فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 17:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليست الحالة الجارية في داخل المنظومة الدينية الحاکمة في إيران بحالة عادية وطبيعية بحيث يمکن أن نجد لها نظيرا أو مثيلا، بل إنها حالة مشوهة وغريبة من نوعها بحيث يمکننا أن نطلق عليها تسمية"مسخ" لکونها تسعى الى مواجهة کل ماهو واقعي وطبيعي والقفز عليه من أجل الاستمرار والبقاء، خصوصا وإن إستمرار تمسك هذه المنظومة القمعية الدموية باسلوب الهروب للأمام کحل وکخيار وحيد لها في مواجهة ماتعانيه من أوضاع بالغة السوء، يٶکد حقيقة کونها کالمستجيرة من الرمضاء بالنار!
نظام الملالي وهو يواجه أوضاعا غير مسبوقة منذ تأسيسه وشعوره بحالة خوف ورعب إستثنائية، فإنه وکعادته دائما يراهن على ماقد راهن عليه منذ تأسيسه، أي على تصعيد ممارساته القمعية ضد الشعب الايراني والتمادي في تصدير الإرهاب والحروب والأزمات إلى خارج إيران. ذلك إن إستراتيجية الديکتاتورية الدينية وکما بينت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية خلال الخطاب الذي قدمته أمام مٶتمر الجاليات الايرانية الاخير،" للبقاء وللخروج من الأزمات، تعتمد على القمع والانكماش داخل إيران، وعلى تصدير الإرهاب والحروب والأزمات إلى خارج إيران"، وهذه حقيقة صارت تتوضح يوما بعد يوم مع ملاحظة إن النظام وبإستمراره بهذا النهج فإنه وفي نفس الوقت يتآکل من الداخل بحيث يصبح کالشجرة المنخورة من الداخل وقد تسقط بفعل أي ريح عاتية.
من الواضح إن تهکم السيدة رجوي على محاولات ومساعي هذا النظام الجنونية والعبثية من أجل البقاء والاستمرار، هو تهکم في محله تماما وله أکثر من مبرر عندما تقول في خطابها بأنه:" لا مخرج ولا مفر للنظام للهروب من السقوط. منذ 40 عاما كنا ومازلنا نرغب في تغيير سلوكيات نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، ولكنه، كما يقول لا ينتحر خوفا من الموت"! ذلك إن الهروب للأمام من المشاکل والازمات وتخطيها بهذا الاسلوب الذي هو في الحقيقة يساعد على إيجاد وخلق المزيد من المشاکل والازمات الاخرى، وکأن النظام يحاول التخلص من الموت طعنا بالمدي والسکاکين الى الموت بالحرق أو السقوط في الهاوية، ففي کل الاحوال هو مواجه للموت والذي يتمثل قطعا في سقوطه المحتوم الذي لامناص منه أبدا.
الطريق الذي سلکه ملالي إيران منذ 40 عاما، هو طريق الطغاة والمستبدين الذي لايوجد أية نهاية له سوى خزي وعار السقوط ودفع ثمن کل الجرائم والمجازر التي إرتکبوها رغما عنهم وإن کل مايفعلونه اليوم من أجل الحيلولة دون ذلك لن ينفعهم في کل الاحوال وإن مصيرهم شاٶا أم أبوا هو السقوط.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟