جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6084 - 2018 / 12 / 15 - 16:49
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عندما كان االانسان عاطفيا و رومانسيا و محاربا و بطلا و عاشقا يبكي على الاطلال و يتفنن في الغزل و الهجاء و المدح يتأثر بموسيقية الكلمة اكثر من محتواها استطاعت العربية بفضل الشعر و القرآن و الخطابات النارية و الهتافات و غيرها من وسائل اللغة العربية باوزانها بانبهار الاخرين و التأثير عليهم و جذبهم الى الاسلام و العربية لدرجة ان لغات الشعوب التي اعتنقت الاسلام و تقربت و استعارت منها اصبحت بدورها وردية فارغة من المحتوى و وسيلة للزينة و الخطابات و الهتافات و الاغاني فقط.
لا تزال الناس تتأثر بتجويد القرآن باصوات شيوخ العاطفة و البكاء و قد قام المستشرق الالماني الكبير Friedrich Rueckert بترجمة قسم كبير من القرآن و ابراز جمال اللغة على حساب معنى و محتوى الكلمة كما قام المستشرق Willliam Jones بترجمة قصيدة الشاعر الفارسي حافظ معتمدا فقط على ترجمة موسيقية الكلمات فلولا موسيقية بعض سور القرآن فانه ليس فقط خاليا من المحتوى بل مملا او مثيرا للضحك و عندما تكتب مقالا فان العربي لا يزال لا يركز على محتوى المقال بقدر تركيزه على ايجاد اغلاط لغوية فيه.
يعكس العالم الذي يسمى بالاسلامي والعربي هذه الحالة - عالم نهج البلاغة و االمبالغات و الكلمات و االلسان و التلاوات على حساب المحتوى -عالم الشفهيات و الشعر على حساب المنطق. كلمات القيادات العربية و الاسلامية تشبه رائحة و صوت الضرطة تتكلم و تتغنى بالوطن و التحرير و دحر الاستعمار دون نتيجة و عندما تقرأ الرسالة الشرقية فانك لاتجد فيها من بين الكلمات الوردية و المنورة و المثلجة الا لربما جملة واحدة في نهايتها تقول: ارجو مساعدتنا بارسال الفلوس. اما الكتابات العربية العلمية فانها لحد هذا اليوم ليست الا ترجمات شخصية غير دقيقة و غير موحدة لافكار و مفاهيمم غربية لا اكثر.
يفتح عالم الكلمات الرنانة و النارية الباب على مصراعيه للفساد و الدكتاتورية.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟