ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6090 - 2018 / 12 / 21 - 22:01
المحور:
الادب والفن
ما وراء التَّرَاقِي
شعر : عبدالمنعم حمندي
قد بَلغَتِ التـّـراقي بشوقٍ بهي :
صعدت رّوحُ بغداد أعلى الغمام
روحُ بغداد مجنونةٌ..
و الهواءُ دخانٌ ،سخامْ
صبغَ الغمُّ جدرانها بالخفافيش ،
نصفُ الخراب وجوهٌ، ونصفٌ ظلامْ
ليلُ بغداد لغزٌ لنا .!
لم يعد ليلنا
نجمهُ عاهرٌ ،
والغزاة لهم أبجديتهم،
في العيون التي لا تنام
سادرون بغيٍّ، أشبّههم ،
حين أعثر بين الصوى،
غابةً من سهامْ
...
تُذبحُ الروحُ ..
لا فجرَ يأتي ..
الضغائن قد تتنفّس قبل الأنامْ
الهواءُ الذي كان مغترباً ...
كنتُ مغترباً،
فينامُ معي حين أصحو
وألقي عليه السلامْ
......
وسّع حزني يفيضُ الوجع
آهِ من حسرةٍ
تمسكُ الموت من أذنيهِ
ولا تدخلُ الموجةَ الزاحفةْ
وتجرجرني بأصابعها الراجفةْ
هل أخاف على ليل بغداد؟
في قلقي صرخةُالذكريات، وأكتمها
وأطبّع نفسي على العاصفة ْ
....
أواري اغترابي
بأطراف حزنٍ قديمٍ
لكي يصبح الموتُ سهلاً خفيفا
وقبري أليفا
وأختار طيراً يطلُّ عليَّ ،
يهدهدُ خوفي ويغدو
صديقاً ظريفا
وأيّ انتباهٍ من الوحي يذكي شجوني
وفي أوّل الموت أسمو ويصعد دوني
وفي الشاطئين وقفتُ
ومامن ضفافٍ تستريحُ اليها ظنوني
وكل العواصف مرفأ.
اذا غيض في الماء نزفي،
لتحملني الروح في غيمتين
و تمطرني حجراً حجراً ينتقي
قبّرات جنوني
----------
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟