عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 14:39
المحور:
الادب والفن
يامن تلوذُ بنارهِ أحطابي
يا مَنْ تلوذُ بنــــــــــارهِ أحطابي
لوذَ الطريدةِ مِنْ قطيـــــعِ ذِئابِ
أنا مثل ما تدري محجّتيَ الجوى
فيهِ ذهابي مُغرمـــــــــاً وإيابي
لمْ اخلُ يوما من هواك ولم أبحْ
حتى وشتْ بــي دندناتُ ربابي
قد نلتُ قسطي من عذابك راضيا
وطغى هواك فبـــــانَ فوقَ إهابي
أنا أنسجُ الأشواق من غزل الأسى
أنا أرتديهِ فهـــــــــــو لي كثيابي
قد غبتَ عنْ أفُقي فهلْ منْ مطلعٍ
لكَ مشرقٍ يوماً بليــــــلِ غيابي
هذا هشيمي لــــــــــم يبللْهُ الندى
أطعمتَ ناركَ منهُ منـــــذُ شبابي
أشعلتَ بي ناراً هــــــــواكَ لهيبَها
فإذا ذوتْ أوريتُــــــــــها مما بي
دعْ حنضلَ العذّال واقصــدْ كرمتي
واعصرْ وذقْ مـــــا لذَّ من أعنابي
كانت لقلبي أمنيــــــــــــاتٌ عافَها
ووجدتُ أنك فــــــي الهوى آرابي
فإذا تعثرتِ الأمـــــــــاني بالنوى
صارَ الفؤاد كطــــــائرٍ في غابِ
قد يتّقي الأفعى ويهـــــربُ ناجياً
فيكونُ نُهزةَ ناســــــــــرٍ وعُقابِ
ولقد علمتَ بأن مـــا بي لم يكن
إلا هواك جعلتهُ محــــــــــرابي
صليتُ ألفاً والمحــــــــــبةَ قبلتي
وسجدتُ ألفاً والدعــــــاء عذابي
وقنتُّ أنتظر الزمـــــــــــان لعله
يأتي بما أرجوه حــــــــدّ البابِ
عقمتْ بطون الدهرِ وامتنع الهوى
صرفا وعزّ على الـمُنى إعرابي
أنا جملةُ فعليةٌ فيـــــــــــها الهوى
معلولُ حرفٍ فرطَ طـــولِ غيابِ
فطفقتُ ألهمُ جــــرحَ قلبي صبرَهُ
وأضمّدُ العــــــــــلاّتِ بالأوصابِ
يامن هواهُ أطاحَ بي مــــــن حالقٍ
لولا التجلدَ كنتُ محـــــضَ سرابِ
أذنبتُ حينَ هويــــتُ فاغفر زلّتي
وارفق ولا تثقـــــلْ عليّ حسابي
وكأنني في الغـــابِ لا عهدٌ ولا
وعدٌ يجيء وليسَ مـــن أسبابِ
وكم انتظرتُ وما وفيت الوعدَ سلْ
عني شبابيكي وســــــــلْ أبوابي
وكم اشتريتُكَ بالدمــــوعِ وبعتني
فجننتُ من ندمٍ وطـــارَ صوابي
فاذهب جزاك الله مــــا أمنى به
من آهةٍ حـــــرّى وطولِ عذابِ
أنا قد نضوتكَ مــن خيالي مثلما
أنضو ومـــــن درنٍ بهِ جلبابي
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟