سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6078 - 2018 / 12 / 9 - 00:04
المحور:
الادب والفن
البرتو مانغويل و ذلك العشق العظيم !
سليم نزال
فى كتاب مانغويل(تاريخ القراءه) يجد الانسان نفسه امام ظاهره المؤرخ الاديب الذى يقودك الى رحله رائعه لعوالم بعيده تمر فيها على ما انتجه العقل البشرى من نصوص مطبوعه عبر الزمن.مثلما يتحدث عن علاقه العشق الكبيره التى تربطه بالكتاب منذ ان كان طفلا.و ايضا منذ ان كان لعامين متتاليين يقرا فى بوينس اريس للكاتب الضرير لويس بورخيس الذى تخيل الجنه على شكل مكتبه جميله ! كان بورخيس يخشى الموت قبل ان ينهى قراءه مكتبته ! لكن من المؤكد ان بورخيس ما كان لينتهى ابدا من القراءه ..انها رحله رائعه يتعرف فيها المرء عن ذلك العشق الكبير بين الانسان و الكتاب ,من زمن ارسطو الى زمن القديس اوغسطين الى ابن الهثيم الخ.نعرف منه حكايات مشوقه عن الكتاب و و عشق الكتاب.عن عمال التبغ فى كوبا الذين كانوا بسبب حبهم الكبير للقصص التى يقراوها يطلقون اسماء ابطال القصص على السيجار. و عن حكايه الامير الفارسى الذى كان يصطحب فى زياراته 171000 كتاب محمله على ظهور الجمال.
بالنسبه لمانغويل لا بد للمكتبه ان تشبه قوس قزح او لا تكون !انه يقف بقوه ضد القراءه الايدويولوجيه و قراءه اللون الواحد التى تصنع للقارىء سجنا, لا جناحا ليطير به ليرى الكون كما هو جميل بتنوعه و اختلافه.و اى كون اكثر روعه من رؤيه التنوعات فى البشر فى اللغه و التفكير و الفولكلور الخ.و كم سيكون كئيبا عالما عندما يتم تدمير الثقافات الصغيره لصالح ثقافه واحده تصبح مثل الوحش الذى يفترس الصغار!
لكن تاريخ القراءه ايضا يظل تاريخ القلق العظيم !تاريخ يصنعه كل جيل يجدد فيه ثم يمضى لياتى جيل اخر ليعيش القلق ذاته !و يظل للقراءه طقوسها الخاصه .ما فائده الكتاب الذى لا يستفزك كما قال كافكا ذات يوم ؟و ما قيمه القراءه ان لم تكن تساهم فى صناعه الانسان الحامل لواء المعرفه و الحقيقه و الجمال . الكتاب يوجه لنا صفعه تلو الاخرى لكى نصحو من الموت الفكرى و الانحطاط الثقافى ! .يطرح الاسئله التى يتطاير منها دخان التاملات و الامال الكبيره.و سواء ايقظنا من ما نحن فيه ام لا انه, يظل ساعه منبهة كبيره لا تتوقف اجراسها عن القرع لايقاظنا من ضجر الركود و التصحر الفكرى .
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟