|
ولا يِهّمَك !
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 6070 - 2018 / 12 / 1 - 15:58
المحور:
كتابات ساخرة
وصلتُ إلى منزلي ، بُعَيدَ منتصف الليل ، بعد جلسةٍ مع الأصدقاء .. فقالَ لي ولدي : - يا أبي .. أرجوك أن تهتم بِصحتك جيداً . هاك أنظُر إلى صديقك المُقرب " س " ، فهو يُقاربك في العُمر تقريباً ، لكنه لا يُدخِن ولا يشرب ولا يسهر إلى وقت مُتأخِر ويُمارس الرياضة بإنتظام وفوق ذلك يتبع نِظاماً غذائياً مثالياً . لكل ذلك ، فأن صحتهُ ممتازة ، والذي يراكما معاً ، يعتقد بأنهُ أصغر منك بعشرين سنة . * هه هه هه .. ولماذا ذكرت " س " بالذات ؟ إنهُ إستثناء ، بينما بقية أصدقائي كلهم مثلي وأصحاب أمراضٍ مُزمنة وخريجي مدرسة السرطانات والجلطات الدماغية والقلبية . .............. في الصباح ... فاجأني ولدي بخبرٍ صاعِق : - أبي .. يُؤسفني أن أبلغك ، أن صديقك " س " قد توفى قبل ساعتَين ، وسوف تأتي شُلة أصدقاءك بعد قليل لتذهبوا معاً لحضور مراسم الدفن . * أرأيتَ ياعزيزي كيف يختار عزرائيل زبائنه ؟ يبدو ان الريجيم والرياضة والإمتناع عن التدخين والكحول .. كلها ليستْ معايير مَنطِقية . المهم مات صديقي العزيز " س " وهو بٍصحة جيدة . يا للسخرية المُرّة ! . ............ هل سمعت ؟ ان صاحبنا " ن " مُصابٌ ب ( ذاك المرض ) ؟ [ لحد الآن ... درج الناس هنا على عدم ذكر عبارة " سرطان " والإستعاضةِ عنها بالمرض الخبيث او ذاك المرض ، مع وجوب قَول ( بعيد عنكُم ! ) .. ناهيك عن حرصهم على إخفاء الأمر عن المريض نفسه حتى آخر لحظة ! ] . قُلتُ : متى وفي أي مَنطقة من جسمه وأين هو الآن ؟ - في الحنجرة وهو الآن يتعالج في إحدى مستشفيات تركيا . * أنها نفس القصة المتواصلة ... فكما تعرف أن "ج " أقرب أقربائي وهو شابٌ أيضاً ، مُصابٌ بذاك المرض ويخضع للعلاج في تركيا منذ أشهُر . وفلان شابٌ في الخامسة والعشرين من عمره ومقيمٌ في السويد منذ طفولته وهو صهر " ه " اُصيب بجلطةٍ دماغية خطيرة وهو غائبٌ عن الوعي منذ فترة .وكذلك " م " قريبنا الشاب هنا في دهوك ، حالته مُشابِهة تقريباً . لا يكادُ يمرُ يومٌ دون أن تسمع بإصابة شبابٍ في مُقتبَل العُمر ، بأمراضٍ قلبية خطيرة أو سرطانات متنوعة . الحالة تقترب تدريجياً من وصفها ب " الظاهِرة " للأسف الشديد . وهي بحاجة إلى دراسةٍ جادة ، للتشخيص الدقيق للأسباب وإيجاد الحلول المُناسِبة . .................... نعم ... أن الإهتمام بالصحة شئ جيد ومطلوب ، لكن المُبالَغة كثيراً في ذلك ، مردودها عكسي . نعم ... أن مُراعاة مشاعِر المريض او أقرباءه ، لطيف .. لكن التعتيم وإخفاء الأمر ، نتائجه سيئة للغاية . نعم ... أن " الريجيم " أو الحمية بأنواعها ، ضرورية .. لكن التزمُت فيها ، يؤدي إلى كوارث أحياناً . نصيحة من مُصابٍ مُزمِن بمعظم الأمراض الخبيثةِ والحميدة : إذا إشتهيتَ بِقُوة أكلةً مُعينة ، مهما كانتْ درجة ضررها " المُفترَضة " .. كُل قليلاً منها ولا يهمك . إذا إشتهيتَ كثيراً كأساً من الخمر أو العرق .. إشربهُ ولا يهمك . إذا تراكَمَ الإستياء والغضب في نفسك مِراراً ، وإذا كظمتَ غيضك كثيراً ، خوفاً من المسؤولية وتفادياً من إحتمال العقاب .. فأن ذلك سئٌ جداً ويُسبب الكثير من العِلل : قُل كلا للباطِل بصوتٍ عالٍ .. إعترِض بِقّوة .. ولا يهمك . فالموت قادِمٌ قادِم .. فحتى صديقي " س " الذي كان يمشي جنب الحائط .. مات .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حمكو - الفضائي -
-
حمكو .. والهجرةُ إلى كندا
-
العَسَل المُرْ
-
ثرثرة من جانبٍ واحد
-
فساد وتقاعُد الكِبار .. فسادٌ وسَرِقة
-
حمكو في بغداد
-
إنّا لله وإنّا إليهِ راجعون
-
قليلاً من الحياء .. قليلاً من الخَجَل
-
بعيداً عن الجد
-
أحاديث نصف عاقِلة
-
إنتخابات برلمان الأقليم 30/9/2018
-
كَرو .. وفرهود
-
مُجّرَد معركة
-
إفعلوها داخل الخَيمة
-
واقِعٌ مُضطَرِب
-
أردوغان ... الزعيم الأوحَد
-
- علي شيش -
-
اللحنُ والكَلِمات
-
وادِيان
-
باي أستاذ
المزيد.....
-
عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل
...
-
بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
-
افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
-
صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا
...
-
-القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب
...
-
ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
-
زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
-
مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور)
...
-
إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر
...
-
روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|