|
التبو حضارة سوداء ليبية
السنوسي حامد وهلي
(Alsunousi Hamid)
الحوار المتمدن-العدد: 6093 - 2018 / 12 / 24 - 11:13
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المقدمة: الشعوبُ تكون بجذورها، المتمثلة في تاريخها الثقافي، ومن حق كل شعب المحافظة على جذوره لضمان وجوده كهوية مستقلة، بل أصبح هذا الحق مبدأ عالمي لأجل حماية الثقافات المختلفة باعتبارها تاريخ البشرية ومستقبلها وأساس التعايش بين الشعوب، ويقول (إسماعيل، 2015) لقد أثبت التاريخ أن الثقافة لا يمكن لغيها ما وُجد حاملوها وأن الهوية لا يمكن فرضها، وتكون نتيجة فعل أي من الإلغاء أو الفرض هو الصراع أو عدم الاستقرار، وهذا ما يحدث في بعض المجتمعات المتعددة ثقافيا المعاصرة، بأن تستحوذ قومية من القوميات المتعددة على مؤسسة الدولة وتحاول إحتواء البقية والإستعلاء عليها وقمع التي تصر على هويتها، مما يترتب عنها النزاعات (ياقو، 2010). هناك قولٌ أفريقي مشهور، موت رجل مسن افريقي اشبه بحرق مكتبة، التاريخ الأفريقي أغلبه شفهي يتم نقله من جيل إلى جيل، وبالتالي فإن خسارة مسن هي بحجم خسارة مكتبة من العادات والتقاليد والتاريخ والحضارة. المعروف أن افريقيا لأسباب الأحكام الإزدرائية والإستغلال، أصبحت صورة الافارقة أقوام بدون تاريخ، بقت دون اهتمام بحضاراتها قرونا من الزمن من قبل الشعوب الأخرى، ولكن بعد بدء الاهتمام بدراسة تاريخ الشعوب الافريقية والاكتشافات الحضارية المهمة التي تدل على أن افريقيا مهد الحضارة الإنسانية، وُجد أطلال ممالك قديمة، واختفت الآثار الفنية، ولم يبقى غير التقاليد والحكايات التي يرويها السكان الأصليين عن تاريخ الممالك العظيمة، وقد وجدت هذه الحكايات إهتماما من قبل المستكشفين الغربيين (بولم، 1974). إن عملية كتابة تاريخ الشعوب الأفريقية حدث فيها تطور معرفي منذ ستينيات القرن الماضي في العالم الغربي (أوروبا وأمريكا)، وذلك بوضع هذا التاريخ في إطار بيئته الافريقية بدلا من الإطار الغربي، لكن رغم هذا التطور نجد أن الإرتكاز على إطار من بيئة أخرى في كتابة التاريخ الأفريقي مازال مستمراً في بعض البلدان، فمثلا في السودان معظم التاريخ كتب من منظور شرق أوسطي عربي، وكانت هذه من أهم إشكاليات الهوية في السودان (إسماعيل، 2015). وفي هذا السياق فإن وضع تاريخ ليبيا هو من ضمن هذه الإشكالية، حيث يتم الإنطلاق من منظور الثقافة العربية في التأطير للهوية، فالتاريخ العام الثقافي والاجتماعي يكرس لبعد حضاري عربي مع تسفيه لتاريخ الشعوب الليبية الأخرى، بل محاولة تعريبها أصولا وحضارة، واظهارها بأنها هامشية بدون تاريخ وحضارة وتشويه صورتها لاستتباعها واختزالها في الهوية العربية كهوية عليا بديلة، التي أصبحت مفروضة كهوية للدولة الليبية، وهذه أحدثت إشكالية هوية في ليبيا. ليبيا هي بلدٌ متعدد الثقافات، هكذا عُرِفت تاريخيا، فمن اسم ليبيا يُعرف قدم المكان وتعدد شعوبه التي تشكلت عبر مراحل تاريخية مختلفة، وتكونت دول قديمة على أراضيها، منها دولة حضارية سوداء نابعة من صحراء السكان الأصليين، كان لها دور مؤثر في محيطها الجغرافي، لقد برز هذا الاسم منذ القدم وتعددت الاجتهادات في تفسيره كما يقول (بازامه، 1975)، وظهر الاسم كجغرافيا لما عُرِف من أرض أفريقيا عند المؤرخ الأغريقي هيرودوت حوالي 500 قبل الميلاد، وظل حتى وصول الرومان حيث بدء اسم افريقيا في الظهور كتسمية جغرافية للمناطق التي احتلها الرومان في هذه القارة وبقى اسم ليبيا على الفضاء ما بين مصر وتونس، وقد قدم هذا المؤرخ الإغريقي بعض المعلومات عما عرفه عن ليبيا، وقبله قدم الفراعنة معلومات هامة عن عصور ما قبل التاريخ في لوحاتهم ورسوماتهم عن سكان ليبيا القدامى، كما لا ننسى ما نقشته أيادي سكان هذه الأرض على الصخور عن عصور ما قبل التاريخ، وهي لوحات جبال الصحراء الكبرى، فيقول الآثاري هنري لوت Henry Lhote عند وصفه للوحات جبال تبستي "كنا باختصار نواجه أعظم متحف فني لما قبل التاريخ في العالم" (الربيعي، 2017)، ويضيف المؤرخ (أكصيل، 2007) Stephane Gsell بأن "تبستي اليوم ومن بين الصحراء كلها هو وحده الأرض التي يقيم فيها السود في أراضيهم"، فباقي الأراضي دخلتها شعوب أخرى، كما أن وجود السُّود أصبح في الأطراف الجنوبية والمرتفعات نتيجة الشعوب القادمة للشمال؛ إذ توجد علامات تدل على وجودهم التاريخي بالمناطق الشمالية بدول شمال أفريقيا في عصور ما قبل التاريخ. تُعد تبستي مركز شعب التبو الأسود؛ الجنس الباقي من العصر الحجري وسكان صحراء الكبرى الأصليين، ويقول عنهم الجنرال رودلفو غراتسياني في كتابه إعادة احتلال فزان "ولا ننسى هذا الشعب اللصيق بتبستي" عند وصفه لجرمانت فزان، هذا المركز له محيط جغرافي تاريخي واسع يمتد لأربع جهات شمالا في ليبيا وجنوبا في تشاد وشرقا لبلاد النيل وغربا بالنيجر، وقد تغيرت هذه الجغرافيا التي كانت تعد إمبراطورية قديما وتناقصت في القرون الأخيرة بسبب الغزوات (سوني، 2015) Florent Sene، فمنطقة الصحراء الليبية عند تبستي هي الوطن الأصلي لانتشار العناصر الحضارية، وهي عناصر مشتركة بين ليبيا والسودان ومصر التي تعود للعصر الحجري الحديث، فقد اثبت Arkell في عام 1934 بأبحاثه التي قام بها بالمنطقة أن العديد من المواقع الأثرية في مرتفعات تبستي، ونزولا لمنطقة واجنكا ومنطقة أنيدي الواقعتين في شمال تشاد فيها أدوات حجرية مماثلة للموجودة في غربي مصر وفي السودان (مراجع، 2001)، ويقول (فيشر، 1910) إن أي اكتشاف في جبال تبستي يعد حلاً لألغاز في التاريخ السابق لأفريقيا. فالكنوز المستكشفة في الصحراء وغير المستكشفة بعد تدل على وجود حضارات سابقة سادت المنطقة، فالصحراء كانت مزدهرة بالحياة النباتية والحيوانية وعامرة بالسكان (الربيعي، 2017). الثابت أن الصحراء قبل الجفاف كانت أرض مزدهرة من أمطار وزراعة وحيوانات وأسماك، وتوجد العديد من الحفريات الحيوانية والأدوات الحجرية، وقد عُثر على أدوات حجرية في فزان وتبستي تعود لفترة ما قبل التاريخ (فيرون، 1963)، فالدلائل التاريخية تؤكد وجود حضارة إنسانية في منطقة جنوب ليبيا وشمال تشاد قبل 5000 سنة قبل الميلاد (إحرير، 2007)، لقد أكد المختصون أن الصحراء الليبية أرض حضارة تاريخية امتد حضارتها إلى بلاد النيل منذ أقدم العصور، فالأدوات التاريخية المختلفة واللوحات الصخرية أثبتت وجود حضارة صحرواية من تاسيلي إلى تبستي وأن هذه الأدوات والرسومات أصلها هذه الحضارة وليست نتاج هجرة من شعوب أخرى، وقد انتشرت هذه الحضارة في اتجاهين ببلاد النيل (مصر والسودان) بسبب انتشار الليبيون القدماء في هذين الاتجاهين وتواجدهم فيها، فتاريخ رسوم ونقوش حضارة الصحراء أقدم من وادي النيل (مراجع، 2001)، كما أن المومياء السوداء المستكشفة في جبال أكاكوس بصحراء فزان عام 1958 تعود عمرها حوالي 5600 عام، دلت على وجود حضارة سوداء عرفت التحنيط قبل الحضارة الفرعونية، كما توجد مومياوات غير مستكشفة أيضا في واحة جغبوب الواقعة في برقة جنوب شرق ليبيا. إن شعب التبو سكان منطقة جنوب ليبيا وبامتداده الطبيعي لشمال تشاد له ارتباط تاريخي بالمنطقة، لم تعرف المنطقة غيرهم إلا في القرون الأخيرة (إحرير، 2007)، تواجد في هذه الصحراء الوسطى لآلاف السنين بشكل مستمر، وتناغم مع طبيعتها القاسية وبيئتها الرهيبة التي شهدت تغيرات وغزوات، بروحه المحاربة وقدرتة الفائقة على التحمل، فهم مقاتلو الصحراء الكبرى الحقيقيون (سوني، 2015)، وقد وصفت (فوربس، 1920) في رحلتها إلى الكفرة في فترة حكم الحركة السنوسية، التبو بالعرق المحارب أثناء ملاحظتها لبعض المواقع المصممة بالمرتفعات بين القلاع التاريخية التباوية المنتشرة في واحات تازربو والكفرة، والتي كتب عنها أيضا الرحالة غيرهالد رولفس حوالي عام 1868م، وذكرت (فوربس) أنهم كانوا غير خاضعين، وكانت تتمنى فتح مقبرة من مقابر التبو، لتساؤلها إن كانت طريقة دفن الكفار "التبو" لموتاهم مثل المومياوات المصرية ]( أرض الكُفار: كانت تطلق على سكان التبو عند غزو واحات تازر، فسميت المنطقة باسم الكفرة ) ( الدروقي والعبيدي، 2017)[، كذلك نجد في كتابات أخرى عن عدم خضوع التبو طيلة فترة الاحتلال التركي فكان هناك صراع وغزو بفزان، وخاض التبو معارك كثيرة مع الاتراك منذ دخولهم الجنوب إلى سقوطهم، ففي عام 1883م خاطب الباب العالي والي طرابلس علي رضا باشا بعدم الموافقة على طلبه بالاستيلاء على التبو لعدم مساعدة الظروف، وفي رحلة (هانس فيشر) لمرزق في بدايات عام 1900م إلتقى حاكم مرزق التركي وحدثه الحاكم عن انزعاجه من التبو بمرزق، وقد زار واحتي القطرون وتجرهي متحدثا عن القلاع والمزارع التباوية وعن الغزوات في فزان، وقد حاول الأتراك في نهايات احتلالهم التقارب مع التبو بسبب التغيرات السياسية الإقليمية بتأسيس قضاء التبو (ناختيجال، 1879؛ تشايجي، 1982؛ فيشر، 1910)، نرى أن ممارسة الاستيلاء من قبل الاتراك والقبائل العربية هو ما كان يحرك الروح التباوية المحاربة لمقاومة كل أشكال الاستعباد ليحافظ على كيانه وحريته وحقوقه من المصادرة، وقد تسببت هذه الغزوات في إحداث التغيرات في المنطقة التاريخية من تهجير وإستيلاء على الأراضي، رغم ذلك ظل التبو متمسكين بوجوهم في بلادهم بثقافتهم، إلى جانب هذا نلاحظ هناك خطاب عدم قبول لهذا الرفض التباوي من خلال إطلاق الأوصاف والأحكام السيئة المسجلة من قبل الرحالة الأجانب في كل من فزان وواحات الكفرة لإلباس صورة مشوهة للضحية (التبو)، حيث نلاحظها في أغلب كتابات الرحالة نقلا عن بعض السكان من القبائل أو المسؤولين في المناطق، فهم يريدون أسود من نوع آخر. وقد استمرت هذه النظرة الاستيلائية في الخطاب والممارسة دون قطيعة وأعادت انتاج نفسها في شكل دولة حديثة، وأصبح المجتمع العربي (ذو الثقافة العربية) هو مركز الدولة الليبية، أما مجتمع التبو بحكم عدم قبوله للإستعراب الذي كان يمارس بكل الوسائل الترهيبية الاستيلائية، ودخوله الإسلام دون قبول الثقافة العربية، وحفاظه على ميزاته الثقافية ووعيه بماضيه، أصبح في هامش الدولة أي انعدام الشراكة، لذلك هم في صراع دائم متعدد الأشكال في ظل هذه الهيمنة الثقافية على مؤسسة الدولة التي تتعامل مع هذا الهامش بسياسات استتباعية واقصائية، ففي عهد نظام القذافي الجماهيري (1969-2011) ينظر النظام في أحد كتب الوعي السياسي الصادر من مؤسساته الثورية، أن التبو والليبيون (العرب) يجب أن يتوحدوا، وأن منطقة تبستي تظل مشكلة وكل الحلول واردة، ويجب ان لا تكون هناك مناطق في الصحراء إلى أن يصل العرب إلى المليار. لقد بلورت أيدولوجية النظام النظرة الاستيلائية التاريخية ونُفذت عبر مؤسسات الدولة السياسية والأمنية والإدارية والقبلية بصور متعددة (إجراءات عنصرية، وعدم المشاركة الفاعلة، والتحريض، ومحاولات التهجير، ومحاربة الثقافة واللغة، والقتل..إلخ)، وما واقع التبو اليوم بعد ثورة فبراير 2011 في ليبيا بفزان وواحات الكفرة إلا نتاج تطبيق لتلك الممارسات الاستيلائية التاريخية المتجددة ومحاولات مأسستها في ليبيا الجديدة. تقودنا هذه الروح التباوية المحاربة التاريخية غير الخاضعة إلى كوشيي بلاد النوبة، الذين يشتركون مع التبو في الكوشية، فلغة التبو من اللغات الكوشية أي النيلية الصحراوية، وهناك عناصر حضارية تاريخية مشتركة تجمعهم، تصف (هيوستن) النوبة بالمحاربون المفعمون بالحيوية، ففي الأزمنة القديمة كانوا قادة وقوة باعتبارهم امبراطورية عظيمة، لم يكونوا جنسا خاضعا أو تابعا لجنس آخر، رغم غزوات العرب والاتراك، ومازلوا واعين بذاتهم وظاهرا في سلوكهم إلى هذا العصر الحديث، النوبة أصحاب الحضارة الكوشية السوداء الذين نقلوا حضارتهم الجنوبية ببلاد النوبة (السودان حاليا) إلى شمال مصر وأسسوا الحضارة الفرعونية، فالحضارة انتقلت من الجنوب إلى الشمال وليس العكس، من موطنهم التاريخي كردفان السودانية والعاصمة دنقلا التي توجد بها الإهرامات والقلاع التاريخية التي اقيمت في فترة مملكة مروي التاريخية (هيوستن، 2016)، ويعتبر التبو من مكونات منطقة كردفان تاريخيا ويُعرفون هناك أكثر باسم القرعان أو الجوران (MacMichael, 1912)، كما أن الباحث Arkell أشار في أبحاثه إلى أن مؤسسي مملكة مقرة الكوشية التي تأسست بعد إنهيار مملكة مروي ينتمون للتبو بمنطقة تبستي (حسين، 2012)؛ (Arkell, 1936). التبو وممالكهم القديمة: المعروف أن التبو من الشعوب الأصلية لهذه المنطقة التاريخية ويتوزعون حاليا بعد تأسيس الدولة الحديثة بين ثلاث دول بأقاليمهم التاريخية (ليبيا- تشاد- النيجر) بالإضافة إلى تواجدهم بالسودان، في ليبيا يتواجد التبو بشكل رئيسي في الجنوب بإقليم فزان (زالا بلغة التبو)، والجزء الجنوبي من إقليم برقة واحات الكفرة (تازر بلغة التبو)، وتعد لغة التبو من اللغات الكوشية أي النيلية الصحراوية، ويعود أصل اسم التبو إلى جغرافيتهم التاريخية الواسعة، ويتكون الاسم من مقطعين (تو) وتعني بلغة التبو (الدُّنيا)، فالتباوي قديما يعتبر إقليمه دنياه (تو)، أما المقطع الثاني (بو) فتعني بلغة التبو (الكبير). كما أن التبو يُسمّون أيضا قرعان أو جوران أو جورام Goran´-or-Gorhn´-or-Gorhm نسبة إلى جرما Garama؛ لأسلافهم الجرمانت (MacMichael, 1912)، ويتكون التبو من التيدا والدازا، وهم ليسوا قبيلة بل شعب، وتركيبته الاجتماعية ليست أبوية بل للأم دور رئيسي في تكوينها، فشبكة علاقات القرابة مبنية على عدم الزواج من المرأة القريبة ويتم البحث عن المرأة أو الأم غير القريبة، وكلمة القرابة في اللغة التباوية هي (تُوغو Togo) نفس كلمة الثدي بالتباوي (Togo) للترميز إلى الأم، ومن هنا فإن التبو يحترمون علاقات القرابة، وقرابة الأب والأم متساوية لدى التبو، فقاعدة الزواج هي عدم وجود درجة قرابة، وبالتالي فإن الشعب التباوي ترابطه الإجتماعي والثقافي هو أفقي، وقد انتجت هذه الطبيعة القرابية مع الزمن هوية تباوية أساسها الانتماء والعادات والتقاليد واللغة والأرض، ساهمت في تكوين الممالك التاريخية، وقد وصل المجتمع التباوي فوق أراضيه التاريخية إلى مرحلة النظام والاستقرار في زمن الامبراطوريات القديمة، التي انهارت بفعل غزوات الشعوب الأخرى، وقد بقت نواة الحضارة (التبو) وأطلال القلاع التاريخية والآثار والأسماء في فزان وواحات تازر (الكفرة)، والروايات والعادات والتقاليد والزي فمثلا ريش النعام فوق الرأس التي كان يضعها الأسلاف تظهر في عام 1936م فوق رأس إمرأة تباوية متزينة لحفل في صورة طابع بريد رسمي بعهد إدارة الإحتلال الايطالي لليبيا، كان للنعام في عصر ما قبل التاريخ مكانة لدى الشعوب القديمة (مثلا توجد رواية تباوية عن انقاض نعامة لرجل تباوي قديما لذلك صار نسله لا يأكلون لحمها)، لذا تزين المرأة الفرعونية شعرها بريش النعام لأنها رمز الحياة والخصوبة، ولها قدسية لوضعها فوق رؤوس الآلهة القديمة (هناك مثل معروف عن مكانة واضعي الريش متداول في ليبيا ومصر "فوق رأسك ريشة" وهو للدلالة على مكانة واضعي الريش قديما) (الصالحي، 2014). كما أن الأعراف القانونية التاريخية ما زالت باقية توارثها الأجيال إلى أن أصبحت مكتوبة وتعتبر إلى الوقت الحالي أساس القضاء التباوي التقليدي، يلتزم الكل بها ليس بقوة سلطة إنما بقوة الإحترام الإجتماعي للعرف التباوي، إرث الأسلاف الذين أسسوا ثلاث ممالك عظيمة؛ مملكة التمحو، مملكة الجرمانت، مملكة كانم، وقد انهارت ونقصت الجغرافيا التقليدية بسبب الشعوب التي قدمت من الشمال على مراحل مختلفة زاحفة نحو الجنوب. • مملكة التمحو: التمحو هم شعب أسود، ظهر اسمهم واشكالهم بالزي والريش فوق الرأس في الرسومات الفرعونية، وذكروا في النصوص المصرية القديمة أنهم يسكنون غرب النيل وبلادهم الواوات الواقعة بالركن الغربي، كما تم النص على حجر تمحو وهو الفيروز الأخضر الذي يعد من الأحجار الثمينة في العصر القديم تعادل قيمة الماس في عصر اليوم، ويتاجر بها التمحو بجلبها من بلادهم الواوات، وقد ذكر المؤرخ الروماني بليني (23م- 78م) إن الكاربونكل (الفيروز) يؤتى به من جبل (غيري) (زوما)، وكلمة (غيري) هي تحريف لكلمة (إيغي) والتي تعني بلغة التبو (حجر) وأما (زوما) تعني الفيروز بلغة التبو، ويعد التمحو هم أسلاف التبو القدماء وبلادهم يمتد من غربي النيل أسوان حتى فزان، ومن جنوبي مصر بالصحراء الغربية حتى أطراف السافانا بتشاد، وسلسلة الواوات من واو الكبير والصغير إلى واحة الكفرة اثبتت الاستكشافات وجود محاجر للفيروز الأخضر التي كان يتاجر بها التبو (أيوب، 1969)، أيضا يعتبر التمحو هم أسلاف الجرمانت، وتشير الدلائل الأثرية أن للتمحو ملك وسلطة في مناطقهم حتى في مناطق غرب الدلتا، وكذلك اقيمت علاقات أسرية مع الفراعنة والتحالف ضد الهكسوس (مراجع، 2001)، حيث بحلول 1700 سنة قبل الميلاد بدأ احتلال وغزو مصر من قبل الهكسوس البدو وهم من آسيا وقاموا بالتدمير والتخريب وانقسمت المملكة إلى مملكتين فاحتفظ فراعنة النوبة بالجنوب خلال فترة حكم الهكسوس قرابة خمسة قرون ثم قام الفرعون النوبي أحمس (الأسرة الثامنة عشر 1500- 1300 قبل الميلاد) بتوحيد المملكة من جديد ولُقب بملك الشمال والجنوب (هيوستن، 2016). إن الليبيون السود ظهروا في نقوش الفراعنة أكثر من مرة ابتداء من عصر ما قبل الأسرات الفرعونية (4000- 3200 قبل الميلاد)، فإلى جانب اسم التمحو ورد اسم تحنو في فترة ما قبل الأسرات على لوحة تحنو المعروفة، وقد عُرف التحنو في منطقة غرب الدلتا والفيوم والواحات الشمالية الغربية ومرمريكا (المنطقة الممتدة من السلوم حتى درنة) منذ عصور ما قبل التاريخ ولديهم أمراء ببلادهم، ويرى المختصون أنهم ينتمون إلى منطقة المرتفعات الوسطى بالصحراء عند تبستي لتطابق العناصر الحضارية، وقد كان المصريون القدماء لا يدققون في استعمال كلمتي التمحو والتحنو، وخاصة أن انتشار الليبيون من منطقة الصحراء إلى بلاد النيل كان باتجاهين، اتجاه نحو الشمال بأرض مرمريكا وسموا بالتحنو، والإتجاه الآخر نحو الشرق فسُمو بالتمحو (مراجع، 2001). • مملكة الجرمانت: الجرمانتيون هم سكان جنوب ليبيا الذين أسسوا مدن حضارية عاصمتها جرما، ويعتبر المؤرخ الأغريقي هيردوت أول من ذكرهم حوالي 445 قبل الميلاد، وقد كانوا أمة عظيمة محاربة، كثيروا العدد، وتوجد لديهم الزراعة والثيران والخيول والعربات، ويعود أصل الجرمانت إلى المنطقة اي الأصل الليبي في الجنوب، حيث يعتبر التمحو أسلافهم، وانتشروا في المناطق التي أنتشر فيها التمحو، من الصحراء الليبية حتى وادي النيل، ونجد دليلا في هذا الانتشار، في امتداد احفادهم التبو إلى شمال دارفور بمحاذاة وادي النيل غربا إلى النوبة العليا في القرن السابع عشر الميلادي، وقد تأثروا بأهل وادي النيل وأثروا فيهم (دانيلز، 1991؛ امراجع، 2001؛ الغزالي، 2011). إن الجرامنت أسلاف التبو (Keane, 1907)، قد شيدوا المباني والأعمدة والحدائق والأسوق والحمامات والحصون، وكما خاضوا المعارك مع الشمال حيث وقع صراع مع الرومان مثل حملة بالبوس الروماني في سنة 19 قبل الميلاد نحو حدود جرمة وتظهر في رواية بليني أن الرومان لم يستقروا بالمنطقة، حيث لم تثبت الحفريات خضوع فزان للرومان، كما برزت العلاقات مع الرومان في نهايات القرن الأول للميلاد في التجارة والتحالف، وكان الجرمانت يمارسون التجارة ومن أهم مصادر الثروة تجارة الفيرز الأخضر (إيمي زوما)، وتجارة الملح، وممارسة الصناعات كصناعة الذهب والفضة وصقل حجر الفيروز الأخضر وأما اهتماماتهم في جانب التدوين هناك بعض الرموز الموجودة لم يعرف معناها، ونتيجة الصراع بين شعوب الشمال في القرن السادس الميلادي، وسيطرت البيزنطيين، هاجرت شعوب الشمال نحو فزان وتصادمت مع الجرمانت، ولكنها استطاعت السيطرة على الجزء الشمالي من الجنوب واستوطنتها وبذلك انحصرت سلطة المملكة في الجزء الجنوبي من فزان، وفي القرن السابع الميلادي بدأ غزو العرب (أيوب، 1969؛ دانيلز، 1991). • مملكة كانم: ابتداء من القرن السابع بعد غزو المملكة من العرب، لم يسمع شيئا عن فزان والجرمانتيين (فيشر، 1910)، إلى أن ظهر اسم مملكة كانم في القرن الحادي عشر ميلادي بأن ملكلها تحول إلى الإسلام وهو الملك (جلمة) حوالي (1085-1097 م)، وانتشر الإسلام عن طريق التجارة ورجال الدين في مناطقها (عملت الامبراطورية على نشر الإسلام في محيطها وكانت تسير قوافل للحج ولها علاقات دينية)، وأسس المملكة التبو وحكمها، الذين تخالطوا مع شعوب الامتداد، وكانت كانم من الممالك المشهورة وحكمها عدة سلاطين، فقد كان يقال في العالم أربع سلاطين سلطان بغداد، والقاهرة، ومالي، وكانم (بولم، 1974؛ الشطشاط، 2012)، ونذكر هنا أن اسم كانم هو تباوي الأصل مشتق من اسم إقليم كانم التباوي في شمال تشاد ويسمى سكانها بتبو كانمو، ونرى أن هذه المملكة هي نفسها مملكة الجرمانت لأنها ليست حديثة فقبل هذا الملك (جلمة) ملوك آخرين، ومسيطرة على مساحة جغرافية واسعة من جنوب ليبيا لبلاد النيل وبالجنوب إلى بحيرة تشاد والنيجر إلى كانو وهي نفس الجغرافيا التاريخية، ولديها نظام حكم، وعاصمتها في فزان منطقة تراغن بمرزق، وقد يكون إطلاق هذا الإسم من قبل رحالة العرب أو من غيرهم نسبة إلى حكامها، كذلك الحال بالنسبة للجرمانت، الذي كتب عنهم المؤرخ هيرودت، يحتمل أن يكون نسبة إلى إقليم جرما، وخاصة أن اسم جرما Garma لمنطقة في جنوب ليبيا. لقدامتدت إمبراطورية كانم العظيمة لمنطقة واسعة منذ عهد السلطان (دونامي دبلمة) فقد كان يملك جيشا قويا، بحيث شملت فزان وصولا لزلة (زلة؛ زويلة: نسبة إلى زالا اسم فزان عند التبو قديما والآن) ومنطقة واحات الكفرة إلى حدود بلاد النوبة، والنيجر وكانو وشمال تشاد حتى البحيرة، كما توسع في العلاقات الخارجية حيث قام حوالي عام 1242م بإنشاء مدرسة دينية في القاهرة، كما أنه تصدى لحملة قراقوش في ودان فقُتل فيها قراقوش عام 1258م، وتعتبر منطقة تراغن مقر نائب سلطان كانم في الأقليم الليبي المعروف باسم (ماي) وتعني بلغة التبو (النبيل)، ويوجد لحد الآن قبر الماي علي (ألي: بلغة التبو، مثلا الماي "ادريس علي" اسمه الآخر (كيميل أليمي) حسب ما ذكره الكاتب تيري) أحد الحكام الكانميين بمنطقة تراغن والأسرة التي تسمى ببني النسور، وقد سكت رواة العرب عن نمط الإدارة الكانمية في الصحراء الليبية عن فترة حكمها، لقد وقعت غزوات كثيرة لفزان من الشعوب الأخرى العربية وغير العربية، ثم ظهرت رواية مفادها بأنه حوالي عام 1310 أتى أشراف من المغرب لفزان وهم في طريقهم للحج حيث كان سكان فزان يشتكون من غزو البربر فتوسلوا إليهم لانقاضهم، وبعد رجوعهم أسس الشريف محمد الفاسي دولة أولاد محمد في فزان، ولكن هذه الرواية تتناقض مع كتابات الجغرافين العرب الذي أكدوا وجود حكم الكانميين، ونجد هذا عند ابوالفدا في عام 1321 وعند العمري في القرن الرابع عشر، وكذلك قد نشبت حروب في الاقاليم الأخرى الجنوبية للمملكة ما بين الكانميين والبقرمى والسو ما بين 1315-1335م وقتل فيها أربع سلاطين كانميين هم؛ سلمامة، كوري "الصغير"، كوري "الكبير"، محمد (تيري، 2004)، أيضا في القرن السادس عشر حوالي عام 1514م كتب الرحالة حسن الوزان المعروف بليون الأفريقي عن مملكة كانم وملكها تباوي يملك جيشا قويا، وتحدث عن وجود القلاع في منطقة الواحات جنوب برقة التي سماها بيردوا حيث تواجد التبو، وسماهم بشعب برداوة، وأن هناك معارك تحدث ما بين التبو وبلاد النوبة (الوزان، 1514)، تعتبر تسمية برداوة نسبة إلى منطقة (البوردي أو البردي) الواقعة في شمال الواحات الليبية أقصى الشرق على ساحل المتوسط على الحدود الليبية المصرية (هو ما يوضح امتداد التبو في الشمال بالساحل قبل غزوهم، وقد سكنها قبلهم اسلافهم التمحو)، حيث تعني كلمة (بُور) بلغة التبو (العلامة أو الميزة)، أما (دو أو دي) تعني (لديه أو ذات)، والكلمة (بوردو أو بوردي) تعني (ذات العلامة أو المميزة)، وقد سمى التبو أيضا منطقة في تبستي بإسم (بوردو)، وفي هذا الإطار فإن سلسلة واحات المنطقة التاريخية التباوية تعود أسماؤها إلى التباوية مثلا (جغبوب) تعني (البيت الكبير)، و(جالو) تعني (المنخفضة)، بالإضافة إلى تازربو وكيبابو (جوف الكفرة) وجبل أركنو وجبل تاونوا (ويسمى حاليا جبل العوينات: هي سلسلة جبال حدودية مشتركة ما بين ليبيا ومصر والسودان، وبالاتجاه من الحدود الليبية إلى جهة تشاد يبدأ إقليم أنيدي التباوي الذي يشترك مع السودان من جهة شمال دارفور، ومن هنا فإن الأقاليم التباوية في شمال تشاد هي؛ تبستي، بوركو، انيدي، كانم ). وقد غزت القبائل العربية (الزوية والمجابرة) منطقة واحات جنوب برقة مع نهاية حكم التركي يوسف باشا القرمانلي (1795-1832م) (نجم، 2004)، وقد زار الرحالة المصري حسنين جبل تاونوا (جبل العوينات) وجبل أركنوا في عام 1923 فوجد التبو سكان المنطقة (حسنين، 1923). في عام 1564 حكم كانم الماي أولامي المعروف باسم إدريس أولامي، فقد كان ملكا بارزا ذائع الصيت وله علاقات سياسية وتجارية واسعة منها مع الاتراك، وخاض حروبا كثيرة مع الشعوب الافريقية الأخرى لتعظيم مملكته فقد كان له جيش قوي وبنادق، وفي عهده بدأ احتلال الأتراك لفزان عام 1574، وقد ظهرت قصة غريبة صعبة التصديق حسب رأي (زليتز، 2001)، وهي قصة احتلال فزان، وذكرها أيضا مصطفى خوجة كبير كتاب علي باشا القرمانلي (1754-1793 م)، والقصة أن زوجة ملك فزان هي التي دعت الأتراك بسبب الغيرة، حيث كان الملك اسمه المنتصر بن محمد الفاسي لديه زوجتين إحداهما اسمها خود بنت عمه شاروما وتسكن في سبها، أما الثانية تسكن في قلعة مرزق، ولما ذهب لزوجته الثانية في مرزق، غارت خود وكتبت لباشا طرابلس التركي ليأتي إليها في مرزق، فزحفت قوة نحو فزان، بالنسبة للملك المنتصر عندما عاد من قلعة مرزق لسبها أغلقت خود أبواب القلعة وكسبت الناس لصالحها، ودارت معركة بين الاثنين فمات زوجها المنتصر من الحزن، وندمت خود فقررت مواجهة الاتراك، فهُزمت خود وحرقها الاتراك بعد تعذيبها، وتوجهت الحملة إلى مرزق حيث يوجد الناصر ابن المنتصر، فجمع أهله وممتلكاته وهرب للسودان، وعين الاتراك مامي التركي قائدا لفزان، هكذا انتهت قصة المنتصر بن محمد الفاسي الذي قيل أنه من الأشرف، هو أسود اللون ولم يُعرف فترة وصول الفاسي للحكم ولا أن كان أول الحكام، لم يعرف شيئا عن هذه الفترة بفزان إلا رواية هذه القصة من الاتراك (خوجة، 1979؛ زليتز، 2001)، بعد هذه القصة أظهرت الروايات أسرة الفاسي كحاكمة بفزان، وكان هناك كر وفر بينهم وبين الاتراك وشهدت المنطقة غزوا ونهبا وقتلا وفرض الإتاوات من قبل الاتراك، حيث لم تستطع إزالة الحكم الفزاني بسبب العصيان وتمرد السكان ففي كل مرة يتم تنصيب حاكم تركي يتم التمرد عليه من السكان مما يجعل الإتراك يعيدون حكامها السابقين حيث السكان لا يرضون بحاكم آخر، وتم ضمها نهائيا لولاية طرابلس عام 1811 في عهد يوسف باشا القرمانلي، وذلك انهاءً لاستقلالية المنطقة والسيطرة التامة على التجارة والموارد التي كانت معروفة بها فزان وكانم من تجارة للمنتجات الزراعية والذهب والريش والجلود وكذلك تجارة الرقيق الذي كان يمثل مورداً رئيسيا في تلك الفترة لسلطة فزان (أيوب، 1969؛ فيرو، 1994). الخلاصة: إن ليبيا ذات تاريخ وحضارة، والتبو جزء أساسي في تشكيلها التاريخي والحضاري منذ عضور ما قبل التاريخ، وهذه الورقة هي محاولة لإبراز بعض النقاط الأساسية من التاريخ التباوي، والتي نرى أنها ذات أهمية للمساهمة في توضيح أبعاد الهوية التباوية وتوضيح بعض جوانب إشكالية الهوية الليبية، ولا سيما أن موضوع الهوية الليبية يحتاج إلى تحليل أبعاده للإنتقال نحو التعددية الثقافية أي تعددية الشعوب الليبية، فواقع التبو اليوم هو نتاج إحادية الثقافة أي الثقافة بمهناها الواسع الذي يشمل الدولة. ومن خلال هذه الورقة نستخلص أن التبو شعب أسود من السكان الأصليين بليبيا وهويته قائمة على الانتماء والعادات والتقاليد واللغة والأرض، التي هي نتاج تراكم تاريخي ثقافي وإجتماعي في المنطقة التاريخية، وتاريخهم يرجع إلى عصر ما قبل التاريخ، ويعتبر التمحو والجرمانت أسلافهم القدماء، كما عُرفت ثلاث ممالك تاريخية تباوية (تمحو، جرما، كانم) في ليبيا امتدت من الشمال إلى الجنوب شكلها أسلاف التبو الذي استطاعوا بناء حضارة سوداء استوعبت شعوبا افريقية أخرى في الجغرافية التاريخية، وهذه الممالك تكوينها واحد، ولكن تغيرت المسميات مع التغيرات التي طرأت في المنطقة، أيضا استخلصنا أن التبو اليوم هم نواة الحضارة السابقة ومنذ وجودهم متمسكون بكيانهم الثقافي المستقل وارتباطهم التاريخي بالأرض التقليدية، وقد تعرضوا في الماضي لغزوات كثيرة من الشعوب الأخرى، وأن هذا الماضي مازال بعض أفكاره وآثاره مستمرة إلى ليبيا اليوم؛ في شكل ثقاقي وسياسي واقتصادي. *******************************************
المراجع احرير، ناجي مسعود (2007)، أوزو كما في خاطري، المركزية للطباعة والنشر طرابلس. إسماعيل، أبكر آدم (2015)، جدلية المركز والهامش قراءة جديدة في دفاتر الصراع في السودان، منشورات منظمة حقوق الإنسان والتنمية (HODO). أكصيل، اصطيفان (2007)، ترجمة: محمد التازي سعود، تاريخ شمال أفريقيا القديم، مطبوعات أكاديمية المملكة المغربية سلسلة تاريخ المغرب. الربيعي، جبار حميدي (2017)، الرسوم الصخرية لعصور ما قبل التاريخ في ليبيا، مجلة جامعة ميسان للدراسات الأكاديمية، م16، ع31. الشطشاط، علي حسين (2012)، الموجز في تاريخ الدول الإسلامية في غرب أفريقيا جنوب الصحراء، دار قباء الحديثة القاهرة. الدروقي، محمد عبدالرازق، العبيدي، جاسم محمد (2017)، التبو رشادة نشاطهم الإقتصادي والإجتماعي والسياسي في القرن التاسع عشر ومطلع القرن عشرين، مجلة جامعة كربلاء العلمية، م25، ع1. الصالحي، صلاح رشيد (2014)، طير النعام في الحضارات القديمة، مجلة واسط للعلوم الإنسانية، ع24. الغزالي، علي كسار (2011)، الأوضاع العامة عن سكان قبيلة الجرمنت، مجلة جامعة الكربلاء العلمية، م9، ع2. الوزان، حسن بن محمد (1514)، ترجمة: محمد حجي ومحمد الأخضر، وصف أفريقيا، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر. أيوب، محمد سليمان (1969)، جرمة من تاريخ الحضارة الليبية، دار المصراتي للطباعة والنشر. بازامه، محمد مصطفى (1975)، ليبيا: الإسم في جذوره التاريخية، مكتبة قورينا للنشر ليبيا. تشايجي، عبدالرحمن (1982)، ترجمة: علي عزازي ومحمد الأسطى، الصراع التركي الفرنسي في الصحراء الكبرى، منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الإيطالي. تيري، جاك (2004)، ترجمة: جادالله عزوز الطلحي، تاريخ الصحراء الليبية في العصور الوسطى، الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع والإعلان. حسنين، أحمد محمد (1923)، رحلة في صحراء ليبيا، المؤسسة العربية للدراسات والنشر والتوزيع، 2004. حسين، الدكتور أحمد إلياس، كلية التربية الخرطوم (2012)؛ من هم سكان السودان قبل ظهور المسميات القبلية الحالية، صحيفة سودانيل الإلكترونية. خوجة، مصطفى (1979)، تجميع وتقديم: حبيب وداعة الحسناوي، تاريخ فزان، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية. دانيلز، تشارلز (1991)، تعريب: أحمد اليازوري، الجرمنتيون سكان جنوب ليبيا القدماء، دار الفرجاني طرابلس. دنيس، بولم (1974)، ترجمة: علي شاهين، الحضارات الأفريقية، دار مكتبة الحياة بيروت. سوني، فلوران (2015)، ترجمة: خالد محمد جهيمة، غارات في الصحراء الكبرى، دار الفرجاني للنشر طرابلس. فوربس، روزيتا (1920)، ترجمة: صبري محمد حسن، سر الصحراء الكبرى: الكفرة، المركز القومي للترجمة القاهرة، 2013. فيرور، شارل، نقل وتقديم: محمد عبدالكريم الوافي (1994)، الحوليات الليبية منذ الفتح حتى الغزو الإيطالي، منشورات جامعة بنغازي (قاريونس سابقا). فيرون، ريمون، ترجمة: جمال الدين الدناصوري ونصري شكري (1963)، الصحراء الكبرى، نشر مؤسسة سجل العرب القاهرة. فيشر، هانس (1910)، ترجمة: الطيب الزبير الطيب، عبر الصحراء الكبرى، دار الفرجاني للنشر طرابلس، 2013. مراجع، حسين عبدالعالي (2001)، العلاقات الليبية الفرعونية منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى بداية حكم الليبيين لمصر، رسالة ماجستير، كلية الآداب والتربية جامعة بنغازي (قاريونس سابقا). ناختيجال، غوستاف (1879)، ترجمة وتقديم، عبدالقادر مصطفى وصلاح الدين حسن وعماد الدين غانم، الصحراء وبلاد السودان، المجلد الأول، منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية 2007. نجم، فرج عبدالعزيز (2004)، القبيلة والاسلام والدولة، مكتبة 17 فبراير للنشر ليبيا. هيوستن، دروسيلا (2016)، ترجمة: غانم سليمان غانم، النوبيون العظماء، رفيقي للطباعة والنشر. ياقو، مني يوخنا (2010)، حقوق الأقليات القومية في القانون الدولي العام: دراسة سياسية قانونية، دار الكتب القانونية مصر، دار شتات للنشر والبرمجيات مصر. Arkell, A. J (1936), Darfur Antiquities, SNR, V.19, N.2. MacMichael, H.A (1912), The Tribes of Northern and Central Kordofan, Cambridge. Keane, A.H (1907), Africa: North Africa, V1, London.
#السنوسي_حامد_وهلي (هاشتاغ)
Alsunousi_Hamid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التقرير النهائي لمسار الملتقى الوطني الليبي -تأطير دون الأقل
...
-
تجاهل بعثة الأمم المتحدة في ليبيا للاقليات القومية..واقع الت
...
-
التطهير العرقي للشعب التباوي في ليبيا
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|