حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 07:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المظاهرات تجتاح فرنسا احتجاجاً علي قانون يضر بشباب العاملين، لم تُطلَق رصاصةٌ، لم تُفتَح أفواهُ السجونِ، لم يصفهم الإعلام الحكومي بالقلة المنحرفة المأجورة. الحكومة الفرنسية تبحثُ كيف تستجيبُ، الرجوعُ للحقِ فضيلةٌ، الشعبُ صاحبُ الحقِ الأوحدِ، الكلُ في خدمتِه، رئيسُ الجمهوريةِ تحت أمرِه. ديمقراطياتٌ حقيقيةٌ، بلا تضليلِ ولا نفاقِ ولا خداعِ. قبلَها تغيرَ كرسي الحكمِ في اسرائيل، وجوهٌ جديدةٌ تماماً، اِنتقلت السلطةُ بسلاسةٍ واحترامٍ، لم يمُت الجالسين علي الكراسي عليها، لم يورثوها لسلالتِهم، إنهم يؤدون مَهَمةً، هدفُهم رفعةُ شعبِهم علي حسابِ شعوبٍ مقهورةٍ ضاعَ فيها العدلُ والحقُ.
الديمقراطياتُ العربيةُ ليس فيها إلا الاِسم، إنها حريةُ سبِ بوش والغربِ، اِتهامُ اسرائيل بالإجرامِ واِنتهاكِ القوانينِ، إنها ديمقراطيةٌ جديدةٌ، ديمقراطيةُ العجزِ عن مجاراةِ العالمِ، ديمقراطيةُ قهرِ الشعوبِ واِحتلالِ الكراسي، ديمقراطيةُ تسخيرِ المواردِ الشحيحةِ لخدمةِ القلةِ الحاكمةِ. الأنظمةُ العربيةُ لا تحترمُ شعوبَها، تتصورُ فيها الهطلَ، تتصرفُ بلا وازعٍ من اِلتزامِ أو خوفِ من محاسبةِ، البطالةُ علي أشدِها، الأسعارُ في سعارٍ، النارُ تحت رمادِ الغشِ والكذبِ. إنه عرفُ أنظمةٍ لا تعرِفُ من الحكمِ إلا كيف تستمرُ فيه، كيف تبتزُ الشعوبَ، تعصرُها، تُحَصِلُ منها ثمنَ بقائها علي الصدورِ. الصحافةُ العربيةُ، حكوميةٌ أو معارضةٌ، لا تعبرُ عن الأغلِبيةِ المطحونةِ، إنها مشغولةٌ بقضاياها، لو كانت الآلامُ العامةُ في طريقِها فاستثمارُها وإلا نكرانُها ونسيانُها.
شركةُ الاتصالاتِ المصريةُ ترفعُ الأسعارَ حتي وهي تدعي المكسبَ، نموذجٌ فاضحٌ للعبِ بالبيضةِ والحجرِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟