|
كلمة شكر إلى الأستاذ سعيدي المولودي
عذري مازغ
الحوار المتمدن-العدد: 6080 - 2018 / 12 / 11 - 18:37
المحور:
الادب والفن
أحيدوس الرقص: من البداية كان فنا تعبيريا بالحركة وربما سبق اللغة في التعبير وما زال يحافظ عليها كلغة جسد، أساسها حركة، الحركة سبقت التعبير عن إرادة، والرقص هو تناسق حركات تؤدي رسالة تعبر عن حاجات معينة، الحركة هي لوعة الجسد قبل النطق، لوعة صامتة عكس اللغة التي هي قبل أن تتخذ أشكالا اخرى في التعبير كانت صوتا، تنبيها، إثارة لكائن بعيد، كل كائن حي له هذه الخاصية، يتحرك، يرقص، يحدث صوتا، يعبر بشكل ما عن إرادة هي في آخر المطاف إرادة وجود، الفرق بين الإنسان والحيوان هو تحول صارخ: مزج الحركة بالصوت ثم خلق تناسق على مستويات نطق الصوت عبر عليها بحروف ومن ثمة طور اداءه، تحول إلى التركيب للتعبير عن مختلف إراداته (إبلاغ رسالة على الأقل) تحول إلى فنان بنيوي يضع في تعبيره مجموعة من الرموز الحركية الصوتية بشكل مركب، بعد هذه الحركات الغريزية في الصوت والحركة صنع لها أبعاد تعبيرية متطورة كالكتابة، الكتابة هي رمز تجميد الحركة والصوت (وضعها في مبرد، في ثلاجة)، أما الامور الحية في حياتنا فهي الحركة واللغة الشفهية، وهذا لا يضمر أن تثليج أمور حياتنا الأخرى هي قصد حفظها من الموت، الذاكرة المكتوبة هي حفظ انساق حركة أصواتنا وتعبيراتنا الصوتية من الموت. قبل الكتابة في الورق كان هناك الحفظ البيولوجي، سلوك دماغي لترسب موضوعات ترى أمة او قبيلة أو عشيرة وصولا إلى أسرة، انها مهمة للحفظ، ربما حفاظا على نمط نوعنا بتعبير نيتشة، لا بأس أن نتكلم عن النوع برغم أن الثقافة الامازيغية، او التاريخ الامازيغي بشكل عام يشكل ظاهرة لا متصاص الغزو الأجنبي (ربما بسبب الجغرافية). بالفعل لا ندري كيف حافظت الامازيغية برغم تنوعها على ذاتها برغم ان هناك امور تسربت بسبب السيادة السياسية تحاول تنميط مقاومتها في الوجود، شخصيا وبتقديري باعتباري ابن الاطلس المتوسط الذي حتى حدود السبعينات من القرن الماضي، لم يكن لثقافة الغزو اي أثر علينا، وبالتالي كانت العلاقة مع الدولة المخزنية، قبل هذا التاريخ، علاقة تكافؤ القوة، وعليه لم يحدث خرق صارم إلا بإقرار النخبة السياسية التي تشكلت بفضل الهيمنة العسكرية لفرنسا في خلق اتباع لها ولعل ظاهرة موحى أوحمو الزياني في إرسال ابنائه اتباعا لفرنسا ضده خير دليل على هذا، نعم! إن عنفوان موحى اوحمو الزياني تشكل ظاهرة امتصاص الغزو (سبقته في الامر ظاهرة داهيا مع حسان ابن ثابت في الغزو الإسلامي امتص المغرب باعتباره كل شمال إفريقيا هذا الغزو)، إن تفسير الظاهرة تعطي معنى معين، معنى التقاف الآخر لمثاقفته حسب الملكة داهية (داهية ايضا ارسلت ابناءها ليكونوا ضدها في صراع الغزو ومقاومته مع حسان أو موسى ابن نصير)، فالخلفية عند الملكة داهية هي الحفاظ على النوع وإن تمسخ في ثقافة أخرى هي ثقافة الغازي،أقصد النوع الدموي الجنسي، وهي ظاهرة فينيمية قيمة عمل بها حتى الكثير من شعوب إفريقيا، كون اللغة الغازية، الفرنسية او الإنجليزية أو الإسبانية (مثلا في أمريكا اللاتينية) لا تقتل الجنس الاصلي برغم أن الجنس الأصلي لغته الآن في هذه الدول هي اللغة الغازية. لم تغزونا اللغة العربية إلا بفضل فرنسا في اتفاقات مشؤومة ساومت فيها الحركة القومية العربية في المغرب على هويتنا، اما الغزو العربي وهنا ربما أختلف مع أستاذي العزيز سعيدي المولودي، واكررها، حتى حدود السبعينات، كان (انطلاقا من تجربتي الشخصية) كان حتى تعلم الدارجة المغربية مثاقفة للغير ، من باب اننا نعرف مايقولون، جدي كان دوما يلومني حين ان يلاحظ أني اخلط في اللغة بين الدارجة والامازيغية بشكل يعتبرني منبوذا شكرا سعيدي المولودي على كتابك القيم "مداخل إلى الأدب الأمازيغي بالأطلس المتوسط"، شكرا لك لأنك أيقظت في دواخلي مرة أخرى سؤال الثقافة والمثاقفة والملاقفة، شكرا لك أيها الأستاذ العزيز على وضع لبنتك الاولى في هذه الظاهرة والتي هي بالفعل تضع الإشكالية منفتحة على اكثر من أفق. بدأت هذه الخاطرة بالحديث عن الرقص كتعبير عن بداية للغة الأنساق، وفي نفسي قراءة للرقص الأمازيغي الحي حتى الآن، قراءة انتروبولوجية وسيميولوجية تؤسس لمرحلة بشكل انقطاعي طبعا( عن الزمن الغابرالذي لم يوثق والذي ربما رواسبه في الحاضر ، من خلال الذاكرة الجمعية التي تحمل دلالات مبهمة على حاضرنا من خلال مثلا بعض الاسماء، اسم إيطو، إيزى أو إزي...)، احب ان اناقش من خلال الأغنية الامازيغية تحول تاريخي بين مرحلة فيها المجتمع يعتمد نمط الإنتاج الرحالي ذي الملكية الجماعية (أحيدوس هو تعبيره) ونمط الإنتاج الرأسمالي يؤسس لظهور الملكية الخاصة تعتبر القصارة تعبيره الفني (مجتمع لقصارة ان شئنا) باعتبارهما يمثلان دلالة تحول من مجتمع الخيام إلى مجتمع الديار. الموضوع هو حول كتابه الغني والشيق: "مداخل إلى الأدب الأمازيغي بالأطلس المتوسط"
#عذري_مازغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يسار البؤس
-
دائرة المشردين -مريم ملاك-
-
جمال خاشقجي ومثلث بيرمودا
-
الغاشيات
-
اشكالية اللغة العربية هي إشكالية طبقية وليست عجز في اللغة (م
...
-
اللغة المغربية وخرافة الخدش للحياء العام
-
الكلب المهجور
-
حول عمل التنسيقيات والمنتديات الاجتماعية
-
جار القردة
-
حول عسكرة الحسيمة
-
ماركس في المغرب، لم يمت بعد!
-
سكت دهرا فنطق كفرا
-
المقاطعة المغربية وردود الفعل
-
حول المقاطعة المغربية
-
كل يوم يمضي يكتشف ترامب أنه ليس وحده الحاكم
-
المعايير الدولية!؟
-
الفرجة الدبلوماسية من خلال صدام قوى وازنة
-
إذا تهت فاقبض على الأرض
-
الكوارث المضحكة
-
الله عاهر
المزيد.....
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|