أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - داليا عبد الحميد أحمد - التطرف في واقع متحضر والتحضر في واقع مغلق














المزيد.....

التطرف في واقع متحضر والتحضر في واقع مغلق


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 6071 - 2018 / 12 / 2 - 13:48
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



الأحادية دليل ضعف لأنها نتاج نظام سياسي مغلق والتنوع دليل قوة وليس ضعف في ظل: -تداول سلمي للسلطة -والفصل بين السلطات -والمجتمع المدني الحقيقي الذي يجمع القنوات الشرعية للتواصل والتوازن بين ثلاثة:-المصلحة الشخصية -ومجموعات المصالح -والمصلحة العامة.. بالمشاركة الشعبية والتنافس والإنتخاب الحر وليس الإجباري أو الطوعي

حينما يسقط نظام فاشل بالثورة بالحروب الأهلية أو الخارجية أو العالمية تعلمنا من التاريخ أن العالم الأول إختار نظام حديث ولكن العالم الثالث إختار نفس نظامه القديم لأنه يبحث عن أشخاص يثق في الوعود ويسقط الضمانات وأضاع كل الفرص لتقليد التحارب الناجحة في التحضر ويحتمي بشعارات أن السبب في الخراب هو الثورة والحرب وليس أن الثورة أو الحرب نتيجة لحكم ونظام متخلف أو فاشل ولذلك نحن نعالج الأمراض بعلاج العرض وليس بالتشخيص السليم للمرض والعلاج معروف ومتاح
تدمير الدول بدوام النظام القديم حتمي ولكن حدوث الثورات والحروب في دول وأزمنة آخري يجب أن يعيد التفكير في تقييم نظام الماضي ويمنع تكراره ويحدثه ويبني دولة حديثة وليس الوقوف والثبات والتجمد لمجرد الخوف من الدمار والإقرار والموافقة الضمنية علي عدم وجود معارضة وتداول سلمي للسلطة وانسداد قنوات الإتصال ( المجتمع المدني ) بين المواطن والسلطة وكل أشكال المصالح العلنية ليحل الفساد والتسلق

فلا خوف علي العالم المتحضر من التطرف اليميني أو اليساري حتي لو وصل للحكم لأن الدول الحديثة لا تُحكم بنظام مركزية الزعيم أو الخليفة وليس القرار فردي ولا يفرض احد الظلم او الطغيان لمجرد تملكه للحكم ولا يمكن إعادتها للماضي ولكن تظل تجربة تقيم ويستفاد منها في واقع التحضر والرقي لأن العقل الجمعي لا يمكن حجب المعلومات عنه وبذلك لا يمكن عزله عن محيطه وعن العالم وتضليله ولا يمكن منع تداول السلطة لفرضية الخوف من الأسوأ كما يحدث في العالم المتخلف

الحكم المدني الحديث ليس معناه أن الأشخاص غير عسكريين أو غير دينيين أو غير أثرياء ولكن معناه أن التجمعات في المجتمع المدني مرفوضة علي أساس ديني أو عسكري أو إحتكاري ويعني ذلك نظام يحكم الجميع بميزان واحد يحاسب الكبار ويراقب المسئول ويعلن المعلومات ويسعي لتنفيذ برنامجه ومسئوليته وخططه المعلنة لصالح المواطن والتنافسية وتساوي الفرص

مجرد تحول الحكم لملكية وسيطرة ومنع معلومات وبقاء أبدي في الحكم أصبح حكم منغلق متخلف ويستخدم في ذلك أذرع تحكم الدين والأمن والثروة

حينما يحدث صراع بين الحاكم الدكتاتور والجماعات الدينية وأصحاب الثروة لا يجب ان يقف الرأي المنادي للتحضر في صف أي رأي هامشي فوقي لأن ذلك يعزز صراع التحكم والسيطرة وتحسين الشكل وليس للتحضر

ما يجعل رأي المنادي بالتحضر موضع الفاشل هو ذاته بالأساس لأنه يتكلم عن الحداثة والتحضر كإختراع العجلة وصعوبة أن تتحقق قبل إنهاء المعارك مع الآخر ولذلك سيبقي المشهد العبثي المعركة بين الخليفة والزعيم والثري ويناصر أحدهم في تفاهات قشرية إستعراضية تجميلية بغلاف الحكمة والخبرة بعيدة عن أساس التحضر وهو بذلك بعيد كل البعد عن تأسيس الحكم بحقوق الإنسان والعلم و بذلك يبقي بوق وليس تيار واضح المعالم يقضي علي الظلم والطغيان ولهدف تعزيز التنوع والتعددية
فالتحضر الحقيقي هو المناداة بأساس سقف العالم الأول دولة القانون والإدارة الحديثة بحداثة تجارب ثبت نجاحها مرارا وتكرار تشريع وإدارة ومعايير خدمات وسوق وليس إنتقائية أو خطوات بطيئة هامشية لتقوية طرف علي طرف الخليفة أو الزعيم أو الملك الثري في حكم العالم المنغلق المتخلف بدون أساس حضاري حقيقي وتكملة للأساس القديم

لا يوجد شعب لا يستحق الحقوق والحريات والكرامة ولكن يوجد نظام سياسي فاسد وفاشل ومتخلف يمجد الحاكم ويرفض محاسبته ويختار زعيم أو خليفة أو ملك يملك ويحكم ونظام آخر متحضر يمنع الظلم والطغيان تحت أي شعار براق وجميل

فكرة المخلص أو التحكم في العالم هي فكرة متطرفة تنشأ من وقت لآخر في نسبة من البشر بإختلاف جنسياتهم وأعراقهم ومعتقداتهم وتُحارب بالنظام السياسي الحديث الذي لا يتسامح بالأساس مع الظلم والطغيان وليس بالبحث عن آخر يحاربه لذلك تلك الفكرة تدمر العالم المنغلق سواء بالحرب الدائمة أو الإنتصار والأحادية الممرضة
ولكن يتم السيطرة عليها في العالم المتحضر فلا مجال لعودة العبودية والتسلق

من الأمثلة الحالية المؤسفة أن يعيش الإنسان في العالم المغلق المتخلف بثقافة العبودية والتسلق يفتخر بأفضليته الماضوية ولكن الأكثر أسفا هو أن يذهب ليعيش في العالم المتحضر حيث حرية أن يعتقد ما يشاء (ولكن دون فرضه علي الآخر ودون منع إنتقاده) ونجده لا يستطيع تحرير عقله من نظام سياسي مغلق متخلف بإسم الدين العددي الأفضل ويسعي لهدف وفرصة فرض خياله المتحكم أو المريض لتخليص العالم أو إمتلاكه
الإنسان في العالم المنغلق المتخلف بشكل عام مريض وليس مجرد فئة خاصة هو مريض بسبب النظام السياسي ويمرض العالم المتحضر

العالم الثالث سلطة مركزية ونخبة منافقة مضللة وشعب مغيب أو تائه
السلطة المطلقة مفسدة مطلقة أنتجت خرافات ماضوية:
خرافة دكتاتور عادل
خرافة دين للدولة
خرافة الوطن أهم من المواطن
خرافة التمييز لصالح الكبار
خرافة الحكم المركزي العسكري والديني والملكي القديم أفضل للوطن من الحكم المدني الحديث الذي يبدأ بمساواة الجميع وعدم حجب المعلومات ومحاسبة قمة السلطة

ثقافة المجتمع تتكون من القانون السائد لتتشكل في السلوك والتربية والوعي الجمعي هل القانون يطبق حقوق الإنسان والعلم أم العبودية والقهر

مهمة المناداة بالتحضر في العالم المتخلف تأسيس للوعي بالعدل القانوني والعدالة الإجتماعية فلا يوجد مانع في الأديان والقوميات ولا سبب للتأجيل غير تحول العقل لإبادة الآخر والتبرير والمزيد من المركزية والتخلف والإنغلاق



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قانون الحرية الدينية؟
- النظم الأبدية والنظم المتجددة
- تحسين شروط العبودية
- تدمير الفرد ثم الدول ذاتيا
- وهم مزايا الإستبداد
- وهم مزايا الإستبداد!!!
- عقلية منظومة المحافظ والإصلاحي والديمقراطي
- مركزية .. تبعية .. تقزيم ..
- جبل الفساد التراكمي
- شعوب خام وشعوب ناضجة
- دائرة الإصلاح الديني الجهنمية
- التعليم المصري عقبة بن نافع وتاريخ الخلافة
- من أكثر كذب وقذارة الدول المتقدمة أم المتخلفة؟
- جمهوريتنا إمتداد من الخلافة العربية الإسلامية
- التشوه الإنساني في العالم الثالث
- فخ السلطة الدينية وتجديد الإرهاب الديني
- القتل الديني
- جربت أن ...
- بين التعليم المرفوض المفروض والمرجو
- الموت الديني الإكلينكي


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - داليا عبد الحميد أحمد - التطرف في واقع متحضر والتحضر في واقع مغلق