أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - صف حكي















المزيد.....


صف حكي


إياد الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 6079 - 2018 / 12 / 10 - 13:11
المحور: كتابات ساخرة
    


كتبت سابقاً عن الأغنية العنيدة، أو كما يسميها الألمان دودة الأذن....
الميلودي التي لا تفارقني منذ البارحة هي "صف الفشك ضيعتو"، طبعاً خالدة التراث السوري حفرت في تلافيف الهيبوتالاموس أخاديدها وتعود من فترة لأخرى لتخرج صفيراً خافتاً وأنا أمارس هوايتي بالبصبصة على النساء في قطارات ألمانيا.
ما يؤلمني هو أنني لا أذكر من كلمات الملحمة التراثية سوى العنوان... كلمات غير مفهومة... طبل نوري يقرع... والأستاذ فؤاد فقرو المعروف لاحقاً بالأستاذ فؤاد غازي وهو يقول ياااااا.... ياحبيبي....
ملحوظة: يرجى ممن يعرف كلمات الأغنية أو ترجمتها تزويدنا بها.
****
أثناء الخدمة الإلزامية كنا نقوم بورديات حراسة مسلحين بكلاشينكوف مخزنه فارغ، وذلك في أماكن يستحيل دخول العدو الإسرائيلي إليها....
لا أنسى نوبة حراستي الأولى في مدرسة المشاة، خلف مهجع التلاميذ في منتصف المسافة الفاصلة بين دور الخلاء الفواحة، وسور المدجنة قرب طاقة أبو أحمد؛ وهي فتحة في السور.... طاقة كانت تستخدم لتوريد المشتريات من كشك أبو أحمد، وهي للحقيقة والتاريخ تتسع لمرور الجمل بما حمل.

النقيب عدنان ريشة والذي أحسبه على الله صار عميداً اليوم... أكد علينا يومها ألا نقوم بتلقيم الرصاصات الثلاث التي تم تسليمنا إياها كعهدة إلا بعد التأكد من الخطر الحقيقي ومن أن العدو صار بقربنا، يومها كنت أحتفظ بعهدتي صف الفشك في جيب الفيلد الخاكي، وكنت أدندن صف الفشك ضيعتو... وأستعيض عن الكلمات الغامضة بإطالة أداة النداء يااااا قبل حبيبي....
كلمة السر كانت "سلام" وذلك لأنه في تلك الفترة كانت تسمية الرفيق المناضل قد اقترنت بلقب "بطل الحرب والسلام"، لأنه وكما كان يبدو فإن تداعيات سقوط المعسكر الاشتراكي قد ساهمت في تقريب سراب السلام مع العدو الصهيوني البغيض، لكننا كحماة للديار كان علينا الحراسة بشكل دوري طيلة الليل، كيلا يباغتنا العدو الصهيوني في مدرسة المشاة في ريف حلب....
كنت متأكداً من قدرتي على دحر العنجهية الإسرائيلية بطلقاتي الثلاث إن تمكنت من وضعها في المخزن بالشكل الصحيح قبل بدء المعركة، لكني وبسبب الظلام الدامس كنت أخالف التعليمات العسكرية وألقم الطلقات في المخزن تحسباً لأي حركة غدر يقوم بها الصهاينة، لم يخطر ببالي بأنه لو وصل الصهاينة إلى محرسي أمام سور المدجنة في أقصى شمال مدرسة المشاة في المسلمية في ريف حلب، فإن العاصمة ستكون قد سقطت... ولا داع لهدر الذخيرة بعد سقوط غرناطة.
قبل انتهاء نوبتي كنت أخرج الذخيرة وأعيد وضعها في جيبي وأنا أدندن صف الفشك....
الحمد للمولى لم أُضع صف الفشك خلال الخدمة، ولم تضطرني الظروف لمواجهة حقيقية مع العدو يومها.
****
أستعيد بطولاتي وصف الفشك وأنا في جحري في ألمانيا، أتلصص على الفيسبوك لمتابعة أخبار الوطن... وبغض النظر عن النكات والقصص التي قد تكون حقائق إلا أنها تميتني من الضحك، قرأت خبراً كتبه صديق افتراضي عن يوم أسود للحريات في أوربا، القصة لها علاقة بالغرامة التي تعرضت لها كاتبة نمساوية كونها ذكرت ما يؤكده علماء الدين عن سن إحدى أزواج النبي الكريم عندما بنى بها،
الصديق كتب بشكل رائع، قضيته لا تحتاج للكثير من العبقرية لفهمها والموافقة عليها... لكنه تعرض لصفوف من فشك القطعان الذين ومن خلال كيبورداتهم قرروا الزود عن النبي الكريم والدفاع عن حبيبي رسول الله....
يا للمآسي الكبار.

شكراً لصفاء نية الصديق، ولنصه الرائع... حسرتي على من هدروا ذخيرتهم للدفاع عمن مات قبل قرون وما زالت ذائقته الجنسية والدفاع عنها سبيلهم لدخول جنان الرضوان.
****
صف الفشك... المأجور
****
لماذا نحب الخاشقجي، سأل أحدهم...
نص طويل أتفق مع معظم ما ورد فيه، إلا العنوان....
لو طُلِب مني كتابة نص لشتم بني سعود، لابتعدت عن الخاشقجي وقضية فرمه في القنصلية، حيث أنه لا يمكن محاكمة قطيع ذئاب لقتلهم أحد أفراد القطيع...
يمكن رمي صف الفشك على قطيع الذئاب لو التهموا حملاً، شاة... صخلة عنز.... أما أن يعض الذئب ذئباً فهذا من طبائع عالم الحيوان.

تذكرت ألف جلدة لرائف بدوي، تذكرت سجن سمر بدوي، وليد أبو الخير... سألت نفسي عن التغييب القسري لحمزة كاشغري الذي لم يسمع صوته منذ إطلاق سراحه قبل خمسة أعوام....
جريمة حمزة كانت أنه وبصوفية مفرطة خاطب النبي الكريم بتغريدات ثلاث:
في يوم مولدك لن انحني لك، لن أقبل يديك، سأصافحك مصافحة الند للند، وابتسم لك كما تبتسم لي وأتحدث معك كصديق فحسب .. ليس أكثر.
في يوم مولدك أجدك في وجهي أينما اتجهت، ساقول إنني أحببت أشياء فيك، وكرهت أشياء أخرى ولم أفهم الكثير من الأشياء الأخرى.
في يوم مولدك سأقول إنني أحببت الثائر فيك، لطالما كان ملهمًا لي ولم أحب هالات القداسة، لن أصلي عليك.


هذه التغريدات وسمته بالكفر والزندقة، مع أنها لو قورنت بكتب التراث لاعتبرت معلقات في العشق والوجد الصوفي.
****
لو كانت لقمة عيشي تتطلب مني شتم آل سعود.... لكتبت عن حمزة ورائف وسمر.
هكذا يمكنني أن أنفذ المطلوب مني، بالحديث عن ضحايا حرية الفكر والكلمة، وليس بالتماهي مع الإعلام الغربي الغبي الذي خصص من وقته لموت الخاشقجي أكثر مما خصص لضحايا الأمة منذ داحس والغبراء إلى يوم الدين.

عتبي على كاتب النص هو التعميم في عنوان نصه، "لماذا نحب" بداية هي خطأ وديكتاتورية مقيتة...
"لماذا أحب" هي البديل الأسلم، لأنك يا صديقي تفترض أننا نحب، وتجبرنا على الاعتقاد بأننا نحب.
أنا أحب حمزة ورائف وسمر ووليد... وهذا حق مشروع... لكني لو كان لدي منبر للكلام وسألت لماذا نحب حمزة... فسأكون ديكتاتورياً وسأخسر نفسي لقاء دريهمات قليلة.
أنا أكره الصحافة الألمانية والأمريكية والجزيرة ومنابر عزمي مجتمعة... لأنها لم تخصص خلال السنوات التي قضاها رائف مغيباً وقتاً يماثل جزء بالألف من الفترة الزمنية التي استغرقها جلده....
بينما خصص الإعلام لضحية المنشار وقتاً تجاوز عمره الذي قضاه في التبرير لآل سعود وخدمتهم بعشرات الأضعاف.
- لك يبعتلك حمى إلهي.
- ليش يا باطن...؟
- فهمنا عاجبك نص العراقي وبدك تمسح له جوخ... حقك الطبيعي، بس ليش عم تدعس عا ذنب الفلسطيني؟
- ما حكينا شي... بالعكس مدحنا النص.
- أي بس الحكي عا العنوان فيه تطاول... هي عواض ما تشكره اللي بزمناتو نزل لك كم نص؟
- شريك والله ما تطاولت عليه... بس التعميم مو منيح بحقه... يعني حتى ولو سياسة المنبر هيك بدها...
- اللي بياكل من خبز السلطان بده يضرب بسيفه.
- معك حق.....

اللهم إنا نسألك العافية والستر، نسألك يا حنان يا منان، أن تربحنا يانصيب الأسبوع، وأن تكفينا خبزنا كفاف يومنا كيلا نأكل من خبز السلطان، ولا نضرب بسيفه أو بسيف مفكر عروبي من أزلامه.

- شايف التناقض.... عيبت عا الزلمة استخدام صيغة "لماذا نحب"... وعم تقول بدعواتك "نسألك" و"تربحنا" بصيغة الجمع... اعتمد.
- يا رب.... إن استخدامي لصيغة الجمع هو نوع من النرجسية العروبية التي يقول عنها العجم:
Pluralis Majestatis
- فهمت يعني أنت لا تتمنى الثروة والرخاء والصحة للأخرين؟
- بالطبع لأ.... حضرتنا أولاً... وليكن من بعدنا الطوفان.



#إياد_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الفرات إلى النيل خواطر عن دولة إسرائيل الكبرى
- الحوار المتمدن
- الظريف والشهم والطماع
- الثورة العاقلة
- الإدمان
- رسائل إلى سميرة (1823)


المزيد.....




- الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
- فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف ...
- تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إياد الغفري - صف حكي