الزهاوي مسرحيا .............كتاب للدكتور علي هادي الربيعي

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 15:03
المحور: الادب والفن
    

الزهاوي مسرحيا .................كتاب للدكتور علي هادي الربيعي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ متمرس - جامعة الموصل

دائما ما يفاجئنا الاخ الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي بكتاب جديد يحمل موضوعا اصيلا ، وجادا ، وجميلا ، ومبتكرا يمثل اضافة نوعية الى ما نعرفه عن المسرح العراقي الحديث ورموزه .
واليوم بين يدي كتابه الجديد ( الزهاوي مسرحيا ) وصلتني توا نسخة مهداة من المؤلف مشفوعة بعبارات اشكره عليها ، وممهورة بتوقيعه الجميل وانا سعيد جدا بهذا الكتاب الذي يتناول الزهاوي الشاعر العراقي الرائد الكبير 1863 --1936 كاتبا مسرحيا خلف لنا اعمالا رائعة من قبيل مسرحيته (ليلى وسمير)
.
وحسنا فعل المؤلف ، وهو ينقب ، ويُعمل حفرياته في الخزين الفكري والثقافي والمسرحي العراقي ، ويصل الى ما لم يصل اليه غيره من درر ومكنونات هذا الخزين ان يوثق لنا نص مسرحية ( ليلى وسمير ) للزهاوي ، والذي كتبه سنة 1927.

ويقينا ان ما فعله المؤلف سيفيد الحركة المسرحية العراقية ويساعدنا في فهم خصائصها التي للاسف الشديد غابت عنا لسنين طويلة بسبب غياب المصادر أو اهمالها أو اشاحة البعض النظر عنها لإمور دينية وعقيدية واجتماعية وحتى سياسية . وتتضح لنا هذه الحقيقة جلية اذا ما عرفنا ان الزهاوي كان شاعرا وفيلسوفا تنويرا تقدميا متطورا اثارت افكاره وقصائده ومواقفه الكثير من نقد المحافظين واحتجاجاتهم .

الشيئ الذي اريد ان اقوله بشأن مسرحية الزهاوي ( ليلى وسمير ) ان الملك فيصل الاول ملك العراق الاسبق 1921-1933 ، هو من اقترح على الشاعر جميل صدقي الزهاوي كتابة هذه المسرحية في محاولة منه " لترقية العراق ورفعه الى مستوى سائر ربوع الحضارة في العالم " .
والرواية - كما جاء في مجلة (لغة العرب ) لصاحبها الاب العلامة انستاس الكرملي ، رواية وطنية طبعا يقصد المسرحية "وطنية المغزى تدفع الادب العربي الى الالتحاق بسائر الاقوام الحية والمسرحية تدور وقائعها قبل اعلان الدستور العثماني 1908 بسنتين او ثلاث .. وفيها " يقف القارئ على روحية الشعب ويتحقق ما كان للولاة من الاستبداد والظلم ويشاهد الناس على اختلاف طبقاتهم كيف يتزلفون الى السلطان الجبار عليه او على ممثليه الاحلام الغريبة ويتوسلون الى بلوغ امانيهم بالتجسس والوشايات ، ولذلك كنت ترى الفظائع والفجائع في كل موطن من الديار الخاضعة لصولجان الجبار العتيد " . ومن الجملة هذه الفاجعة التي تنقشها ريشة مصور الفكر الماهر العصري وطنينا الزهاوي فدونكها بلوحتها الزاهية كالالوان البديعة التمثيل " .
وهكذا نشرت مجلة (لغة العرب ) مسرحية الزهاوي بنصها في الجزء العاشر من السنة الخامسة -10 تموز سنة 1927 .

ما قدمه صديقي العزيز الاستاذ الدكتور علي محمد هادي الربيعي بأعادة نشر مسرحية الزهاوي وكتابته عن الزهاوي مسرحيا ، عمل مبتكر واصيل يحمد عليه وسوف يكون لعمله هذا دور كبير في تطوير الدراسات التاريخية عن المسرح العراقي الحديث ، فبورك وبورك جهده وشكرا لانجازه الجديد هذا .

بقي علي ان اقول ان الاخ والصديق الغالي الاستاذ علي محمد هادي الربيعي كاتب واكاديمي متخصص بالفنون المسرحية ، عمل عميدا لكلية الفنون الجميلة -جامعة بابل بين 2013-2017 وله مؤلفات مطبوعة تزيد على ال ( 12 ) مؤلفا منها كتبه عن ( تاريخ المسرح في الحلة -محمد مهدي البصير رائدا للمسرح التحريضي - اسهامات يهود العراق في المسرح - المسرح المسيحي في العراق - الخيال في الفلسفة والادب والمسرح - مسرحيات نعوم فتح الله سحار المفقودة -دراسة ونصوص - اسكندر زغبي زجالا ومسرحيا - الاجواق المسرحية المصرية في العراق. .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات