|
نحو طريق آخر للمصالحة .. العفو العام
طلال الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 23:34
المحور:
القضية الفلسطينية
ليس الطريق الآخر للمصالحة هنا ما يتعلق بدور الوسطاء، ولأن إخواننا المصريون هم الأقرب لشعبنا والأقدر على فهم الحالة الغزاوية، وهم في الأصل المكلفون من الجامعة العربية لمعالجة ملف الإنقسام الفلسطيني، ولا أحد من فتح أو حماس أو الفصائل الأخرى لا يزكي وجودهم في هذا الدور، وهم مؤتمنون دائما على قضيتنا ولهم في المصالحة مصلحة إستراتيجية في قطاع غزة وباقي فلسطين، ولن نرضي بغيرهم وسيطا فمصلحتهم مصلحتنا، ومصيرهم مصيرنا عبر التاريخ.
الطريق الجديد للمصالحة الذي أتحدث عنه يتعلق بقلق حماس من مستقبل تمكين السلطة المركزية، وقلق السلطة من تمرد حماس وازدواجية السلطة بقوتها المسلحة،
بلدنا تختلف عن كل البلدان في ثقافتها ومفاهيمها ولا يوجد لنا مثيل على الأرض فعندما يقوم رجل الأمن أو المسؤول بدوره ومهنته حسب النظام والقانون، لا يرضى، ولا يقبل المواطن تصرفات رجل الأمن، أو، حتى أي مسؤول في عمله، فتجدهم إن قتل شرطي شقيقك أو إبنك يصبح رجل الأمن عدو لأهل القتيل ويستعدون في كل لحظة لأخذ الثأر، وثقافتنا لا تقبل مسؤولية الدولة أو السلطة عن جنودها أو مسؤوليها، وهنا تكمن مشاكلنا كبيرها وصغيرها في هذه الجزئية من الثقافة التي ننسبها بسطحية للحزبية أو الفئوية.
الفئوية هي الترجمة الحقيقية لثقافة عدم الإعتراف بسلطة ومسؤولية الدولة وهي في عمقها إمتدادا للقبلية والعشائرية والعائلية والجهوية، وهيةسبب تأخرنا في الشرق عن الحضارة الإنسانية، وهي سبب رفضنا للإعتراف بالخطأ، ورفضنا لتغيير موازين القوة التي عنوانها الحقيقي في حالتنا الانقسامية هي المصالحة.
مع إنغلاق كل الطرق ومحاولات المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية بين غزة والضفة الغربية ولم شمل الشعب الفلسطيني واستعادة النظام الواحد لشعبنا ومع ما بات من مآسي وخوف من الغد يعرفه ويراه الجميع الصغير قبل الكبير في هذا الشعب العظيم المنقسم جهلا، والذي تتلاعب به القوى الخارجية لتصفية قضيته، ويتعثر المنقسمون، ولم يتمكنوا أو يستطيعوا التصالح، وهم يتركون مستفدقبل نطفهم لتدوسه أقدام الزمن، وتشل قدراتهم في صراع الحياة، فتذهب حياتهم وكرامتهم مع الريح، وليصبحوا أذلاء بعد أن كانوا كرماء ورجال عظماء صناديد في قديمهم، هم الآن يورثون أبناءهم الذلة والمسكنة بهذه اللوثة العقلية والثقافة البائسة التي نعاني منها ممن جاد أو جار الزمان علينا بهم ليقودونا فأوصلونا لما نحن فيه من كوابيس الظلم المستمر لشعبنا، ومحنته غير المسبوقة في التاريخ الفلسطيني.
ولأن شعبنا كان بريئا أمام هؤلاء القادة الذين إنقسموا لمصالح شخصية أو فئوية أو لقلقهم من أخطائهم أو نتيجة لاختلاف شعاراتهم وتباينها نحو تحرير الوطن، فأوغلوا في العناد وظلموا العباد، وما علينا إلا أن نساعدهم أو قل نساعد أنفسنا كشعب مظلوم يريد الخلاص، وكما قدمنا جميعا أجسادنا وأرواحنا ليمروا من فوقها إلى فلسطينكما قالوا لنا، ندرك اليوم أننا بحاجة للصفح عنهم جميعا وعن أخطائهم، ونقدم لهم الحلول والمبادرات وبوصلة نجاتنا كجماعة من الناس نحيا على هذه الأرض ليرتفع هذا الظلم عنا وعن أجيالنا القادمة ولنتمكن من الظفر بحريتنا من الإحتلال ونحافظ على قدراتنا ونحفظ مستقبلا أفضل لشعبنا وقضيتنا، ونصبح أحرارا مثل باقي شعوب الدنيا ..
تعالوا أيها الغافلون بصلفكم نصفح جميعا عن الماضي الذي خذلنا فإشتبكنا وتدامينا ولا زلتم لا ترحمونا ولازلنا بروح المسؤولية التي غابت عنكم نصفح عن كل ما أصابنا في سبيل ما هو أهم وهو مستقبل الشباب والصبايا والأطفال الذين بنتظرون مستقبل أفضل.
الطريق الجديد للمصا لحة يا سادة الذي أدعو إليه هو التالي وعنوانه " العفو العام " عبر ما يلي :
١ يصدر مرسوما بقرار من الرئيس بالعفو العام عن المرحلة السابقة بمجملها من يوم نشأت السلطة الوطنية الفلسطينية، عفوا عاما عنا كلنا في غزة والضفة والشتات لكل الفلسطينيين لنبدأ من صفر البدء الجدبد كمواطنين كلنا متساوين دون صفحات سابقة للجميع بدءا من الرئيس ومرورا بالأحزاب وأخطائها وانتهاءا بأصغر طفل يولد غدا.
٢ تتوكل الجامعة العربية وإن تطلب الأمر أيضا الأمم المتحدة ومشاركة جمهورية مصر العربية حاملة ملف المصالحة بإدارة المرحلة الإنتقالية في غزة والضفة الغربية لمدة شهرين. ٣ الدعوة لإنتخابات عامة وحسب قانون النسبية الكاملة لمجلس وطني و انتخابات رئاسية في آن واحد وتاريخ محدد بعد شهرين من بدء إدارة الجامعة العربية للوضع والشعب الفلسطيني.
٤ الرئيس الفلسطيني المنتخب الجديد والمجلس الوطني المنتخب الجديد يشكلون حكومة تبدأ في إدارة شؤون البلاد، ولا تتدخل للأحزاب وتمنع من التدخل في إدارة الحالة الفلسطينية الجديدة بعد تشكيل الحكومة من نواب الشعب المنتخبين في المجلس الوطني الجديد.
٥ لا سلطة للأحزاب بعد ذلك في أي شيء، والحكومة الجديدة هي من المنتخبين في المجلس الوطني والرئيس المنتخب من الشعب وهم المسؤولون عن إدارة الشأن الفلسطيني بمجمله وفي قيادة إدارة الصراع مع المحتل وهم يضعون خطط وآليات وأدوات النضال فهذه مسؤليتهم وعلى الجميع الإلتزام كمواطنين متساوين أمام القانون.
#طلال_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطاب السرايا .. دحلان ولغة اليد
-
مع د. فضل عاشور حول مهرحان أبو عمار والتيار الإصلاحي في فتح
-
دحلان يعود رجل فتح الأقوى
-
موجةالتطبيع لا طعم ولا رائحة
-
في سياق الحوار الذاتي
-
مطلوب تغيبر في الطرف الفلسطيني
-
تظاهروا أيها الفلسطينيون لفرض المصالحة
-
خلينا نحكي طب وبلاش سياسة
-
سدوا الثغرة
-
السياسي العصري
-
هل انتقل الترويض للضفة الغربية
-
لماذا ينتظر الفلسطينيون إقرار قانون الإعدام الإسرائيلي دون ع
...
-
تصريح صحفي دعوة لتشكيل جبهة إنقاذ وطني تحرري
-
تغيير طبيعة الصراع من صراع لتحرر وطني لصراع بين دولتين هو ما
...
-
هل إنتهت قضية القدس وحل السباق علي بيع عقاراتها
-
دحلان وإعادة بناء جبهة داخلية متماسكة
-
يا ستير.. طالعين سطوح
-
تتويج أم تذويب حماس
-
في فلسطين كيف تحول الصراع الرئيس مع إسرائيل إلي صراع بين الإ
...
-
أفق جديد في الحوار مع ترامب جيد التوقف عنده
المزيد.....
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
-
ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط
...
-
خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد
...
-
ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها
...
-
طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا
...
المزيد.....
-
دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ
...
/ غازي الصوراني
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
المزيد.....
|