أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - مدرسة العنف ...














المزيد.....


مدرسة العنف ...


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 19:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لا ضير من التطرّق إلى موضوع العنف المبنيّ على النوع الاجتماعيّ في هذه الأسابيع المخصّصة لحملات مختلفة من

حيث الشكل، ومشتركة من حيث المضمون، وتلتقي جميعها حول هدف واحد: التوعية بأهميّة تكاثف جهود الجميع من أجل مناهضة كلّ أشكال العنف الممارس على النساء.

وبما أنّ كلّ شيء صـار موصولا إلى السياسـة (All is politics) فإنّ التأمّل في أوضاع النساء الفاعلات في المجال السياسي بات يجد له مبرّرا بعد تصاعد وتيرة العنف اللفظي والرمزي في مجلس الشعب وفي ‘المواجهات’ الإعلامية بين الخصوم السياسيين. ولنا أن نتساءل في هذا السياق ما الذي أضفاه دخول النساء إلى عالم السياسة من خلال حضورهن في الأحزاب أو المجلس التأسيسي أو مجلس الشعب أو مجالس البلديات أو الحكومة؟ وما هي النتائج المترتبة عن اعتماد مبدإ التناصف؟ وكيف كان أداء النساء خلال هذه السنوات؟ وهل استطاعت أغلبهنّ التحرّر من التمثلات الاجتماعية التي تحاصرهنّ والتفاوض حول الأدوار التي تناط بعهدتهنّ أم أنّهنّ على العكس من ذلك كنّ داعمات لنظام التمثلات؟ وما هي القيم التي أضافتها النساء على العمل السياسي؟

ويتبادر إلى الذهن، ونحن نقلّب النظر في هذه الإشكاليات من زاوية ترصد العنف الممارس على النساء، أنّ تجارب هذه الفئة من النساء مع العنف متنوّعة كما أنّ ردود أفعالهن مع ما يتعرّضن إليه من انتهاكات مختلفة باختلاف الوعي الذاتي، وتركيبة الشخصية والكفاءة،و الانتماء الحزبي، والمستوى الثقافي وغيرها من العوامل. فمن النساء من ترى أنّ الضغط الممارس عليها حتى تترشّح أو تقبل بـ«الزجّ» بها في مجال لا تفقه عنه شيئا أمر غير مرتبط بالعنف بل هو مرتبط ببنية العلاقات الاجتماعية. فالزوج أو القريب أو صاحب المؤسسة أو المسؤول السياسي له سلطة ومكانة ولا يمكن لأيّة امرأة أن تتجاوزها ولذلك فإنّها «تطيب خاطره» وترضى بما يعرضه عليها علّها «تقضي حوائجها» ولكنّها سرعان ما تتفطّن إلى مأزق مواجهة الاستراتيجيات الذكورية فتستنجد بمن رشحوها ومن ثمّة وجدنا رئيسة بلدية «تحكم من وراء ستارة» لا تبدي الرأي إلاّ بحضور «المحرم» فتكون النتيجة تضارب الموقع مع المنزلة فتكون الرئيسة صاحبة سلطة القرار ظاهريا ومفعولا بها وتابعة في الواقع الممارساتي.

لا تتوقّف مظاهر العنف المسلّط على النساء الحاضرات في المشهد السياسي عند هذا الشكل من الاستغلال والتلاعب بالأدوار بل وجدنا أشكالا أخرى من الهيمنة الذكورية على النائبات والمنتميات إلى الأحزاب في ما يتعلّق بتغيير قواعد اللعبة واختلاف موازين القوى من فترة إلى أخرى. فعندما يقرّر صاحب الكتلة تغيير الائتلافات يطلب انصياع الجميع. أمّا التي تمرّدت واختارت «السياحة الحزبية» فإنّها تتحوّل إلى عدوّة لدودة تدبّر لها المكائد وبذلك يحصل «تأديب الناشزات».

وتخال بعض الفاعلات في المشهد السياسي كسامية عبّو ويمينة الزغلامي ومحرزية العبيدي وفاطمة المسدي وصابرين القوبنطيني وغيرهنّ أنّهن بمنأى عن التسلّط الذكوري فهنّ لسن من المستضعفات اللواتي يخضعن للأوامر والتهديدات. ولكن سرعان ما يكتشفن أنّ ولوج المرأة عالم السياسة يعرّضها لدفع الثمن. ومن ثمّة كانت تقنية الفوتوشوب أداة للتشويه، وكانت التعليقات والأوصاف والنعوت وغيرها من الوسائل في خدمة «تشويه السمعة» وتجريد النساء من ملكة العقل ومن الكرامة والأخلاق ...

ويعنّ لبعض القياديات داخل الأحزاب أن يصرّحن بآرائهن في هذا الموضوع أو ذاك لوسائل الإعلام معتقدات أنّهن صرن راشدات ومن حقهن التعبير عن مواقفهن بكلّ حرية ولكن سرعان ما تخضع الواحدة للتقريع والتأثيم فتعرف «قدرها» وتفهم أنّها مازالت طفلة و«غرّة» في السياسة بل هي الآخر المتطفّل.
ولا يذهبنّ في الذهن أنّ العنف يسلّط من الرجال على النساء دفاعا عن الامتيازات الذكورية واحتكارا للسلطة بل إنّ دخلنة بعض النساء للمعايير والقيم الذكورية تجعل الواحدة سليطة اللسان تجاه زميلتها لا تتوانى عن التشهير بها و«الكيد» لها...

حين تتحوّل السياسة إلى مدرسة لممارسة العنف الناعم واللفظي والرمزي والمادي تذوب الحدود الجندرية فتغدو الواحدة مثلها مثل الخصم مستأسدة ملوّحة بالاحتكام لحرب الشوارع مهددة بسيلان الدم.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الحق في عدم الصوم....«موش بالسيف» ...
- قراءة في الحملات الانتخابية البلدية
- في الأداء السياسي
- 8 مارس بطعم نضالي: بنات الحداد أم بنات بورقيبة؟
- وقفة تأمّل ...
- في محاسن التجربة السجنية وفضائلها .
- تحولات فى صلب النهضة
- تحويل وجهة الاحتجاجات السلمية
- الإرهاب فى بعده المغاربى
- الجمعة الأسود
- أزمة إدارة الشأن الدينى
- فى علاقة الدين بالقانون
- احذروا غضب المواطنات
- فى الدعوة إلى المراجعات
- هندسة الفضاءات
- التعاطى الإعلامى «الذكورى» مع الإرهاب
- عين تشهد وعين تنكر
- تصريحات المرزوقى فى قطر مثيرة للجدل
- داعشيات
- حرب المواقع بين «رجال الدين»


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - مدرسة العنف ...