أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مندلاوي - القاتل كوردي والمقتول كوردي ومؤيد فتوى القتل كوردي؟!














المزيد.....

القاتل كوردي والمقتول كوردي ومؤيد فتوى القتل كوردي؟!


محمد مندلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 18:55
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



حديثنا لهذا اليوم عن العالم الديني، الذي قتل في قلعة حلب ظلماً ولم يبلغ عقده الرابع، هو يحيى بن حبش بن أميرك السهروردي (1155-1191م)، ولُقب بشهاب الدين، وعُرف أيضاً بـ"شيخ الإشراق" نسبة لكتابه الشهير (حكمة الإشراق)، وعرف بالمقتول، تميزا له عن شهاب الدين وهو عالم آخر من ذات مدينة سهرورد. ولد المغدور في مدينة سُهْرَوَرْد= Suhrewerd الكوردية في شرقي كوردستان، واسم هذه المدينة باللغة الكوردية يعني الصخرة الحمراء، وكانت المدينة أو المنطقة تلك جزءاً من مملكة ميديا الكوردية، التي كانت عاصمتها مدينة همدان التي تتاخم جبل "الوند= Alwend" الشاهق، الذي يقع اليوم في وسط إيران. وفيما يتعلق بمضمون عنوان المقال، أن الذي أمر بقتل السهروري هو السلطان صلاح الدين الأيوبي (1138-1193م) وهو كوردي،أمر بقتل العالم المذكور دفاعاً عن الشريعة، وذلك تنفيذاً لفتوى القتل التي أصدرته عدد من فقهاء حلب في حينه ضد السهروردي. والمقتول كما ذكرنا هو شهاب الدين السهروردي، أيضاً كوردي، كان واجبه الديني يحتم عليه أن يعلم الناس ما هي أحكام الشريعة. والذي أيد فتوى القتل في إحدى مؤلفاته هو شيخ الإسلام ابن تيمية (1263-1382م) هو الآخر كوردي، أيد فتوى فقهاء حلب بقتل السهروردي استناداً على ما جاء في الشريعة، وتأيداً لفتوى الفقهاء الذين أفتوا بفساد العقيدة، فلذا استبيح دمه. لكن التاريخ يقول لنا ليس هنالك إجماع على زندقته. حقاً أنه شيء يحير العقل، القاتل قتل بحكم الشريعة، والمقتول نادى بتطبيق الشريعة، والذي أيد القتل فيما بعد استنبط حكم القتل من الشريعة. بينما وصفه العالم المحدث شمس الدين الذهبي (1274-1348م) في كتابه (سير أعلام النبلاء) 25 مجلداً ألفه في علوم التراجم، وصف فيه السهروردي: بأنه الشيخ الإمام العالم القدوة الزاهد الخ. وقال عن السهروردي معلمه العلامة فخر الدين المارديني (1118-1198م) - ماردين مدينة في شمال كوردستان- والمارديني يُصف بغزارة علمه: لم أصادف أحداً مثله في حياتي.
كي لا يخلط القارئ بين اسمي الشهابين، اللذان من نفس مدينة سهرورد، نذكر الاسم الآخر هو شهاب الدين أبو حفص عمر السهروردي (539-632هـ) - ابن أخ أبو نجيب المذكور أدناه- كان أبو حفص شيخ الصوفية، وصاحب الطريقة السهروردية، ومرقده ببغداد في الشارع الذي لا زال يحمل اسمه شارع شيخ عمر، وكذلك المسجد والمقبرة التي حوله يحملا اسمه أيضاً، جامع ومقبرة شيخ عمر. من مؤلفاته (عوارف المعارف) و(نغبة البيان في تفسير القرآن)، أضف أن السهرورديين كانا على مذهب الشافعي وهو مذهب الغالبية العظمى للشعب الكوردي من أهل السنة والجماعة؟. وهناك عالم آخر من مدينة سهرورد اسمه أبو نجيب ضياء الدين عبد القاهر بن عبد الله (490-563هـ . ق) وهو من تلاميذ الأديب والشاعر والواعظ أبو الفتوح أحمد الغزالي، لقد نسبت إلى أبو نجيب مصنفات كثيرة. إن أحمد الغزالي شقيق الفقيه والفيلسوف أبو حامد الغزالي.
كي لا يتهمنا أحد بالتزوير، نضع أمام القارئ الفطن وصفاً لمدينة سهرورد الكوردية كما جاء في المنجد العربي الذي طبع عام (1973) في "دار المشرق- بيروت" ص 369 يقول المنجد الآتي: سُهْرَوَرْد: مدينة في شمال غربي إيران. سكانها الأكراد في القرن 10 خربها المغول بحملاتهم الحربية في القرون الوسطى. انتهى.
الآن دعونا ننتقل إلى المكيدة التي نصبها جمع من فقهاء حلب للشيخ الإشراق السهروردي وكيفية استدراجه إليها. بعد استقرار شهاب الدين في مدينة حلب وانتشار علمه في الآفاق سمع به الملك الظاهر ابن السلطان صلاح الدين الأيوبي، فصاحبه وقربه من نفسه، وهذا ما جعل ثلة من فقهاء حلب تحسده فيما وصل إليه في فترة وجيزة، فلذا اتفقوا أن يوقعوا بينه وبين الملك الظاهر، فحفزوا الملك الظاهر أن يدعوا شهاب الدين إلى مناظرة عقائدية بينه وبين هؤلاء الفقهاء، وسألوه سؤالاً أن قبل يجاوب عليه السهروردي بأية طريقة سيوقع في الفخ الذي نصبوه له. سألوه - كما جاء في حقل المعرفة-: أنت قلت في تصانيفك: إن الله قادر على أن يخلق نبياً وهذا مستحيل. فقال السهروردي: ما حدا لقدرته؟! أليس القادر على أن يخلق نبياً. وهذا مستحيل. الفقهاء: بلى. السهروردي فالله قادر على كل شيء. الفقهاء: إلا على خلق نبي فإنه مستحيل. السهروردي: فهل يستحيل مطلقاً أم لا؟!. الفقهاء: كفرت. بعد هذه المناظرة وشوا إلى السلطان صلاح الدين بأن هناك عالم فاسد العقيدة يحاول أن يفسد عقيدة ابنكم الملك الظاهر وعلى الناس في الحلب. يقال أن صلاح الدين لم يتحقق في الأمر، ولم يسمعه، فكتب إلى أبنه أن يقتله، لكن الملك الظاهر أهمل الموضوع ولم ينفذ الأمر، فكتب له السلطان مجدداً يحذره فيه، أن لم ينفذ الحكم سيبعده من منصبه، فأجبر الملك الظاهر على تنفيذ الحكم بإحدى الطرق التي ذكرت في بواطن كتب التاريخ، وخسرت البشرية عالما كبيراً فاق بعلمه أهل زمانه، لو كتب له وعاش بقية سنوات عمره في كنف العلم والمعرفة لترك للعالم جمعاء إرثاً علمياً كانت البشرية تقتدي به إلى يومنا هذا.
أبَداً تحِنُّ إليكم الأرْواحُ ... وَ وصالُكُمْ ريحانُها والراحُ وقلوبُ أهلِ ودادِكم تَشْتاقكم ... وَإِلى لَذيذِ لِقائكم تَرْتاحُ.
09 12 2018



#محمد_مندلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن نتساءل، هل هو شمال العراق، أم إقليم كوردستان كما جاء في ...
- ما هي قواعد معايير قياس السلوك والأخلاق عند المثقفين والسياس ...
- متى تولد الروح الوطنية الكوردستانية الحقيقية في ضمير عموم ال ...
- قبل أن تتشكل الحكومة الكوردية الجديدة نصيحة متواضعة للحزب ال ...
- قنوات التلفزة الكوردية التي تبث باللغة العربية لا تخدم الكور ...
- خيانات الطالبانية للشعب الكوردي الجريح بين الأمس واليوم
- رموز الاحتلال العربي في العراق؟
- مقبرة النجف وما أدراك ما مقبرة النجف؟!
- أمريكا وسياسة الكيل بمكيالين؟!
- دار داران دور ههههه؟
- ماذا يريد الشعب في إقليم كوردستان من الفائزين الكورد في الان ...
- كيف تمييز بين الانتماء واللا انتماء للوطن؟؟
- أردوغان.. وهواجس الخوف والذعر من عام 2023؟
- عفرين عنوان البطولة والفداء الكوردية
- لله يا محسنين العلمانيين الكفار؟!
- طريقة إلغاء الدولة في ظل ولاية الفقيه والأحزاب الإسلامية بسن ...
- كلمة كوردية صريحة وجريئة يجب أن تقال في هذا الزمن العصيب
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟5
- العلم العراقي وما أدراك ما العلم العراقي؟
- ماذا قالت الإمَّعة عن الشعب الكوردي المسالم؟


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مندلاوي - القاتل كوردي والمقتول كوردي ومؤيد فتوى القتل كوردي؟!