ريتا عودة
الحوار المتمدن-العدد: 6068 - 2018 / 11 / 29 - 11:30
المحور:
الادب والفن
الفصل الأول من روايتي: "ألف لا ولا تطاردني"
ريتا عودة، 2018
أُصْمُتِي، لا تبوحي، لا تفضَحي العتمة، لا تُعَكِّري صَفْوَ الأُسرة، إيَّاكِ أن تتكلمي، إيّاكِ من قبرِكِ أن تنهضي، إيَّاكِ أن تصرُخي، إيَّاكِ أن تثوري فالثورة للرجالِ وأنتِ مجرد أنثى. إيَّاكِ أن تعشقي فالعشق للرجال وانتِ مجرّد أنثى. لا تقْصُصِي أوجاعَكِ على أحد. لن يفهمَكِ أحد. سيُلقونَ بكِ في بئرِ الظُّنونِ ودوّامةِ الشَّرَفِ.
اكنُسي، امسحي، نظّفي، اهتمي بأولادك، لا تلاحقي زوجكِ. لا تقرأي رسائله الغرامية على النيت لنساء الكونِ. علاقاته الغراميّة تُعَزِّز رُجُولتهُ، تمنحه الثقة بنفسه وبكِ. وأنتِ..ما أنتِ سوى أنثى. .!
إيَّاكِ أن تطلبي الطٌلاق. أَلَمْ تفهمي بعد أنّه اشتراكِ بورقة، كما يشتري الفلاَّحُ بقرة.! هل تُطَالِبُ البقرةُ بحقوقها أو تأخذ مصيرها بيدَيْهَا، أو تصبح صاحبة القرار..!
ألف لا ولا كاللعناتِ تطاردُني، تجلدُني، لمُجَرَّد كوْني أنثى.
أنا أتألم لذا أتكلم.
لن أستسلمَ للوَهَن، للذُّلِ، للمَهانَة..!
أنا أنثى. أنا الحضارة. انا الفَرَحُ الآتي. أنا زغاريدُ النّساءِ. أنا براءةُ الأطفالِ. أنا الفرحُ الآتي، أنا مطرٌ لكلِّ الفُصولِ. أنا الأُنثى. أنا الحَيَاة.
ها أنا أنهضُ من حزني. ها أنا أرَى أوجاعي كالحِجَارَة. أضَعُ الحجرَ فوقَ الحجرِ، أصعدُ، أسمُو فوقَ أحزاني، أستمدُّ قُوَّتي من ضغفي، لأعلنَ ثورتي على الصّمتِ، لأصرخَ في وجه جَلاَّدي: كفاكَ عهرًا، كفى..!
#ريتا_عودة
29.11.2018
#ريتا_عودة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟