|
مطولة تشرينية
إياد الغفري
الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 21:00
المحور:
كتابات ساخرة
عن المغفور له عدنان الخاشقجي
بعد الصلاة والسلام على خير الأنام، والاستغفار للمغفور له الخاشقجي الذي اختطفته يد الإثم والعدوان في ربوع إستنبولنا الغالية عاصمة الخلافة الإسلامية القادمة بلا منازع، وبعد الاتكال على المولى قررت كتابة نص اليوم.
- الله لا يعطيك العافية... رجعنا لأكل الهوا واللعي الفاضي؟ - أي وأنت ارتاح. لمن لا يعلم فإن الصوت الذي تسبقه المعترضة هو المُعلق من عرقوبه، صوت العقل، الأنا العليا.... وهو صوت يتكرر سماعه لدى العباقرة والأنبياء والمجانين، كنت قد ارتحت منه في فترة الصيام الفيسبوكي لكنه كالسيلانات العروبية يعود ليؤكد وجوده.
تحمسي للعودة للكتابة، منبعه صدمتي بحقائق عدة كنت أظنها غير مرتبطة ببعضها البعض، لكني أكاد أجزم اليوم بأن يد القدر الأحمق تربط بينها وبين مصير اللجوء الذي كنت من ضحاياه.
• ترجمة أهزوجة الأديبة الألمعية ديمة سعد الله ونوس للغة الألمانية من قبل المستشرقة لاريسا بندر، ثم الاستغناء عن خدماتها من قبل قناة الأورينت الغراء. • اغتيال الصحفي الألمعي الخاشقجي في دياميس القنصلية السعودية في إستنبولنا الغراء. • صمت مثير للحيرة لحازم صاغية بينما انشغل حكيم الثورة في نصوص ثلاث أتت بعد أن تم فرم الخاشقجي عا الناعم وتشفِية الشَخَتْ عن العظام، بقضايا مصيرية رهن الساعة... وهي مقالاته التي نشرت بين السادس والثالث عشر من شهر أكتوبر الفضيل: نهاية نموذج الوطنية الديمقراطية؟ / الباراديغم الإسرائيلي / سورية وفلسطين ونظام الإبادة السياسية / خلاصة عن سميرة ورزان ووائل وناظم بعد انهيار سلطة -جيش الإسلام-
**** للحقيقة والتاريخ وجب التوضيح: اسم عائلة المستشرقة المترجمة "بندر" لا علاقة له بالاسم الذي يكثر تداوله في صحارانا، بندر... مثل بندر بن سلطان، فالأمر محض صدفة... مثله مثل تسمية أمير سعودي باسم "تركي"... فالتسمية لا تعني الجنسية بالتأكيد وخصوصاً لكون توتر العلاقات بين خادم الحرمين سلمان بن أبيه وخاقان البحرين سيدنا أيردوغان المعظم قد صار حتمياً لا يمكن تفاديه.
الأسماء قضية إشكالية، ولا يمكن الهروب من دلالاتها رغم أن حامل الاسم لا يملك لاسمه شيئاً، فموزة سميت بذاك قبل انتشار مصطلح جمهوريات الموز، وجوعان لم يعلم أبوه بأنه لن يعرف معنى الجوع بسبب الغازات التي منَّ الله عليهم بها.
****
عندما علمت بترجمة خالدة ونوس للألمانية، استنفرت شهامة صديقي الأزلي أبو عبدو البغل وحصلت على الرواية، ولكونها وصلتني على الهاتف المحمول فلقد قمت بقراءة صفحاتها الهزيلة خلال تناول القهوة الصباحية، ومن ثم أثناء قضاء الحاجة، وبصراحة فإن النص لم يكن بجودة أبحاث النقري الفلسفية، أو روايات الجبين الملحمية، أو نظريات الدرويش الفلسفوية... بل كان نص رواية السيدة ديمة حيادياً ولم يساعدني على تفريغ كافة محتويات ذاتي..... استغربت أن الترجمة أتت متزامنة مع وفاة حنا مينة... الذي ورغم كوني لا أستسيغ نتاجه إلا أنه أهم من معلقات س. يزبك، د. ونوس ومن لف لفهم من قرباط الثقافة العربية اليوم. وحسب علمي فإن حنا مينة انتقل للرفيق الأعلى قبل أن تفكر السيدة بندر بنقله من لسان الضاد للألمانية الغراء.
- وين وجعك شريك... فضفض، لا تقول لأنك ما عم تشتغل... نازل بالناس شروي غروي، اللي بعرفه أنك مو فاضي تحك راسك. بصراحة... حصلت على إجازتي السنوية... وتزامن توقيت الإجازة التي بدأت البارحة مع محادثتين مع أصدقاء قتلهم الهم والشأن العام، وأرقهم أن يتم احتكار المنابر من أزلام الأجهزة... فقررت البحث أكاديمياً لتوضيح ملابسات قضية الخاشقجي.
رغم زعم الويكيبيديا التي لا ننزه تعريفاتها عن الهوى بأن الخاشق هو الملعقة ورغم تداول كلمة الخاشوقة في جزيرتنا الحبيبة بدلاً من الملعقة.... إلا أن البحث في المعاجم أسلم. بداية ورد في المعجم: خشق (لسان العرب) الخَوْشق: ما يَبقى في العِذْق بعدما يُلْقَط ما فيه؛ عن كراع. والخَوْشَق من كل شيء: الرَّدِيء؛ عن الهَجَرِيّ
خاشق هو اسم فاعل، والجي هي اللازمة العصمنلية التي لحقت بأسماء المهن... فنقول طنبرجي، عمن يقود الطنابر... والشربجي لمن يعد الحساء... والطُبجي... لمن يلقِّم المدفع أو يدكُّه دكاً... رغم انتقال اسم المهنة هذا ليصبح صفة كل من يدك الأمور دكاً. فإن كان الخوشق هو بقايا سقط المتاع، أو الرديء من كل شيء فإن الخاشق هو اسم فاعل، والجي هي اللازمة العصملية لاسم المهنة وذلك لمبالغة اسم الفاعل في الرداءة، والله أعلم. **** أرى طرة طربوش بعض الأصدقاء من ثوار الأمس الذين استبدلوا الكفية الفلسطينية بطربوش السلطنة الحميدية تهتز اشمئزازا من تناولي لقضية شهيد الأمة وفقيد الصحافة العربية بالهمز واللمز....
**** لهم أقول، صمت صاغية والحكيم وشركاؤهم عن نعي فقيد الأمة وشهيد الكلمة... يماثل في قبحه التطبيل والتهليل لفقده، بالنسبة لي فإن موت كلب أجرب هو حدث مؤلم... وموت بشري بغض النظر عن خلفياته وانتمائه أمر يستوجب الحزن... فحتى لو كان المغفور له الخاشقجي قد لازم بن لادن في جحور أفغانستان، ولو أنه برر للدواعش أفعالهم... إلا أن الموت يبقى حقيقة مؤلمة، فكيف إن كان في عاصمة الخلافة استنبول وبالطريقة التي تُنَقِطُنا بها تصريحات المسؤولين والأجهزة الأمنية... قطعة قطعة وكأنها بقايا جثة عثر عليها في دياميس المدينة.... ختاماً كما كنا نقول في دمشق: - الجنازة حامية... بنعرف المثل وكمالتو، بس سؤال شريك ليش عم تقول ثوار الأمس... شو بطلوا الثورة؟
بعد انتهاء المعمعة السورية تم اكتشاف انتصار النظام وحلفاؤه على المعارضة الخوشقجية وأصدقاء الشعب السوري المزعومين... الكثير ممن لبسوا كفية الثورة وعلمها الأخضر يبحثون عن مخرج من الأزمة التي أصابتهم، فمنحة باحث التي قدمت للبعض في برلين هي فانية ككل شيء، والمنابر التي أطعمت صاغية ورفاقه قد بدأت تعيد حساباتها..... لك يا زلمة حتى الأورينت صار عم يطرد نجومه... يعني يا أخي يا همام يا حوت... المثل بيقول: إذا حلق جارك بل دقنك، واللي ما داق المغراية ما بيعرف شو الحكاية... واللي ما بيشوف من المنخل وبيتعلم من قصص ملص وديمة... بيكون أعمى. **** أخي أحمد، صديقي عماد.... قدرنا أن تكون المنابر للمرتزقة، منابر السلطة ومنابر المعارضة.... قدر المترجمين أن يحتفلوا بأعمال محدودي الموهبة، وقدر التمويلات أن تلتقفها أيدي النشالين والملاقط.... إنّ عَمَل أحدُنا في دار عجزة وتنظيف مؤخرة كهل غاط على نفسه لأكثر شرفاً من جوائز البوكر والمزرعة والطرنيب مجتمعة، إطعام عجوز أفقدها الخرف الشيخي القدرة على الإمساك بالخاشوقة... عمل شريف إن تمت مقارنته برئاسة تحرير دورية مصدر تمويلها السُحت.
أثناء تصحيح المقال اكتشفت بأن اسم الصحفجي "جمال" قد كتب "عدنان" سهواً في العنوان، لذا وجب التنويه....
والله وتالله واللات والعزى وهبل ومناة الثالثة الأخرى: لا يحمل هذا الخطأ أية إسقاطات عن تاجر السلاح الشهير خال المغفور له دودي الفايد.... ولا عن فضيحة سوق المناخ، ولا عن فضيحة إيران كونترا... لذا وجب التنويه.
اللهم إنا لا نسألك رد القضاء إياد الغفري – ألمانيا
23 تشرين الأول 2018
#إياد_الغفري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
صف حكي
-
من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
-
الحوار المتمدن
-
الظريف والشهم والطماع
-
الثورة العاقلة
-
الإدمان
-
رسائل إلى سميرة (1823)
المزيد.....
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
-
بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو
...
-
سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|