رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6083 - 2018 / 12 / 14 - 09:08
المحور:
الادب والفن
التقديم الجميل عند مبين كيوان
فاتحة النص مهمة، فهي التي تقدمنا أو تحجبنا عن تتمته، وعندما تجيء الفاتحة بخبر "وتذوقي" فأنه يحفز المتلقي ليتقدم أكثر لمعرفة التفاصيل، فالحديث موجه للمرأة، وهذا يعد أحد العناصر الجاذبة، وبما أنه الفعل مضارع فأنه يتحدث عن فعل يحصل الآن، بمعنى أنه أثره وفاعليته تحدث الآن، وبما أنه سبقه حرف "الواو" الذي يضيف مزيدا من الحيوية للفعل وللخبر، فبالتأكيد سندفع القارئ بقوة أكثر إلى التفاصيل.
"طعم الجمال بأحرفي"
تفاصيل أخرى متعلقة بالخبر "وتذوقي" وبما أن الشاعر يتحدث عن الكلام/الكتابة الجميلة فبالتأكيد فأن هذا الموضوع الذي يعد من العناصر التي تخفف عن الشاعر وعن القارئ في ذات الوقت، ستجعل النص رحب وينساب بسهولة إلى القارئ.
"وتلذذي
.. وتأملي
وتمتعي
و تثقفي"
الألفاظ البياض لها اثرها الايجابي على القارئ، فالفعل رغم أنه يبدو فعل أمر، إلا أن مضمونه يعطيه صفة الخبر، فالشاعر يتمتع بمحبوبته وينقل لكنا الكلام الجميلة "وتلذذي، وتأملي، وتمتعي، وتثقفي" التي تجعله ينتشي بها، فهو كشاعر يعطيها ما يملكه ـ الشعر وبحوره ـ :
"هذي البحور جميعها
ملك لديك فجدفي"
أن يحول بحور الشعر إلى بحار مائية فهذه سابقة تحسب للشاعر، فقد ربط بين بحور الكلام وما فيها من آفاق إلى البحار وما فيها من سعة، فقد قدم عالمه ـ كشاعر ـ إلى محبوبته لتسبح فيه كيفما تشاء.
"يا حلوتي هيا اعزفي
إياك أن تتوقفي"
يقطع الشاعر مشهد البحار المائية وما فيها من سعة، لينقلنا إلى أثرها على محبوبته ، التي تأثرت بجمالة البحار فعملت على التعبير عن فرحها وسعادتها من خلال الموسيقى.
وإذا ما توقفنا عن عناصر التخفيف، المرأة/المحبوبة، الشعر/الكتابة، الطبيعة/البحار، الفن/الموسيقى، نكون أمام مجمع عناصر الجمال التي تنعش القارئ وتجعله يهيم في عالم من الهدوء، وإذا ما أضفنا الاختزال الذي جاءت به القصيدة، نكون امام عمل أدبي منسجم مع العصر.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟