|
كأس النضال الأخير.
وليد عبدالله حسن
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 21:51
المحور:
الادب والفن
القصة حزينة وفي نفس الوقت ممكن ان تضحك معها بقوة حد القهقهه!!!! وهي عبارة عن سؤال مهم:- لماذا في اوطاننا نثور ونناضل ونجاهد في الفراغ، ولم نرى اي نتيجية حقيقة لمانقوم به، سوى مشاهدة صورنا معلقة على حيطان الوطن والبيت ودوائر التقاعد ان وجد؟. -جلسنا على مائدة الذكريات والنضال انا و صديقي ورفيقي ابو علي . قال لي:- هل تتذكر ياصديقي كيف كانوا الشباب المجاهدين في سجون الطاغية والدكتاتورية، كم هم ابطال وعظماء واقوياء؟ الله الله عليهم وعلى ذاك الزمن العظيم ،زمان كله ابطال و بطولات، زمن صحيح مؤلم بس حلو، وكله معاني عظيمة . -هل تتذكر الشاب حسين من الناصرية في الامن العامة الذي مات وهو ساجد في الصلاة بعد ان قالوا له انه سيحكم عليه بالاعدام؟ اختار الموت بارادته على الاعدام،ياسلام على البطولة والتضحية . - هل تتذكر كنعان من مدينة الثورة طالب كلية الاداب - لغة فرنسية- الذي عذب بطريقة لم يشهدها كائن في تاريخ البشرية ،واعدم هو واخوته، ولم يعترف باي شي، ولقن المحقيقين والجلادين، وجلاوزة الامن درسا في الصمود والبطولة . -هل تتذكر اصدقائنا الاسلاميين في السجون وهم يهتفون بأسم الله اكبر، والولاية ، ونريد حاكم جعفري، ويصعدون الى المشانق بقوة وارادة وصبر وثورية الهية عظيمة، يالله يالله على الابطال. -هل تتذكر كيف كانوا الشيوعين مثال للانسانية والكبرياء والقوة والمعرفة، وماتوا وهم يتغًنون بوطن حر وشعب سعيد!! -وهل تتذكر سردار الكوردي كيف يهتف بأسم دولة كوردستان العظيمة، وهو يلفظ اخر انفاسه في التحقيق ويموت مبتسما. -هل تتذكر السجون كانت ممتئلة بالشباب الحلوين من كل الاعمار، من الاسلاميين، والشيوعين، والاكراد، والعلمانيين، والاكاديميين ووووو واكثرهم صعدوا المشانق، وهم في قمة البطولة والكبرياء والصبر؟ كنت اصغي الى صديقي ،ودموعي تنزل على جروح قديمة في قلبي جروح لم تشفى، ولم تهدأ، ولن يصمت وجعي على كل الضحايا الى يومنا هذا. - بكيت، وانا اتذكر واشاهد بعض صورهم، واردد بعض اسمائهم التي غادرت بصمت، وكان الزمن ضيقا لايستع لامنياتهم، حتى اصبحت الذاكرة عبارة عن مقبرة. -لكن سؤالي الان ياصديقي المخلص!! هل ما قمنا به، من جهاد، او، نضال او ثوريات في زمن الدكتاتورية، او في الازمان السابقة، هو عمل نضالي حقيقي او وهمي، او اننا مخدوعين ،او نحن عبارة عن ضحايا للاديان والعقائد والاحزاب والعناويين ،ربما كان عملنا النضالي عبارة عن موضه ثورية، او انجراف غير مسؤول وراء الشعارات الكبرى، اومجرد تكرار زمني، وتأريخي لمقابر الابطال المشًبعين بوهم الشهادة والبطولة والتضحية؟ - الا ترى ياصديقي لم يتغير اي شي في واقعنا، والوطن مازال عبارة عن مقبرة ، ولم يساهم نضالنا في التاثير، او تغير اي شي، بل اننا قدمنا ضحايا لايحصى عددهم مقابل لاشي، واما رفاقنا الاحياء اليوم عملوا اشياء من الصعب تخيلها. -اذن اين الصح من الخطأ، واين هو الحق من الباطل، واين هي الحقيقة من الوهم؟ - فكل ماهتف به الشيعة المجاهدين سابقا لم يحقق لهم اي شي، سوى رسمال وهمي من الرموز المقدسة الفارغة من الانسانية والضمير والاخلاق، ولم يتحقق لهم سوى حرية اللطم والطبخ والبكاء على الامام الحسين وعلى حظهم العاثر، والاستمرار في مشروع الشهادة الي يومنا هذا!!!! - وكل ماحققه الشيوعين اليوم بعد نضال طويل ومرير وشهداء هو حصول الحزب علة مقعدين في البرلمان العراقي الجديد، ومازال الوطن مسجون في كتاب الحزب، ومقيد بدكتاورية البروليتاريا، والشعب حزين . - اما الاكراد فمازال حكامهم عبارة عن عوائل عسكرية، ومافايات، ويشبهون صور الجلاديين، ويتسلطون عليهم بدون امل او مستقبل واضح. - اما سنة العراق!! مازالو يبكون على صدام، ويحلمون بدكتاتور جديد . فكل ماقمنا به لم يغير صدام حسين وجلاوزته ،ولم يفعل شي حقيقي سوى الشعارات وحكايات النضال القديم. -قال صديقي المتدين سابقا!!!!! وهو مرتبك!! الجواب الحقيقي لكل ماقمنا به من جهاد ونضال كان صحيحا ،والجواب كان حقيقيا في زمنه، لقد كان علينا ان ننضال، وان نثور، وان نجاهد ضد اكبر دكتاتوريات العالم وابشعها في كل التاريخ الحديث. - قلت له :-لكن عناوين نضالنا وانتفاضتنا خادعة ويمكن ان يستثمرها الطغاة الجدد وهذا ماحصل. - لماذا ثورتنا دائما تشبه من نثور عليه بكل شي ؟ هل الخطأ يكًمن في اهدافنا الثورية، او سوء اخلاقنا، او عدم معرفتتا بطرق الدولة والحياة ؟ لماذا كنا نموت بهذا الشكل، ونصر على ان موتنا حق، بدون ان نسائل انفسنا، لماذا نناضل ونثور ونضحي من اجل ثورة فاشلة، ونضال غير مجدي، او من اجل حزب ميت في بحر من الشعارات ، او نجاهد في سبيل رب مدفون في كتاب مقدس؟ -هل تعرف ياصديقي ربما كنا مجرد أغبياء؟ او نحن مجرد قطيع من الموتى نساق الى مقابرنا بامر مقدس، او مجرد ارقام و صور في دفاتر الحزب، - قال لي :-لا لا لا ابدا لقد كنا مناضلين وصادقين ولم نغش أحد، ماتقوله مو صحيح ابدا…. موصحيح…… انته تخلط بالزمن ،وماتراعي التأريخ …أرجوك لاتتهم الشهداء بالغباء ياصديقي حرام عليك…… انت كلش غلطان. - لكن ربما الجواب على سؤالك اليوم :-لماذا انسقنا للنضال وقدمنا كل هذ التضحيات والموتى والشهداء بدون ان نحصل على نتائج تساهم في تغير الواقع والانسان، ربما يخدعنا الجواب اليوم، او يوهمنا اي جواب معاصر، لان الزمن تغير، وكان النضال حتمي ومكتوب علينا…. لكن حسب رائي اقول ان النضال يجب ان يستمر لانه حقيقة انسانية، والثورة يجب ان تستمر لانها هي التاريخ، والجهاد باقي مابقيت الحياة. - نظرت الى صديقي المجاهد والمناضل والثوري وهو بشرب الخمر مع ابتسامة والم وقلق وخوف -وقلت له:- أشرب ماتبقى من كأسك لقد تاخر الوقت كثيرا، ولم يعد يستع الزمن لامثالنا. فاعبم ياصديقي ان الثورة والجهاد والنضال عبارة عن اخر كاس لسم يعشقه المجانين. - بس اريد اقول الك انظر ياصديقي، ماذا فعلنا بانفسنا والاخرين، كنا غارقين في بحر الشعارات الرنانة مثل:- النضال ،والثورة، والجهاد، والامبريالية والاستعمار، والراسمالية،وفلسطين عربية على عناد الصهونية، والشهيد والشهادة، ونضال العمال، والحرية، والجهاد في سبيل الله، والدفاع عن المذهب، ودولة الامام المهدي، ودولة الخلافة،وطالعك ياعدوي طالع ، و كل هذه الشعارات والمفاهيم هي مجرد سموم نشربها كل يوم بطيب خاطر، وقبول عجيب، لكنها ذبحت مئات الالاف من شباب العراق امس واليوم وربما غدا، وبدون ان نحصل على اي فائدة سوى ان صور الشهداء اكلتها الحيطان، ولم يبقى منها سوى تاريخ الموت. (يالتراب دفنت احباب الي وظلت صورهم- يالعيون اموت ويلهث الساني بذكرهم) ولو يرجعون الشهداء اليوم.... ماذا سيقولون لنا؟!!وهل يشربون معنا كاس النضال الاخير؟
#وليد_عبدالله_حسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصة عيسى طيار الحمامات.
-
أنا مع الاله وضد الشعراء.
-
لعلمانية والحقيقة والمدنية والجامع.
-
قراصنة الغيب وبحارة يساريون جدد.
-
الأمارات جبل من ثلج ودولة العراق جبل من نار.
-
مظاهرات صدرية مليونية شعبية عظيمة، ولكن؟
-
قصة الشاب فؤاد والجني الكواد
-
داعش دولة اسلامية على شكل عصابة
-
فصل الدين فيما بين الدولة والشعب من الاتّصال
-
تعددت النسخ والموت واحد
-
عندما نذبح الإنسان بأسم الله اكبر
-
الغباء المقدس
-
من دخل دار العلمانية فهو آمن
-
انا علماني
-
العبودية مرض فايروسي
-
من يرسم الشريعة والطريقة والحقيقة ؟
-
أشارات نقدية حول قدرات العقل الديني في ولادة وموت الارباب
-
مقهى الحرية
-
أشارات نقدية حول حاكمية العقل الاسلامي العراقي المعاصر.
-
أسئلة سر البقاء في مقام الغباء
-;---;--
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|