أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - سوريا بين السلطة و المعارضة















المزيد.....


سوريا بين السلطة و المعارضة


فيصل يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 07:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتفق العديد من الباحثين في الشأن السوري, بأن السبب الرئيس لمشكلاتها, الاقتصادية, والسياسية ,والثقافية, والاجتماعية, هو الطبيعة الشمولية للأنظمة التي حكمت سوريا, منذ نهاية الخمسينيات وحتى الان ومما زاد من سوء الأحوال,هو ان غالبية المعارضات خلال المراحل المنصرمةهي من ارومات شاركت في السلطة, وخسرت مواقعها أثناء احتدام الصراع بين أجنحتها أو ارتدت عنها بمواقف أكثر راديكالية وحافظت على مناهجها القديمة.
لقد كان من نتائج حكم تلك الانظمة الشمولية اثناء احتدام الصراع فيما بين اركانها تارة وبينها والقوى الوطنية المختلفة معها تارة اخرى المزيد من سفك دماء المواطنين وزج الآلاف من أتباع الفرق المتنافسة في السجون أثناء رجحان الكفة لأحدهم في السلطة ، وإحداث شروخ هائلة في جدار الوحدة الوطنية وتهديد السلم الأهلي وحصر حقوق المواطنة بالولاءات العقائدية وانتفاء اساليب العمل الديمقراطي في التعامل بين السلطة والمعارضة وفي الانظمة الداخلية للاحزاب نفسها لانها كانت بمعظهما تقتدي بالاحزاب والانظمة الشمولية والديكتاتورية..
وبخصوص مانعايشه في بلادنا, الان, فإن أوساطا في السلطة وبعض الاحزاب المعارضة تتوافق علىإعطاء الأولوية للمفاهيم العابرة للحدود الوطنية وعدم إيلاءالاهتمام بحقوق المواطن الأساسية،سواء على صعيد الفرد أو المجتمع،بل يتم الترويج لمشاريع الإصلاح وقوننة الحياة العامة بإعادة إنتاج الأفكار القديمة في التعامل مع الوطن والمواطن ،والتسابق في رفع الشعارات النظرية والمطالبة بالديمقراطية لسوريا, كي تتجاوز نفسها, وبغرض الانغماس في قضايا اشمل....،كما ويتم ابداع واستخدام العديد من المصطلحات التي تندرج في هذا السياق مبتعدة عن هموم المواطن الحقيقية وتمكينه لمواجهة المعضلات التي يعاني منها , ليأتي التعديل الشكلي للخطاب السياسي لاحقا ولاعتبارات متعددة , دون المساس بجوهر االايديولوجية الشمولية والاساليب التنظيمية المركزية التي تجعل من المواطن وقودا لها.
إننا نقول للذين يروجون لثقافاتهم الإقصائية تلك :إن ما تقومون به ليس الا إحياء لمشاريع جربتموها على الوطن ونتائجها كانت سلبية, وعلى أكثر من صعيد في ميدان الوطن والعروبة ، وكل يطالب بإصلاحها لأنها باتت معطوبة ونحن الآن أحوج ما نكون لزرع ثقافة الانتماء للوطن الذي نعيش فيه, وإحياء قيم الآباء المؤسسين له أمثال هنانو والعلي والعظمة والخوري والأطرش والقوتلي ..........والسعي الحثيث لبناء الدولة الوطنية القائمة على أسس الحق والقانون,وسيادة مبدأ المواطنة وتحديد ملامح العلاقة بشكل واضح بين المواطن والحكومة ,وتنظيم العلاقة دستورياً بينهما وفق اسس حضارية, قبل الالتفات إلى قضايا ذات ابعاداقليمية وقومية ودينية, والاصرارعلىابقاء المرجعية العقائدية لحزب البعث العربي الاشتراكي, وعدم الاعتراف بمكونات المجتمع السوري- من غير العرب- كشرط للسماح بالترخيص للأحزاب القائمة, أو التي ستؤسس مستقبلاً في حال صدورقانون لتنظيم عمل الاحزاب السياسية.
إن ثقافة التمييز بين المواطنين, مثلما هي سائدة حاليا, وكما تدعو إليها مسودة قانون الأحزاب الصادرة عن لجنة برلمانية من البعثيين, وبعض البيانات التي تصدر عن قوى معارضة, جل اهتمامها الانغماس في قضايا إيديولوجية شمولية ذات صفات قوموية أو دينية, لاتخدم تعزيز وتمتين الهوية الوطنية السورية ,لأنها ستكرس المزيد من الشقاق والإحباطات،ومن هنا فانه فلابد للقوى المتضررة وطنياً من الفكر الشمولي في السلطة, وخارجها, المزيد من الالتفاف والتضامن والعمل من أجل مشروع نهضوي, يضع سوريا وأبناءها في المقدمة, وهي وان تم التعبيرعنها في وثائق اصدرتها قوى ديمقراطية سورية عديدة ,لكنها مشتتة وينقصهاالتنسيق ولم الشمل ,وقد كان آخرها ورقةالاستاذين وليد مبيض وجورج كتن تحت عنوان: اقتراحات برنامج ليبرالي سوري, حيث جاء فيها الانطلاق من الدائرة الإنسانية كما تطرحها مسيرة الحداثة الراهنةالانسانية, والالتزام بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان, والاتفاقات والمواثيق الدولية المكملة له
والقطع مع الثنائية في الفكر والسياسة، ورفض فكرة الشر المطلق المواجه للخير المطلق, وبالعكس،والتخلي عن ثوابت الأيديولوجيا كعقيدة فكرية إيمانية, والانطلاق في فهم وتحليل الظواهر من الوقائع العنيدة, ونبذ تفسير التاريخ كمؤامرة, والقطع مع النرجسية الوطنية والطبقية والدينية,والتمسك بالنهج الديموقراطي ليس رداً على الاستبداد فقط, وإنما لتحقيق غاية الحرية, و اعتباره طريقا ضروريا للتقدم والحداثة والإبداع والتنمية, وتحسين الأوضاع المعيشية.,. الى اخر ما جاء فيها من افكار ومبادىء قيمة.......................كما يأتي في هذا السياق ماورد في برنامج التحالف الديمقراطي الكردي في سوريا, والذي شارك في صياغته معظم الاحزاب الكردية السورية " ان الحركة الوطنية الكردية في سوريا تنطلق في نضالها من الارضية الوطنية السورية, وتحدد اهدافها وفقا لمصلحة البلاد العليا, ولما تتطلبه مصلحة الشعب الكردي من حيث هو جزء من المجتمع السوري ويؤكد على اهمية قراره السياسي في ضوءذلك " ويعمل من اجل اشاعة الديمقراطية لتشمل كافة جوانب الحياة في البلاد, واطلاق الحريات العامة واحترام حقوق الانسان, والغاء القوانين الاستسثنائية, بما في ذلك قانون الطوارىء واصدار قانون عصري للاحزاب وللصحافة, وارساء دعائم المجتمع المدني.
ان قراءة متانية لما ورد في البرنامج السياسي للتحالف الديمقراطي الكردي في سوريا ,تبين بانها تتطابق مع برامج القوى التي تطالب بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان, وان المصلحة الحقيقية والنهائية لابناء الشعب الكردي في سوريا هي النضال من اجل بناء دولة الحق, والقانون والتي تتمتع في ظلها كل مواطني سوريا بحقوقهم سواسية وان الافصاح عن هذا البرنامج, بمنتهى الصراحة والشفافية في الوسط الوطني العام مهمة لاتحتمل التاجيل,كي يطلع عليه اوسع فئات المجتمع السوري ولكن دون اعطاء القدسية لنصوصه, أوالتشبث به بل العمل على تعديله, اذا لزم الامر, ليعبر عن طموحات وآمال ابناء المجتمع السوري.
ودون مبالغة ان الكرد السوريين, بما لهم من ماض نضالي وطني, وحياديتهم في الصراع الذي جرى على السلطة في محطات دقيقة ومهمة, من عمر البلاد يجب ان يشكلوا اليوم صمام امان, للوقوف امام الغلواء القومي عموما, والتعصب الديني, والتمسك بالعلمانية والديمقراطية وحقوق الانسان, وتكريس ثقافة المواطنة السورية, بمعزل عن الايدلوجيات الاقصائية, وردات الفعل الانتقامية من جانب بعض القوى المتصارعة سابقا, فهل ستتمكن قيادات الحركة الكردية السورية من تحقيق هذه المهام لتستعيد الى الاذهان الدورالذي قام به الرواد الاوائل في تأسيس وتأمين مستلزمات الدولة السورية, بدءا من نضالاتهم في مقاومة الفرنسيين وتاليا بوضعهم ركائز لسبل العيش المشترك,باصدار دستور للبلاد, مازال حتى الان, نموذجا يحتذى به من قبل كافة القوى الوطنية .



#فيصل_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيدرالية شركة تاريخية مع العرب وتعزيز لها ؟
- كي تكسر سوريا كل هذا الحصار.
- سوريا نحو التفرغ للمشروع الوطني
- مقترحات ندوات الوحدة الوطنية لاتاخذ طريقها للتنفيذ حتى ألان
- أية مصلحة وراء سد أبواب
- المزيد من التآلف الوطني
- لابديل عن الحوار الوطني
- نحو فهم جديد للوحدة الوطنية في سوريا يستوعب متغيرات الواقع
- نعم للحقيقة في التصدي لخصم جارف القوة
- في مواجهة الرياح العاتية: لابدّ من تمتين التآخي العربي – الك ...
- الطاولة المستديرة الثانية في دمشق حول القضية الكردية في سوري ...
- لابـد من إصـلاح شـامل في سوريا يعالج المسألة الكردية كقضية ر ...
- الإحصاء الاستثنائي في محافظة الحسكة عام 1962م انتهاك صارخ لح ...
- مساهمة في الحوا ر الوطني الجاري في سوريا وجهة نظر كردية
- حقوق الأكراد السوريين هي حقوق وطنية ثابتة وليست طارئة
- فلنتفق من أجل مصلحة شعبنا المظلوم
- الأكراد وحقوق المواطنة


المزيد.....




- السعودية.. فيديو يشعل تفاعلا لشخص وما فعله بمكان عام والأمن ...
- -بلومبيرغ-: شركات العملات المشفرة تبرعت بملايين الدولارات لح ...
- من هنأ الشرع من القادة العرب بتنصيبه رئيسا لسوريا للمرحلة ال ...
- -هذه هي المرة الأولى التي ألمس فيها أبي-، شابة فلسطينية تلتق ...
- حماس تفرج عن المجندة الإسرائيلية آغام بيرغر وسط مشاهد مؤثرة ...
- تحذيرات من تسرب فيروسات خطيرة من مختبر أبحاث في الكونغو بسبب ...
- فيروس زيكا يتلاعب بالبيولوجيا البشرية لضمان بقائه!.. كيف يفع ...
- -متلازمة الجلد المحمّص-.. عواقب التعرض الزائد لمصادر التدفئة ...
- علماء يعثرون على قيء متحجر من عصر الديناصورات في الدنمارك
- القمر ليس ميتا! .. دراسة تكشف عن نشاط جيولوجي حديث


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل يوسف - سوريا بين السلطة و المعارضة