علاقة السبب والصدفة _ خلاصة

حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 23:52
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

علاقة السبب والصدفة _ خلاصة

العديد من النصوص السابقة تسرعت ، في استنتاج خلاصات لبحوث ...السبب والصدفة ، الفرح والسعادة ، الحتمية وحرية الإرادة وغيرها ، أعتذر عن ذلك الاستعجال الأناني والطائش ربما . ولا أعرف إلى أي درجة يمكن تصحيح ذلك أو حتى تبريره وفهمه ...
وأسعى لتجنب تكرار ذلك مع هذا النص !؟
علاقة الجد _ة والحفيد _ ة ....مثال عام ونموذجي على علاقة الصدفة والسبب .
الصدفة تتضمن السبب ، والعكس غير صحيح .
هذه الخلاصة ، سياق النص مع هوامشه برهانها المنطقي والتجريبي أيضا ، وهذه غايته ...
....
مغالطة الجدل المحورية تكمن في الفهم المغلوط لعلاقة السبب والصدفة ؟!
_ الخطأ الأول ، يبدأ بفرضية السبب والنتيجة .
وقد عالجت ذلك سابقا ، والخلاصة أن النتيجة مزدوجة بطبيعتها .
النتيجة = سبب + صدفة .
_ الخطأ المقابل ، تمثله فرضية الصدفة والنتيجة .
الحتمية ، واليقين والتعصب ، خلاصة مباشرة للخطأ الأول .
بينما العدمية والعبث خلاصة مقابلة للخطأ الثاني .
علاقة السبب والصدفة ، ليست علاقة من نوع وجهي العملة الواحدة ، بل هي من نوع القطب الشمالي والجنوبي ....والوجود بمجمله بينهما .
المثال النموذجي والمثالي لعلاقة السبب والصدفة ، تمثله علاقة الجد _ة والحفيد _ة ....
وهو الموضوع المركب والذي يحتاج إلى ، شرح وتفسير وبرهان .
....
توضح علاقة : الجد _ الحفيد الفرق النوعي بين المنطق الجدلي والعلمي .
المنطق الجدلي ، لا يستطيع تفسير ظاهرة اجتماعية حاليا بشكل حقيقي ، وغالبا يحدث تشويش وغموض إلى درجة المغالطات الصريحة _ كما في مثال الجد والحفيد .
في نمط التفكير السائد _ وضمنه المنطق الجدلي _ يعتبر الجد يتضمن الحفيد .
ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد ، بل يتابع بخطأ صارخ ، ويتناقض تماما مع التجربة الملموسة والمباشرة ....ويعتبر الحفيد.. ة تكملة فقط لوجود الجد _ة ( والسلف ) .
....
بملاحظة أي طفل _ة الآن ...
توجد أمامه ثلاث احتمالات مختلفة ، ومستقلة ، ومنفصلة تماما .
سوف يتحقق مستقبلا أحد الاحتمالات أو التوجهات فقط :
1 _ الاحتمال الأول والذي يتوافق مع الرغبة أيضا ، وهو سبب قوته واعتباره الواقع الفعلي ، أنه سوف يتحول مع الزمن إلى فرد ( امرأة أو رجل ) ، بالغ ، ثم كهل _ة وعجوز ...
وعبر تكملة هذا الاحتمال ، يحدث استبدال الواقع الفعلي الغامض والاحتمالي بطبيعته ، بفكرة أحادية ، بسيطة ، وتتوافق مع الرغبة المشتركة : الماضي أصل والمستقبل نتيجة !
2 _ الاحتمال الثاني ، أن يحدث الموت ، قبل البلوغ والشباب .
وهنا يحدث التأويل السحري والغيبي ، كنوع من الحل لوضع مؤلم ومخيف ، ويصعب تقبله أو اعتباره الحقيقة الفعلية ، والنهائية .
3 _ الاحتمال الثالث ، الموت خلال مرحلة الشباب والنضج .
بعدما يكون الفرد ( امرأة أو رجل ) ، انتقل من الدائرة الأولية العائلية ، والنرجسية إلى المستوى الاجتماعي والثقافي ، حيث تكثر الثنائيات والعلاقات الجدلية ... الزواج والعشق ، الوظيفة والهواية ، العمل واللعب ....
كل واحد من الاحتمالات الثلاث ، يلغي ما عداه ، تماما وبشكل مباشر ونهائي .
....
الواقع الفعلي ، الفرد الإنساني ( أنثى أو ذكر ) يولد ويموت .
حتى اليوم لم يعد أحد .
ولا يوجد سوى التأويلات ، باستثناء العلم والمنطق التجريبي .
....
علاقة الحفيد والجد ، تنطوي على مغالطة بغاية الأهمية والخطورة .
هي علاقة مركبة ، وغير مباشرة ، وتتضمن أربع أفراد مختلفين كوسيط حتمي .
الحفيد يتضمن الجد .
لا أحد يجادل ، أو حتى يفكر ، بأن طفل _ة ، بدون أسلاف .
لكن الطرف الثاني للعصا بعيد ، وغير مرئي ، ويجري اهماله غالبا .
والأسباب وراء ذلك عديدة ، ومتنوعة ، وما يهم بهذا النص هو ما يتوافق مع الرغبة المشتركة بإنكار حقيقة الموت والفناء الفعلي .
المنطق الجدلي ، يلتف حول حقيقة الموت .
يصل الأمر إلى إنكار ذلك في الموقف الديني ، وفي التنوير الروحي أيضا .
الموقف الفلسفي ، يدور في المستوى اللغوي والذهني .
وحده العلم والمنطق العلمي _ التجريبي ، يقوم بالخطوة الجديدة بطبيعتها .
....
والخلاصة المباشرة والملموسة :
الحفيد _ ة يتضمن الجدود مع بقية الأسلاف _ة بشكل مؤكد ، والعكس مجرد احتمال تحدده المصادفات من جهة والأسباب من الجهة المقابلة .
الواقع أو الحاضر أو الوجود ، يتضمن الصدفة والسبب بالتزامن ، حتما .
فكرة ثانية أكثر أهمية ...
الوجود ثلاثي بالحد الأدنى :
1 _ وجود بالقوة يمثله المستقبل ، والأحفاد .
2 _ وجود بالفعل يمثله الحاضر ، والأسرة .
3 _ وجود في الزمن ، يمثله الأسلاف .
مستوى الوجود بالقوة ، يتمحور حول الصدفة .
بينما الوجود بالفعل ، ...الحاضر هنا _ الآن .
والوجود في الزمن ، يتمحور حول السبب .
ترتيبي الشخصي للمستويات الثلاثة : نصف الأهمية للغد والقادم ، وثلث للحاضر ، والباقي سدس للماضي ( الوجود في الزمن ) وهو زيادة .
...
آمل ، أن لا أكون قد أضعت وقتك ....
ماذا بعد وقت ضائع !؟
...

#حسين_عجيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات