أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - ميزانية الدولة والمتسلطين














المزيد.....


ميزانية الدولة والمتسلطين


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ميزانية الدولة والمتسلطين
على طول التاريخ العراقي كانت ميزانية الدولة بيد المتسلطين ففي بداية العهد الملكي وظهور العراق إلى الساحة استفردت العائلة الملكية بنصيب عالي جدا من الميزانية العراقية ففي ذلك العهد المباد امتلك الملك السيارة . القصر الخدم . المزارع الخضراء. الخيول الأصيلة كل سبل الراحة من السفريات المجانية إلى المرافئ والجزر السياحية على نفقة وجيب الميزانية بدون أن يحرك يده بشي .
وتشير الصور المنشورة لغازي الأول حيازته الطائرات الشراعية والطائرات الشخصية ذات المراوح .والسيارات الفارهة . الكلاب البوليسية . الخيول . وبلغ ثمن خاتم خطوبة فيصل الثاني ما يقارب 25 ألف دينار في ذلك الوقت من الأميرة المغربية .
ناهيك عن أطلاق يد أعوان السلطة الثانويين من الإقطاعيين في امتلاك معظم الأراضي الزراعية ويأتي الجيل الثالث من خدم السلطة الوزراء . وأعضاء المجالس النيابية مرورا بالجهاز القضائي المرتشي الذي يبرر للسلطة سرقاتها ويبرز الأطر القانونية لتجريم من يخالفها .
حافظت الميزانية العراقية على استقرارها بعد ثورة الزعيم عبد الكريم قاسم وصدور القرارات والمراسيم التي أعادت كل شي إلى وزارة المالية وتأميم الأراضي من الإقطاع ومصادرة ممتلكات المتسلطين لذلك ساد نوع من الرفاة الاقتصادي للمواطن العراقي وبلغ دخل الفرد العراقي مايقارب ال70 دينار من الميزانية شهريا كقياس لحالة االرفاة ,
لم يستفرد حكام الجمهورية بشي من أموال الدولة على طول فترة الجمهورية الأولى والثانية بل بقي الرؤساء يستلمون رواتبهم فقط أسوة بالآخرين حتى ظهور جمهورية البعث حيث بدا العبث بالميزانية لصالح الأسرة الحاكمة وجلاوزة السلطة وظهور بوابات صرف وهمية لسرقة الميزانية وبدء ظهور الدرجات الخاصة لأقرباء السلطة ومواليها .
ومع وصول صدام حسين على رأس الهرم أصبحت العائلة المالكة تمتلك قنوات صرف مفتوحة من الميزانية مع كل الوزراء .وكبار ضباط الجيش الأمن . والمخابرات .بحيث تشمل المخصصات الإضافية كل مصاريف الأكل الشرب الملابس البيوت . السيارات . الإضافات الثانوية على الرواتب فإذا كان الموظف البسيط يستلم ما يقارب 120 دينار في تلك الفترة فان ما يتقاضاه المسئول ذو الدرجة الخاصة يقارب2500 دينار .
وتمتع أبناء الرئيس بسلطة مفتوحة على الميزانية بمسميات وهمية اللجنة الاولمبية .النوادي الرياضية حتى بلغت سيارات عدي ما يقارب ال100 سيارة من افخر أنواع الفيراري والمارسيدس و BMW.
انهارت الجمهورية العراقية وبدئت عودة النظام الملكي من جديد بثوب جمهوري وأول قرارات السلطة الموقرة كان امتلاك الميزانية لصالح المتسلطين وبأرقام مهولة هذه المرة مقارنة بما يستمله الموظف البسيط .
وبعد ما يقارب ال5 سنوات ظهرت الأرقام العجائبية للمخصصات الكارثية بمسميات مختلفة حيث يستلم الرعيل الأول من المتسلطين ما يقارب ال150 مليون دينار شهريا كراتب ثابت يضاف أليها مخصصات السفر والإيفاد. المأكل. المشرب. الصرف اليومي .بدلات أيجار إلى غيرة من الصرف بحيث تصل الرواتب النهائية ما يقارب ال200 مليون دينار .
ثم يأتي الرعيل الثاني من الوزراء برقم خيالي يصل إلى 100 مليون دينار يضاف إليها كوبونات الاستلام والتوقيع على المشاريع وقنوات صرف غير معروفة من موازنة الوزارة.
ولا يعرف بالتحديد ما يتقاضاه النواب إضافة إلى كل مخصصاتهم المفتوحة وسار الكل على هذا المضمار المفروش بالنقد بتسلسل تنازلي رئيس . وزير . نائب .وكيل. سفير . محافظ .قادة . كبار الضباط . قضاة .أعضاء مجالس محلية .مدراء عامين . مستشارين بلا عدد حصري لكل أبناء رؤساء الأحزاب والكتل وأبناء عمومتهم حتى الدرجة الرابعة في مؤسسات الرئاسات والوزارات .
وهكذا بلغ ما يصرف على 20 ألف فرد يفوق بكثير ما يصرف على باقي أفراد الشعب المكون من 30 مليون شخص .
و أصبحت ميزانية العراق الهائلة التي تصل إلى ما يقارب ال160 مليار دولار لا تكفي لمعيشة 10 ملايين شخص مع العلم أن موازنة القطر السوري تبلغ 12 مليار دولار وتسير علها الدولة بصورة مستقيمة ويعيش عليها شعب مكون من 20 مليون نسمة بصورة متوازنة .
وتبلغ موازنة القطر الأردني ما يقارب ال10 مليار دولار ويعمل فيه السودانيين. اللبنانيين وكذلك السوريين .
في آخر المطاف كيف ينتصف الشعب لنفسه من اللصوص ..لا ادري فالمسالة هنا غائمة لان السلطة مثلما تصنع القوانين للسرقة فأنها أيضا تصنع الدجالين برواتب خيالية لتخدير القطيع ليبقى يبقى كل شي ساكن في مكانة ..

////////////////////////////////////مم
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مابين الزعيم ستالين وصدام حسين
- بحلول عام 2024 سيكون اسم العراق ... المملكة العراقية
- شكرا للاحتباس الحراري
- من يستطيع المساس بدولة – ا لرهبر - الأميركي
- إبادة الثروة الوطنية لصالح الطبقات البلوتوقراطية
- كيف نصدر أيدلوجيا العصر البطولي المنقرضة إلى العالم التكنولو ...
- منصب الوزير القيادة والإدارة العليا للوزارة والمؤسسة
- كيف تحرر السلطة الجديدة مؤسسات الدولة من احتلال الأحزاب الدي ...
- من يوجه الصفعة الثانية لإيران ؟
- وستصلون إلى حكم الصبيان
- أميركا – إيران واحتمالات المواجهة - موازين القوى
- بعد 30 سنة على نهايتها - هل كانت الحرب العراقية - الإيرانية ...
- سلطة العبادي . مماطلة المتظاهرين حتى عاشوراء ..وظهور الشمر و ...
- الحلقة المفقودة في المظاهرات العراقية
- الخطوات العاجلة لإنقاذ الميزانية العراقية من نهب لصوص الطوطم
- مأساة الاقتصاد العراقي القاتلة ..هكذا تسرق الميزانية
- مقاطع من روايتي ..... انحسار الظل الزاخر
- كم كان التاريخ كاذبا
- كيف نفسر الصمت الأميركي من لصوص العراق ؟
- نحن والخوارج وانهيار الرمز الديني


المزيد.....




- حاول الهرب فعلق أسفل جسر.. شاهد ما حدث لسارق تطارده الشرطة
- الكويت.. فيديو -سري للغاية- ومداهمة أشخاص بمؤسسات ودوائر يثي ...
- -بطائرة سعودية خاصة-.. أحمد الشرع يثير تكهنات بصورة توجهه إل ...
- مسيّرات إسرائيلية تستهدف مخيم النصيرات
- الرئيس الصومالي يهنّئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
- نتنياهو يفاخر بأنه أول زعيم يلتقي ترامب بعد انتخابه (فيديو) ...
- بزشكيان: قدراتنا العسكرية هي للدفاع وليست من أجل الهجوم على ...
- الولايات المتحدة.. انفجار وحريق هائل في مصفاة نفطية (فديديوه ...
- توسيع العملية العسكرية بالضفة والأزمة الإنسانية تتفاقم بغزة ...
- الكرياتين: مكمل رياضي يعزز الصحة النفسية ويخفف أعراض الاكتئا ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم محمد كاظم - ميزانية الدولة والمتسلطين