أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - زنا















المزيد.....

زنا


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6086 - 2018 / 12 / 17 - 00:01
المحور: الادب والفن
    


لو أتيحت لي فرصة تقديم نفسي على المسرح عندما أستطيع أن أملك الخشبة ، ويكون لي سلطة عليها سوف أسرد سيرة المسرح من خلال سيرتي الغير ذاتيّة لأنّها كانت لا تخصّني، وكأن هناك قدر حقيقي جعل سيرتي تخصّ الآخر الذي عملت معه. أرغب في التوضيح أكثر:
قدم لي مخرج الفيلم النّص كي أقرأه. نصّ جميل يتحدّث عن الحبّ . سوف نمثله على المسرح ليلة غد. النّص والإخراج والتمثيل والإنتاج والبطولة هم لصاحب النصّ عماد المكنّى ب"أبي الهول" وقد حاز اللقب كونه من القلّة العظماء في مجموعة غينيس الذين سوف تأتي على ذكره يوماً. تواضعه يمنعه من إرغام المجموعة على إدراج اسمه ، ورغم أن أصدقاءه الذين منحوه اللقب قد رشّحوه عدّة مرّات. أصدقاؤه هم موظفون يعملون في شركة يديرها الحاكم بإذن الله عن طريق حارسه الشخصي أمين ، وكون الحارس ليس لديه الوقت الكافي فقد فوض الحارس المتدرب فهيم والحارس المتدرب فهيم كلّف الولي الرّضيع وفي النهاية استطاع أبو الهول الفوز في عقد الشّركة ، وقد فاز في كسب ثقة زملائه. هم يكيلون له المديح ، مع أنّ أبو الهول مخلص في عمله فمن يخطئ من العمال قد يرسله إلى السّجن، ويحكم عليه بدفع تعويض ضرر. الجميع يخافه بحبّ.
لم يكن أبو الهول ممثلاً، لكن بعد أن فاز بجائزة الثورة، وجائزة المواطن الصّالح، وتسلّم درع الوطن من الحاكم بإذن الله نفسه من أجل قصيدة مدح فيها الوطن وأشاد به ، وصور الحاكم بإذنه كأنّه بدر يحمل في داخله وطن.
أعرفكم عليّ أيضاً. أنا ضحى ابنة أم زعرور. عندما تكنى باسم أمّك ويكون والدك قد غادر المكان يعتقدون أنّك رخيص، ويتمتّعون بإيذائك. لازلت في الثالثة والعشرين من عمري، وهذه ثالث مسرحية لي . اسم مسرحيتي الأولى " الضحيّة" والثانية " الخطيئة" وهذه مسرحيتي الثالثة " زنا" نالت إعجاب الكثيرين، ومنح رئيسي جائزة أفضل مخرج ومنتج . منذ مثلت مسرحية الضحية تغير اسمي إلى ضحيّة في الوسط الفني، وللاسم أحيانا دور في حياة الإنسان.
في مسرحية الضحية التي أنتجها خوفو وهو لقبه الذي حاز عليه بعد المسرحية. قال لي خوفو أن علينا أن نتدرب عدة أيام على الكلام بشكل عملي، وفي كلّ مرة نمارس الجنس معاً كان يسأل هل ترغبين أن أعطيك المال ثمناً للجنس، أقول : لا. قضينا أوقاتاً طيبة معاً، تمتّعنا سوية. لا ضرورة للمال. هو نص من المسرحية عليّ أن أقوله بعد أن نمثّل قصة حبّ بين رجل غني وامرأة فقيرة. أما هو فيقول بعد العمليّة. ما أروعك! . تدعمين تحرّر المرأة. على المرأة أن تتجرّأ على ممارسة الجنس مجاناً. طردني خوفو من مسرحه بعد مجيء الممثلة دموع، التقطني بعل، هو لقب أطلق على مؤسس مسرح بعل تكنيّاً بالإله بعل. للتسميّة أيضاً قصة طويلة. مثلت مع بعل هذا مسرحيّة صاحبة الرّب التي تخضع لمشيئته بحبّ شديد، وكان التدريب جزء أساسي من العمل لدرجة أنني اعتقدت أنني فعلاً أعيش مع ربّ يأمرني.
لازالت مسرحية زنا مستمرّة العرض على المسرح، ويسمونني فيها الممثلة الجريئة التي لا تخاف من الرجل.
"الممثلة ضحيّة تتألّق في مسرحيّة زنا. يا لها من ابنة حرام ! تجيد إغواء الرّجال ، لو رأيتها على خشبة المسرح لتمنيت أن تعاشرها في تلك اللحظة"
هذا الكلام هو للدّعاية من أجل المسرحيّة . هو ليس حقيقي عنّي كممثلة أو كإنسان ، فعندما يطلب مني رجل محترم مثل أولئك الذين اختاروني لتمثيل دور البطولة أن أنام معه ليلة في فندق لا أخالفه فقد خلقت من أجل أن أمتّعه. بشكل عام أنظر إلى الرجل كإله لا يمكن أن يخالف أحد أوامره، وعندما أتقيّأ بعد ليلة حمراء أبكي لأنّني قرفت منه، وأخشى أن يكون الموضوع حراماً.
عندما بدأت بتمثيل مسرحية الزانية، وتدربت عليها بشكل حقيقي . كنت أسلّم نفسي للمخرج في ليلة يكون السّكر قد بلغ أشده، وروحي تناقش سيرة أبو جاسم مع فتيات الحيّ عندما كنا في العاشرة. أسند أبو جاسم تهاني إلى الحائط ومارس معها الجنس من فوق الثياب أمامنا، وقال لها أنها زانية سوف تدخل النار. الفتاة زانية عندما تمارس الجنس، ومن حق الرّجل أن يتمتّع. كأن لديه مغناطيس يجذب تهاني حيث تخرج إلى الشّارع في الموعد ويكون في انتظارها، ويقول لها إن أخبرت أحداً سوف أقول أنّك زانية، وترجمين بالحجارة. أنا نسخة طبق الأصل عن تهاني. زانية وأخشى الرّجم، وعندما أعود إلى وعيي أعرف أنني ضحى وضحية والزانية ، ويكون المخرج قد بدأ بالشخير، ألملم ذاتي ، أتوارى عن نظره، وعن نفسي ، فقد اعتدت أن لا أحبّني.
الليلة الماضية اختفى المخرج بينما كنت أستعد لقضاء ليلة معه. أتى في آخر الليل ومعه امرأة تبدو في الخمسين من عمرها. قال لي: تلك الجميلة سوف تكون الأميرة زوجتي وتكتشف الزّانية فتطردها. عرفت أن نصيبي في العمل أصبح قليلاً. لكن "سهرة " اسم فتاة الليل التي ستكون الأميرة في المسرح وتطردني. كانت ابنة حلال. دلتني على الطريق الصّواب. قالت : تبدين ساذجة، طيبة القلب مع رجال يستغلونك مقابل لقمة عيش. هل تدرين لماذا يحترمني الرّجال؟ طبعاً لا تعرفين لأنك لم تتعرضي للاغتصاب في سن الثالثة عشرة. أما أنا فمنذ ذلك اليوم وأنا أبيع الرجال الجنس محسوباً بالدقيقة. أعتقد أن خمسة عشر دقيقة كافية. ليس ذنبي أن يكون لديهم عجز . لو كنت تملكين المال ، وتشترين رجلاً لمتعتك ربما تتمتعين بالجنس. أقول ربما، لكن النساء اللواتي انضممن إلى جمعية المغتصبات السّرية، وهن جميع نساء المكان تقريباً ز يقلن أنّهم قرفن الجنس. لا أعتقد أن في هذا المكان نساء لم يغتصبن على الأقل من أزواجهنّ.
-هل تعتقدين أنّه يتوجب علينا القيام بحملة مشابهة لمي تو؟ حتى لو سجن من بين كلّ ألف رجل واحد.
-كم أنت ساذجة ! نساء مي تو ربما مثلنا، الفرق أنّه لو اعتدى عليك رجل هنا قد تقتلين لأنّك زانيّة، وقد يقيم الرجل الذي اغتصبك الحد عليك في وضح النهار.
-ما الحل إذن!
-الحل بسيط . أن تتركي المسرح، وتتفرغي للدعارة في مكان راق يأتي إليه كبار القوم ويدفعون بالعملة الصّعبة
-هل تعتقدين أن شخصيتي تساعدني على النّجاح في هكذا مهنة؟
-لكل مهنة متاعبها، وبعد ممارستها تتكشف لك حسناتها. اهربي من المسرح فهو مصيدة.
-هل يمكن أن تساعديني؟
-بالطبع. سوف أساعدك ، فزبائني كثر. سوف أستأجر لك شقة، وتعطيني مبلغاً بسيطاً من الرّبح.
-شكراً لأنّك أرشدتني إلى الطريق. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البحث عن الخلود
- السياسة الخارجية السويدية ومحمد بن سلمان
- حكايات
- ترنيمة للصباح
- إنسايت على سطح المرّيخ
- لا للتّشدّق
- عندما تخسر موقفاً تظهر سلبياتك
- ولدنا كي نعيش
- لاشيء غير السّياسة
- جيناتنا الإيمانيّة
- إلى طيرة
- آه . لو تدرين!
- الملف السّوري سوف يظهر إلى العلن يوماً
- ليلة الكريستال
- القوميّة، والطائفيّة
- الوحدة، والعالم الرّقمي
- نحن وهم
- قضايانا
- المساواة بين الجنسين
- الاعتداء الجنسي على النساء


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - زنا