جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 20:35
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
مشاريع الهوية و الهاوية
لا اقصد بالسؤال: من انا؟ الانانية او الشخص النرجسي الذي يركز فقط على نفسه و ذاته و كما تقول الالمانية: لا تأخذ نفسك بهذه الاهمية فانت لست مهما بالدرجة التي تعتقد و لكن اقصد (من انا) من زاوية المصير و اليأس عندما ابدأ احيانا بمراقبة حركاتي اليومية و اسأل بغرابة: من انا؟ من هو هذا الانسان؟ لحسن الحظ لا يستمر هذا التساؤل الغريب الا لحظات قصيرة و لكن السؤال يبقى طوال الحياة لان الانسان بطيبعته يريد ان يعرف: ما الذي يجعلني انا شخصيا؟ هل هي الوراثة و الجينات او الثقافة و اللغة و الدين؟
هناك طبعا نماذج و انماط معينة من البشر و لكن الانسان ليس اسيرا لنوع معين و بعكس ما تقوله الالمانية فانك تستطيع ان تخرج من بشرتك كالممثل لتلعب ادوارا اخرى غير الادوار السابقة على الاقل لفترة معينة لتلبس بعدها بشرتك الوراثية بعد الاستراحة. طبعا يتغير الانسان و يصبح كالحمار اذا عاش 40 يوما مع الحمار او 20 سنة مع شريك الحياة و لا يمكن ان نعتبر التغير دائما نوعا من التمثيل او القناع فهناك ايضا الارادة و ما ناخذه على عاتقنا من الواجبات و الوظائف في حياتنا المهنية و العائلية بما يمكن تسميته بمشاريع شخصية اذا اصبحت موسيقيا او لغويا او مهندسا او نجارا بمحظ ارادتك.
اضافة الى دكتاتورية اتخاذ مهنة حقيرة لاجل الراتب الشهري و دفع تكاليف سجن البيت فان مواطني الشعوب المغبونة في ازمة هوية قومية و دينية مفروضة عليهم و هم الاحرى بالسؤال: من انا؟ وسط شعوب غازية محتكرة لا تعترف بوطنك و دينك و لغتك و قوميتك. هذا هو السؤال المصيري الذي لا يتركني الى اليوم: من هو هذا الانسان الذي يذهب من هنا الى هناك؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟