|
خط التمايز في عصر عولمة الشعبوية
جواد الاحمدي
الحوار المتمدن-العدد: 6087 - 2018 / 12 / 18 - 04:39
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
خط التمايز في عصر عولمة الشعبوية
قبل البدء في كتابة المقالة سنعطي مقاربة تعريفية مقتضبة للشعبوية وذالك بإعتبارها سمة من سمات النيوالفاشية .
في ظل ما يشهده العالم من تدمير للبشرية على كل المستويات ….حتى جسديا ، وتغيير الخارطة الديمغرافية للدول المستهدفة سيما في الشرق الاوسط وشمال افريقيا عن طريق الحروب بالوكالة بقيادة الامبريالية وحلفائها في المنطقة حفاظا على مصالحها الاقتصادية من الدرجة الاولى وتوسيع نفوذها لتصليب سيطرتها السياسية .يغدوا هذا التدمير الممنهج متواريا خلف خطاب شعبوي بمثابة الناطق الرسمي للفاشية الصاعدة بكل تلاوينها (الدينية ،العرقية ….).
إن عودة تاريخية موجزة لمسار الاحداث السياسية الكبرى سيساعدنا على ادراك مغزى هذه السيرورة المتوارية ،إذ نجد مباشرة بعد موت لينين في سنة 1924 كان ستالين أول من أدرك أن الخطر الحادق بالسوفييت والذي يتجلى في عناصر شاركوا او مندسين في ثورة اكتوبر 1917، هؤلاء تقمصوا مناصب عليا في البلاد آنذاك ،ليس من اجل استكمال درب لينين او تنفيذ وصاياه كما يزعم البعض منهم ،بل من اجل تحريف او تشويه الثورة الاشتراكية العظمى تحت ذريعة او مسخ الثورة الدائمة ،ولكن ستالين كان قائدا ثوريا بلشفيا ذكيا إستطاع تمييز الماركسية اللينينية عن التحريفية أي عن الطابور الرابع الذي وصفه غرامتشي ب عاهرة الامبريالية ، وقد أثبتت الاحداث لاحقا صدق غرامتشي في هذا الوصف العلمي لهذا الطابور الرابع وخير دليل الادوار الذي قمصها ويتقمصها حاليا في نخر كل الحركات التحررية العالمية ،ونخر أيضا التنظيمات الماركسية اللينينية من الداخل بإسم لينين ولكن ضد اللينينية وهذا هو الخطر يجب أن ينتبه اليه الرفاق الثوريون . هذا السرد عن حقبة ستالين وأعدائه سنتخذه كمصدر لخط التمايز .
مثلا ،ما يسمى الربيع العربي الذي انطلقت شرارته من تونس مباشرة بعد استشهاد محمد البوعزيزي ،خرجت الجماهير الشعبية بشكل عفوي في كل بقاع تونس تعبر عن سخطها وغضبها من السياسات التبعية للنظام السياسي القائم وتطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية ،سارعت الامبريالية في شخص امريكا لإحتواء الوضع عن طريق حلفائها في تونس أي التيار “الاخوان المسلمين” ،هذا التيار الذي يكن حقدا دفينا لكل من يناهض مشروعه الديني التدميري، وشن حملة شرسة في السر والعلن على كل الماركسيون اللينينيون الثوريون الذين يريدون هدم كل ماهو تبعي وبناء وطن للتونسيون جميعا تسوده الحرية والعدالة… وليس لحفنة من المفسدين والمتصهيونيين…في غياب او تغييب تنظيم ثوري او حزب العمال والفلاحين الفقراء وكل المضطهدين والمسحوقين ،مما إضطر المناضلون الثوريون في تونس ان يسيروا في نفس المنحى التي تريدها الامبريالية في ظل انتفاضة عارمة مدعمة من البترودلار القطري السعودي التركي ،بدون تفعيل مبدأ التمييز او التمايز ما بين القوى التي تخدم الشعب التونسي والقوى التي تخدم النقيض ،هذه الاخيرة متجسدة في الشعبوية (التيار الاخوان المسلمين) ، يدغدغ عواطف الشعب التونسي بخطابات دينية عن طريق الاعلام التبعي( الجزيرة ،العربية… ) ،التيار الظلامي الذي نتحدث عنه يظهر في العلن كأنه يريد فعلا التغيير عبر خطاباته الدينية الشعبوية ويزعم أنه وحده الذي يمتلك الحقيقة المطلقة ،وكل من يختلف معه مصيره التصفية من الميدان بكل الوسائل الممكنة ، وخير دليل إغتيال شكري بلعيد وليس هذا الاول او الاخير ،بل الاف او ملايين من الشهداء الذين لم تجف دمائهم بعد ، وهذا النموذج التونسي إمتد الى مصر وليبيا والبحرين المغرب… ،إتخذ أشكال مختلفة على مستوى التكتيك ولكن نفس الهدف الذي تريد الامبريالية تحقيقه ،أي إعادة نفس نمط الانتاج .
ولكن في سوريا لم يمر ما يسمى الربيع العربي مرور الكرام مثل الدول الأخرى ،فقد إتخذ شكل التحدي بين امبرياليتين روسيا وحلفائها من جهة، أمريكا وحلفائها من جهة ثانية ،طبعا هذا الصراع المشتعل في سوريا راح ضحيته الشعب إنتقاما منه سواء من النظام نفسه أو أعدائه، لأن الشعب السوري ليس مثل الشعوب التي تحدثنا عنها أعلاه هناك تفاوت في تطور الوعي الطبقي ،فالصيرورة التاريخية للشعب السوري حافلة بالمقاومة …،بعد ستة أشهر من انطلاق احتجاجات في سوريا إتضح للشعب السوري أن ثمة مؤامرة تحاك ضده بقيادة امريكا ،وتريد هذه الاخيرة اسقاط النظام السوري وتبديله بنظام خوانجي ظلامي يأتي على دبابة امريكا وتمويله بالبترودولار القطري التركي السعودي يتم استقباله بخطاب ديني شعبوي محض ،في هذا السياق حلفاء النظام السوري فهموا أن اللعبة و المعركة ليست مع النظام السوري ،بل في الجوهر حلفاء النظام السوري هم المستهدفين الحقيقيين لما يسمى ب الربيع العربي أي معركة الغاز الطبيعي ان صح القول .امتداد المشروع الامريكي في المنطقة إرتطم بشكل مباشر مع مصالح روسيا وحلفائها في سوريا ،أصبحت سوريا ساحة الحرب بين معسكرين الغربي والشرقي ،التيار الخونجي الظلامي الذي استولى على السلطة في مصر وتونس وليبيا… عن طريق خطاب ديني شعبوي مدعوم ماديا وإعلاميا كأنه صاحب الثورة العظمى تساقطت عنه الاقنعة أصبح داعش في سوريا لم يبقى في شكله كما كان سلفا، ولكن نفس المضمون ونفس الغاية . فالشيوعيون السوريون لن تغرهم أموال قطر ولا تركيا ولا ايران … ولن تغرهم التظاهرات العارمة الممولة من المعارضة الخارجية او المرتزقة حسب ميكيافيلي, بل جسدوا مبدأ التمايز وقفوا ضد المؤامرة السخيفة التي تسعى الى إعادة نفس نمط الانتاج مثل الدول المذكورة ولم يستفيد منها الشعب قط ، بل العكس الشعب يزداد تأزما أكثر فأكثر مقارنة مع الماضي سيما على مستوى الوعي الطبقي ،لأن الفكر الديني بخطابه الشعبوي العاطفي ينفي الصراع الطبقي ويزعم أنه هو البديل الواحد الاوحد ولا سواه ،سنكتفي بالحديث عن الشعبوية الدينية بوصفها ظاهرة من ظواهر الفاشية ..
… الوضع في المغرب منذ الاستقلال الشكلي شهد احتجاجات وانتفاضات شعبية راح ضحيتها قوافل من الشهداء والمعتقلين السياسيين والمنفيين ، كان فيها الدور البوليسي للتحريفية في كل معارك جماهير شعبنا هو بمثابة مدخل لكل انتكاسة في الفترة التي كان اليسار الثوري قائدا لكل الحركات الاحتجاجية في المغرب ، لم يستطيع اليسار الثوري ابان الستينات والسبعينات حتى الثمانينات ان يميز نفسه عن التحريفية ،ولازالت هذه الازمة قائمة في التنظيمات الماركسية اللينينية المغربية حتى في الجامعات المغربية .
….. الحركة الطلابية انطلاقا من سنة 1979 ،أقصد سنة تأسيس النهج الديمقراطي القاعدي ،الذي يعد أمتداد موضوعي ونوعي للطلبة الجبهويين ،إشتغل هذا الفصيل المتشبع بالماركسية اللينينية سنوات قليلة بعد تأسيسه إنبثقت منه فصائل (تصورات ،اوراق)،هذه الفصائل تزاحمت وتعاركت حول الشرعية وعن من يملك الاجابة العلمية والعملية لمعضلات الحركة الطلابية ،ودون الدخول في التفاصيل فمباشرة بعد نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ظهرت مجموعات طلابية فاشيستية ( دينية ،عرقية ) بمباركة نظام الحسن السفاح عميل الصهيونية ،إذ إستغل هذا الاخير ومن خلالها محاولة إضعاف التوجه الثوري في الح.ط الذي كان يشكل خطرا على عرشه ويحاول تنضيد اوراقه الداخلية التي كانت منظمة الى الامام الثورية زلزلت اركانه وبعثرت اوراقه ، مباشرة بعد دخول هذه المجموعات الطلابية الدينية والعرقية الى الجامعات المغربية ،شهدت الحركة الماركسية اللينينية المغربية هجوما شرسا وصل الى التصفية الجسدية للمناضلون الثوريون من قبل هذه الحفنة الفاشيستية التي لازالت تستمر في استحمار جماهير شعبنا عبر خطاباتها الشعبوية التي توظف فيه الدين والعرق ، وفي سياق متصل آخر..حول الحراك الشعبي بالريف الاحمر
ليلة مأسوية حقا ليست كباقي الليالي ،أي ليلة إغتيال محسن فكري في حاوية للنفايات بطريقة بشعة لمن حضر وعاين المشهد كان صعب جدا أن يتحمل ذلك المشهد المرعب ،في كل الاحوال إلتحقت الجماهير الشعبية الى عين المكان بدأ النقاش على الهوامش كل واحد رأيه في كيفية التعامل مع الجريمة التي إقترفها النظام العلوي الصهيوني في حق شهيد الكرامة-محسن فكري- ، في الأخير فتحت الحلقية أمام باب محكمة الكمبرادورية إلتفت عليه الجماهير الشعبية بالاجماع بدأ النقاش وتفاعل ،المتدخلين كل واحد منهم عبّر عن سخطه وغضبه بطريقته الخاصة ،وإدانته لسياسات النظام العلوي التبعي الممنهجة في حق الشعب سواء بالريف الاحمر او في المغرب بشكل عام ، بعد حضور المسؤولين(عامل اقليم الحسيمة ،وكيل العام ) الى المكان وتم توضيح بعض المسائل ((القانونية)) المزيفة ووعدوا بفتح التحقيق الى أبعد مدى حسب قولهم ،هنا بانت بعض خلافات المناضلين بينهم ولكن بشكل أخلاقي حضاري حول بقاء المسؤولين من اجل دردشة معهم او يجب مغادرتهم فورا بعد التوضيح . على أي في تلك الليلة كل المناضلين عبروا عن رأيهم بخطاب ثوري تقدمي – أخلاقي- ،إستمر هذا الخطاب ما يقارب أسبوعين . فجأة تغير الخطاب إنقلب رأسا على عقب أصبحت الشعبوية هي السائدة ،كل من يقف ضد هذه المؤامرة الفاشيستية يوصف بأوصاف شعبوية لا أساس لها في الواقع المادي الملموس ،هذا الهجوم الفاشيستي مصدره من خطين ، الاول يشتغل في السر والثاني يشتغل في العلن .
مصدر الاول : التوجه الديستوبي (دعاة التخريب والخراب)
هذا التوجه التخريبي إشتغل في اوساط الجماهير الشعبية بمساعدة المخابرات الإلكترونية كانت مهمته زرع ثقافة التشتيت والخوف،وتلفيق التهم واهية للمناضلون المبنية على العرق والتخوين ،أغلبية ساحقة من افراد هذا التيار يعانون عقد نفسية منذ دراستهم في الجامعات المغربية والبعض الاخر منهم حسابات شخصية ضيقة ،كل هذا تم توظيفه في الحراك الشعبي بشكل سري بوليسي ،الغريب في الامر هذا التيار الشوفيني العلوي يشتغل منسجم مع الحزب الملكي-البام- ، الذي كان ينعته الحراك الشعبي بدكان سياسي .
مصدر الثاني : البينوتشيون الملكيون(نسبة لبينوتشيه احد زعماء الفاشية التشيلية).. (دعاة التفرقة والهزيمة)
هذا التيار الملكي يزعم في العلن انه يتبنى الحراك الشعبي عبر خرجاته الرسمية ،وشن هجوما لاذعا على ابناء الريف الاحرار بطرق شعبوية عرقية ،ويخون الشعب المغربي بأكمله ويكن العداء الخطير للنخبة الثورية بالريف ،دوره عزل الحراك وتقزيمه جغرافيا وإسقاطه في دوامة الانفصال العرقي وليس الانفصال الثوري ،التيار الجمهوري الملكي الذي نتحدث عنه بمثابة مخابرات عابرة للقارات مدعوم ماديا من مشروع الاجرام ، يستحمر جماهير شعبنا في الريف بخطابه الشعبوي العرقي الفاشيستي كأنه هو امتداد لمشروع مولاي محند ،متى كان مشروع العهر والاجرام امتداد لمشروع مولاي محند ؟ هذه العناصر التابعة لهذا التيار استغلت تقنية اللايف لغرض زرع السمومات إنهم لصوص بالفطرة ،لو كانت تقنية اللايف حلا لمعضلات القضايا المتعلقة لكان النظام العلوي هو الاسبق ،سنرى الاف او عشرات الالاف من اللايفيون يطبول لسياسة سيدهم .
نحن لسنا متطرفين بمفهومه الليبرالي ،أبدا ،نحن نحترم كل التوجهات والانتماءات السياسية ،ونكن كل الاحترام والتقدير للجمهوريون الاحرار وكل أمازيغي ثوري في العالم ،اما هذين التيارين المذكورين ساهموا قسطا كبيرا في إعتقالات شباب المنطقة، لا بأس يتساءل السائل أين تتواجد حاليا العناصر التابعة لهذين التيارين بعدما قدموا الحراك الشعبي طبق من ذهب للنظام العلوي ؟ الجواب : حصلوا على الترقية وشقق فاخرة ورحلات سرية بين المغرب وأوربا والعكس الصحيح…. أما المعتقلين في زنازينهم معذبون وموزعون على المعتقلات المغرب .
لا ننسى بعد تخليد الذكرى الاربعينية للشهيد محسن فكري المناضلون الثوريون فهموا أن مؤامرة تحاك ضدهم وضد الحراك الشعبي نفسه ، فرضت عليهم على مستوى الممارسة بالخصوص تفعيل مبدأ التمايز بينهم وبين من كان يدوّن محاضر سرية في تلك المرحلة ونجحت مهمتهم الى ابعد مدى ،ولكن التاريخ لا يرحم ولن يغفر ستأتي المرحلة ستسقط عنهم الاقنعة ،البعض منهم إنكشفت عورتهم والبعض الاخر ينتظر دوره ،فالشعب لا يرحمهم والنظام الصهيوني القائم بالمغرب كذالك ،قبل الختام سنذكر بالمقولة الشهيرة لاحد أبرز الفلاسفة الماديين حين قال..: ليس كل حركة جماهيرية صحيحة …يتبع
#جواد_الاحمدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال
...
-
الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
-
الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
-
كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال
...
-
الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم
...
-
الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
-
مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال
...
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|