أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..














المزيد.....

في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 13:48
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كانت فرنسا، وكما نعرف، مشغولة خلال ثلاثة شهور بموضوع عقد العمل الأول، وكانت معركة استخدم فيها المضربون والمتظاهرون أساليب عنف مختلفة. وكما نعرف أيضا، خرجت المعركة ب"انتصار" الشباب على مصالحهم، وانتصارهم مع قيادات النقابات واليسار على المؤسسات الدستورية والديمقراطية البرلمانية.
خلال الفترة نفسها، جرت محاكمة الشاب الجزائري المجرم، جمال، على واحدة من أبشع جرائم العدوان على النساء، وذلك عندما أقدم في أكتوبر 2002 على سكب البنزين على فتاة جزائرية في السابعة عشرة لكونها رفضت مسايرة شهواته. لقد وقعت الجريمة في ساحة عامة في واحدة من الضواحي الباريسية الأكثر تفريخا لعنف المراهقين والشباب، المتأثرين بفتاوى الإسلاميين ضد المرأة. كانت الضحية سوهان بن زيان تحترق أمام لفيف من الشبان وهي تبكي طالبة النجدة، وراحت تتمرغ على الأرض دون أن يحرك أحدهم ساكنا! كانت في نظرهم تستحق الحرق لكونها كانت سافرة الرأس وترفض عروض الشبان. ليس هذا وحسب، بل عندما جاء رجال الإطفاء لإنقاذ بقايا الجثة ووجهوا بسيل من حجارة المراهقين والجمهور.
لقد تبنت منظمة الدفاع عن حقوق المرأة قضية الضحية، وسعت مع البلدية اليسارية لإقامة نصب في مكان الجريمة يذكر كيفية الموت، وهنا هاجت الجالية المغاربية في الضاحية معتبرة أن الأمر لم يكن غير مجرد "حادث"، وأن سوهان كانت" فتاة كغيرها". فشلت محاولاتهم الصاخبة وانتصرت إرادة المنظمة النسائية، ووضع النصب منذ شهور، وقد كتب عليه ما معناه أن سوهان ناضلت بموتها ومن حيث لا تدري من أجل كرامة المرأة ولكي يعيش الشبان والشابات باحترام متبادل.
لقد حاول محامي المجرم استبعاد ممثلي المنظمة النسائية من جلسات المحاكمة فلم يفلح، كما طلب التقليل من عدد النساء في هيئة المحلفين وأراد عرض القضية كفورة حب كحب روميو وجولييت[!!]، فخاب ظنا. وهذا النمط من الدفاع مثال على سلوك بعض المحامين المدافعين عن مقترفي الجرائم الوحشية، ويستخدمون المغالطة واللعب بالكلمات، كما يفعل مثلا محامو صدام وشركائه!
لقد حكم على المجرم بالسجن مدى الحياة، وكان يستحق أكثر لولا تحريم أحكام الإعدام في دول الاتحاد الأوروبي.
إن هذا الشاب نموذج صارخ لفريق واسع من أفراد الجاليات المغربية المسلمة لفرض تقاليدهم البربرية لا تجاه المرأة وحسب، بل وكذلك تجاه نمط الحياة الغربية ومبادئ حقوق الإنسان والديمقراطية، وحرية الرأي والنشر. صحيح أن هذا المجرم تصرف بدافع جنسي شخصي، ولكنه ليس وحده المسئول بدليل مواقف التنظيمات الإسلامية في الضاحية ومحاولة طمس وحشية الجريمة، وبدليل الحجارة التي انصبت على رجال الإنقاذ.
إن المرأة هي الضحية الأولى للتطرف الإسلامي، الذي يلاحقها حتى في المهاجر الغربية، سواء قتلا باسم "غسل العار"، أو لرفض وضع الحجاب، أو للزواج ممن لا يريده الآباء. وليست بعيدة عن الأذهان معركة التنظيمات الإسلامية في فرنسا عام 2002 نفسه ضد قانون العلمانية، ولفرض الحجاب في المدارس العامة، وهي معركة وقعت أيضا في بلدان غربية أخرى.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الفرنسي والعنف..
- العراق وإيران: من مفتاح من ؟!
- 31 آذار: ذكرى ميلاد حزب ديمقراطي علماني..
- تركات وأخطاء تهدد باغتيال 9 نيسان!
- فرنسا بين 1968 و2006، وهيمنة نزعات المحافظة..
- تحية للشعب الكردي في عيد الربيع والكفاح..
- في فرنسا: الشارع في مواجهة الإصلاح والبرلمان!
- العاشقان الراحلان: العراقي والبغدادي!
- المأزق الخطير والتقارير المرعبة!
- إنقاذ العراق مسؤولية الجميع..
- لو كانوا حكماء، لتشكلت حكومة طوارئ مستقلة..
- الوضع العراقي من خارج العراق..
- أطفئوا مواقد الإرهاب والفتنة بدل صراع الكراسي!
- آراء في صحف غربية عن الإسلام السياسي في الغرب..
- مواقف ووجهات نظر فرنسية.[2-2
- الحرب -الصليبية الجديدة!
- الغرب أمام التطرف والإرهاب الإسلاميين..
- نساؤنا وعام المرأة..
- عار العدوان على مسيحيي العراق
- والآن؟!


المزيد.....




- -المرأة اللطيفة-.. ماذا تخبرنا أصوات تطبيقات الذكاء الاصطناع ...
- ملك المغرب يوجه المجلس العلمي للإفتاء بتعديلات مدونة الأسرة ...
- غضب بعد استبعاد النساء الأفغانيات من محادثات دولية مع طالبان ...
- فرنسا.. إحالة حفيد مؤسس جماعة الإخوان المسلمين إلى محاكمة جن ...
- المغرب: مطالبات بقانون يضمن الحق باللجوء إلى الإجهاض الآمن! ...
- شروط منحة المرأة الماكثة في المنزل بالجزائر 2024 وطريقة القب ...
- تحذير أممي من إنعدام الأمن الغذائي للنساء في قطاع غزة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات بين 21 و 28 حزيران/يونيو
- ملك البيطار.. فتاة فلسطينية تنهي حياتها بسبب التنمر
- في أستراليا.. لوحات لبيكاسو تزيّن حمامًا للنساء في متحف.. ما ...


المزيد.....

- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عزيز الحاج - في فرنسا: عودة لجريمة حرق سوهان..