|
الصفقة الذكية
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 6069 - 2018 / 11 / 30 - 08:49
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
أريك فروم وفن الحب / الاصغاء الفرد والمجتمع 1 ، 2 ، 3 مع التدقيق والاضافة
مقدمة وخاتمة بالتزامن لبحث " الفرد والمجتمع " .... تمثل الصفقة الذكية ، مهارة الانتقال الفعلي من موقف 1 " تقييد العمل " إلى موقف 2 الاهتمام الحقيقي والمتكامل عبر منح الوقت والجهد ، بالتزامن ، ... الكافيين واللازمين للحركات اليومية المتنوعة والمختلفة . تقييد العمل ممارسة شائعة جدا في حياة الموظف _ة . وتقوم على مغالطة عقلية : طالما أنا أقدم وقتي الشخصي : لماذا أتعب نفسي ! لن أقدم سوى الحد الأدنى من الجهد ( والاهتمام ) . والمغالطة ، أنها الوصفة المثالية للسأم أو الضجر المزمن ، ....في العمل أو البيت . النشاط الجسدي والعقلي أكثر ، مصدر الشغف والحماس ، بينما حياة الكسل والبلادة تنتج الضجر المزمن والسأم بشكل مباشر وثابت ( إحدى أهم أفكار أريك فروم ) . الاهتمام الحقيقي يتضمن مهارة العطاء المتكامل ...للوقت والجهد والسلطة والمال . السلطة العقلانية _ مؤقتة بطبيعتها _ وتقوم على احترام القيم الإنسانية المشتركة ، مع الالتزام بالقوانين المشتركة ( الأخلاق ) . المال والوقت والجهد..... ، القبول بالحصة الأصغر أحيانا _ بالتزامن مع اكتساب مهارة تحمل الخسارة او تحمل الضغط النفسي ، وقبول الدور التافه _ كومبارس _ بشكل خاص . الصفقة الذكية ، خطوة فعلية في اتجاه الصحة العقلية ... اليوم أفضل من الأمس . والأكثر أهمية أنها تجسد مهارة " تشكيل قواعد قرار من الدرجة العليا " . الصفقة الذكية وموقف الحب ....وجهان لعملة واحدة الاهتمام الدينامي _ المتكامل . .... الصفقة الذكية ، أيضا تمثل الانتقال السلوكي اليومي والمتكرر ، من عادة المطالبة ( من الخصوم والشركاء أكثر ) إلى فن الطلب ( من الشركاء والخصوم أيضا ) . أعتقد أنها الفكرة _ الممارسة التي كان يرغب أريك فروم بصياغتها عبر كتابيه فن الحب وفن الاصغاء ....بصورة خاصة . تمثل الصفقة الذكية الحل الدينامي والمتكامل لإشكالية الطلب والمطالبة ؟! الجميع يخلط أحيانا بين الطلب والمطالبة ...هما نقيضان شبه الرشوة والهدية ؟ _ الطلب ، يتضمن الثقة والامتنان ، فالمرء يطلب من الأقرب والأكثر أهلا للثقة . _ المطالبة ، تتضمن الاتهام للآخر بالتقصير ، وعدم الوفاء بالواجب والالتزامات . الصفقة الذكية تمثل الحل العملي ، والسهل ، لتحقيق علاقة يربح فيها الطرفان . يوجد تشابه مع معضلة الهدية والرشوة ؟! يتعذر التمييز بينهما ، بين الأخوة ، أو الأزواج مثلا ... مع عملية التطور المتكامل ( الاجتماعي والتكنولوجي والمعرفي وغيرها.. ) ، تدخل عناصر وسطية بين الثنائيات الجدلية الكلاسيكية ، وتسهل التمييز بين الموقفين والسلوكين . أكتفي بهذا التذكير السريع ، تجنبا للتكرار وملل القارئ المتابع لهذه السلسة ... فهي موضوعات عالجتها خلال نصوص سابقة . .... الفرد والمجتمع ... الظاهرة الإنسانية المتناقضة ؟!
إضافة ... انشغال البال المزمن ، حالة دورية ومتناوبة بين القلق والضجر . الضجر ، حالة غياب الأمان ، أو تناقصه بدرجة كبيرة أو مفاجئة . القلق بالعكس ، حالة غياب الاثارة ، أو تناقصها إلى تحت خط الحاجة الطبيعية . .... لماذا يقف الفرد عادة ( طفل _ة ، امرأة ، رجل ) ، وفي أغلب مراحل حياته وأدواره المختلفة والمتنوعة مع الزمن وضد نفسه ؟! السؤال المحوري لهذا البحث . مع سؤال يوازيه أيضا ، لماذا يقف الانسان مع الزمن ضد الانسان !؟ وبالنسبة للسؤالين معا ، يوجد سؤال أكثر بساطة ووضوحا ، ويتكرر خلال مختلف العلاقات القريبة والحميمية على وجه الخصوص : خلال تبادل الكلام ، يكون الرد غالبا على الشخص وليس على الفكرة أو الموقف المحددين . بعبارة ثانية ، نحن جميعا نتعامل مع ( الشريك _ة ) على أساس الموقف السابق لها أو له ... ولا نعطيه الفرصة للتعبير عن موقفه الحالي الآن _ هنا ؟! الأسئلة الثلاثة ، تشكل أحد هواجسي المتكررة ، بعدما قرأت فكرة تودوروف ورأيه عن الصراع بين البشر ، وهي بالمختصر : يركز الفلاسفة بالعموم على أصل الانسان ، ويهملون أصل الفرد الذي يحدث بشكل مباشر ودائم ، ولا يجهله أحد !؟ وموقف تودروف الذي أعتبره من أهم الأفكار التي قرأتها خلال حياتي ، يعتبر الصراع حالة خاصة وثانوية في العلاقة بين البشر ، وهي تدل بصراحة على مشكلة يجب حلها . بينما العلاقة الإنسانية المحورية تبادلية وتشاركية بطبيعتها ، ويحدث الشذوذ والانحراف إلى الصراع نتيجة خلل ومشكلة فردية أو اجتماعية ، وهي ليست الحالة الطبيعية . أعتقد أن الفكرة موجودة بتوسع في كتابه " حياتنا المشتركة " ...ولا يوجد شكر يكفي الكاتب والكتاب . .... يقف الانسان مع الزمن والجهد الأدنى ضد نفسه أولا ، وضد شركائه تاليا . وبعبارة ثانية يفضل الحاضر على القادم ، وسأهمل الموقف الجنوني بتفضيل الماضي . الفكرة تتصل مباشرة بالعلاقة بين العاجل والهام ، أحد الأفكار الرئيسية في كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية ستيفن . ر كوفي . لا أحد يهمل العاجل . والعكس هو الصحيح ، الجميع يهمل الهام وغير العاجل في أغلب الحالات والمواقف . بالنسبة للعلاقة بين الهام والعاجل ، يشرحها الكتاب بالشكل الكافي والوافي . وأما موقف الانسان ضد نفسه أولا ، الفكرة تتصل بموقف أريك فروم من الحب . إضافتي الشخصية تتمثل بالتمييز والفصل بين اتجاهين ، اتجاه حركة الزمن من الحاضر إلى الماضي وعلى النقيض من اتجاه حركة الحياة ...من الحاضر إلى المستقبل . اتجاه الزمن والموت يمثل اتجاه الجهد الأدنى ، ويتوافق مع القانون الأساسي للطاقة وحركتها من الجهد الأعلى إلى الجهد الأدنى ( القانون المركزي في الكهرباء ) . لا خيار أمام الكائن الحي ، والانسان أكثر من غيره ، من مواجهة الزمن والحرب ضده . حركة الزمن الثابتة ، وهي تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم ، في اتجاه جرف الأضعف والأقرب والأقل حياة إلى الماضي ( الموت ) بشكل دائم ، وتتكرر مع كل مولود جديد . والسؤال الإنساني المشترك ، متى تحدث الصحوة العالمية ، لفهم وتفهم أن المشكلة الحقيقية ليست بين الانسان ونفسه أو مع الانسان الآخر ، وهي ليست مع بقية الأحياء أيضا ... مشكلة الانسان والحياة بمجملها الزمن والموت الذي يحمله لكل حي _ة . الزمن عدو الحياة وقاهرها المؤكد . والاتجاه الوحيد الصحيح ، والجميل ، والمناسب يتمحور حول احترام الأحياء للحياة . .... ناقشت سابقا علاقة الحفيد والجد ، بدلالة السبب والصدفة ، بشكل غامض وركيك ، ربما ؟ أعدت التفكير بالقضية ، وقد خلصت إلى نتيجة بسيطة وجميلة ، وهي تقبل الاختبار والقياس والتعميم وبدون شروط أيضا ...ألا يعني ذلك أنها بدرجة قانون علمي ! الحفيد _ة : نتيجة . الجد _ة : سبب . الأجداد الثلاثة المتبقين ، أحدهما من نفس الجنس والثانيان من الجنس الآخر : صدفة . القانون الذي يقبل التجربة والاختبار والتعميم : النتيجة = سبب + صدفة فقط بتطبيق العادلة البسيطة ، يمكن حل الغموض السابق ؟ أحد الأجداد الأربعة ، هو مجرد سبب لتكوين ( وخلق الحفيد _ة ) . بينما الحفيد هو نتيجة فعلية لحياة الأجداد الأربعة ، بصورة مؤكدة . .... الزمن أصغر من لا شيء . أيضا الزمن أكبر من كل شيء . المعنى !؟ الزمن هو المعيار الموضوعي والوحيد في الكون . أخطأ اينشتاين وأخطأ قبله بوذا ... بنفس الدرجة أخطأ نيوتن وقبله أرسطو ... الوجود ذاتي وموضوعي بالتزامن ؟ والزمن هو البرهان ، وهو الحل ، وهو المشكلة المزمنة أيضا . .... 1 _ غدا ( القادم ) يتضمن الحاضر والماضي بالإضافة إلى فكرة ( الصدفة ) . الغد مركب من ثلاثة أبعاد . 2 _ اليوم يتقص منه الغد ، لكنه يتضمن الأمس بشكل مؤكد . اليوم والحاضر مزدوج بطبيعته . 3 _ الأمس بعد واحد هو الزمن ، لكن من الجهة المعاكسة . ولا يدل على أي شيء سواه . .... الغد صدفة ( احتمال يتأكد خلال الزمن فقط ) بالإضافة للماضي والحاضر . الغد = صدفة + اليوم + الأمس . اليوم = الغد – الصدفة + الأمس . الأمس = الغد – الصدفة – اليوم . .... ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة ، ولقراءة الرسالة ... الجديدة _ المتجددة .... .... الفرد والمجتمع .... الظاهرة الإنسانية المتناقضة 1 حرية الإرادة _ مع مبدأ الهوية _ والحتمية السببية.... خطان متوازيان ...أم ... وجهان لعملة واحدة ؟! .... العالم صدى أفكارنا ما تزال الأيدي تصلح للمصافحة شكرا بوذا شكرا دلاي لاما شكرا ( ة / س ) .... تصحيح طريقة التفكير ؟! 1 التفكير الخطأ : _ سبب = نتيجة أو _ صدفة = نتيجة 11 التفكير الصحيح : سبب + صدفة = نتيجة . بعبارة ثانية كل مظاهر الواقع أو الحاضر هي نتيجة ، ومزدوجة بطبيعتها . لا السبب ، ولا الصدفة وحدها أيضا ، يتضمن النتيجة . النتيجة مركبة _ مزدوجة بالحد الأدنى _ وتتضمن السبب والصدفة بالتزامن . .... هل الإرادة الحرة تمثل حقيقة الانسان ؟ أم الحتمية هي التي تمثل حقيقة الانسان ؟ تشبه جدلية الانسان المخير أو المسير ، أو الخير والشر ...وغيرها من الثنائيات الكلاسيكية ، وبقية أنواع التفكير الثنائي ، وتقاربها إلى حدود المطابقة ؟! تكملة المقارنة السابقة ... حقيقة الانسان مزدوجة = الإرادة الحرة + الحتمية السببية . يمثل الماضي ، الثابت في الوجود ( المحدود والمنتهي بالفعل ) . يمثل المستقبل ، المتغير في الوجود ( اللامحدود وغير المنتهي ) . والحاضر حلقة مشتركة بينهما ، ما تزال معرفتنا الحالية عن الحاضر ضبابية ، وأقرب إلى التأملات الفلسفية منها إلى العلم ، وتدور عند هواجس هايدغر وافتراضات اينشتاين الجريئة والمضيئة بالتزامن ....ولكن ، لحسن حظي ، وبفضل كل من ذكرتهم سابقا وأكثر منهم أفلتوا من الذاكرة بدون رغبتي ، صادفت خلال كتابة هذه السلسلة " طبيعة الحاضر المزدوجة " ... مع الاتجاه المتعاكس بين الحياة والزمن ( وليس لدي ما أضيفه لهذا النص عن الحاضر واتجاه الزمن أيضا ، الدائم من الحاضر إلى الماضي ... تصحيح طريقة التفكير ؟ لا بد من تصحيح طريقة التفكير مع كل يوم جديد يصل ، ومع كل ولادة ، وسلوك ....أو السقوط إلى الماضي الميت . ( وحده السمك الميت يجرفه التيار ) .... الوجود ، ثلاثة مستويات في الحد الأدنى ، وليس اثنان فقط ... كما كان الافتراض التقليدي والكلاسيكي بعامة ( الخطأ ) : 1 _ وجود بالقوة ، يمثل المستقبل ( متغير ) . 2 _ وجود بالفعل ، يمثل الآن _ هنا ( متغير نسبيا ) . 3 _ وجود في الزمن ، يمثل الماضي ( ثابت ) . وهو يقابل ثلاثة مستويات متمايزة للمنطق ، وتشكل عقلية الانسان المعاصر : 1 _ المنطق الأحادي ، يتمثل بالدين والتنوير الروحي ، وخصوصا اليوغا وبوذية زن . ويجد مصدره الثابت في الوحدة العضوية للجسد ، البشري على وجه التحديد ... من يجهل الترابط الفعلي بين شعر الفرد ( ...) وأظافره وبين جملته العصبية وأفكاره !؟ 2 _ المنطق الثنائي ، يتمثل بالفلسفة وخصوصا عصر الأنوار والاتجاه الإنساني ، حيث نجحت الفلسفة في عملية توحيد الدين والعلم ....إلى درجة الدمج بينهما مع شخصيات بارزة أمثال نيوتن ولابلاس وداروين وماركس ...وصولا إلى فرويد وأريك فروم . 3 _ المنطق التعددي ، يتمثل بالعلم الحالي وخصوصا تكنولوجيا المعلومات وشبكات التواصل الحديثة ، وهي ترجح موقف غاستون باشلار على أريك فروم .... حيث اعتبر فروم الآلة والتكنولوجيا الحديثة مصدر تهديد للإنسان وللحياة بمجملها ، بينما باشلار اعتبر العكس ، الأدوات الحديثة تمثل الامتداد الطبيعي والمباشر للحواس . وقد تقدمت خطوة جديدة بعد باشلار ، قد تشوبها المغامرة والتهور ، حيث أعتقد أن التنكولوجيا الحديثة تشكل الرافعة الحقيقية للقيم الإنسانية المشتركة ، وللنظم الأخلاقية أيضا ؟ تمثل حقوق الانسان الحالية 2018 ذروة التطور الأخلاقي البشري ، بالتزامن مع تزايد الوعي الحقوقي والديمقراطي على مستوى العالم ، مع الخشية والخوف الفعليين من نكوص ... شبيه بما جرى في القرن الماضي خلال الحربين العالميتين ( وقد يكون أي عمل طائش يقوم به زعيم أحمق ... النهاية الحياة على هذا الكوكب _ أكثر مخاوف أريك فروم خلال حياته _ ويتفق معه كثير من معاصري الحرب الباردة ) !؟ ويمثل النظام الضريبي بالتزامن مع الضمان الصحي في الدولة الحديثة ، الحلقة المشتركة بين القيم والأخلاق ... حيث تتمثل القيم العالمية السائدة _ الدينامية والمتكاملة _ بسعر الذهب مع لائحة صرف العملات ، وهو النجاح الأبرز لماركس ومنهجه المعرفي : دراسة وفهم العلاقات الإنسانية بدلالة " رأس المال " والعلاقات الاقتصادية والمالية ( وهذا موضوع شائك ومشوق ) . .... 11 العزلة تتهدد الفرد من جهتين ، بشكل ثابت وكارثي : _ عزلة اجتماعية ، تصيب كل من _ وما _ دون الوسط أو فوق الوسط بلا استثناء . _ عزلة إنسانية ، هي نصيب الفرد المتوسط بدرجة الحساسية والذكاء . بعبارة ثانية ، الفرد الحالي محكوم باختيار مرير ومأسوي بين القيم والأخلاق ، أو بين القيم الإنسانية المشتركة وبين أخلاق جماعته .... بين أن يخسر فرديته وفرادته ليتحول إلى نعجة في القطيع الأصلي لجماعته ويحصل على الأمان بعد خسارة الاثارة ، أو يتحول إلى فرد غريب في النخبة الإنسانية ويخسر جماعته ليحصل على الاثارة كمقابل لفقدان الأمان العائلي والحميمي !؟! الخياران متناقضان ، ويتعذر الجمع بينهما خصوصا في المجتمعات الفاشلة والفاشية التي تحكمها عصابات عائلية أو دينية أو حزبية وعسكرية ....وغيرها . لكن ، ما اقرأه وأسمعه عن الدول المتحضرة ( التي تديرها حكومات ديمقراطية وتحترم حقوق الانسان ) يفتح باب الأمل ....ربما ...ربما . .... 111
الفرد والمجتمع الإنساني القادم .... عبر عذا القرن
السمك الحي يسبح ضد التيار ، بالتوافق مع اتجاه الأصحاء من البشر مع الحياة وضد الزمن .... الحاضر والواقع نتيجة ، وربما الكون والوجود بمجمله مزدوج بالحد الأدنى ، ...أو بين قطبين : 1 السبب مصدره الماضي ، ويمكن تحديده بدقة 2 الصدفة مصدرها الحاضر ( الجديد ) ويتعذر معرفة أي شيء عنها قبل حدوثها . وهي ثنائية تقسم الفيزياء الحديثة إلى حزمتين متناقضتين بالفعل !؟ _ فيزياء الكم ، والمسافات المجهرية تدعم الموقف القديم 1 " اللاأدرية " . _ النسبية العامة ، والمسافات الفكية تدعم الموقف القديم 2 " الحتمية " . بالتجربة اليومية نصطدم بالثنائية المتكررة ، والمحيرة بالفعل ... نعرف بالتجربة وجود قوانين تتكرر بشكل ثابت ، وبنفس الوقت نعرف أنها تتكرر فقط ضمن شروط التجربة ، وسوف تتغير النتائج مع أي تغيرات جديدة تطرأ _ أثر الفراشة ... خلاصة موقفي وتجربتي المتكاملة : النتيجة = سبب + صدفة . من جهة لا يمكن معرفة المستقبل ، أبدا . بالمقابل يمكن تحديد اتجاه المستقبل ، بدرجة عالية من الدقة عبر قوانين الماضي وبدلالتها . الماضي يمكن معرفته بشكل تراكمي ومتزايد بدرجة الدقة ، وتقارب التطابق مع ما حدث . .... توجد نظريتان وطريقتان لفهم الانسان والحياة بالعموم متعارضتان تماما ، السببية والحتمية أو المصادفة والعشوائية ، الأولى تعتبر الكون والوجود ومعه الحياة الإنسانية تقوم على التكرار داخل حلقة مفرغة بين السبب والنتيجة ، وتعبر عنها مقولات عديدة : لا جديد تحت الشمس والعود الأبدي ، والاجبار على التكرار ، ولا يصح سوى الصحيح وغيرها كثير وعلى نفس المنوال ، بينما الثانية على العكس ، حيث تعتبر كل ما يحدث لمرة واحدة وصدفة لا تتكرر ثانية : لا أحد يسبح في مياه النهر مرتين ، كل لحظة يتغير العالم ، دوام الحال من المحال وغيرها .... تخالفهما نظرة وطريقة ثالثة اللاأدرية التقليدية ، والعدمية أو استحالة المعرفة ، وهي ترفض النظرتين السابقتين معا وتعتبرهما نوعا من الثرثرة !؟ يقابل ذلك اتجاهات العيش ، وطرقه الثلاثة ... 1 _ لمرة واحدة كالولادة والموت أيضا بقية استخدامات ( المرة واحدة ) مثل المحارم الورقية وبقية العلب والأغلفة ذات الاستخدام الواحد 2 _ الاستخدام المتكرر _ بشكل نسبي ويمكن تغييره _ وهو ما تمثله العادة والطقس 3 _ الاستخدام الثابت أو الحاجات الضرورية كالتنفس والشرب والتغذية وغيرها . .... العيش داخل البيت يمثل التكرار بالعموم ، ومعه الضجر والأمان . العيش خارج البيت يمثل المغامرة والجديد ، ومعه الاثارة والقلق . توجد رغبة إنسانية مشتركة ، لاشعورية غالبا ، في دمجهما مرة واحدة !؟ يقابل ذلك ثنائية الزواج والعشق ، أو الوظيفة والهواية ... وغيرها كيف يمكن حل ذلك المأزق بشكل عملي ، ويصلح للاقتداء أيضا ؟ هي جدليات نموذجية يتعادل فيها الطرفان ، إلى درجة تقارب التطابق بينمهما . منها جدلية الإرادة الحرة مقابل الحتمية ، ... حلها الحقيقي مركب : انساني _ اجتماعي _ فردي . وبعبارة ثانية ، طريقة حلها دينامية ، تكاملية _ تطورية بالتزامن ... اليوم أفضل من الأمس . كما حلت عملية التطور الإنساني ، الكثير من القضايا التي كانت تبدو مستحيلة الحل ... كالعبودية ، والمساواة ، والجوع ، والطاعون والأوبئة القديمة على وجه العموم . .... 1111 المشكلة الجدلية التي عرضتها أعلاه بشكل واضح ومكثف بشدة ...هل تقبل الحل !؟ كيفية الخروج من الحلقة المفرغة... الحلقة التي علق فيها بوذا والمسيح وغيرهم ، ومن بعدهم ماركس وفرويد وغيرهم ... " على الفلسفة أن تتوقف عن تفسير العالم وتبدأ بتغييره " " لا صوت يعلو على صوت المعركة " " الخيانة ليست وجهة نظر " " صوت الحق " ماذا يتبقى للعقل والتفكير والكلام خصوصا ( الحوار والجدل المنطقي ) ... .... لحسن حظي أو لسوئه .... وجدت نفسي في المنتصف تماما ....مرتين على الأقل وبعدها ، بعد الخمسين وجدت نفسي عالقا مع نفسي مواطن أمريكي بالفعل .... ومواطن سوري بالقوة . لا أريد العودة إلى دفتر قديم ، لكنه لحسن الحظ محفوظ بعناية ....كما أعرف وتعرف أكثر مني بمرات وأضعاف ... .... الثالث المرفوع حل قضية الجدل ، بشكل فكري _ فلسفي ( أيديولوجي ) . المدهش أن الخوارزمي حلها ، ....بشكل منطقي وعملي وتجريبي وقبل عشرات القرون ! معضلة الثنائية لها ثلاثة اشكال من الحل : 1 _ الحل بالنكوص ، إلى الماضي أو استعادة وضع سابق . وهو الحل العصابي المزمن . 2 _ الحل بالتأجيل ، أو إدارة الأزمة والمشكلة ...حل بوذا والمسيح وجاك دريدا أيضا . 3 _ الحل الدينامي ، التطوري _ المتكامل ....حل الخوارزمي ، الذي تتأسس عليه البرمجيات الحديثة بمختلف أنواعها . لحل مشكلة مركبة ، نحتاج إلى 3 خطوات على الأقل : 1 _ الاختيار 2 _ التسلسل 3 _ التكرار تلك هي الطريقة الخوارزمية ، المتبعة في العلم والصناعة والتكنولوجيا الحديثة ... بمصطلحات اليوم ، لحل مشكلة متوسطة الشدة أو معقدة ، نحتاج إلى خطة أو برنامج عمل واضح وزمني . وبتعبير آخر وأوضح : حل الثنائية المنطقي ، هو الثالث المرفوع . لكن الثالث المرفوع هو عمليا اثنان وليس واحد فقط . وهذه هي القطبة المخفية أو مكمن المغالطة . وعبارة لينين الشهيرة _ وقد ناقشتها سابقا _ ... خطوة إلى الوراء خطوتان إلى الأمام ، تمثل الحل الملائم للجدل ، لكن بشكل عام وتقريبي . والحل الحقيقي ، الذي أعمل عليه خلال حياتي اليومية ... الانتقال إلى المعيار العشري . النسبة من عشرة بشكل دائم ، أقل من ثلاثة مشكلة لا تقبل الحل الملائم عادة ( ينصح بالانفصال ، مؤقتا ) . أكثر من سبعة ، أيضا إشارة خطر . وقد عرضت رأي في حل القضية الجدلية سابقا ، وهو باختصار شديد عبر الانتقال من المنطق الثنائي _ الجدلي _ إلى المنطقي التعددي ، العلمي والتجريبي ... .... طريقتان مختلفتان لحل قضية الجدل : 1 _ الصفقة الذكية ، طريقة تسلسلية _ زمنية . 2 _ قفزة الثقة ، أو العلاج بالصدمة ، طريقة لا زمنية . الرشوة صفقة غبية . الهدية صفقة ذكية . الصفقة الذكية تتمحور حول التوازن . وتتكون من أربعة عناصر على الأقل : 1_ الوقت 2 _ الجهد 3 _ السلطة 4 – المال . وبحسب خبرتي الشخصية ، تتحد الصفقة الذكية في مجال بين 3 و7 من عشرة لكل طرف . داخلهما تقارب الصفقة الذكية ...سلسة هدايا للطرفين . خارجهما تقارب الصفقة الغبية ... سلسلة صدمات للطرفين . قفزة الثقة أو العلاج بالصدمة ، ....الحل باستخدام القوة ، لكن بالحد الأدنى . الانفجار مثال نموذجي للحل بالقفزة .... ..... الغد أقرب من الأمس ؟! ليس ذلك فقط ... الأبد أقرب من اللحظة التي مضت للتو ... وفقدت مع الماضي الميت كله ... بلمح البصر يصل هذا النص إلى سنة 2020 ...
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرد والمجتمع 3
-
الفرد والمجتمع 2
-
الفرد والمجتمع
-
الانسان كائن اجتماعي ... البحث بحلقاته بعد تكملته
-
الانسان كائن اجتماعي ( 3 - س)
-
الانسان كائن اجتماعي ( 2 _ س )
-
الانسان كائن اجتماعي ( 1 _ س )
-
علم الزمن ( س _ س )
-
علم الزمن ( 1 ، 2 _س )
-
علم الزمن ( 1 _ س ) مدخل وتمهيد
-
الوسيلة والغاية _ حلقة الختام
-
الوسيلة مصدر أولا
-
رسالة مفتوحة إلى المستقبل _ من أريك فروم
-
الوسيلة تبرر الغاية أولا ( 1 _س )
-
حياتنا ....
-
بعبارة ثانية ....تشكيل قواعد قرار من الدرجتين الدنيا أو العل
...
-
قواعد قرار من الدرجة العليا _ مقدمة ثانية
-
قواعد قرار من الدرجة العليا _ حلقة مشتركة
-
قضية الخاشقجي ونظرية المؤامرة
-
قواعد قرار من الدرجة العليا ( 2 _س )
المزيد.....
-
-أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
-
لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو
...
-
كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع
...
-
-دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية
...
-
قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون
...
-
حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
-
بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
-
ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا
...
-
مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
-
أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|