|
الفكر العلمي الجديد _ المتجدد 2
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 22:08
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
التفكير العلمي الجديد _ المتجدد ....فن الجدل وحلقاته الأساسية
مدخل جانبي ... الزمن وقت غير محدود ، الوقت زمن محدد بدقة . الزمن استمرارية ، لا انفصال أو انقطاعات أو وصلات أو حدود . الزمن والحياة وجهان لعملة واحدة ، العلاقة بينهما ما تزال غامضة بالعموم . ومع ذلك يمكن تمييز ، وبوضوح ، زمن الانسان عن زمن بقية الأحياء ؟ زمن الانسان ثلاثي البعد والوجوه : 1 _ مستقبل أو الوجود بالقوة ، 2 _ حاضر أو الوجود بالفعل ، 3 _ الأمس والماضي أو الوجود في الزمن . المستقبل والوجود بالقوة يتمحور حول الصدفة ، أو الاحتمال . الماضي مع الحاضر يتمحور حول السبب ، أو التجربة والخبرة . يوجد تمييز آخر أكثر أهمية ، بين زمن الانسان وزمن بقية الكائنات ... بالإضافة إلى أن زمن بقية الكائنات حاضر دائم ومستمر ، الفرق الأهم أن زمن الكائنات الحية أحادي ، ويتمثل بالساعة البيولوجية فقط _ وهي مشتركة مع الانسان أيضا ، لكن ما يتميز به الانسان هو الساعة الموضوعية ، المنفصلة عن الحياة والمستقلة عنها بالتزامن مع الساعة البيولوجية . مصدر القلق الإنساني أو انشغال البال المزمن ، يتمثل في الاختلاف بين الساعتين البيولوجية والموضوعية ، يتعذر توافقهما ، وبالتزامن يتعذر تجاوز أحدهما أو تفضيلها على الثانية . هذا الموضوع يحتاج إلى بحث ونقاش أوسع ، وهو مشروعي للسنة الجديدة ... بالطبع إن وجدت !؟ .... أحجية الدجاجة والبيضة مثال نمطي على العلاقة الجدلية : من هي الأقدم بينهما ! الجواب عبر أحدها خاطئ ، فالتغير حدث بالتزامن ، بشكل دينامي _ تطوري ومتكامل . كما تدل على ذلك الاكتشافات العلمية المتنوعة . يعلق أغلب الأفراد في المستوي الأولي للجدل : الرغبة والتوقع _ الرغبة والاييمان ... ( سأعالج الموضوع لاحقا في الختام ) . وهذه المشكلة المحورية في البوذية ، والتنوير الروحي بالعموم ، بالإضافة للأديان الابراهيمية وغيرها من أنماط التفكير الغيبي أو السحري ، وما دون العلمي على وجه العموم. يتعذر الخروج من حلقة الجدل المفرغة ( الصورية ) ، بدون تغيير طريقة التفكير الموروثة . .... وأجد من الملائم لمعالجة الفكرة ، البداية من مقدمة غير تقليدية ... الشعور طبيعته ومصادره !؟ 1 _ المستوى الأول ، التناقض بين اليوم والغد _ بين الحاضر والقادم ، أما بالنسبة للمشكلة الزائفة بين الحاضر والماضي ، فهي شكل من المرض العقلي _ الفردي والاجتماعي ، ويزول مع التطور الثقافي والحقوقي بشكل تلقائي ، ...كما حدث للجوع والعبودية وغيرها . تتوضح المشكلة أكثر ، بعد تغيير المصطلحات والتسمية ، بالهام والأهم كما فعل هايدغر ، أو بالشعور الأول ( الحالي ) والشعور الثاني ( الجديد ) .... مثال مباشر على الفكرة ، وأنت الآن _ مع قراءتك لهذه الكلمات ، تخطر ببالك حاجة أو رغبة أو عمل وحركة ...( موازنة بين تكملة قراءة النص إلى آخره ، ثم تنفيذ الرغبة ، أو العكس تأجيل قراءة النص والانتقال الفوري إلى اهتمام آخر ) . كما يتضح جانب جديد من " مشكلة الشعور " ، بعد تغيير المصطلحات مجددا ... واستبدالها بالحاضر والغائب بدل شعور1 وشعور2 كما فعل جاك دريدا سابقا ... ويمكن الاستمرار على هذا النحو من التفكير الأفقي غير المحدود _ وغير المنتهي . 2 _ المستوى الثاني ، الشعور ( ومعه العاطفة العميقة والثابتة للفرد ) ثلاثي الأبعاد . وبعبارة أوضح ، شعور الفرد ( امرأة أو رجل ) ثلاثي الأبعاد والأنواع بالتزامن : 1 المستوى البيولوجي ، الهواء والماء والغذاء أو الجسد والمادة ، بعد تغيير كمية أحدها في الجسم يتغير الشعور مباشرة مع تغيرها ( تناول الكحول أو العقاقير والمهدئات ...) . 2 المستوى العقلي ، الفكر والاعتقاد ( العقلية ) ، بعد تغيير التفكير والاتجاه العقلي أو الذهني يتغير الشعور أيضا بسهولة وسرعة . 3 المستوى الحركي ، الطريقة الثالثة لتغيير الشعور بشكل غرادي ومباشر أيضا من خلال الحركات وتكرارها ( مثال اليوغا ) ، وهي تتشارك مع الطريقتين السابقتين بالسرعة والسهولة . ومع تكرار احدى الطرق الثلاثة ، يمكن أن تتحول إلى ادمان وعادة انفعالية .... عبر الاعتماد على أحدها فقط ، مع اهمال البقية ، حيث الشره مع الطعام أو الكحول أو التدخين ، أو الذهان وانكار الواقع في حال التعصب الفكري ، او الهستيريا وعدم المقدرة على الهدوء والجلوس والصمت _ أو حالة انشغال البال المزمن ....حيث الاعتماد النفسي للشخصية يتمحور حول الحركة الانفعالية المتكررة . 3 _ المستوى الثالث ، العلاقة بين الذوق الفردي والمنطق ؟! _ المنطق ذوق ، والذوق ذروة المنطق . _ الذوق روح المنطق وذروته . _ الذوق ثمرة المنطق وروحه . _ الذوق والمنطق وجهان لعملة واحدة ، وليسا قطبان أو اتجاهان . 4 _ المستوى الرابع ، جدلية الشكل والمضمون ... لماذا لا نستطيع النوم كما نرغب ونحب ، وفي الوقت الذي نريد ؟ الفرق كمي ونوعي بالتزامن ، مثال الفصاحة والركاكة ... علاقتهما قطبية وتناقض تام ، مكتمل ونهائي : الفصاحة نقيض الركاكة ، والحلقة المفقودة بينهما " المعنى " ...شبه يقارب التطابق مع معنى النص الأدبي خصوصا . الفصاحة نقيض الركاكة وليست عكسها فقط ، ما يلزم كلمتان للتعبير عنه بوضوح ، يتحول إلى ركاكة في حالتي الزيادة أو الاختزال ( الزائد أخو الناقص ) . عندما تحقق كلمتان ، الشرط المزدوج اللازم والكافي ، للتعبير عن فكرة وخبرة ما ، اختزالها بكلمة واحدة ركاكة ...والعكس أيضا ثلاث كلمات ركاكة مقابلة . وقد عبر النقد الكلاسيكي عن الحالة ب: خير الكلام ما قل ودل . ترددت باقتراح مثال ، .... الأفضل أن تبقى الفكرة بمستوى الإيحاء لا التحريض . .... المجال الأول : الرغبة _ التوقع بسهولة يتحول الجدل إلى حلقة مفرغة ، وبصرف النظر عن موضوعه ، مثاله النمطي التفسير الدائري ... تفسير السبب بالنتيجة والعكس أيضا . حدث الانتقال إلى المستوى الثاني أو المجال التالي ، ومن غير المعروف كيفية حدوث ذلك ، بدقة وبطرق تجريبية وعلمية . المجال الثاني : التوقع _ الموقف تشترك بهذا المجال مستويات المعرفة الثلاثة... التنوير الروحي مع الأديان ، الفلسفة والتفكير النقدي ، العلم ومناهجه الحديثة . بدوره الانتقال من الموقف والاعتقاد الشخصيين إلى قفزة الثقة ، غير معروف بشكل فعلي . المجال الثالث : الموقف _ قفزة الثقة . موقف الايمان ، أو نقيضه الشك وفقدان الثقة ، لا يقل غموضا عن أندروميدا ! وهو محور الأيديولوجيا والوعي الزائف طوال التاريخ المعروف . الجدل الأهم والأخطر بين الايمان العقلاني ونقيضه ... الخضوع إلى سلطة خارج تجربة الفرد ( امرأة أو رجل ) ، ثم تبعية عقل وضمير الفرد لها . المثال الأقرب هو النوم المغناطيسي مع تطبيقاته المتنوعة ...عبادة الزعيم أو الرمز او الوطن وغيرها . من المعروف في أدبيات التنويم المغناطيسي _ خلال القرون الثلاثة السابقة _ أن من يقبل التنويم ( والخضوع لسلطة الذي قام بتنويمه ) ، يستبدل بسهولة : أفكاره الشخصية وأهدافه ومشاعره معا ، بأفكار وأهداف ومشاعر المنوم ...وينفذ بشكل آلي رغبات وأوامر المنوم . يشبه ذلك الايمان اللاعقلاني إلى درجة التطابق ، حيث التعصب الأعمى والمغلق . على النقيض من الايمان العقلاني ، فهو امتداد خبرة الثقة بالنفس ، التي يكتسبها المرء خلال تجارب حياته المتنوعة ، وتكتمل عبر الثقة بالإنسان والحياة .... وتلخصها معادلة الصحة العقلية : اليوم أفضل من الأمس . .... أعتذر بصدق عن التكثيف الشديد ، الذي يكاد يتحول إلى كتابة رمزية ومشفرة !؟ قارئي المفترض اثنان ، الأول... ولها _ له الأولوية ، فقد ناقشت الفكرة في نصوص سابقة ، وتجنبا لإثارة الملل أكتفي بالمقدار السابق من السرد . وقارئي الثاني إما أو ، جديد أو لأول مرة ... وفي الحالتين ، يتعذر تلخيص ما سبق دفعة واحدة . .... نحن نعرف أن الكلام هام وخطر وجميل وهو دوما بين قطبين : الكبت أو الثرثرة ....؟! حيث حل القضية الجدلية ، بشكل مثمر وابداعي ، يقتضي الانتقال إلى المنطق التعددي ... بعدها لا ثرثرة قهرية ولا صمت سادي بالمقابل . .... هامش 1 بالمقارنة بين الطاقة النفسية الإيجابية أو السلبية مع المال والاقتصاد ، يتضح المشهد ... قواعد قرار من الدرجة العليا _ تشبه عملية الإيداع في رصيد الغد وتنسجم مع معادلة الصحة العقلية ( اليوم أفضل من الأمس ) ، والعكس في حالة قواعد قرار من الدرجة الدنيا ، حيث استدانة من الغد ... وحل مشكلة الجدل بالنكوص إلى وضع سابق ، بدل قفزة الثقة . أيضا في علاقة الفرح والسعادة ، السعادة ( أو الشقاء بحالة الطاقة السلبية ) في العطاء والانجاز بينما الفرح في التلقي والأخذ ، وفرق أخر بينهما بالإضافة إلى الفرق الزمني _ الفرح مؤقت وعابر بينما السعادة استمرارية وذاكرة جديدة _ الفرح صدفة وخارجي بينما السعادة مهارات تتعلق بالاتجاه الثابت للاعتقاد والعاطفة ، وللشخصية بالمجمل . هامش 2 المنعكس العصبي أيضا العادة الانفعالية ( نكوص ) ، وحل من نوع ق ق من الدرجة الدنيا . بينما الحالة القليلة والنادرة _ مع أنها معروفة منذ أقدم الأزمنة وبمختلف الثقافات والحضارات _ حيث الحل الإبداعي وقفزة الثقة والتفكير من خارج العلبة .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفكر العلمي الجديد 1
-
للأنثى مثل حظ الذكرين ...
-
تفسير أحداث باريس
-
تكملة ...صناعة القرار
-
صناعة القرار _ العمل واللعب
-
زمن نيتشه
-
الصفقة الذكية
-
الفرد والمجتمع 3
-
الفرد والمجتمع 2
-
الفرد والمجتمع
-
الانسان كائن اجتماعي ... البحث بحلقاته بعد تكملته
-
الانسان كائن اجتماعي ( 3 - س)
-
الانسان كائن اجتماعي ( 2 _ س )
-
الانسان كائن اجتماعي ( 1 _ س )
-
علم الزمن ( س _ س )
-
علم الزمن ( 1 ، 2 _س )
-
علم الزمن ( 1 _ س ) مدخل وتمهيد
-
الوسيلة والغاية _ حلقة الختام
-
الوسيلة مصدر أولا
-
رسالة مفتوحة إلى المستقبل _ من أريك فروم
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|