مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 13:50
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ينتظرنى اعود منذ ثلاث اشهر ..لم يكن من المفترض به ان يعلم بعودتى الى المدينة من جديد لقد اعتاد غيابى ..
عشرون عاما قد مضت على رؤية تلك البناية الملعونة بالقرب منها اذكر من انا من كان ابى وجدى حمزة حمزة ابن البواب اى حبا هذا الذى احبه لعمله وللبحر لبيته اى بيت!!
لم يكن شىء هنا يخصه لقد اعتبره ارثا تسلمه ..كيف فررنا من هذا الارث اللعين عاد الاخوة الى المدينة البعيدة التى قدم منها الجد بينما ذهبت انا الى كل مكان .
.استعدونى واخبرونى بموعد العودة الى مدينتى كان منصبا اعلى لم اكن لاحصل عليه وسط المتنافسين من اهل تلك البلد..كنت انا حمزة من دون بلد لاانا من تلك الغريبة ولا انا من تلك التى اعود اليها ..راقبت عين التؤام تلمعان تراقبها كل ليلة تشعر بالزهو بالشفقة لما اصاب مريم لااعلم كلانا رأها تلك الليلة فقط انا لمحت النفس الاخير النظرة الاخيرة كانت ملكا لى وحدى.
.كنت مثلها حمزة الملعون بين اخوته واكثر من احب ابيه!
انتظرنى ان اذهب لرؤيته منذ ان اعلمته شقيقتى بقدومى من السفر اخبرتنى انه يجلس امام البناية يترقبنى من بعيد..مالذى ينتظره؟حمزه القديم الذى عرف؟
يريد ان يتباهى بما وصل اليه يريد ان يرى الفتاتين اخبروه ان كلاهما تشبهان امهم التؤام لم ترثنى واحدة منهن..تركنا الجدران لمريم قلت
لها مرار ان تنسى امر تلك البناية لكنها لم تستمع اليه قط كنت اظن اننى نسيت الامر لكن الماضى لايرحل ابدا يظل عالقا بنا ويوجهنا حيث يريد مهماادعينا
عكس ذلك انه القدر نحمله فوق ظهورنا..كلانا عالق كمن ارتكب جرم ويريد العودة لموقع الحادثة انه اليوم نفسه منذ عشرون عام
وقفت مريم على الطرف الاخر الاعلى تراقبنا بينما انتظرت ان التؤام فى الاسفل اخذت حقيبتها ومضينا ومن حينها لم نلتفت الى الخلف
غادرنا من مدينة الى الاخر اردنا ان نجمع ثمن بناية وان يكون لنا بدلا من الواحدة اثنين تريد ان تثأر من العمات هى سرقت
وانا ايضا سرق عمر جدى فى تلك البناية التى عمل فى بنائها وحمل الطوب على ظهره وعمر ابى الذى لم يعرف غيرها سكنا
ولا يعرف ان بالخارج عالم واسع اكثر من تلك البناية وانه سيرحل قريبا ولم يرى من الدنيا شيئا..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟