أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - ترنيمة للصباح














المزيد.....


ترنيمة للصباح


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 14:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف تكون الحياة جميلة ؟ سؤال يشغلني، أحاول أن أفهم وأتفهم من خلاله السعادة والحبّ والحياة بعيداً عن فلسفة الفقر. لا أعرف كيف يمكن أن يعيش الإنسان حياة جميلة .قمت بإحصائية على عدد لا يتجاوز العشرة ، وقد كانت ردود أفعالهم متقاربة حيث أكد أغلبهم أن الحياة المليئة بالتسوق، وتلبية الرّغبات الحياتيّة البسيطة كفيلة بجعلك تشعر بالحياة، وقد قالت إحداهن لي بأنّها لا ترغب أن تكون عظيمة ويذكرها التاريخ . فقط تريد أن تعيش حياة ربما بسيطة كأن تذهب مع عائلتها مرّة في الأسبوع إلى مطعم، وأن تشتري في الشهر فستاناً أو حقيبة يد، وأن تسافر في العام مرّة واحدة كنوع من التّغيير. اثنان فقط من بين العشرة أشخاص ، وهما زوجان يحملان أفكاراً متشابهة قالا لي أنهما يشعران بجمال الحياة رغم أنهما لا يملكان المال، حيث يعوّضان ذلك بالعيش بطريقة هيبيّة تمنحهم السّعادة. قالا لي: المال لا يصنع السّعادة، وأن جلسة عفوية على كأس نبيذ تشجع على الغناء والرّقص، أو المسير في ليل بارد ستبقى ذكراها أكثر من حضور حفل مدفوع.
من وجهة نظري أن المال لم يوجد إلا ليصنع السّعادة، وهو يصنعها فعلاً، وكوننا لا نملكه لا يعني أننا لا نعرف قيمته، فلو ملكت المال المعقول لأصبحت الكرة الأرضية حقيقة قرية تتنقل بين أزقتها، وتعرفها مدينة بعد مدينة، كما أن المدن ترحبّ بك وتضمّك بين أضوائها. كما أن المال يصنع الحبّ أيضاً، فإن كنت شاباً طاردتك عيون العذارى، وإن كنت فتاة انحنى أمامك طلبة العلم والمعرفة لتختاري من بينهم من ترغبين به، ولكن . لكن هي الكلمة التي تمسح ماقبلها. ليس لديك سوى بنت الجيران، وليس لديها سوى قريبها. لم لا تكون قصة حبّ مبنيّة على الحاجة، والرغبة بنفس الوقت. نعم لا نستطيع كبت حاجاتنا ورغباتنا إلى الأبد ولا بأس من أن نبتكر قصة حبّ تتحول بالتدريج إلى نار نشعر من خلالها بالتألّق، ومن ثم يذوب الحب مع الفقر، ويتّحدا ليشكلا حالات رأي كبيرة ومختلفة بين محبين سابقين وحلّها غير موجود، فلا أحد يتنازل عن رأيه في عدم وجود جائزة الترضية الماليّة. وينقطع حبل الوداد. لا بأس من الطريقة الهبيّة في الحياة لفترة من العمر فهي هروب من الواقع يجعلك تعيش خيالاً جميلاً دون أن تحظى بالسّعادة، وعندما تكبر المرأة وترى أنها لا تعرف نفسها أنها امرأة هنا سوف يبدأ الصراع، وعندما يكبر الرّجل ، ولا يعد له مكان في الشارع والمسير يصاب بالاكتئاب.
السعادة موجودة دائماً قرب الباب، لكنّنا أحياناً لا نملك المفتاح، والمفتاح في أغلب الأحيان هو بطاقة البنك. فهل هناك أجمل من أن تذهب مع العائلة إلى حفلة طرب، أو رحلة بحرية، ويقوم على خدمتك طاقم بينما تسترخي متأملاً أو ربما ثملاً. . .
لو عدنا إلى ذكريات أمهاتنا، وجداتنا، وجمعنا بحور الدّموع التي ذرفنها لعرفنا أن الفقر شائن. لو كففنا عن تمجيد حالات الفقر والموت والاختباء في صومعة لتمكنّا من عيش الحقيقة، وأحياناُ تكون السّعادة في معرفة الحقيقة.
مصطلحات المال لا يصنع السّعادة، وأن على المرأة أن تتخلى عن حقيقتها مثلاً خصصت لإلهائنا عن التّمتّع بحياتنا، و توارثناها، ومع أنّ من ألّفها لنا هم الأغنياء والسّلاطين، لكنّنا نستعملها كحقائق يجب الدفاع عنها حتى الموت.
سوف أبقى أبحث عن السّعادة ، والحبّ، وسوف أبقى أسعى إلى كسر دائرة الفقر، ولكن!. .. .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنسايت على سطح المرّيخ
- لا للتّشدّق
- عندما تخسر موقفاً تظهر سلبياتك
- ولدنا كي نعيش
- لاشيء غير السّياسة
- جيناتنا الإيمانيّة
- إلى طيرة
- آه . لو تدرين!
- الملف السّوري سوف يظهر إلى العلن يوماً
- ليلة الكريستال
- القوميّة، والطائفيّة
- الوحدة، والعالم الرّقمي
- نحن وهم
- قضايانا
- المساواة بين الجنسين
- الاعتداء الجنسي على النساء
- التقليد عند الإنسان
- أفكار متعدّدة لموضوع واحد
- هل بحثت يوماً عن أبيك البيولوجي؟
- توزيع الصّحف على البيوت


المزيد.....




- مسبار -فايرفلاي إيروسبيس- في طريقه إلى القمر.. شاهد لحظة إطل ...
- محمد هنيدي يواجه أزمة بسبب انسحاب مخرج مسلسله الرمضاني
- مباشر: اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس ...
- مصدر مصري مطلع يعلن اتمام التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين ...
- أردوغان خلال لقائه الشيباني: لا مكان للمنظمات الإرهابية في م ...
- كيف صمد منزل وسط جحيم لوس أنجلوس؟
- التحدي والتصوير يتسببان في غرق طالب تونسي بالبحر
- سوريا تقبض على متشدد مصري ظهر في فيديوهات يهدد السيسي بمصير ...
- حادث سير مروع في القاهرة
- جنوب إفريقيا.. انتشال 78 جثة من منجم ذهب مهجور


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نادية خلوف - ترنيمة للصباح