أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - ليتورجيا الاحتجاج














المزيد.....


ليتورجيا الاحتجاج


مجدي مهني أمين

الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتحدث الصديق سليمان شفيق عن ليتورجيا الاحتجاج التي قادها الأنبا مكاريوس في مواجهة الاعتداءات المتكررة على مواطنين أقباط، دون أي ذنب لهم سوى كونهم أقباطا، والليتورجيا هي العبادة والصلاة، فعندما تكون العبادة تعبيرعن احتجاج أو اعتراض، نكون أمام عمل يربط الواقع اليومي بالإيمان والمعتقد، وهو ما يعطي الإيمان زخمه ومعناه، فالإيمان هو ما يعطي لحياتنا معن، ونعيش به ومن خلاله واقعنا اليومي.

فالعلاقة بين الإيمان والواقع علاقة أصيلة ومستمرة، لو انقطع الإيمان عن الواقع، اصبح أيمانا معزولا تائها ومجردا من المعني، فالواقع هو مرآة الإيمان.

لو انفصل الإيمان عن قضايا الناس، عن العدل، عن المحبة، عن الأخوة، أصبح إيمانا بلا مضمون، وإيمانا بلا قلب، فالواقع هو ما يعطي الإيمان مضمونه كما يعطيه معناه.. الواقع هو المرآه، وهو المحور، وهو المضمون، وهو قضية الإيمان برمته، لا إيمان بدون واقع، حتى الرهبان والمتصوفون الذين يعيشون في البراري والإديرة، لا ينفصل إيمانهم عن الواقع، فهم أيضا مرتبطون بالواقع، بل أنهم يخلون أنفسهم كي تصفو قلوبهم ويقدمون لنا ما يرونه صالحا للواقع المنزه الشفاف، كي يقدموا لنا مثلا ونموذجا، وبصيصا من ضوء لطريقة أفضل نعيش بها الواقع، الواقع هو المعني، والهروب من الواقع هو هروب غير مبرر.

بل أن كل الأديان تؤمن أن حسابنا- يوم الحساب- يدور حول كيفية تعاملنا مع هذا الواقع، مع الناس، ومع الحياة، ومع ما نملك، وما يملكه غيرنا، كله حساب حول واقع.

لذا ليس غريبا أن يدعو الأنبا مكاريوس، كما يصوره الصديق سليمان شفيق، إلى "ليتورجيا الاحتجاج"، تجمُّع للصلاة تعبيرا عن ضيق وتبرم من الظلم والجور الذي يتم ممارسته في ظل الدولة المنحازة ضد الأقلية، الدولة التي لا تؤمن بحرمة الدم، أو تؤمن به بالقدر الذي يسمح بهروب الجاني، أو يسمح بتهريبه من العقاب المناسب، طالما أن الضحية تنتمي لتلك الأقلية.
الأمر يتطلب ليتورجية احتجاج، يتطلب تعبيرا عن احتجاج من خلال العبادة، احتجاج تتم فيه الشكوى بطريقة علنية منظمة للمولى عز وجل، طالما أن ولي الأمر متقاعس، "بيمشي على سطر ويسيب سطر"، أو "بيمشي على سطر ويسيب المجرم يمارس اجرامه"، ضد الأقلية، وضد الدولة، وضد الدين، فكل الأديان تؤمن بحرمة الدم، حرمة لا يدركها الحاكم، ولا تدركها المؤسسات الدينية، فكلها صامتة رغم ما يصيبها من ضرر، وإلا لاعترضت كلها كي تحمي المواطن، وكي تحمي صحيح الدين من تلك الممارسات الجائرة التي لا ترعي حرمة الدم.

- فكيف لا تعترض كافة الأديان، كافة المؤسسات الدينية، في "ليتورجيا احتجاج" لمواجهة مثل هذا الشطط، وهذا الاعتداء الذي يصيبها و يصيب المواطن على حدٍ سواء؟



#مجدي_مهني_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تسعى الدولة كي تسلم تيران وصنافير لدولة أخرى مجاورة
- كيف نخرج من حالة -شبه الدولة- التي يتحدث عنها الرئيس؟
- حتى لا نكون سوريا وليبيا والعراق مثلما يقولون دائما
- خالد يوسف والرمز الأوحد
- وطن يبحث عن قُبلة الحياة
- الآباء الكبار
- فتاة المول، ضحية غياب الاحترام وانتهاك الخصوصية
- قوائم الشهداء الانتخابية
- متى نخلع صفر مريم بلونه الباهت عن مريم، وعن عموم الوطن
- صفر مريم، والضوء الأحمر، والثقة التائهة بيننا
- إيلان، الطفل النائم فوق جراحنا وذهولنا
- مريم التي تستردني كي أكتب
- نسخر من حمدين، ونهدد السيسي
- في معركة الدستور، تؤخذ الدنيا بالمشاركة
- ضبط النفس.. تطبيق القانون
- القانون قانون يا أبلة هيلدا..
- حكومات شفافة وشعب مشارك
- طابور الوقود الذي ملأ الميادين بالثورة
- أنا أيضا أؤمن أن الله لن يترك مصر
- لنتفاوض هذه المرة كثوار، ولنترك التفاوض السياسي جانبا


المزيد.....




- رغم الحذر السائد قبيل قرار ترامب مؤشر أسهم أوروبا يقفز لمستو ...
- قراءة الإعلام المصري لصورة السيسي في -جيروزاليم بوست- الإسرا ...
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 119 مقذوفا في غضون 24 ساعة ...
- وزير الخارجية الأمريكي ونظيره السعودي يناقشان مستقبل غزة وال ...
- فوتشيتش يصف الاحتجاجات في صربيا بأنها محاولة لتدمير البلاد م ...
- أنباء أولية عن سقوط قتلى في تحطم طائرة في فيلادلفيا الأمريكي ...
- إعلام أوكراني: سماع دوي انفجارات في كييف ومقاطعتها
- المبعوث الأمريكي الخاص: إنهاء الصراع في أوكرانيا يصب في مصلح ...
- تاكر كارلسون: زيلينسكي باع أوكرانيا وتحول إلى خادم للغرب
- -إم 23- تواصل زحفها شرق الكونغو الديمقراطية


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي مهني أمين - ليتورجيا الاحتجاج