|
حوار ساخن في مدينة الموصل
محمود غازي سعدالدين
الحوار المتمدن-العدد: 6081 - 2018 / 12 / 12 - 02:10
المحور:
كتابات ساخرة
مضت سنوات على هذا ألحوار ولا ارى ضيرا من نشر هذه الاسطر كي تبقى ذكرى وحوار قد ننتفع منه في قادم الايام. انطلقت بنا سيارة التاكسي إلى مدينة الموصل مسقط راسي لزيارة الطبيب ألاختصاصي طريق تتخلله الكثير من المطبات والحفر جراء الاهمال و أعمال تفجير العبوات الناسفة من قبل الارهابيين ضد قوات التحالف وقوات الجيش العراقي وحتى السيارات المدنية وصهاريج الوقود بحجة ما سميت مقاومة بعيد إسقاط الصنم الكبير. وصلنا الموصل وتحديدا إلى المجموعة الثقافية والشوارع تكتظ كالمعتاد بالطلبة والمتسوقين وباعة ألأرصفة’ الأمان شبه مستقر ولكن لا تعرف متى تنفجر عبوة او ينغص أحدهم عليك سفرتك وخاصة اذا دخلت معه في سجال عقيم لا تعرف نهايته بخصوص ما يجري في العراق والشرق الأوسط. الكل يتحول إلى سياسي ويدلي بدلوه وهذه صفة يتحلى بها الكثير من العراقيين وغير العراقيين أيضا في مجتمعات لا تختلف ازدواجية وتركيبة الشخصية عنها كثيرا عن شخصية الفرد العراقي. وكما تعودنا كان واجبا أن نرتاد احد المطاعم الجميلة ونجلس لنستمتع بمذاق الكص المصلاوي والكباب الاربيلي فالموصل مدينة متلونة الاعراق والأديان فتجد العامل الكردي والمسيحي واليزيدي المصلاوي يعملون جنبا إلى جنب في الشارع والمطعم. اكملنا غداء الظهيرة انطلقنا الى مركز الموصل ولكي نستغل الفرصة لشراء الجبس اللذيذ والكرزات والحلاوة الموصلية حتى حان وقت الطبيب حينها لا مناص من الانتظار بسبب الازدحام الشديد ’ وجلست زوجتي في صالة الانتظار المزدحمة بالنسوة محتشيات السواد والكثيرات منهن يرتدين البرقع الاسود.! حاولت إقناع السكرتيرة لمساعدتنا في الدخول أسرع كوننا من خارج المحافظة والطريق غير آمن اطلاقا ومجازفة ومخاطرة كبيرة الرجوع ليلا ، لم تفلح مناشدتي للسكرتيرة ولم تقتنع بما سردته! عدت مع سائق التاكسي إلى مقهى قريب لنجلس ولنتسامر سوية ولنحتسي الشاي الحار فاستكان شاي واحد لا يكفي والعراقيون عموما تعودوا على هذه الظاهرة الغريبة وانا منهم !! فالوقت طويل وساعات الانتظار طويلة للعودة إلى دهوك في "اقصى الشمال العراقي" دخل بعض رواد المقهى ولاحظت عند دخولي وجود صورة كبيرة للشيخ ومؤسس حركة حماس أحمد ياسين والذي قتل بصاروخ جو أرض بعيد استهدافه من قبل القوة الجوية الإسرائيلية’ في نفس الوقت وقناة الجزيرة تعرض مظاهرات ضد التدخل الأمريكي ويرفعون صور صدام’ هنا انتابني شعور غريب ا وبدأت أتحين الفرصة لسؤال عامل المقهى حول الصورة" مع انني اعلم جيدا ما هية وتفاصيل صاحب ألصورة’ هل كان هذا فضولا مني ام ماذا ! الذي ادركه متيقنا ان شيئا ما تحرك داخل نفسي لفتح موضوع قد يشفي ويطفيء فورة الغليان داخلي’ بادرت عامل المقهى بالسؤال جيبلنا بعد جايين بلا زحمة "" جواب ببطن عيني ، تسلم عيونك. بلا زحمة الصورة المن اللي على الجامخانة ؟ وقبل أن يهم العامل بالإجابة قال احد الجالسين الملتحين لي ومن لا يعرف الشهيد الشيخ البطل المقدام ! قلت له عزيزي منو هذا وعذرا واللي ما يعرفك يجهلك على كولتكم ! نحن لسنا من الموصل ونورنا فقام بالتعريف عنه ولا موسوعة ويكيبيديا.. انا وليش معلقين صورته ؟ قال شهيد ومقاومة وأمريكا واحتلال وصليبيين والإسلام وا معتصماه وقبل أن يكمل قلت كمل عزيزي و قل وا صداماه هنا تدخل صاحبه وقال لا ابد نحن لا نترحم على صدام وأشار إلى اصبعين مبتورين في يده هذه من وراء القادسية بالحرب مع إيران. قلت عزيزي صدام زين لو شين ! على الاقل تسبب بقطع اصابيعك وتسبب بحلبجة وقتل الشيعة وأبادهم وقتل حتى صهريه. اقتنع قليلا وقال صحيح ولكن هذه الحرب ضد الإسلام.!! قلت له قبل يومين قتلتم مهندسين لشركة اجنبية وحارسين عراقيين هل هذه مقاومة والشركة كانت بصدد توحيد المنظومة الكهربائية للمحافظات الشمالية كافة من بغداد إلى شمال العراق " الإقليم " وانتم تقبعون في الظلام الدامس والحر والفوضى وعدم توفر الخدمات ! أجاب أحدهم وكان يستمع ولم يدلي بآية مداخلة طوال حوارنا الساخن وارتشف آخر قطرة من استكان الشاي الثالث ونهض قائلا عمي والله كلامك صحيح احنا ما براسنه خير وانطلق مسرعا للخارج قائلا بخاطركم. لم يقتنع الآخران بالكلام وعدت لصاحب الاصبعين المبتورين وبعد كل ماقلت واترك أمريكا والإسلام والمالكي والجعفري’ فصدام قتل صهريه وصدام اجرم بحقك على الاقل فهل عوضك عن اصبعيك المبتورين ام لا ؟ أجاب أخيرا لا مجرم ملعون.. اكيد ما اختلف معاك. حينها قلت له عزيزي أعاد ليش انت ترفع صور شهداء حماس وغير حماس.. وتشوف هسه على الجزيرة مظاهرات ترفع صور المجرم والذي تسبب بيتر إصبعيك! انا أصابعي سالمة ولم اتاذي على الصعيد الشخصي من حقبة صدام. نهض وقال لصاحبه الذي لم يقتنع كوم خل نروح يلعن ابو صدام لأبو خلفه والشرار يتطاير من عيون صاحبه.. فقلت له الله ومحمد وعلي وياكم حسابكم واصل !. فابتسم الاثنان . وكنت أظن أن صاحبه سيعود ليقول لي ليش ذكرت علي ولم تذكر الصحابة في توديعك لنا , وللحديث بقية. !! .. والموصل دمرت عن بكرة ابيها بسبب الخطاب والعقلية الجوفاء التي أحالتها إلى خراب فوق خراب منذ ذلك الوقت ولحد ساعتي هذه والتوقيت يشير في بلجيكا الى الساعة العاشرة والنصف مساءا. وللحديث شجون.
#محمود_غازي_سعدالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من باريس وبعيدا عن السياسة .
-
حوار مع طبيب بلجيكي
-
ثورة البايسكل !
-
ماذا بعد حرق الطيار الاردني معاذ الكساسبة ؟؟
-
دموع ودموع .
-
هل سيغرق اوردوغان في وحل تقسيم ؟
-
كن حذرا فما تزرعه اليوم ستحصده غدا
-
ملاحظات حول رفع الحظر الكروي عن العراق ..
-
انبروا لها يا شرفاء العراق ..
-
قراءة في تصريحات النائب أحمد العلواني ..
-
نهاية العالم ..
-
- يا رئيس البرلمان .. جيت تكحله عميته-
-
يعجبنا وما يعجبنا تعقيب من قبل الكاتب ...
-
يعجبنا , وما يعجبنا ...
-
ثقافة أل .. حوا سم !!!
-
الكرة المستديرة أفيون آخر للطغاة ..
-
رسالة مفتوحة الى سماحة البابا بينديكتوس المحترم
-
هل سيصبح التيار الصدري بيضة القبان في المعادلة العراقية ؟؟
-
مزيد من التألق
-
الأعتراض على شخص المالكي والهدف من ورائها ؟؟
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|