عبد اللطيف الصافي
الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 04:56
المحور:
الادب والفن
هنا
في مقهى "زيز"
حيث محطة الوقود
الادخنة والروائح
محركات السيارات
أصوات العابرين
والمتسولين
و رنين الموبايلات
هنا
حول طاولة مستديرة
صغيرة
يلتئم الرفاق
موراد و مولود
والمخطار و رشيد مود
والآخرون...
ابراهيم
وعكاز ابراهيم
يتحاورون
يسائلون تاريخ الجنون
ومآلات الثورة الفرنسية
وحلقة براغ
و أصل الملكية
يستحضرون " رأس المال"
وصراع الأجيال
وأصل الأنواع
ومثنى وثلاث ورباع
وصراع الخلافة في يثرب
يؤذن المؤذن لصلاة المغرب
حي على الصلاه
تتزحزح الطاولات
والكراسي
يسطع ختم التقوى
فوق الجباه
وحول الطاولة المستديرة
يحتدم السؤال القديم/ الجديد
عن الفتوى
والعنعنة
و علاقة الشيخ والمريد
و خلاف السلف
والخلف
من اجتماع السقيفة
الى جواري الخليفة
و الداعية الذي تطرف
و التحلف
سوار الميمنة
فجأة
صاح المذيع
الوديع
هتف
هدف..هدف...
اواااااااااه..
ترتج الارض بالشتائم
تهيج الحناجر والشفاه
تتدحرج الكرة خارج المقهى
على الطاولة المستديرة
الصغيرة
يتدفق تاريخ مديد
من الهزائم
ولقاءات اليسار
التي تعثرت في منتصف الطريق
والحصار تلو الحصار
وبيانات التنديد
وقصة الشهيد
الذي مات قهرا
تحت السياط اللاهبة
والذين جابوا الصخرا
والجمرا
ثم باعوا " الطرح" جهرا
تحت الشمس الغاربة
أيها الرفاق الأعزاء
قال النادل الجميل
وفي يده اليمنى منديل
هنا
ها هنا
في مقهى "زيز"
كل ما فيها يفنى
ولا يبقى
سوى الأزيز
كلميم في:09/08/12/2018
#عبد_اللطيف_الصافي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟