أدهم مسعود القاق
الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 01:29
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
وترجّل فارس آخر، عبد الله هوشة شهيد القهر
سلامًا على روحك الطهورة أيّها الجميل، عبد الله هوشة، يا صاحب السيرة الكفاحية الحافلة بالصعاب، أمام سلطة الموت القهرية الفاسدة، وبجانب رفاق عمت بصيرتهم الستالينية المجرمة، وبمواجهتك للمرض العضال الذي لم يستطع أن يوقف حلمك
بوطن حرّ ومجتمع كريم..
سلامًا عليك يوم ولدت 1940م في جزيرة ارواد باللاذقية، مرورًا بدراستك في قسم المكتبات بجامعة القاهرة؛ إذ لا يزال الأساتذة الذين درست معهم يذكرون همتك العاليّة وانتصارك للعلم إلى الآن، ومنهم د. شعبان خليفة،
سلامًا عليك.. وأنت المنتصر أبدًا للفكر الحرّ بمواجهة سلطة الموت والفساد والجهل، سلامًا عليك وأنت أحد قادة التجمع الوطني الديمقراطيّ منذ 1979م.
استطعت ان تتوارى أمام مطاردات أجهزة المخابرات السورية أكثر من عشرين عامًا، وأنت تصرّ أن تقود كفاحًا سريًّا في ثمانينيات القرن العشرين وتسعينياته، مصرّ أن تستمرّ رؤى حزبك السياسيّ في بناء دولة مدنية ومجتمع ديمقراطيّ حرّ وعادل وكريم..
لعلّك يا أبا يوسف عانيت الكثير في حياتك الحافلة بمعاني السموّ والعلا والحبّ، عانيت من سلطة القهر الفاسدة، وعانيت من التهميش الذي اعتاد عليه قيادات ستالينية لفظها التاريخ، فانزوت في مشاجراتها مع رفاقها، بديلًا للصراع
الذي كان من الواجب عليهم أن يخوضوه.
ولعلّك أدركت أخيرًا في زمن الثورة الخطورة الأشرس من ساسة، كانوا يمتصّون روح الثورة من قامات أهلها وشبابها.
عبد الله هوشة، شهيد القهر، وإن استطعت قهر المرض العضال الذي عانيت منه، إلّا أنّك بقيت حتّى الرمق الأخير، تصرخ بكلمة الحقّ والحريّة، متحديًّا الموت..
أنت يا أبا يوسف، من الأحرار الذين يفتخر المرء بمعرفتهم، أيّها الجميل، أنت قطعة من أحلامنا في وطن حرّ كريم.. نودّعك أيّها البطل، ونحن على أبواب بقاء سوريا جديدة، طالما كنت الموجّه والقائد نحو السير على دروبها الحرّة.
#أدهم_مسعود_القاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟