هلال عبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1520 - 2006 / 4 / 14 - 07:09
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
العيد...حبات المطر في الظلمة تواصل تقبيلها لأرض أشور ...شوق استمرار المطر لوقت متأخر من ليل تلاشى أمام صباح مثير لكل عواطف الشجن وبزمن مال فيه أغصان شجرة القرية،شجرة أبناء ددون..صرير الريح الشتائية جعل قاهر أكثر إنصاتا من الآخرين..تعقبها بين الحين والآخر اصواتا لدوريات المحتل ،ومن أمام عتبة الدار ..لكنه حين يتناسى ،يحلم ..فقط لو انه يرمي بذاك الجسد على سرير طالما تحسر علبه وزينه وجه سمارا القمري وبخديها التفا حيين وبجمال ارض أشور ،بشعرها الداكن كأنه ليل تهاوت أشجاره باتجاه معاكس لمصدر الريح ..تلاشى الضوء عنه ..جرده من شائباته .. ..يوم العيد هو ميلاد سمارا ،عند حافة النهر الذي آلفها .وبصباح اغتيلت نسماته ....لقد انطبعت تفاصيل متنها حين كبرت ونضجت في ذاكرة قاهر ،ليعدها النهر وقاهر وليمة يسيل لعاب الأفواه على طراوة ورقة جسدها ،يتخيلها كيف تتسلطن على السير الأحمر في حجرة بعيدة عن وقع الخطى وصدى الكلمات التي تطلقها الأفواه ..
هربت طيور النهر خوفا من أصوات مروحيات المحتل .فأرغمت النورس والبط ومعظم كائنات النهر على مغادرته،فتجردت الحياة هناك إلا من قارب يتهادى وسط النهر ،توسطته شباك وبندقية لجد سمارا وسمارا التي ترافقه للصيد بذلك اليوم... بانتظار صيد وفير من السمك ..
تسمر قاهر عند الشاطىء راسما بعوده الصغير على الرمل عوده ما يفكر به..ينصت لما تقصه نفسه استحالة إدراك الماسي وضمها لقلب واحد.
إلى متى هذا الاحتلال والتدخل ..؟؟إلى متى هذا الاقتتال..؟؟قادته أسئلته إلى ابعد نقطة ليدرك أنها البداية ،بداية الوجود يرسم دنيا مليئة بالحب والتسامح والسلام في ارض أشور..
أرداف غطتها خصلات الشعر ما جعل قاهر منزويا وسط أشلاء نخرتها الأوجاع والماسي ،ماسحا على ما مضى ..
لم ير إمامه سوى ظل إنسان ..لم يعد يرى القارب لقد توارى عنى مع الأفق البعيد..ظل إنسان على ما يبدو يغتسل إنها أم دهى تنظف الاوانى ..عند النهر فطالما تقذف بمنتج بقراتها ،عنزاتها ،دجاجاتها،..القشطة،الحليب والبيض.يتوافد إلى قاهر بيوم العيد فلا جدران تمنعها وتمنع العيد والفرحة ..سمع صوت الرجل العجوز يقترب ..باعثا الطمأنينة يقلب قاهر ،لتكمل أم دهى وتضيف أن غدا هو العيد ومولد سمارا ورحيل المحتل..
#هلال_عبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟