أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح شاكر - مسرحية في اعالي الحب















المزيد.....



مسرحية في اعالي الحب


فلاح شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 10:41
المحور: الادب والفن
    


هذه المسرحيه هي الجزء الرابع من خماسية الحب والحرب وقد اخرجها الفنان فاضل خليل في بغداد وعرضت في مهرجان فوانيس ثم اخرجها الفنان الاردني ماهر الجراح ثم اخرجها التونسي نصيف البرهومي ومثلت تونس في مهرجان القاهره للمسرح التجريبي الدولي في السنه الماضيه _ للأسف دون علمي _ عكس الفرقه الهولنديه التي اٍستأذنتني وعرفتني بالمترجم ثم استضافني المخرج الهولندي ايخون في بيته _ حين كنت اتعالج في المانيا_ وكان يقوم بالترجمه الشاعر صلاح حسن والفنان رسول الصغير في مايشبه الندوه المصغره مع احتفاليه لتوقيع العقد مع الفرقه ... هذه المسرحيه رغم انها اخرجت في بغداد وعمان وتونس وعرضت في القاهره وترجمت الى الهولنديه ولكني اشعر انها لم تأخذ نصيبها الذي تستحق اقدمها الان للنشر ... لأننا كنهاية المسرحيه _ بغداد _ واليأت الحرق بعدها
.................................................. .................................................. ....

سيناريو أولي تخطيطي لعرض:

مسرحية

في أعالي الحب

تأليف : فــــلاح شاكـر






(الجني في القمقم, الحوار يتم في ظلام كامل )

الجني : سأقتل أول من يفتح لي باب القمقم , آلاف من السنوات وأنا أنتظر أحدهم
يفتح لي الباب فأصرخ شبيك لبيك عبدك بين يديك فأطلب ما تريد ولم يفتح لي احد. لاسيد لي بعد اآن من يفتح الباب سأردية قتيلا , القتل , القتل لكل من سيكون فضوليا ويزيح الباب (يصرخ ) أفتحوا . أفتحوا يا أغبياء , (صمت ) لا فائدة من الحكمة ألا اهدد أحدا فربما شيطان الموت يبعدهم عن رؤية القمقم , رجوتكم افتحوا لي الباب , دعوني أرى الضوء للحظات ثم أعيدوني الى القمقم أو حتى الى جهنم , أريد أن أرى أحدا حتى لو كان حتفي على يده (صمت ) لا فائدة.
(يفتح باب القمقم يعود الضوء الى المسرح , الجني يرى بصعوبة لتعود عيناه على الظلام , لحظات حتى يستطيع تمييز الأشياء , المرأة واقفة تنظر أليه بلا مبالاة وبدون حذر أو خوف )
الجني : شبيك لبيك عبدك بين يديك , أأمريني فألبي
المرأة : وماذا أريد
الجني : ( بأرتباك وأستغراب ) , أي شئ , أي شئ تطلبيه يا مولاتي
المرأة : لا أريد شيئا
الجني : ماذا ؟
المرأة : كما سمعت لا أحتاج شيئا
الجني : لا تحتاجين؟‍‍‍‍‍‍ ‍ لماذا إذن أخرجتني من قمقمي ؟
المرأة : شيئا وجدته مصادفة , فتحت غطاءه , ما أدراني أن جنيا سيخرج لي من داخله
الجني : (بتوسل ) مولاتي …. ماذا أفعل ؟ عليك أن تطلبي من شيئا لكي أوء دي واجبي و أكون جنيا حقيقيا
المرأة : هل تنفذ كل ما أطلبه منك
الجني : لا أستطيع شيئا سوى هذا
المرأة : اطلب منك أن تصمت
الجني : مـــــــو ( يصمت. صمت قصير, تسمع بوضوح أصوات قصف متكررة , المرأة جالسة تحيك قطعة ملابس غير مهتمة بالقصف )
المرأة ببرود) هل لك أن تنفذ أمرا أريده
الجني : (بفرح) مولاتي … يسعدني أن …
المرأة : أوقف هذه الحرب المجنونة ( يقف الجني مترددا ) لم لا تفعل ؟
الجني : يال سوء حظي أن يكون طلبك الأول ما لا أستطيعه
المرأة : لا تستطيعه أو لست جنيا كما تدعي؟
الجني : وأنا كذلك يا سيدتي , لكن قدراتي أن أحقق رغبات فرد فيما يخصه كفرد , وليست رغبات الجميع
المرأة : أي جني بائس انت , قدرات غبية , ما فائدة ان تسعد أحدا ما و الجميع في فرن يتقافزون للخروج من فوهته … ليس فرنا بل قمقما مختوما حربا تأكل العناق و اللقاء …. هل تفهم ماذا يعني أن يكون عمرك كله وداعا, و في كل وداع يختنق حلم و تضيع أنفاس الأفق , وداع ثم وداع أواه من هذا العمر الموحش الذي لا لقاء فيه ( بسخرية) وتقول عن نفسك جنيا , لا أستطيع , قدراتي أن أحقق رغبات فرد و… حسنا لي رغبه, رغبة فرد حقق لي لقاء ا واحدا لكي أستطيع أن أقول أنني عشت , حقق لي لقاءا مع حبيبي.
الجني : أي منهم
المرأة : هو واحد
الجني : بل ثلاثة
المرأة : تعرف إذن ؟
الجني : أولست جنيا ؟
المرأة : (بسخرية ) يا لفرحتي بك , تعرف ما أعرفة يا للخوارق ؟
الجني : مولاتي , أطلبي مني و سترين
المرأة : أعد لي حبيبي , أفتح تابوته وأخرجه , أريد معه لقاءا, لقاءا حتى ولو كان توديعا له
الجني بأرتباك ) مولاتي… أنا جني بائس امام طلباتك , لله وحدة قدرة أعادة الموتى وأحيائهم …. مولاتي ثقي أنني قادر ولكنك لم تطلبي مني ما …..
المرأة : ( تصرخ ) لم أطلب … وماذا تسمي … علي اللعنة , لماذا أعيد الأمنيات الى شهيقي … أنا أعرف أن كل شيء قد إنتهى , يالغبائي , لم أحاول ؟ لقد مضت الحياة بعيدا عني منذ سنوات علي الركون و تطمين القلب بيأس قرب القبر
الجني : أطلبي مني يا مولاتي أشياءا أستطيعها
المرأة : مثل ماذا ؟
الجني : ذهب , جواهر , قصور , موائد , …. صدف … ممالك , بحار , محيطات قارات
المرأة : ( تقاطعه) كل ما ذكرته هل يطعم القلب المفجوع بالذكريات
الجني : كل أمرءٍ له سعادته , ربما الذهب أو …
المرأة : ( بيأس بالغ ) أذهب لسيد آخر فقدرتك لا تسعدني
الجني : لا أستطيع سيدي هو من يفتح باب القمقم
المرأة : و إن لم يحتاجك سيدك ؟
الجني : لا ذهب أو جواهر … و الذكريات
المرأة : أنها هنا ( تشير الى قلبها ) لا أحتاج الى من يذكرني بها
الجني : تحتاجين من يشاركك أياها
المرأة : أنت ؟
الجني : أكون أبن الجيران مثلا
المرأة : تهرج
الجني: لماذا نستعيد ذكرياتنا التي نحب بالخيال , لماذا لا نراها ؟
المرأة : قد غاب أصحابها فكيف أستعيدهم و أراهم يشاركونني ذكرياتي معهم
(الجني يغير شكله , وليس بالضرورة أن تكون أقنعة أو ما شابة هي الوسيلة , أي تغيير بسيط يتميز به ابن الجيران )
الجني : أنا أبن الجيران
المرأة : أنت ؟
الجني : أو ليس هكذا يسير؟ ( يقلد مشية أبن الجيران )
المرأة : (سارحة في خيلها ) كان هذا أولهم , كنت ساذجة , مأخوذة بالحياة , أتنفس الأحلام أشعر بأني أعيش الى الأبد دونما شيخوخة , ألتقطتني نظراته المتكررة , المترجية المتدفقة بالرغبات المحبوبة عنوة
الجني : وفي ظهيرة كانت من الحر كأن الشمس سكنت الأرض , برز لك وأنت عائدة من المدرسة
المرأة : هل تعرف؟
الجني : أولست جنيا ؟
المرأة : رباه ,لا أستطيع تخيل شكله كاملا
الجني : كان يرتجف للحد الذي ثمة معجزة لبقاء سرواله في مكانه
المرأة : في وقتها لم يبدو مضحكا
الجني : لأنك لم تكوني أقل منه أرتباكا
المرأة : صوته يالأرتعاسات صوته , هل تعرف كيف كان ؟
( يبدأ الجني بتقليد أبن الجيران , تبدأ بالتأكيد كلعبة و تبقى هكذا بالنسبة الى الجني , إلا أن المرأة تستغرق بالذكرى فتدخل بالدور تماما و كأنها حقيقة تحدث الآن )
الجني : بأرتباك شديد .. مير … مر.. مرحبا
( المرأة بأرتباك تنظر ألية صامته )
الجني : ( بأرتباك متزايد) أنا ولد … أقصد أبن جيرانكم
المرأة : أعر .. أعرفك
الجني : ما عندي أخت حتى تصير صديقتك
المرأة : لا … لا أفهم
الجني : أنا صديقتك .. أقصد كان من الممكن أن تقول بك لو كانت …
المرأة : ماذا … ماذا تقول لي ؟
الجني : أنا … أنا .. آه لو كان لدي أخت
المرأة : أعتبرني … أعتبرني أختك
الجني : لا … أقصد ( يصمت , يبقى مرتعشا بغ-ض الوقت , يتبادلان النظرات )
المرأة : انا ذاهبة
الجني : لا … لا تذهبي .. أنا … عندي رساله لك
المرأة : رسالة ؟
الجني : لم أنم كل الليل وأنا أكتب
المرأة : لا … أنا لا آخذ الرسائل من أحد
( تهم بالذهاب )
الجني : (يصرخ ) لاتذهبي أنا أحبك
( تلتفت نحوه , تنظر أليه , تنتبه لنفسها و للجني , تخرج من الدور منهكهه)
المرأة : (بألم) كان يجب أن أذهب و ألا آخذ رسالته , تلك كانت فاتحة شهية القلب للحب
الجني : حتى لو كنت تعرفين ما سيحل بك ما كنت ستذهبين , كان يجب أن تحبيه
المرأة : لم أحبه هو بل أحببت الرحب فيه
الجني : هكذا هو الحب الأول , عنيف جدا لكنه قصير
المرأة : ما كنت قد مللت من أختلاس النظرات , وساعات الوقوف في الشباك بأنتظار مرآه لدقيقة واحدة , ساعات من التعب و الوجد لكي أبصرة وهو يدخل البيت و يخرج منه , ما كنت قد مللت سهر الأحلام وخوف إفتضاح السر , وجمر مخبأ الرسائل و ساعات الخلوة السرية أمام صورته الصغيرة , ما كنت مللت كل هذا لو لا …
الجني : لو لا أنه لم يكن هو
المرأة : ماذا تعني ؟
الجني : لم يكن فارسا كان مثله مثل المراهقين , يضربه أبوه , يشتري الخبز , يساعد أمه في الطبخ
المرأة : كم نبدو مضحكين في أوهام حبنا الأول , مضحكين و نحن نزيل سقار الحب الأول ( تضحك ) نرتعش عندما نتذكره , نضطرب عند لقياه , ليس من هدف سوى الحب نفسه , و لا يهم , حتى الشريك من يكون
الجني : من يكون
المرأة: لا أدري .. لا أظن أن ثمة رجلا أو شيئا يستطيع الآن أن يجعلني أرتعش أو أرتبك … لقد جفت الروح
الجني: كيرا ما نظن في قمة أزماتنا أن هذه هي نهايتنا , ولكن للزمن أبدا بدايات جديدة , يلتئم الوقت أو الجرح فنعود ثانيةَ الى الصباح .
المرأة : ياللوصفات الجاهزة الجميلة , في أزمان أخرى ربما … لكن ليس في زمننا .
الجني : هل لي أن أطلب أن أحقق لك رغبة أرغبها أنا لك ؟
المرأة : لي ؟
الجني : دمية سترينها من خلال قدراتي على أنها طفلك
المرأة : طفلي ؟ أنا لم أتزوج
الجني : جربي أنها تسلية
المرأة : ولكن
الجني : رجوتك يا مولاتي (يعطيها الدمية )
المرأة : ماذا أفعل بها ؟
الجني : تحتظنينها كما الأطفال
(تحتظن الدمية , نسمع ضحكات طفل . لا أعرف في هذا المشهد هل يمثل الجني دور الطفل أم أن الحوار نسمعه تسجيلا , هذا الأمر متروك للمخرج , وأنا كرأي خاص بي أحبذ التسجيل , لأنه سيكون ثمة أيحاء و كأنه حلم مستقبلي . أن جمالية هذا المشهد هي شيطنة الطفل من خلال قوله لأشياء أكبرمن عمره و كذلك طريقة لفظه . )
الطفل : ماما
المرأة : (مرتبكة ) ما… ما
الجني : إنه يناديك
المرأة : أنا … أنا أمك
الطفل : ماما
المرأة : نــ … نعم
الطفل : لا تقولي نعم فقط بل قولي نعم حبيبي
المرأة : حبيبي؟
الطفل :أولست ؟
المرأة : يمه حبيبي (لا أعتقد أنها تقصد الطفل , ربما أبيه الشهيد )
الطفل : (بتنغيم محبب ) حلو … حلو ما قلتيه
المرأة : يمه حبيبي (تبدأ مشاعرها بالاقتراب منه )
الطفل : حرارتي مرتفعة
المرأة : أسم الله عليك حبيبي الطفل لم تسأليني أسم الدواء الذي أريد
المرأة : (ضاحكة ) طفل أم طبيب , ما أسمه ؟
الطفل : تراي … ترايمنك
المرأة بإعجاب لطريقة اللفظ ) يمه فدوه
الطفل: ( يضحك ) لست مريضا , انا أضحك منك
المرأة : إضحك حبيبي
الطفل : اريد ان اكبر
المرأة : لماذا؟
الجني: ماذا لو كبر الطفل
المرأة : (تصرخ به ) فيصل , أيها الجني فيصل
( الجني يستحضر فيصل من خلال نفسه , المرأة مأخوذة بذكرياتها يتقدم
باتجاهها الجني مع تغيير بسيط يلائم ما تعرفه هي عن فيصل )
فيصل: أننا في الحرب
المرأة : ماذا يعني هذا
فيصل: رصاصة صادقة في مصيرها تسير بأستقامه لكي تنهي القلب
المرأة : وماذا يعني هذا ؟
فيصل: أعطيني شهيقك لكي أطيل مسافة الرصاصة و أبعد القلب
المرأة : قلبي
فيصل: لا مجاملة في الحرب , الموت واضح , لماذا نخادع الحياة ونكابر , أنا كالرصاصة مستقيم أريد أن أخترق قلبك بنبضي لكي نخترق الحب نسيانا للموت
المرأة : لكني لم أعرفك بما يكفي
فيصل: في الحرب جرذانا نلتصق ببعضنا, الحماية هي الحب … بعد حرب او وقت يتبخر الحب أو ينغلق فتتكاثر محبتنا بطول عمرنا
المرأة : أنك لا تعطيني فرصة للتفكير فكيف …
فيصل: عميان تحت أزيز الرصاص نختار خندقنا , امرأة في طريق قافلة جنود ماضين للحرب تؤشر لهم بعلامة النصر , تصبح حبيبة كل القافلة , أدنى إشارة عطف تصبح حبا عظيما وشهيقك يجاهد كي يبعد الرصاص, وأنت؟ عرفتك منذ… منذ … منذ أول مشروع موت لي , وها قد مرت على جبهتي رصاصات أضعاف أضعاف عمري فكيف أؤجل حماية حبي لك من الموت.
المرأة : أأنت ؟ ….
فيصل: كنت أخشى أن نبني معا حلما فتناصفة الرصاصة , خفت على حلمي من الشظايا فقررت أن أودعه أمانة في شهيقك …. أنا أحبك لأن الحرب كشفت أحلامي بشيء واحد هو أنت .
المرأة : لولا الحرب لم تكن …
فيصل: موزعا … كنت موزعا , الحرب قطرتك قطرة ندى فوق جبهتي المحترقة بحر الخنادق , لولا الحرب ….
المرأة : ما كنت أحببتني ؟
فيصل: بل لا حبيبتي أنت لأن حذائي يوزع الحياة فوق الأرصفة , في الجبهة لا شوارع تؤدي الى بيوت , ليست هذه علتي …. في الجبهة يا حبيبة لا أسير منتصبا , هل ثمة ذل أكبر من ان اقضي كل هذه السنوات وأنا لا استطيع النظر الى السماء منتصب القامة
( يهم بالذهاب )
المرأة : أذاهب أنت ؟
فيصل: سأعود هذه المرة سليما دون شظايا تخترق ثياب الحلم
المرأة : ولماذا هذه المرة ؟
فيصل: لأني بمحبتي لك سأغري القمر بالدخول الى ملجأي
المرأة : سأنتظرك
فيصل: سأعود لنتزوج
المرأة : لوحدك قررت هذا
فيصل: لست أنا أو أنت من يقرر أنه أبننا
المرأة : لم أوافق على الزواج بعد و تقول أبننا الذي قرر أن…
فيصل: هل من الممكن أن تكون كل أحلام الآتي ماضي في الذاكرة
المرأة : أنا أمرأة لا أفهم ألا دقات قلبي
فيصل: لو اخترقت قلبي رصاصة سيكون نزفي طفلا يبحث عن أم له
المرأة : رباه حتى حين تهدني أحلامك …. كابوس
فيصل: وسيصرخ نزيفي – ولدي … لست يتيما , فأنا حلم أب تكسر الرصاص فوق جبهته لأني لم أولد بعد , أبني يبحث عن اطمئنان يرضعه , هل لي أن أتنفس حلمي يا حبيبة
(يذهب فيصل )
المرأة : ثقيل هذا الهواء حين تتصلد السماء بغيابك , نيران في الرحم , حلم وليد أم ..ام بقايا معركة يا حبيبا نتلاقى فوق شفة السكين أودعك عائدا و أستودعك ذاهبا , اليوم ستعود , قدر من الرز على طول قامتك , اليوم ستعود .. لم تأت … من الرز تمثالا لأبننا القادم … اطفالنا آلهتنا … يوم … يومان … ثلاث … لم تأت نأكل كتف الرز … يصبح الطفل بلا يد … عشر … شهر … نأكل مسيرة الطفل …. فتختفي القدم تمر سنة و سنتين يتساقط الرز العفن في الزبالة فيصبح طفلنا بلا رأس … خاننا الرز حين لم يستطيع تمثيل دور الآلهه ويسكن وهم حلمنا ويخدع الحقيقة … نذر علي لو عدت من الجبهه سالما لذبحت نفسي قربانا لك يحرسك
الجني : ما كنت ستفعلين
المرأة : (بغضب ) أنا لا أكذب
الجني : لا تكذبين و لكنك لن تذبحين روحك قربانا لأنه يحبك ولا أظن أنك تريدين تركة وحيدا
المرأة : لكنه تركني وحيدة
الجني : لا خيار عنده سوى أن يموت
المرأة : خذني الى الجبهة
الجني : مولاتي ………
المرأة : قلت لك خذني الى الجبهة
الجني : مولاتي يكفي ما أنت فيه من رعب
المرأة : أآمرك , خذني الى هناك لأرى كيف كان محاصرا بالموت والحب خذني الى هناك فربما رصاصة تهديني سبيل الموت
(صوت القصف يشتد , تغيرات في ديكور المنزل فيتحول الى ملجأ من المفيد أن تكون أدوات الملجأ هي ذاتها أدوات البيت لكن يتغير مكانها أو نوع استعمالها )
الجني : و لم نذهب الى هناك … لقد حضرت جبهة القتال الى بيتك
المرأة : أهذه الأصوات هي التي ألتهمت حبيبي , رصاص , رصاص أريد أن ألمس رصاصة بيدي لأعرف قاتلي , أحلفكن يا رصاصات أحلفكن يا شظايا أن تحدن عن جبين حبيبي , ألا تمسن قلبه بسوء , بحق الجحيم يا رصاص أل تشوه جمال حبيبي , ألي ألي يا رصاص , تعال الى صدري لأهدهدك فتنام فيأمنك حبيبي , تعال , تعال , تعال يا رصاص
( يسحبها الجني الى الأرض )
الجني : يالله يا مولاتي , كادت الرصاصة أن تفجر رأسك
المرأة : أتركني , أتركني لن يؤذيني الرصاص فأنا أستحلفه , لا لن يؤذيني الرصاص
الجني : مولاتي الرصاص لا يحب أو يكره , أنه يخترق فحسب , الرصاص بأمرة مطلقه
المرأة : إذن لأستحلف الضاغط على الزناد ان يبعد الرصاص عن طريق حبيبي
الجني : حبيبك أيضا كان يطلق الرصاص ( تنظر أليه بفزع , صمت طويل )
المرأة تشير الى الملجأ ) أهذا ملجأهم من الموت ؟
الجني : نعم هو
المرأة :يا عيني عليهم يختبئون من الموت في مكن هو الموت بعينه , يختبئون بتابوت من موتهماالقريب (تبدأ بترتيب المكان , تضع آنيه زهور تهم برفع سقف الملجأ ) ساعدني أيها الجني لتدخل الشمس الى هذا المكان العفن
الجني : مولاتي أنه سقف يحتمون به من الرصاص
المرأة : لكن الشمس
الجني لاترف , لأنهم كلنوا يحفرون ملاجئهم بأسنانهم لكي يبقوا يتنفسون
المرأة : (بألم رهيب ) يا الله , الآن فهمت لماذا ف أجازاته لايستطيع النوم على سرير وثير , لايستطيع لنوم ألا فوق الأرض , تؤذيه النعومه والملابس الخفيفه و النعال , لقد تخشنت نفسه فتكره أية طراوة من الجمال , في كل هذ كان سيموت لو زف الي سيقتله جمال الأطفل وهم يحيطون بنا و الزغاريد وطابور السيارات التي تهتف منبهاتها لنا بحياة سعيدة سيقتله مرآى الفندق الفخم و لشباك الأنيق المطل على دجلة سيقتلة ألا يجد ملجأ في كل هذا الجمال ... لا .... لا ريد لبقاء هنا اريد لعوده لى البيت
( يخفت صوت لقصف , تتغير الأضاءة )
الجني : ها نحن في بيتنا
المرأة : ( بذهول ) بيتنا
الجني : اقصد بيتك يا مولا....
المراة : اواه كم حلمت أن اسمي بيتي بيتنا , أقول له هيا حبيبي لنخرج من بيتنا , تعال يا حبيبي لنعد لى بيتنا , أيها لجني قل ( بيتنا)
الجني : بيتنا
المرأة : أعدها
الجني :بيتنا
المراة : أين نحن الآن
الجني : في بيتنا
المرأة : ما هذا ؟
الجني : شباك بيتنا
المرأة : و هذه ؟.........


أحضرت اباه وتركته يسمع الأبن خات أنه سيقتله , سكين صدئه تليق بهذا الأبن العاق , لكن الأب تسمر , دمعة واحدة سقطت فوق وجه ابنه الوحيد , مد يده المرتجفه ... مدها الى قلبه و ... وسقط ميتا , مات دون قتل وعدت لى قميمي مغضوب علي لا لعرف ربم كنت سبب مقدر لكي أقتل الرجل فقد حان أجله ولكن سكين الرحمة جعلني أحضره فيموت ... مذا لو كنت قتلته في كلا الحالتين كان سيموت وكنت سأبقى حرا لا .. لكني لا .. لست ندم أبدا . و الأعوام لتي قضيته في القمقم بعد عصياني كانت أقل مرارة ... لكن أكثرها ألما
( المرأة تنظر ألية بود كبير تسأله بخوف و حذر )
المرأة : بهذا القلب الذي أظن انه ذهب , ألم تحب أبد
الجني : كدت أحب ولكني أخنق الدم في الأوردة لكي لا أحب . لنا سادتن , العبيد لا يحبون , الحب يعني أن أكون حرا , و انا ... اواه كم تمردت .... يستعبدني من هو أحقر من أن انظر أليه , فكيف علي أن أطيعه ؟ في كل هذا تريدينني أن أحب .
المرأة :من الممكن أن يستعيد المرء حريته بالحب .
الجني : لا الحب ... هو
المرأة : احب أن ...
( في محاوله لطرد الهواجس عن رأسه أكثر مما هي محاوله لتغيير الموضوع )
الجني : سيدتي في أمرتك ... سألي فأجيب , أطلبي ما شئت .
المرأة : (تتردد) أريد عبارت غزل
الجني : غزل ؟
المرأة : سمعت أيه الجني فلماذا تسأل ؟
أعني من سيغازلك أعني على لسان من سيصبح ما ؟
المرأة : شخص ما , أي شخص , رجل جمعتني أنا و أياه صدفة غير معقوله .
الجني : في حديقة مثلا ؟
المرأة : في حديقة في مزبلة رمي النفايات . في أي مكان
الجني : المكان ضروري يا سيدتي حتى أستطيع
المرأة : ( تصرخ به غاضبة جدا ) أيها الجني
( في المشهد التالي سيكون أداء الجني متناقضا بين قول حقيقة قلبه وبين كونه وسيط لنقل الكلمات فقط دون مشاركة , أحيانا يضطر للإعادة نتيجة لخطأ في الكلمات حين يقومها بحيادية , و أحيانا يقول جملة بشكل حيادي ولكن تعبيرات جسده متناقضة مع ما يقول , وأحيانا يصل الارتباك الى حد تصبح فيه الكلمات غير مفهومه )
الجني : أواه كم أعشق الغضب لأنه الآن يمر فوق وجهك , يا الله , لم كل الأشياء المرحة تنتحب لأنه لم تخلق غاضبة فتجد فوق مسامات وجهك مكانا
المرأة : (تبتسم ) جني لئيم
الجني : ما أحببت اللئيم لكني أقدسه لأن حروفه خرجت من بين شفتيك .
المرأة : (بسخرية ) وهكذا كل الأشياء القبيحة ستصبح جميلة لأني قلتها
الجني : ومن قال إن الأشياء ستبقى أشياء إن نطقها لسانك , تنزع شكلها ومعناها وتخرج من جسدها روحا تهيم خارج الأنسان والجان ,هناك قرب الرحمن .
المرأة : أنت تربكني فأذني لم تتعود على غزل مثل هذا .
الجني : مذبوح هذا اللسان , لسان خائن , لا يقول ما يدور في بحر الدم في القلب سوى قطره واحدة , معذور هذا اللسان , قطره أخرى ستشله , فكيف بكل بحر الدم الذي يجيش بالقلب ويخرج من مسامات الجلد إليك , معجزة هذا اللسان , لأنه يستطيع القول وأنت واقفه أمامه .
المرأة : (بخجل حقيقي ) أنت تخجلني .
الجني : أتعذرين النار لأنها دفأت يدك أكثر مما يجب , كم نارا أوقدها حتى أطفئ نيراناً إشتعلت في عظامي , لأن شيئا ما يشبه حرفا من جزء فيك لأصل القلب ,فكيف يا حبيبة لا تطفئ نيران جهنم حين تلامس يدي يدك ؟
(بشعور حب حقيقي تتقدم أليه وتمسك يده , يستغرق هذا التقارب جزء من الدقيقة لكننا نرى فيه حبا حقيقيا متبادلا , يسحب الجني يده بسرعة)
الجني : لقد إستغرقني الدور أكثر مما يجب , هل أذهب و آتيك بواحد يجيد الغزل ؟
(صمت طويل , تخرج خلاله من رغبتها في الحب الى الإمتعاض من نفسها وإزدراء الجني )
المرأة : أيها اللئيم
( بشعور غير متوازن بين الطاعة و الحب و الغضب و الخوف )
الجني : أمرك سيدتي
(يخرج , تبقى لوحدها , تسقط على كرسي منهمكة )
المرأة : زانية هذه الدنيا حين لا توفر سريرا لعاشقين , زانية تسرق الأحبة الواحد بعد الأخر , زانية تسرقه لأنه كان مراهقا ,تسرقه لأنه قلب موزع .. زانية تسرقه لأنه شهيد , هذه الحياة تسلب حياتي ,في كل إشتهاء موت أورده جديدة في روحي , سدت منافذ روحي وسينفجر الجسد , غادرون مغادرون , لم ترحلون ونحن لم نستطع حتى تكوين صوره واضحة لكم في ذاكرتنا , أعمانا الحب فلم نرى بأعيننا وجه أحبتنا , صوّرتهم النفس و رحلوا قبل أن تتفتح العينان فقد أغشاها البكاء .
(تجهش بالبكاء , تستمر لفترة كافية حتى تزيل التوتر عن نفسها , تسمع صوت الباب , غير آبه كأنها لا تسمعه , يتكرر الطرق فتقوم متثاقلة تمسح دموعها و تفتح الباب . )
( بفزع ورعب )
المرأة : يا ألهي أنه أنت .
(تتراجع مرعوبة وتقف في زاوية من البيت كأنها جرذ محصور يدخل الحبيب , الشهيد , يسقط ما يحمله على الأرض من حقيبة أو اية أشياء أخرى , صمت طويل )
الحبيب: أين الزغاريد ؟ هكذا حلمت بزغاريد , هكذا حلمت بزغاريدك وهي تطرد عن جسدي الحرب , لم تخافين مني ؟ لم أكن شهيدا , أسرت وها انا عائد , خوف يشك القلب أم حب يعجز اللسان ؟ أنا من لحم ودم أمامك لكن روحي محبوسها كأنها في قبر لا يستطيع النهوض دون سماع صوتك
المرأة : أأنت ……….؟
الحبيب : رباه عاد دمي ألي , أنا الآن أتنفس , أريد سماع صوتك , ليس مهما ما تقولينه , صدأ , صدأ ,
( بصرخ )
الحبيب : صدأ , صدأت روحي بغيابي عنك , فأغسليها برؤيتك و صوتك , بهما أعود حيا
(صمت )
المرأة : (خائفة ) أحقا أنت أم ….
الحبيب: أنه أنا يا حبيبتي أيقظ موتي بكاؤك فنهضت وعدت أليك … لا .. لن يسرقني موتي منك .
المرأة : كأنه حلم .
الحبيب: المسي يدي و ستعرفين إن كان حلما .
(تعض يدها )
المرأة : لست نائمة .
الحبيب: ماذا أكون إذن ؟
المرأة : أخاف أن أصدق
الحبيب: لماذا ؟
المرأة : تفرحني لحظة , ثم تسلمني للغياب .
الحبيب: ألا تحتاجين هذه اللحظة ؟
المرأة : لحظة فرح تدمر كل آلامي وتدمر يأسي , لا .
الحبيب: هل أذهب .
المرأة : لا … متى تعود ؟
الحبيب: أنا هنا الآن فلماذا أعود .
المرأة : رأسي … آه رأسي …. رأسي و الجنون , قاس بغيابك , و أكثر قسوة بعودتك .
الحبيب: من أجلك فقط غادرت موتي
المرأة : (تصرخ ) ولماذا مت .
الحبيب: أنا أسمعك و أراك و ترينني و تسمعينني فلماذا تتهميني بالخيانة ؟
المرأة : الخيانة ؟
الحبيب: نعم الخيانة , كيف أموت وجيدا , لماذا لم نمت مع بعض ؟
المرأة : عجزت عن اللحاق بموتك فلدي بعض الأنفاس .
الحبيب: ولدي أقل من الموت لأني كنت أحبك
المرأة : ماذا يعني هذا ؟
الحبيب: حياة زائدة منك وموت لم يصل ألي , بعض لحظات أحتظار لكلينا , علينا أن نجعلها لقءا مطلقا
المرأة : أتقرب أليك بموتي ؟
الحبيب: و أتقرب أليك بما تبقى من حياتي
المرأة : قسمة عادلة
الحبيب: لا عدالة ونحن نحتظر أو ننتفض
المرأة : هو لقاء قرب قذيفة ستسقط .
الحبيب: لقاء بمسافة رصاصة عن الجبهة
المرأة : أيها الحبيب لا تمت ثانية
الجني : أمرك يا مولاتي
( يخلع الجني القناع عن وجهه , إذ كان يمثل الحبيب – الشهيد وكأنها تحقيق لأمنيه أن ترتاح لكن طلبها الأخير بعدم الموت أضطره للكشف عن شخصيته – صمت طويل )
المرأة : أنت أيها الجني ؟
الجني : أعتذر ما وجدت حبيبا أجدر منه , وما وجدتك تليقين بسواه , حاولت أن أدخل السعادة الى قلبك بلقاء أخير لكنك كشفت سري حين أمرتني ألا اموت , كنت أستطيع تمثيل موته و أراحتك مني . هدفي نبيل يا سيدتي
المرأة : أذهب الى قمقمك….. لقد عصيتني…. أعني خدعتني أو … أوهمتني .. تستحق الحرق أذهب
( الجني يهم بالذهاب )
المرأة : (تصرخ ) لا. توقف أحتاجك , أحتاجك خدعة , لا تعاش هذه الدنيا دون وهم جميل يعذبنا , ما اجملك من وهم
الجني : لست كذلك يا سيدتي , أأمريني لكي أعصيك و أموت
المرأة : تنتحر بالعصيان ؟
الجني : (بألم ) أجل
المرأة : لماذا ؟
الجني: لأني لا أستطيع أسعادك , , فاءض عن حاجتك , وجودي لا يعني شيئا لا يعني سوى صدفة لا معنى أو ضرورة لها
المرأة : أيها الغبي أنك تعرف
الجني : أعرف ماذا ؟
المرأة : تعرف أني أحبك
الجني : (بفزع و كأنه لسع ) لا رجوتك سيدتي لا … أبعدي هذا الوهم عن ذهنك , دعي قلبك خارجنا , أنا … أنا لا أعرف الحب , لاقلب لي
المرأة ك لا قلب ؟ عصيانك لأسيادك السابقين يضع في صدرك أجمل قلب
الجني : تلك فاجعتي , عصياني , لو عصيتك سأحترق و أن أصبحت حبيبك ستقتلين عبوديتي لك
المرأة : أتخشى أن تصبح حرا ً
الجني : كيف ؟ الأحبة أنداد , لا بد أن تأتي لحظة و أقول لك فيها لا
المرأة : ولماذا لا تقولها
الجني : لأني جني , دوري هنا أن اقول نعم , حتى و إن أنحرف دوري و أصبح حبيبا سأبقى معلقا الى سيف الطاعة كجني , هل تعشقين أحدا لا يقول سوى نعم
المرأة : لا لن اطلب ما يجعلك تقول لا
الجني وهم لن نعيش حقيقة مشاعرنا إذن , تخافين موتي فأكون أنا السيد , سيدا لا تجرؤ حبيبته على أزعاجه في أمر ما فيرفض طلبها …. لا … لا لنبق في أدوارنا
المرأة : (لنفسها ) قلب أحمق لا يتعقل ما يعشق كل الذين أحببتهم مشاريع للغياب
(تذهب )
الجني : الى أين سيدتي ؟
المرأة : سأدخل القمقم , اغلق علي الباب
الجني : سيدتي
المرأة : هذا أمر
( يدور هذا المشهد في ظلام تام , يقوم الجني بأطفاء الأضاءة و كأنه غلق باب القمقم , صمت طويل )
المرأة : (بود ) أيها الأفاق بكل هذا الظلام كنت تعيش ؟
( الجني لا يرد , صمت , تنتظر جوابه )
المرأة ك أيها الجني ألا تسمع ؟
الجني : بكل هذا الظلام وبدون أن يرد علي أحد
المرأة : وحدة , وحدة قاتلة و تخشى أن تكون معي ؟
الجني : لا أخاف الموت , أخشى القلب
المرأة : ما أسهل الموت إذن , لا قلب عندي
الجني : أتفقنا إذن , لا قلب , لنخرج من القمقم إذن
المرأة : القلب يأمرك أيها الجني
الجني : كان سليمان الحكيم حكيما حين أستثنى القلب من الطاعة , في كل شيء نعم ولكن لا سلطان على القلب سوى القلب ذاته , لا طاعة سوى لليد التي تؤثر , و أنا تعطلت يدي عن المصافحة
المرأة : الى هذا الحد وصل اليأس بك
الجني : الى الحد الذي كنت أتمنى أن يفتح لي باب القمقم لأقابل آخر سيد و أعصي أول أمر له لأحترق و أرتاح
المرأة : لكنك لم تفعل هذا معي
الجني : منذ البدء لم تطلبي شيئا , وشئ فشئ بدأت أحب أن …. أعني بدأت أرتاح للبقاء تحت أمرتك
المرأة : تعال الى جانبي
الجني : كيف أصل أليك و أنا لا أرى
المرأة : جني و لا ترى في الظلام أي قدرات …..؟
الجني : في ظلام آخر أرى لكن هذا ظلام سليمان الحكيم
المرأة : تعال الى حيث صوتي
الجني : سأحاول (صمت ) هيا
المرأة : ماذا
الجني : تكلمي حتى أصل أليك
المرأة : بماذا أتكلم؟
الجني : بأي شئ غني مثلا
المرأة : ربما لا يعجبك صوتي
الجني : ومن أنا حتى يعجبني أو لا يعجبني
المرأة : أفاق تبعد اليأس وتبتعد
الجني : أنا أفترب أستمري
(تغني أحد الأغاني المألوفة- فيروز مثلا-تنتهي من الأغنية )
المرأة : أيها الجني أين أنت ؟
الجني : عبثا أحاول كلما أقتربت من صوتك سمعتك في مكان آخر
المرأة : تعبت عيني من التحديق في هذا الظلام منتظرة يدك , أفتح باب القمقم ( الجني يعيد الأضاءة ) ماذا لو
الجني : لو ماذا
المرأة : ماذا لو … لم تكن حياتي كما كانت … بل غباء , أقدم كل زهورالقلب لمن أحب وحين يغيب لا تبقى في حديقة القلب سوى الأعشاب الضارة تعتاش عليها
الجني : ما نمنحه في الحب لا خيار لنا فيه
المرأة : بل سأختار سأمنح كما أريد لا كما يشاء القلب , أنت أبن الجيران خذ صورك ورسائلك فأنا لا أحبك و أنت يا جمال أيها الدون جوان الغبي تنتظر أن أبقى راكعة تحت قدميك منتظرة أية إماءة منك , لتذهب الى الجحيم مع من تشاء , وأنت يا فيصل ليبقى باب القبر مغلقا عليك حنى الأبد , تهرب من حبي الى الموت , لن أزورك , لن أذرف عليك دمعة واحدة بعد الآن , و أنت أيها الجني
الجني : مولاتي , لم اكن منهم
المرأة : بل أنت اقساهم أأمرك الآن …. الآن أيها الجني , أأمرك و تستطيع أن تعصيني ( بألم رهيب ) آمرك أن تقتل نفسك
( تجلس منهارة , صمت طويل )
الجني : سيدتي كم أحب ان أنفذ ما ترغبين لكن موتي مرهون لله فلوحده الحق أن يزهق روحي في موعدها , هذا أعتذار وليس عصيانا
المرأة : هل تعلم بالآتي ؟
الجني : معاذ الله , لست سوى جني بائس
المرأة : و الماضي ؟
الجني : أعرفه
المرأة : ماذا حل بأبن الجيران ؟
الجني : حبيبك الأول
المرأة : طعم المراهقة الأولى , نعم
( الجني ينظر الى الأفق و كأنه يرى حياة أبن الجيران الآن )
الجني : رجل ثقيل الخطو ينؤ ظهره بثمانية أطفال , يتراكض من عمل الى آخر , الأفواه تحاصره , لا يجد وقتا حتى للأبتسام في وجه زوجته التي تنام قبل عودته ويخرج قبل أن تستيقظ
المرأة : رباه كم تخولنا المراهقة بأحلامها , أهذا الذي كنت أرتعش لمجرد أن أسمع كلمة تشابه حرفا من أسمه
الجني : نعمة ألا ندري , فلو عرفنا لوأدنا أنفسنا قبل أحلامانا
المرأة : ليست كل أحلامنا خائبة , جمال كيف هو الآن ؟
الجني : بيت فارغ , يحب الناس كأسنان المشط , بيت بارد , لا أمرأة و لا أطفال يؤجل أمراضه بوهم المحبة , وحيد , قلبه يرفرف سيان عنده البيت أو القبر الموحش
المرأة : غبي , خسرني , اللعنة علية , ليدفع الآن آلام ما فعلة بي فأنه … أسم الله علية , أحبني كما أحب الآخرين , وهذا الحب لا يصنع بيتا ,أن تحب الناس سواسية تكون كل الأرض بيتك و لا بيت لك , تبقى وحيدا أبدا حين تحب الناس جميعا
الجني : ذات مرة أمني أحد سادتي أن أجعله يحب امرأة يبغضها وهي تحبه , جعلته يحبها وحولت محبتها الى بغض له
المرأة : لم هذه القسوة ؟

الجني : كان يعذبه بغضه لها ويشقيه حبه لما لها الذي زين له الأقتران بها , أبليته بوجع احبها و كره لما لها , لكن هي زاهده عنه , أردت له أن يقاسي ما كانت تقاسيه هي معه
المرأة : (بأعجاب ) وماذا بعد
الجني : وصل الحب عنده حدوده القصوى فتطرف فيه فأمرني أن أقتلها خوفا أن تصبح لسواه
المرأة : أو عقابا لصدودها
الجني : ربما
المرأة : جني و تقول ربما
الجني : نعم من أجل هذا عصيته فأعادني سليمان الحكيم الى القمقم
المرأة : لو كان بيدي لأمرتك أن تجعلني أبغضك
الجني : (بأرتباك ) أنا .. أنا رهن أشارتك … مولاتي
المرأة : لا … لا أريد هذا , لكن وهما فما أكثر الحقائق التي تفجعنا في كل لحظة فأنا ….
الجني : ( مغيرا الموضوع ) الحبيب الثالث أنت تعرفين نهايته هو الآن في القبر ….
المرأة : كيف واجه الموت ؟
الجني : (بفزع ) سيدتي
المرأة : قلت لك صف لي كيف واجه موته ؟
الجني : في البدء كانت الرصاصة , قفز قلبه الى أطراف أصابعه وهم بالخروج من الملجأ والهروب اليك فقد كانت صورتك تخيم على الجبهة (يبدأ الجني من الفزع يأخذ دور الشهيد )
رصاص , رصاص , رصاص مزق صورتك فعاد قلبي الى صدري , صوبت في كل أتجاه , الى اليسار و الجنوب و الأسفل و السماء , في كل مكان أرى فيه ضوءا أصوب , من أصوات الرصاص تصنع جهنم , فيا جنتي البعيدة خذيني اليك ولو في الأحلام , هكذا كان يصرخ يناديك … خائنة أنت , كيف لا يسحبني شهيقك من الجنة الى بيتنا , صرخت أنادي …. يا حبيبة لا تجعليني أموت , أبعدي الرصاص عن جبهتي بدعائك , أخترعي لك دورا هو أمي وتقربي زلفى الى الله ونحني ( يصرخ ) حبيبة لم دمي يمتصه التراب ولا يصرخ بأسمك لي يندمل الجرح , هل أنستني الرصاقة التي أخترقت قلبي صورتك فلا أموت … شعرك , ليل ليمزقه , جبهتك ساتري الذي أنهار , عيناك منظار أرى فيه الأعداء يتناثرون , أستنشق البارود فأين أنفك ؟ فمك … قبله … انا … انا أموت
( المرأة تجهش بالبكاء , الجني يبقى مفزوعا من رؤية الجبهة وتمثيل دور الشهيد , صمت طويل )
المرأة : كم من الأشياء فينا غبية , لماذا نبكي , قبر أنغلق , هل ستفتحه دموعنا و أن فعلت و أقسم لو هذا يجدي لأذابت دموعي التراب الذي يحيط به و أخرجته …. و أن أخرجته من ذا يعيد الروح اليه …. لماذا البكاء …. يا غباء دعني ….. دعني الوذ بك فأستكين …. دون نبض السكين في الصدر … لا … مكان للحزن .. انا يائسه تماما علي أن أتقرب الى القبر بقلب يتنفس ثقه … لا … الحزن يعني الرغبة بالحياة.. فلا حزن … أنا مضربه عن … أنا صائمة .
( يحتضنها الجني فتجهش بالبكاء او العكس هي التي تحتضن الجني )
الجني : أبدا … الدموع حاضرة , أينما دارت أبصارنا نجد سببا للبكاء … و دائما نحلم بسعادتنا …. سعادة مؤجلة … نقترب أليها و نبتعد في كل خطوة نقول أقتربنا … ونجد مآقينا تسقينا , أننا مؤجلون حتى جنة القيامة أو القيامة ستهدينا جهنمها فتحترق دموعنا ونرتاح … نرتاح …. نرتمي في ألم أبدي لا يقظ مضجعة أحلام تراودنا وتغادر … لا تبكي يا حبيبة
( المرأة بأندهاش و فرح غير مسيطر عليه )
المرأة : حبيبة ؟
الجني : (بأرتباك ) هكذا كان سيقول لو عاد من موته أو لم يكن قد مات
المرأة : أنه أنت
الجني : أنا جني
المرأة : لم تكن كذلك قبل لحظات
الجني : ( بأرتباك و ألم ) كنت … كنت أمثل … أمثل لو أنه
المرأة : لو أنك
الجني : لا … رجوتك….. يا مولاتي
المرأة : بل … بل أنت مولاي
الجني : أغثني يا سيدي سليمان … شفاعة حولني الى أنسان .. أعرف … أعرف … اني مرهون الى قمقمي ولكن … رحمة بي خذوا خوارقي و أهدوا القلب وهنه أو موته… أريدني أنسانا يا سليمان الحكيم
( صمت بأنتظار رد سليمان ) لا صوت … ذاك قدري … مرهون الى قدرتي و اعزل من قلبي …. سيدتي … ظلام قمقمي أرحم من أجدك جديرة بأن أغير جنسي ولا أستطيع , ذاك حرقي أو جهنمي أرضى بهذا ولكن أريد معك البقاء طويلا .. لا… لا أستطيع أن أستشهد
المرأة : (بفزع ) اسم الله عليك
الجني : أنك تقربينني الى الموت بمحبتك لي
المرأة : كيف نكتشف الجنة إذن أذا كانت المحبة موتا
الجني : أنا ….
المرأة : أعظم أنسان عرفته
الجني : جني…. أنا جني
المرأة : ألا يغريك أن …
ما أعذبه وما أكثره عذابا … أن أكون أنسانا …. أتمنى هذا
المرأة : ولكن
الجني : عقابي الآن وليس مؤجلا , أجدف بالله … أستغفره ذاك حساب يوم القيامة يوم القيامة ولكن سليمان الحكيم
المرأة : ليس ثمه حكمه لا تؤدي الى الحب
الجني : و أحتراقي ؟
المرأة : أو ليس موتا للقلب حين تغادر
الجني : روحي فوق يدي وعلي أن أختار
المرأة : الموت أقرب ألي من يدي و أخترتك
الجني : سيكون موتي قريبا لو فعلت
المرأة : لكنه سيكون مليئا, دقيقته سنوات
الجني : أنـــــــــا
المرأة : أنت ماذا ؟
الجني : أنا أحبك و ليأت الحرق بعدها


انتهــــــت بعونــــه تعالـــى



ابتـــــدأت بكتابتــــها في 1993
و انتهـــــــت فــــي 8/5/1995

لا يسمح بأخراجها او اعداها او الاقتباس دون موافقه خطيه من المؤلف



#فلاح_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة محاولة لإغتيال الشروق
- فلاونزا الطهور
- بغداد ... يا بله الرشيد
- قصيده : أغتيال أيوب
- قصيدة الفاتحه عبر النترنيت
- قصيدة مائدة علي
- قصيده - علم مهدور
- مسرحية العرس الوحشي
- شرخ في منتصف القصه دراسة لاسلوب القاص عبد شاكر
- مسرحية جسر الى الائمه
- قصيده - مرثية إبن شاكر
- قصيدة - أكلوه صادقين
- قصيده - هو .. لاء
- قصيده - تبغدد في دمي


المزيد.....




- تطورات في قضية اتهام المخرج المصري عمر زهران بسرقة مجوهرات
- RT Arabic توقع مذكرة تعاون مع مركز الاتحاد للأخبار في الإمار ...
- فيلم رعب لمبابي وإيجابية وحيدة.. كواليس ليلة سقوط ريال مدريد ...
- حذاء فيلم -ساحر أوز- الشهير يُطرح للبيع بعد 20 عاما من السرق ...
- تقرير حقوقي: أكثر من 55 فنانا قتلوا منذ بدء الحرب في السودان ...
- -وتر حساس- يثير جدلا في مصر
- -قصص من غزة-.. إعادة صياغة السردية في ملتقى مكتبة ليوان بالد ...
- افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
- “مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا ...


المزيد.....

- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلاح شاكر - مسرحية في اعالي الحب