أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - الحب في زمن الشلغم














المزيد.....

الحب في زمن الشلغم


رشيد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 6088 - 2018 / 12 / 19 - 01:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أنا عندي لكم (دكَة ) تطرب لها قلوبكم وتنثر عليكم البهجة والمسرة ..ولا هذه الدكَة العشائرية السخيفة المروعة .
انا عندي لكم (دكاَت ) تمنحكم الراحة والمحبة منها ما نقلها لنا الموروث الشعبي وبعض منها عشنا تفاصيلها .
الدكَة نوع من الوشم أجمعن عليها نساء بلاد الرافدين من شمال البلاد الى جنوبها ومن شرقها حتى غربها ، النساء في الاهوار والارياف وفي البادية أجمعن عليها اجماعا قل نظيره باعتبارها وسيلة التجميل في زمن كان يخلو من وسائل التجميل الحديثة الا ما كانت تجود به الطبيعة من وسائل.. لقد كانت الخيار الممكن والمتاح الى جانب الكحل للعين والديرم لصبغ الشفة باللون البني الغامق و الديرم يبقى مفعوله بضعة أيام يستخرج من شجرة الجوز هذا الى جانب الحناء للشعر .
دكة في الخد أو الانف أو بين ألانف والشفة العليا ويمكنك أن تراها على طول الحاجبين وعلى طول الرقبة عند نساء الاهوار والبادية وشكل من الدكَة اسمه (شكالي) امتازت به المناطق الغربية من البلاد مثيرة الرجال كانوا يهتفون بها : ( شكالي يا بعد عكَالي ) ..وعلى طول البلاد وعرضها كانت ألأنباء تتحدث عن وجود الدكَة في أعلى الساقين عند بعض النسوة بحسب تصريحات أدلى بها مراقبون مندسون .
مَن يتحدى( ناظم الغزالي) بعدما أعلن أمام المجتمع الدولي و أمام الرأي العام العالمي أن صاحبته لها دكَة وشامة في وجهها ، مَن يقبل التحدي مَن ؟ .. شامة ودكَة تعني الكثيرتعني ان رصيدها من الحسن وصل الى أعلى المستويات ، وصل الى الذروة ولا ينالها الا ذو حظ عظيم ..هي الشامة وحدها تكفي ما بالك اذا شامة ودكَة :

دكَة شذر يا ناس والشامة عنبر
والوجه مبعث نور والصدر مرمر
خايف عليها وتلفان بيها
شامه ودكَة بالحِنچ منو يشتريها
لو تنباع چنت اشتريها
الجدير بالذكر أن واحدا من أصحابي كان يولول على الدوام و يندب حظه العاثر لان له شامة بدلا أن تكون في وجهه حتى يتباهى بها أمام الحسناوات جاءت الشامة في جسمه بمكان مخدش للحياء .
والدكَة تأتي أحيانا بمعنى الفعل غير المقبول ..هذا عاشق لا يهمه الفعل غير المقبول :
دكَني وكلت الله يا محلا دكتك
حبيب انته وشما صار تبقى بمعزتك
( الدكَة الخزعلية ) اختلف الباحثون حول اصلها و معناها لكن الارجح انها جاءت بعدما غدرت الحكومة الايرانية بالشيخ (خزعل الكعبي ) الذي اعلن عن نفسه أميرا على (عبادان) جنوب غرب ايران وصارت هذه الدكة أي الواقعة أو الحدث عنوانا للغدر .
المرحومة ( بدرية أنور) أول من أدخلت هذه الدكة في قاموس الحب والغرام في ثلاثينات القرن الماضي ... و عن غدر الحبيب غردت (بدرية) تقول :
مالي عتب وياك ويا نصيبي
شمتت بي عداي لا يا حبيبي
خيه . خيه. أوصي المار ما يقبل وصيه
لا ريدهم لا اريد جيتهم عليه
يا دكَة المحبوب دكَة خزعلية
( سوريا حسين) صوت ريفي جميل دكَاتها لها معنى آخر..
جاء في الاخبار أن ( سوريا) رأت صاحبها .. أي والله رأت صاحبها و كان من المتعذر تماما الاتصال به أو التحدث معه والسؤال عن احواله نظرا لوجود الراصدين المحيطين بالمكان ..يقول الراوي حين رأته خُطِفَ لونها، تنهدت ، اذرفت دمعة ، بكت ، أخذ الدمع يهملها كأن لسان حالها يقول : أي وا حبيباه أي وا عزيزاه أي وا حر قلباه فيما سارعت احدى خالاتها اليها تدعوها الى التهدئة وضبط النفس شعرت بوجع يضرب على كليتيها والكلية هي ( الچلوة ) في لغة اهل العراق طالبة من خالاتها الوقوف معها في محنتها ...صاحت سوريا :
دكَن و لطمن حيل خالاتي وياي
شفته برشيح العين و مرادد چلاي
والدكَات بالنسبة للمهيوب (داخل حسن ) تعني دقات القلب ...هذا المهيوب من شدة عشقه و افراطه بالحب تتوقف دقات قلبه تماما ثم تستأنف عملها بعد حين .
هذا الغلو في الوصف والتعبير هو الذي كوّن أو شكّل صورة شعرية جميلة :
يـا طـبـيــب صــواب دلالـي كـلـف
لا تـلـچـــمــه بـحـطـة الـسـمـاعـة
بـعــد دگــات الـگـلـب مـا تـنــعـرف
تـنـگـطـع مــا بـين سـاعـة وسـاعـة



#رشيد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدث في الرابع عشر من رمضان عام 1963
- إِشاعة
- كبوش التوت
- ماذا جنينا من الاستقلال ...ماذا جنينا من السيادة الوطنية
- يمه حسن
- عشرة أيام هزت العالم
- العراق بين شيخين : الشيخ محشي والشيخ مهدي
- من سومر إلى الشعب العراقي مع التحية
- العبادي انقلابي هادئ
- أين كنا وأين أصبحنا اليوم
- حالنا على حاله
- معذرةً هبل
- تراب الوطن
- في بيتنا قمقم
- الشغيلة بين الماضي والحاضر
- العراق بعد الانتخابات القادمة
- من أغرب القوائم ألانتخابية
- عبود أبو العرموط
- عباس المنغولي
- أمينة الحفافه


المزيد.....




- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - رشيد الفهد - الحب في زمن الشلغم