضخم والبطالة لمعدلات غير مسبوقة واستمرار الخصخصة وبيع الأصول السودانية وتنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ورغم تدفق الاستثمارات الأجنبية.ولذلك قد تعطي بيانات موازنة 2018 مؤشر علي وضع الاقتصاد السوداني بعد 29 سنة من حكم البشير والاسلاميين في السودان.
- يبلغ إجمالي حجم مشروع موازنة 2018، قرابة 173.1 مليار جنيه (25 مليار دولار).
- قدر مشروع الموازنة إجمالي الإيرادات الضريبية وغير الضريبية، والمنح، والإيرادات الأخرى، بقيمة 116.9 مليار جنيه (16.94 مليار دولار).
- في المقابل قدرت الحكومة السودانية إجمالي المصروفات العامة، بنحو 127.2 مليار جنيه (18.4 مليار دولار) تشكل نسبتها 68% من إجمالي الاستخدامات (الموازنة).
- يستهدف مشروع الموازنة تحقيق معدل نمو 4%، وتخفيض متوسط معدل التضخم من 34.1%، إلى 19.5%.
- كذلك، يستهدف مشروع موازنة 2018، خفض عرض النقود من 45.6%، إلى 18.1%.
- بلغت إيرادات موازنة العام الجاري 77.7 مليار جنيه (11.6 مليار دولار)، بينما بلغت المصروفات الجارية 96.2 مليار جنيه (14.3 مليار دولار).
- بلغ العجز في موازنة العام الجاري 18.5 مليار جنيه (2.7 مليار دولار)، أي ما يعادل نحو 2.1% من الناتج المحلي الإجمالي.
- الإيرادات الضريبية والمنح والإيرادات الأخرى قدرت بمبلغ 116.9 مليار جنيه بنسبة 68% منها الإيرادات الضريبية بمبلغ 75.1 مليار جنيه أي ما يعادل 64% والإيرادات الأخرى بحوالي 33.7 مليار جنيه والمنح نحو 8.1 مليار جنيه ، مبيعات الأصول غير المالية بمبلغ 600 مليون جنيه بنسبة 0.3% ومبيعات الأصول المالية بحوالي 343 مليون جنيه بنسبة 0.2% من إجمالي الموارد .
- تقدير القروض الخارجية والاستدانة من الجمهور والنظام المصرفي 55.3 مليار جنيه بنسبة 32% من إجمالي الموارد.
- جاءت الموازنة العامة التي أجازها برلمان السودان لعام 2018، لتثير ضجة بالغة فاقمت من حالة عدم الاستقرار السياسي الذي تعيشه البلاد، عندما كشفت الموازنة التي تم إيداعها وإجازتها من قبل البرلمان في خمسة ايّام قبل نهاية العام السابق، حجم الأزمة الاقتصادية التي يمر بها السودان، نتيجة لاختلال أولويات صرفها.
- مضت الميزانية على المنوال ذاته بتخصيص جل أوجه صرفها لبنود الأمن والدفاع والمخصصات الرئاسية.
- احتوت الميزانية على تخفيض جديد لقيمة العملة السودانية مقابل الدولار الأمريكي الذي ارتفع سعره الرسمي من 6.9 جنيه إلى 18 جنيها، بنسبة ارتفاع قدرها 260%، وهو ما أدى بدوره إلى ارتفاع كبير في قيمة كافة السلع المستوردة، التي يعتمد عليها السوق السوداني بشكل أساسي.
- خصصت الميزانية 23 مليارا و888 مليون جنيه لقطاع الأمن والدفاع، بالإضافة إلى 10 مليارات و705 ملايين إلى ما سمي بالنظام العام وشؤون السلامة، فيما بلغت ميزانية قوات الدعم السريع وحدها 4 مليارات و170 مليون جنيه، مقابل تخصيص 2 مليار و942 مليونا لقطاع الصحة، و5 مليارات و326 مليون جنيه لقطاع التعليم!
- كذلك تم تركيز أغلب مصروفات الميزانية على المركز، الذي حاز على نسبة 72% من مصروفات الموازنة العامة مقابل تخصيص نسبة 28% من الميزانية لكافة الولايات.
- اشتملت الميزانية على رفع الدعم مرة أخرى عن القمح، الذي ارتفع سعر الجوال زنة 50 كيلوغراما منه من 156 جنيها الى 450 جنيها (على الرغم من ان سعره العالمي لم يتجاوز ما يعادل 162جنيها سودانيا) وسط توقعات بازدياد سعره مرة أخرى في مقبل الأيام، ليصل إلى 550 جنيها. ما أدى إلى تضاعف سعر رغيف الخبز الواحد وتناقص وزن الخبز، ليصل إلى سعر جنيه واحد للرغيف، وأدى ذلك أيضًا إلى ندرة وشح الخبز، وتزايد المخابز المغلقة.
- نصت القوانين المصاحبة للموازنة على زيادة جمارك الإطارات الجديدة بنسبة (10%)، بالإضافة لزيادة جمارك أجزاء وإضافات المركبات (الاسبيرات) بنسبة (10%)، وزيادة جمارك الدقيق بنسبة (10%)، وتم تعديل فئات ضرائب الرسم الإضافي لعدد من السلع، تضمنت زيادة ضريبة عربات البكاسي بنسبة (130%)، الصلصة الجاهزة بنسبة (10%)، وتبغ الشيشة (230%)، السجائر (40%)، المصنوعات الجلدية (40%)، الملابس والستائر والملايات (10%)، الأحذية (10%)، الأدوات الصحية (20%) الأواني المنزلية (20%)، الزجاج ومصنوعاته (20%)، الألمونيوم ومصنوعاته (30%)، الكوالين والأقفال (30%)، المراوح (10%)، الأفران والمكاوي والخلاطات (30%).
وكأننا نقرأ تعليق علي الموازنة العامة المصرية أو الأردنية أو التونسية فكلنا في الهم شرق.
تطور الاحتجاجات في السنوات الأخيرة
- احتجاجات عام 2013 : خرج المئات من المحتجين في العاصمة السودانية الخرطوم ومدينة أم درمان في مظاهرات دعا إليها ناشطون احتجاجا على قرار الحكومة رفع الدعم عن المحروقات وما وصفوه بقمع الاحتجاجات التي وقعت وسقط خلالها قتلى وجرحى.وفي أم درمان غرب العاصمة، شارك المئات في مسيرة مناهضة للحكومة ورددوا هتافات " الشعب يريد إسقاط النظام". وتصدت قوات الأمن للمحتجين بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وأسفرت المواجهات بين الشرطة والمحتجين عن سقوط 29 قتيلا بحسب السلطات السودانية.وقالت المصادر إن هذه الموجهات هي الأعنف منذ تولي البشير والانقاذ للسلطة .
- احتجاجات عام 2016 : حسب مراسل فرانس برس، خرجت تظاهرات عدة فى الأسابيع الأخيرة، تنديدا بإعلان السلطات رفع سعر البنزين والديزل بنسبة 30%، ما أدى إلى ارتفاع أسعار سلع أخرى بينها الأدوية.وتأتى التظاهرات بعد انتهاء إضراب وطنى عام استمر لثلاثة أيام، دعت إليه المعارضة.
- احتجاجات يناير 2018: عند إقرار مشروع موازنة 2018 ورفع الدعم وتعويم الجنيه السوداني لترتفع قيمته من 6 جنيه الي 18 جنيه كما حدث في مصر وارتفاع اسعار الخبز والمحروقات تفجرت موجة كبيرة من الاحتجاجات عمت عدة مدن سودانية.ورفع المتظاهرون شعارات تندد بميزانية 2018 التي تسببت في رفع أسعار الخبز إلى الضعف وغيره من السلع الأساسية. كما هتفوا "سلمية ضد الحرامية".. و"البمبان (الغاز المسيل للدموع) سلاح جبان". وطالبوا أيضا برحيل النظام الحاكم في السودان. وألقت الشرطة القبض على العشرات من القادة السياسيين والإعلاميين والنشطاء، من بينهم عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي صديق يوسف، ومراسل هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) العربية محمد محمد عثمان الذي أطلقت سراحه بعد ساعات من الاحتجاز.
- لذلك فإن احتجاجات ديسمبر 2018 ليست جديدة علي السودان بل هل تتويج لمسيرة طويل سقط خلالها عشرات الشهداء واصيب المئات واعتقل المئات ايضا فهي تتويج لسقوط شعبية نظام البشير الذي حكم لثلاثة عقود. لقد احتدمت أزمة الاقتصاد السوداني منذ 2011 عقب انفصال الجنوب.ولم يخرج البشير حامل لواء الشريعة الاسلامية عن اقرانه في باقي الدول العربية وسلم السودان لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي لتستمر الخصخصة والغاء الدعم والتضخم والبطالة وانتشار الفقر كحصاد لروشته فاشلة تهتف ضدها الجماهير من الأردن وتونس إلي الخرطوم وعطبرة ودارفور .
سجل البشير في معادات حقوق الانسان
كتب الطيب صالح الروائي السوداني الشهير :"من أين أتى هؤلاء الناس؟" وهو ما سبق أن وصفه الشاعر صلاح عبد الصبور بقوله " لا أدري كَيف ترعرع في وادينا الطَيب هذا القدر من السَفلة والأوغاد ؟ ". لكن الشعوب تتحمل إلي حين ثم تنفجر.
لقد تميزت فترة حكم الانقاذ والبشير بمعاداة الحريات الديمقراطية ومصادرة الصحف ووسائل الاعلام وتطبيق الحدود علي المعارضين في الرأي وشملت الاعتقالات الاف السودانيين وظلت بعض الأحزاب السياسية تكافح في ظل قبضة البشير وطغمته الحاكمة والذي كشف حقيقة تحالف الكاب والعمامة والذي قاد لتمزيق السودان وتعميق الافقار والتبعية ومعادات الحريات. وشهدت حرية العقيدة انتهاكات وصلت الي هدم الكنائس القائمة وفق تقرير هيومان رايتس وتش لعام 2017. وكذلك تقارير منظمة العفو الدولية إضافة إلي تقارير المنظمات الحقوقية السودانية.
ومن سخريات القدر العربي أن الدستور السوداني المجاز في 2005، يسمح بترشح الفرد للرئاسة لدورتين فقط، وكان البشير الذي يحكم السودان منذ عام 1989، قد ترشح في انتخابات 2010 و2015 على التوالي، إلا أنه يسعى الآن لضمان ترشيحه في انتخابات 2020 منذ وقت مبكّر، خصوصًا مع تزايد الاستقطاب الداخلي في صفوف حزب المؤتمر الوطني، للبحث عن مرشح بديل للبشير، حيث يتوحد أغلب الإسلاميين مع ترشيح نافع علي نافع كمرشح رئاسي للمؤتمر الوطني في 2020، بينما يدفع القادة العسكريون بنائب رئيس الجمهورية الحالي، ورئيس الوزراء، الذي يتولى ايضًا رئاسة الحركة الإسلامية بكري حسن صالح كمرشح أقرب للجيش، ويقف آخرون داخل المؤتمر الوطني دعمًا لترشيح البشير، باعتباره يشكل ضمانة وحماية لشبكة معقدة من العلاقات الاقتصادية والمصالح التي نمت في ظل حكمه الممتد لحوالي ثلاثة عقود. وجدير بالذكر أن الدستور السوداني الانتقالي لعام 2005 كان قد تم تعديله عدة مرات منذ عام 2014، لزيادة تركيز السلطات في يد الرئيس البشير، إلا أن الدستور لا يزال ينص على جواز الترشح لدورتين فقط لمنصب الرئيس.
جماعات التغيير
بجانب الاحزاب السودانية التقليدية وعلي رأسها حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي وحزب المؤتمر بزعامة حسن الترابي والحزب الشيوعي السوداني بزعامة محمد مختار الخطيب وهو موجود منذ عام 1946 وهو الذي دعي لانتفاضة يناير 2018 وهوجمت مقراته خلال تحركات ديسمبر 2018 وتعرضت قياداته واعضائه للاعتقال. كما ان النقابات المهنية والعمالية تعد جزء من حركة المعارضة ضد نظام البشير وقد دعت نقابة الاطباء للتظاهر يوم 25 ديسمبر في العاصمة الخرطوم وكافة المدن السودانية كخطوة علي طريق العصيان المدني لاسقاط النظام.
كذلك تشكلت بعض الائتلافات السياسية لمواجهة حكم البشير منها :
1- تحالف قوى الإجماع الوطني أو تحالف احزاب المعارضة السودانية
هو تكتل الأحزاب المعارضة في السودان التي تمتنع عن المشاركة في الحياة النيابية في البلاد، وتعارض توجهات النظام. تضم 17 حزبا معارضا. تأسس في سبتمبر 2009 و يتزعمه فاروق أبو عيسى.ويضم 17 حزب من بينها حزب الامة ،الحزب الشيوعي السوداني،حزب المؤتمر الشعبي بزعامة حسن الترابي، الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال وعدد من الأحزاب الأخري.
عام 2012 طرحت قوي الإجماع الوطني وثيقة التغيير.وقد جاء بالوثيقة " نحن قوي الاجماع الوطني إذ نؤكد حرصنا علي التغيير السلمي الديمقراطي الذي يستلهم تقاليد شعبنا المجربة في مواجهة الدكتاتوريات.من موقع المسئولية الوطنية نتقدم بهذا البرنامج الي كافة جماهير شعبنا وقواه السياسية والمدنية والاجتماعية بكافة قطاعاته التقليدية والحديثة، في الريف والحضر الملتزمة بالنضال من اجل التغيير، وفك الارتباط بين الدولة والحزب الحاكم، وضمان استقلال القضاء وسيادة حكم القانون، وذلك لضمان الحفاظ علي كيان الدولة السودانية من شر التمزق والتفتت، ولا ينقذ البلاد من حالة التردي والفشل والخضوع للوصاية الدولية الا عزيمة اهلها وكافة قواها الوطنية بارادتهم الحرة وتكاتفهم من اجل اقامة بديل ديمقراطي يرتكز علي مشروع وطني مجمع عليه". وبذلك وضعت قوي الاجماع الوطني رؤية متكاملة لما بعد سقوط البشير واعتمدتها منذ ست سنوات من الآن.وقد نصت الوثيقة علي :
أولاً: اتخاذ النضال السياسي الجماهيري السلمي بكافة اشكاله ( الاضراب، العصيان المدني الانتفاضة، الثورة الشعبية …الخ) من اجل اسقاط النظام ولتحقيق الانتقال من الوضع السياسي الراهن في البلاد الي وضع جديد عبر فترة انتقالية يحكمها الاعلان الدستوري، علي برنامج البديل الديمقراطي ويعتبر جزءاً من هذا الميثاق.
ثانياً : تدير البلاد خلال الفترة الانتقالية المحددة بثلاث سنوات حكومة انتقالية تشارك فيها كل القوي السياسية الموقعة علي وثيقة البديل الديمقراطي و فصائل الجبهة الثورية مع مراعاة تمثيل النساء والمجتمع المدني والحـركات الشبابية والشخصيات الديمقراطية المستقلة.
ثالثاً : خلال الفترة الانتقالية المحددة تعقد الحكومة القومية المؤتمر الدستوري الذي يضع إطار الدستور الدائم ويحدد كيفية صياغته وطريقة اجازته.
رابعاً : الالتزام بالمبادئ والقيم التالية في كتابة دستور البلاد الدائم :-
أ- الدولة السودانية دولة مدنية ديمقراطية تتأسس علي المساواة بين المواطنين وتؤكد ان الشعب هو مصدر السلطات وتعتبر ان المواطنة هي اساس الحقوق والواجبات.
ب- يتضمن الـدستور وثيقة لحقوق الانسان تتأسس علي المبادىْ والقيم الواردة في المواثيق والاتفاقيات والعهود الاقليمية والدولية التي صادق ويصادق عليها السودان.
كما تم تحديد مبادئ وقيم اعداد الدستور الدائم .وتم صياغة الاعلان الدستوري الانتقالي .وكان التحالف يجهز لخوض انتخابات 2020 والتغيير من خلال البرلمان والاليات الديمقراطية .
عام 2016 خرجت بعض الأحزاب من التحالف وهي حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي والبعث السوداني، تجمع الوسط،الحزب القومي السوداني، والتحالف الوطني السوداني، المؤتمر السوداني بقيادة حسن الترابي. وأكد التعميم الممهور بتوقيع محمد فاروق سلمان المتحدث باسم تحالف قوى (نداء السودان) في الداخل، التزامهم بمد جسور التواصل والتنسيق مع الإجماع الوطني فى القضايا موضوع الاتفاق بين الكيانين على قاعدة الاحترام المتبادل وانصراف الطرفين لمعركة الشعب الأساسية في مواجهة ما اسماه نظام الفساد والاستبداد.وبذلك ولد تحالف معارض جديد باسم " نداء السودان".
كانت قوي الإجماع الوطني علي تواصل مستمر بالأحداث وفي القلب منها وقد صرح رئيس قوى الإجماع فاروق أبو عيسى أن موقفنا ثابت لا يتغير من إسقاط النظام" وأكد ثقته في الشعب السوداني وقال نحن فخورين بثوريته وإقتحامه في وقت يئس فيه الكثيرين من الشعب..وآخرين ذهبوا للهرولة والتسوية مع النظام..وأضاف أننا نستحق أن نكون أحد صناع هذا الحراك الجماهيري" وتوقع أبو عيسى في حديثه ل( الراكوبة) وقال: أن السيناريوهات مفتوحة لإستراد الشعب كرامته وهمته وإن واجه بعض الصعوبات "و لأن ما يحدث الآن ليس مفتعل" او مؤقت وأردف لأنه "الشعب جاع" ولذلك في النهاية سينتصر وسيتجاوز هذه المرحلة بالإصرار والعزيمة وسنواصل نحن نعمل إلى أن يسقط هذا النظام..
2- نداء السودان
ضمت احزاب نداء السودان بزعامة الصادق المهدي بعض الحركات المتمردة وهو الأمر الذي رفضه قادة الإجماع الوطني. ويعاب علي نداء السودان أنه عودة لتحالف حزب الأمة والمؤتمر وهو التحالف الذي أطاح بحكومة الصادق المهدي وأتي بالبشير وجماعته وعصفه بالديمقراطية وتمزيق السودان.وفي يونيو الماضي أعلنت الحركة ضم قوى معارضة وحركات حاملة للسلاح في إقليم دارفور ومنطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق.
كما أصدر نداء السودان اعلان دستورى جاء به:
1 .نداء السودان وعاء جبهوى جامع لكل القوى الملتزمة بعهد لبناء الوطن فى ظل السلام والديموقراطية وإزالة كافة أسباب التعصب والظلم.
2 .نداء السودان ملتزم بتحقيق مطالب الشعب السودانى المشروعة بالوسائل الخالية من العنف، إنتفاضة شعبية على سُنة 1964 و1985 او حوار بإستحقاقاته على سُنة كوديسا جنوب افريقيا 1992.
3 .نداء السودان مكون من احزاب سياسية وقوى سياسية حملت السلاح لمقاومة النظام , ومنظمات مجتمع مدنى .
4 .هذه القوى السياسية لجأت لحمل السلاح لمقاومة نظام احتل السلطة بوسائل عسكرية , ومارس حكمه بالقهر الغاشم
5 .القوى السياسية الحاملة للسلاح أعضاء نداء السودان ملتزمة بأهداف النداء السلمية المدنية البعيدة عن العمل العسكرى , وملتزمة بوحدة
السودان فى ظل المواطنة بلا تمييز , وفى ظل الحرية والعدالة والتنمية .
6 .نداء السودان مؤسسة مدنية ديموقراطية جامعة , تخضع منظومته للضوابط المؤسسية.
وتظل حركتي الاجماع الوطني ونداء السودان تدعوا للانتفاضة وتلتحم بها ولكن ربما نجد قوي الاجماع متحررة من ميراث التحالفات القديمة التي تصم نداء السودان وخاصة تحالف حزبي الأمة والمؤتمر.
من ناحية أخري قال خضر عطا المنان، الصحفي السوداني والأمين العام لرابطة الإعلاميين العرب في الدانمارك، إن الاحتجاجات الحالية هي نتاج طبيعي للسياسات المتخبطة من جانب الحكومة في الخرطوم.وأشار إلى أن مطالب المتظاهرين كانت في البداية حياتية، وارتفع سقفها لتصل للمطالبة "برحيل النظام"، الذي عجز طوال 3 عقود عن توفير أساسيات الحياة.وتابع "هناك صراعات داخل أروقة الحكم في الخرطوم بين جناحي الحكم من أتباع الترابي والبشير، تلك الصراعات كلها تمت على حساب الشعب السوداني واستقراره الداخلي".
وحول أوجه الاختلاف في الاحتجاجات الحالية في السودان، عما سبقها، قال المنان: "كل التحركات السابقة خلال 30 عاما الماضية كان يتزعمها إما قادة الجيش غير المرضي عنه من جانب القيادة، ويتم إجهاض تلك المحاولة على الصعيد العسكري". "أما بالنسبة للجانب المدني فكان يقود الاحتجاجات رموزا عفا عليها الزمن، ولا توجد لديهم ثقافة تداول السلطة، حيث يظل الرئيس رئيسا مدى الحياة في حزبه أو هيئته السياسية، والاختلاف هذه المرة أن الانتفاضة قادها الشباب، الذي عاش في ظل الوضع الراهن ورأى بنفسه ما وصلنا إليه بكل الأصعدة".
سيناريوهات التغيير القادم
السودان يختلف في طبيعته عن الكثير من الدول العربية فمساحته تصل الي 1.9 مليون كيلومتر مربع اي ما يقرب من ضعف مساحة مصر علي سبيل المثال. السودان بلد متعدد اللغات يهيمن عليها اللغة العربية باللهجة السودانية. في دستور عام 2005 لجمهورية السودان، تم إقرار اللغات الرسمية في السودان لتكون العربية الفصحى والإنجليزية واللغه النوبية الشماليه (الكوشيين) إضافة الي عدد من اللغات المحلية السودانية مثل لغة البرقو واللغة النوبية، ويتم التحدث بها في أقصى الشمال من قبل النوبيين في الدناقلة والمحس والحلفاوين ولغة البجا ، ويتحدث بها مايقارب المليونين نسمة من الرحل في مصر، السودان وأريتيريا.ولغة الفور في دارفور،ولغة الزغاوة في دارفور وتشاد ، ولغة المساليت إضافة الي عدد من اللغات الغير مكتوبة.
تقسم السودان إداريا الي 18 ولاية أكبرها الخرطوم التي تضم 7.1 مليون نسمة ثم ولاية الجزيرة 3.8 مليون نسمة ثم يتوزع السكان علي باقي الولايات.
شهد السودان منذ استقلاله 11 انقلاب عسكري ولعل أبرز الانقلابات التي شهدها السودان، كانت انقلاب الفريق إبراهيم عبود عام 1958 واستمر حكمه 6 سنوات، وانقلاب جعفر النميري 1969 واستمر حكمه 16 عاماً، وانقلاب عمر البشير عام 1989 وهو مستمر منذ 29 عاماً حتى الآن.
كما شهدت السودان ثورتين شعبيتين الأولي 1964 ضد نظام حكم عبود، حيث اكتظت شوارع الخرطوم بالمتظاهرين المطالبين بتنحيه عن حكم البلاد.واضطر أمامها قادة القوات المسلحة السودانية إلى الانحياز لمطالب الشعب، ليطيح الشعب مدعوماً بالجيش بأول انقلاب عسكري شهده السودان، وتبدأ ثاني حكومة مدنية في البلاد امتدت حتى مايو من عام 1969.
أما الثورة الشعبية الثانية في العام 1985 إبان حكم جعفر النميري الذي حكم البلاد لستة عشر عاماً.وايضاً تدخل الجيش وانحاز لطلبات الشعب وانحاز رئيس الأركان ووزير الدفاع وقتها المشير عبد الرحمن سوار الذهب للإرادة الشعبية في السادس من أبريل عام ألف وتسعمئة وخمسة وثمانين.ويتولى البلاد لمدة عام واحد خلال الفترة الانتقالية، سلم بعدها الحكم طواعية بعد انتخابات حرة جاءت بحكومة الصادق المهدي المنتخبة في عام 1986والتي أطاح بها انقلاب البشير والاسلاميين عام 1989.
لذلك نجد كل السيناريوهات مفتوحة خلال المرحلة القادمة .فقد تنتصر الإرادة الشعبية المدنية الممثلة في الأحزاب المدنية والنقابات وقد يلتف الجيش علي الثورة أو ينحاز جناح منه للتغيير كما حدث من قبل ، وقد تطور الأحداث إلي حرب أهلية وتقسيم للسودان.
لذلك فإن الحفاظ علي وحدة وتماسك السودان يعد أولوية كبري بعد كل الصراعات والتمزق الذي أحدثه البشير وتحالفاته.كما أن حرص التحالفات الرئيسية علي سلمية الثورة يعد ضرورة ولكن لا توجد ضمانات لاستمرار الصمت في ظل سقوط 37 شهيد حتي يوم 25 ديسمبر وفق لتقديرات منظمة العفو الدولية .
فتدخل الجماعات المسلحة في الصراع ومحاولة قنص بعض الولايات وتدخل ميليشيات الأخوان المسلمين وإطلاق النار علي المتظاهرين ربما يشكل خطر كبير في ظل التطورات الجارية.لكن ما يميز الحراك الأخير دخول قوي شبابية وطلابية للساحة لم تلوثها الممارسات السياسية القديمة لبعض الاحزاب التقليدية ولا تمنح ولائها لأي من الزعامات التقليدية.
كما أن لجوء نظام البشير لقطع اتصالات الانترنت لم يوقف استمرار الثورة فهو لم يعي دروس الثورة المصرية ويكرر نفس أخطاء نظام مبارك بحملة الاعتقالات ومصادرة الصحف ووسائل الاعلام وقطع الاتصالات. إضافة الي استخدام الذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين.
وسواء استكمل الحراك الحالي تصعيده حتي اسقاط البشير كما تطورت مطالب المحتجين أو تم الالتفاف علي مطالب الشارع السوداني.فإنه قد جرت في النهر مياه جديدة والعد التنازلي لنهاية حكم البشير قد بدأت وتعمدت بالدم في العديد من المدن السودانية.كما ان تدمير المتظاهرين لمقرات الحزب الحاكم ومقرات الأجهزة الأمنية فهو مؤشر علي أن عقارب الساعة تحركت ولن تستطيع اي قوة إيقافها.لقد حول جمهور الهلال السوداني مبارته الأخيرة إلي مظاهرة هتفت " الشعب يريد إسقاط النظام " وخرجت من الاستاد محاولة الوصول للقصر الرئاسي. وبدأت مفاصل نظام البشير تتفكك.
علي مدي الحراك الأخير ردد المتظاهرون في مختلف المدن شعارات مثل :
- ياخرطوم ان الاوان .. لا بشير ولا اخوان
- اجمد يازول ...الظلم لازم يزول
- نحنا مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا
- ما للسكر والبنزين .. مرقنا عشان تجار الدين
- يالماهيتك كم مليون ..نِحن الشعب البات مديون
- مرقنا عشان الوطن الراح.. وما برجعنا الليله سلاح
- ضد العسكر والبنبان ..مرقنا عشانك ي سودان
- لا أخوان ولا كيزان .. صوت الشعب في الميدان
- الشعب يريد إسقاط النظام
ويتحرك الشعب السوداني يطالب باسقاط البشير رمز الاستبداد العسكري والحاكم باسم الشريعة الذي مزق السودان. ولسقوط نظام البشير عشرات الدلالات التي تسعي أنظمة الرجعية العربية والعالمية لمنع حدوثها ودعم البشير. لكن علمتنا حركة التاريخ أنه لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر ووالله لبكرة يطلع النهار ياخال.
إلهامي الميرغني
25/12/2018

المصادر
1 - http://kassalaextension.sudanagri.net/posts/506771
2 - https://www.alhurra.com/a/sudan-protests/414784.html

3 https://www.dw.com/ar/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D8%AE%D8%A8%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%84%D8%A9-%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/a-42099777
- https://www.france24.com/ar/20170302-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B1%D8%A6%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D8%B2%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD
- https://www.sudaress.com/rayaam/203918
4- نجلاء يوسف محمد السيد – الابعاد الاقتصادية لعلاقة صندوق النقد الدولي مع السودان – جامعة الخرطوم – كلية الاقتصاد والدراسات الاجتماعية - قسم العلوم السياسية – بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في العلاقات الدولية – فبراير 2003 – صفحة
5- النخيل رحمة عبدالفراج محمد – سياسات صندوق النقد الدولي تجاه الاقتصاد السوداني ( 1985 – 1996 م ) – رسالة مقدمة لنيل درجة التخصص الأولي ( الماجستير ) – جامعة القرآن الكريم والعلوم الاسلامية – شعبة الاقتصاد – 2007 – صفحة 35.
6- https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-200638.htm
7- السودان اليوم - صندوق النقد الدولي يدعو السودان لكبح جماح التضخم - 8 أكتوبر، 2016
8 https://alsudanalyoum.com/news/%D9%85%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%AF-%D9%8A%D8%B7%D9%84%D8%A8-%D8%B9%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D9%83-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%88%D8%B5%D9%86%D8%AF%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82/
9- جريدة الشرق الأوسط – كتب سيف اليزل بابكر- البنك الدولي وصندوق النقد يدعمان الإصلاح الاقتصادي في السودان على هامش اجتماعات بالي - 21 أكتوبر 2018 مـ رقم العدد [ 14572].
10- صندوق النقد العربي – مجلس الوحدة الاقتصادية العربية - التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2017 .
11- المؤسسة العربية لضمان الاستثمار – التقرير السنوي – مناخ الاستثمار في الدول العربية – سنوات 2015، 2016، 2017.
12 - https://www.eremnews.com/economy/banking/1122496
13 https://arabic.sputniknews.com/arab_world/201712241028722959-%D9%85%D9%8A%D8%B2%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B9%D8%A7%D9%85-2018/
14- د. محمد عبدالرحمن عريف - ميزانية السودان 2018 من يعطي الخبز يعطي الشرعية – القدس العربي - 12 - يناير – 2018.
15 - http://alsahafasd.com/14450914
16 - BBC عربي - احتجاجات السودان: مظاهرات جديدة في الخرطوم وأم درمان – 27 سبتمبر 2013.
17 - اليوم السابع - الأمن السودانى يفرق مظاهرة فى الخرطوم احتجاجا على رفع أسعار الوقود - الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 .
18 - الحرة - اعتقالات وإصابات خلال مظاهرات منددة بالغلاء في السودان – 16 يناير 2018.
19 - الشرق الأوسط - الأمن السوداني يفرق مظاهرات الخبز بالغاز في الخرطوم ويعتقل العشرات وزير الإعلام يتهم بعض عناصر المعارضة بحشد المواطنين - 17 يناير 2018 مـ رقم العدد [ 14295].
20- د. محمد عبدالرحمن عريف – القدس العربي - مصدر سابق .
21- سودانيز أونلاين - نص وثيقة البديل الديمقراطي المقدمة من تحالف قوى الاجماع الوطنى في 4/7/2012 لإدارة مرحلة مابعد إسقاط البشير.
22- سودان تربويون - 5 أحزاب معارضة تعلن انسلاخها عن تحالف قوى الإجماع الوطني – 28 سبتمبر 2016.
23- https://www.alrakoba.net/news-action-show-id-313634.htm
سودانيون تربيون -قوى (نداء السودان) تعلن تشكيل الأمانة العامة للتحالف – 18 يونيو 2018.
24- حزب الأمة القومي - البيان الختامي قوى نداء السودان - 18 مارس، 2018.
25 - سبوتنيك عربي - إعلامي سوداني يوضح أسباب تصاعد الاحتجاجات في السودان – 24/12/2018.
15:25 24.12.2018(محدثة 15:27 24.12.2018)



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القطاع العام في مصر الى اين؟
- أزمة المصطلحات والمفاهيم وإشكاليات التغير وطرح البدائل في مص ...
- الانيميا والبدانة والتقزم وسوء التغذية أهم أمراض الفقراء في ...
- بيع الجنسية المصرية حلقة من مسلسل التسليع والتفريط و البيع
- الانتحار في مصر
- أكاذيب حول غلاء الاسعار في مصر
- تعديل وزاري أم وزارة جديدة؟!!!
- أسعار البترول وانعكاساتها علي ميزان المدفوعات والموازنة العا ...
- أزمة المياه في مصر ( 1 )
- معركة التاكسي الأبيض والشركات الدولية وأزمة نقل الركاب بمصر ...
- ثروات مصر بين الفقراء والأغنياء
- الوضع االقتصادي في المنطقة العربية
- لماذا نرفض مشروع قانون التأمين الصحي الجديد؟
- ماذا يحدث في السعودية – زلزال 4 نوفمبر ؟!! 2 – ثنائية النفط ...
- ماذا يحدث في السعودية – زلزال 4 نوفمبر ؟!! 1-أهمية السعودية ...
- عودة صندوق الدين والمندوب السامي إلي مصر
- العاصمة الإدارية الجديدة
- طلعت باشا حرب .. لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
- الاقتصاد غير المنظم والعدالة الضريبية في مصر
- إشكاليات التنظيم في مصر ما بعد 25 يناير 1-تنظيمات العمال


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - الشعب السوداني حول الشتاء إلي ربيع الحرية