ميشيل زهرة
الحوار المتمدن-العدد: 6077 - 2018 / 12 / 8 - 14:10
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العبيد .!!
هؤلاء المسحوقون ، مستلبون حتى النخاع لما تعرضوا له من اضطهاد جعلهم غير أسوياء نفسيا ، لذلك تراهم خانعون ، و عاطفيون ، و أذلاء للمنظومة الاجتماعية السائدة ..فتتضخم الشخصية الاجتماعية لديهم ، و تنسحق الشخصية الفردية ، المحبة للحياة ، أمامها ، لدرجة أنهم لو طلب منهم أن يقدموا ذواتهم قرابين في سبيل هذه المنظومة السائدة ، لفعلوا ، ( اغتيال الذات = الجسد ، و الروح )، كنوع من التذلل ( المقدس ) ، و التواضع السخيف ، الذي هو الوجه الآخر للغرور القائم على شخصية خاوية فارغة و جوفاء ..! لهذا السبب العميق في الشخصية المريضة يقوم المريض بالقداسة ، التي هي واجهة الشخصية الاجتماعية ، بتلك الأفعال ( التضحوية ) في سبيل أعراف الجماعة ، و ثقافتها ، كمحاولة للاعتراف به كفرد منصهر و ملغي ، في الوقت نفسه ، في الجماعة ..! ذلك يحدث عادة في أوساط الفقراء ، البؤساء المسحوقين ، الذين يتبنون فكر الجماعة ، عادة ، بتقديم أنفسهم أضاحي على مذبح الجماعة و ثقافتها العقائدية البائسة ، و قد حدثت هذه الظواهر في بدايات نشوء الديانات في المرحلة السرية للنشاط .. ( الشهداء ..مثالا ) ، و الأحزاب السياسية أيضا في مراحل نشوئها الأولى ..كأن يقوم ذلك المؤمن بدينه ، بتقديم ذاته للعذاب في سبيل عقيدته ، و دعوتها ..أو يقوم المتحزب بتقديم ذاته للسجان كضحية مازوشية مريضة تتلذذ في عذاباتها ..لكن هذه الشخصية الاجتماعية المريضة ، سرعان ما تبدأ بالتعافي لمجرد خروجها من وسطها المعدي للمرض ..كأن تخرج تلك الأضحية الدينية خارج مجتمعها إلى مجتمع مفتوح ، فتبدأ بإعادة ترميم ذاتها ، و الانكماش ، و التراجع أمام الشخصية الفردية الحرة ، حتى يحدث التوازن بين الشخصيتين ..بذلك يتوازن الكائن و يشفى من أمراض مجتمعه الفيروسية ..و ما أكثر الشواهد أمامنا في ظل هذا الفقر الروحي في شرائح واسعة من مجتمعاتنا المتهدمة روحيا ، و المغتالة عقليا ..!
#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟