أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - شوبنهاور واقعيا لا متشائما














المزيد.....


شوبنهاور واقعيا لا متشائما


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6089 - 2018 / 12 / 20 - 14:42
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ينطلق آرثر شوبنهاور من منطلق واقعي، ويفلسف العالم والكون والحياة بشكل واضح في هذا الاطار، اذ اوضح ذلك في كتابه "العالم ارادة وتمثلا" وهو العالم الواقعي لا المثالي كما يرى أفلاطون، رغم أن شوبنهاور قد تأثر بأفلاطون، كما تأثر بالفلسفة الهندية وبفلسفة بوهيميه. هذا الواقع الذي يتحدث عنه هو في حد ذاته عالم مبني على التناقض وعلى الالم والمنغصات، بالفعل، وحينما يصف شوبنهاور ابعاد هذا العالم ويغوص في كنه معرفته لا يعني أنه يدخل اليه من باب التشاؤم ويريد أن يركز عليه اكثر من سواه، أعني الجوانب الاخرى من الحياة، لأن السمة الطاغية على الحياة والوجود هي سمة الالم وطغيان الشر بصورة تكاد أن تكون لازمة للحياة، بل هي كذلك. وهل أن كل من يضع الامور في نصابها ويفسرها على علاتها ووجودها في الزمكان نطلق عليه بأنه متشائم؟، لأنه نظر الى الحياة والوجود من جانب واحد، لا نظرة شمولية تشمل كل الجوانب؟!.
فمثلا، حينما يتحدث عن نقد القضايا الدينية، وخصوصا لدى من حددهم: الهندوس واليونان والرومان والايطاليون والاسبان. "ان الانسان من خلال تخيلاته الخاصة يخلق على شاكلته الجن والآلهة والقديسين، ثم ينذر لهم على الدوام القرابين والصلوات وزخارف المعبد والنذور ورحلات الحج والتحيات وتزيين صورهم، وما الى ذلك" (العالم ارادة وتمثلا ج/2 ص 222). يقول: الانسان يرسم هذا على انه واقع، وهو بالحقيقة يعكس صورة الواقع.
اذن، شوبنهاور واقعي، ويعيش واقع ملموس، ويكتب عن واقع، وينطلق من باب واقع. وبنقلنا لهذا النص انما اردنا ان نتحدث عن شوبنهاور لنثبت انه فيلسوف واقعي لا تشاؤمي، وليس من باب نقده للفكر الديني.
وفي فلسفته للحياة الانسانية التي نعيشها، يعطينا شوبنهاور ابعاد ثلاث: الاولى المشيئة القوية المتعددة التي تسودها المشاعر المتأججة وتظهر في الشخصيات التاريخية العظيمة. والبعد الثاني المعرفة الخالصة، والتي يسميها ادراك المُثل: وتلك هي حياة العبقري. والبعد الثالث والاخير: حالة قصوى من اللامبالاة والتبلد ازاء الارادة وازاء المعرفة، ويسميها حالة التشوف بلا طائل والملل الذي يتسم بخمول الحياة. (المصدر السابق ص 220)
وحين يتحدث عن السعادة، يرى "أن السعادة الحقيقية الدائمة غير ممكنة". ويعتبر السعادة اتباع لرغبة والنتيجة هي خلاص من الم "لأن الرغبة، أي الحاجة، هي الشرط المسبق لكل متعة، ولكن عند تحقق الاشباع تتوقف الرغبة، ومن ثم تتوقف المتعة، وبذلك فأن الاشباع أو الارضاء لا يمكن ابدا أن يكون سوى خلاص من الالم". (المصدر نفسه ص 217)
وكثير من الفلاسفة ترى هذا الرأي بما بيهم بعض فلاسفة المسلمين كالشيخ الرئيس ابن سينما مثلا. فلأشياء التي نعتبرها لذة او سعادة هي في الحقيقة ليست كذلك، وانما هي دفع الم، والبعض يعتبرها سعادات صغيرة أو وقتية تنتهي في ساعتها او في ولحظتها. وموضوعة السعادة موضوع طويل حتى أن الفارابي له فيها كتاب اسماه (تحصيل السعادة).



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا دليل على تشاؤم شوبنهاور
- نعم.. شوبنهاور ليس متشائماً
- سيد قطب.. منظر الارهاب
- شوبنهاور ليس متشائماً
- لماذا تقرأ؟
- يدعى سعدي يوسف
- اسمها أروى- قصة قصيرة
- اقصوصتان
- ابن سينا في فكر نوال السعداوي
- نقد نظرية (وجد الجنس لغرض الحفاظ على النوع)
- عزوف أفلاطون عن الزواج
- حقيبة الزندقة: ابن المقفع(مقدمة)
- عزوف ديكارت عن الزواج
- الارث- قصة قصيرة
- اسباب عزوف المعرّي عن الزواج
- محنة نصر حامد ابو زيد
- آدم وحواء- قصة قصيرة
- الطوطم معتقد خرافي لايزال ساري المفعول
- الرأي الاخير في قضية المرأة
- المتشائم- قصة قصيرة


المزيد.....




- عائشة كاي ممثلة سعودية- كندية تلفت الأنظار في -شارع الأعشى- ...
- ترامب: أجرينا محادثات مع حركة -حماس- ونساعد إسرائيل
- -الخيار واضح-.. الدفاع السورية توجه رسالة لفلول النظام الساب ...
- بوتين: سنختار صيغة السلام الأنسب لنا
- ترامب يشكك في استعداد أعضاء -الناتو- للدفاع عن الولايات المت ...
- ترامب يرد على ماكرون بعد عرض الأخير توفير مظلة نووية فرنسية ...
- رمضان يفاقم معاناة سكان غزة
- الحكومة اللبنانية تقر موازنة 2025
- سوق الأسماك في طرابلس.. عراقة بروح العصر
- الجزائر تطلب توضيحات من فرنسا بشأن مناورات مغربية فرنسية


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - شوبنهاور واقعيا لا متشائما