|
النسوية والقومية في العالم الثالث – كوماري جاياواردينا كتب اثرت في حياتي
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6069 - 2018 / 11 / 30 - 22:52
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
"المرأه الجديدة تلعن الأمس. المرأه الجديدة لاتكتفي بحياة تلك المرأه التي جعلتها الانانية الذكوريه جاهلة او أمة او قطعه لحم. المرأة الجديده تسعى الى تدمير الأخلاق القديمة والقوانين التي وضعت لمصلحة الذكور المراة الجديدة لاتكتفي بتدمير الاخلاق القديمه والقوانين التي نشأت من الانانيه الذكورية ، بل يوما بعد يوم تحاول ان تخلق مملكة جديدة ، يطبق فيها دين جديد وأخلاق جديدة وقوانين جديدة ... إن خلق هذه المملكة الجديدة هو في الحقيقة مهمة النساء. شارت الدراسات القطرية في هذا الكتاب إلى أن الرجال، في فترة النضالات القومية، كانوا محركي التاريخ الرئيسيين. نظّموا الحركات القومية والأحزاب السياسية، ووضعوا معايير النضال، حتى أنهم قرروا الدور الذي يجب أن تلعبه النساء. بهذا المعنى، وباستثناءات قليلة، عملت النساء ضمن الحدود التي رسمها لهن الرجال. إن التاريخ الذي يكشف، على هذا النحو، هو تاريخ "تشاركي". وهذا، في حد ذاته، مهم، ويؤكد أن النساء قد لعبن دورًا أُغفل باستمرار، ويصحح صورةَ الرجال على أنهم الممثلون التاريخيون الوحيدون. وإننا ليحدونا الأمل بأن النساء في تلك البلدان سوف يُستثرن للتنقيب أعمق في أراشيفهن، ويتوسعن في تلك الجوانب من مشاركة النساء التي تناولتها هذه الدراسات القطرية تناولًا سريعًا. تخرجت عام 1955م من مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية في مجال العلوم السياسية، وفي عام 1958م تأهلت لتصبح محامية من جمعية لينكولن إن في لندن. كما حصلت على شهادة الدراسات السياسية من معهد الدراسات السياسية في باريس عام 1956م ، ثم حصلت على الدكتوراة من مدرسة لندن للاقتصاد حول أطروحة اعدتها عن الحركة العمالية في سيلان -الاسم السابق لسريلانكا- عام 1964م. كما درست في جامعة كولمبو و لاهاي ومعهد بنتينغ. يتناول الكتاب كما عبرت الكاتبة قضايا عامة للنسوية وقضية تحرير المرأة في كل بلد متناول بالدراسة، ومساهمة تلك النساء في الحراك الضروري للتحرر الوطني من الاستعمار برغم تناقضات بعض مصالحه معها. أيضا، يحاول بل و يشدّد على أن فكرة النسوية أو الحركة النسوية ليست فكرة مستوردة فقط، أي أنها فكرة أصيلة تولدت من المجتمعات المحلية و تشكلت حسب ظروف كل مجتمع على حدة. و هذا لا ينفي تأثرها ببعض أفكار النسوية الغربية بحكم الاستعمار وهيمنته الفكرية والثقافية في نواحي الحياة. فتعتبر الكاتبة أن النسوية في تلك الدول تفاعلت من خلال ظروفها المحلية مع الأفكار النسوية الغربية لتكوين حراك أصيل يميزها ولا يجعل منها مجرد حركة تابعة للتوجه الغربي كما قد يعتقد الكثيرون. كانت المؤلّفة السيرلانكية كوماري جاياواردينا (1931) سيدة في بدايات الخمسين من عمرها، تأخذ القطار من لاهاي إلى بروكسل، حيث كانت تعيش مطلع الثمانينيات وتشارك كباحثة في "المعهد الدولي للدراسات الاجتماعية" في هولندا، وفي القطار كتبت مسودّة ورقة عمل، أصبحت في ما بعد نواة لكتابٍ مرجعي في الدراسات النسوية، صدر حديثاً عن دار "الرحبة" بترجمة ضحوك رقية وعبد الله فاضل. غطّت المؤلّفة، واقع حركات تحرّر المرأة والدفاع عن حقوق الإنسان خلال النصف الثاني القرن التاسع عشر وحتى العقود الأولى من القرن العشرين. وضعت جاياواردينا على عاتقها مهمة توثيق تاريخ حركات تحرّر المرأة في البلاد الفقيرة المضطهدة سياسياً والمستنزفة اقتصادياً والمتأخّرة اجتماعياً، ومشاركتها في مقاومة الاستعمار والمساهمة في الحركات التحرّرية الوطنية الأخرى. المفارقة، أن الطرف الآخر الذي كان الكتاب بمثابة تحدٍ له وردٍ عليه، هو اليسار، إذ تعتبر الكاتبة أنه غير آبه فعلاً بمسألة المرأة وقضيتها، حيث يتبنى هذا التيار مقولة "إن تحرّرت الطبقة العاملة، المرأة ستتحرّر تلقائياً".
ورغم أنه صدر عام 1989، لكنه ما زال الكتاب المرجع، الذي يؤرّخ لصراع المرأة في عدّة بلاد من "الشرق الأوسط" وآسيا، وشرق آسيا، ويحيط بتفاصيل الصراعات التي خاضتها النسوية ضد الفقر وغياب المساواة بكلّ أشكالها في الهند وتركيا وإيران ومصر واليابان والصين وكوريا وفيتنام وأندونيسيا وسريلانكا والفلبين.
«أن القاهرة تحتل موقعًا إستراتيجيًّا بين أوربا وآسيا، وبما أنها تعرضت لتأثير حركات التغيير الراديكالية بما فيها الثورة الفرنسية، فقد أصبحت مركزًا عالميًّا للحركات والأفكار الجديدة»؛ الأمر الذي بدا واضحًا في ارتباط: «حركات الإصلاح والنسوية في مصر بالمحاولات التي قام بها الحكام المتعاقبون لتحديث بِنَى البلاد التعليمية والثقافية والإدارية، وكذلك بنمو الوطنية ومناهضة الإمبريالية في ظل الاحتلال البريطاني في حقبة ما بعد عام 1882م»، وهو الذي أشارت إليه في ضرورة: «تقييم النقاشات المبكرة التي جرت بشأن حقوق المرأة وظهور الإصلاحيين الذكور الذين ناصروا تلك الحقوق، ودور النساء الجديدات، اللائي كنّ رائدات أفكار المساواة بين المرأة والرجل». إن مناهضة الإمبريالية، والاحتلال الأجنبي الذي كان يخيّم على مصر، كان من أحد أهم مبادئ الحركة النسويّة المصرية، تلك التي استشهد فيها عدد غير يسير منهن في مواجهة الاستعمار: «ومنهن الشهيدة شفيقة محمد، التي قتلها الإنجليز يوم 14 مارس 1919م، وحميدة خليل، من كفر الزغاوي بالجمالية، وسيدة حسن، وفهيمة رياض، وعائشة عمر، وغيرهن من مئات المصريات الفقيرات المجهولات»؛ الأمر الذي لفت انتباه الكاتبة إلى إعادة النظر في شأن عاملين مهمّين في تطور الحركة النسويّة، وتثبيت قاعدة رئيسة نحو التمييز بين: «النمو الرأسمالي في هذه البلدان»، وإن كان: «قادرًا على أن يرخي قبضة بعض أغلال التبعية التقليدية بين النساء من جميع الطبقات، ليمنحهن شيئًا من القدرة على الحركة والتعلم، وليخرجهن من مجالهن المنزلي إلى المجال الاجتماعي. لكنه استمر في تقييدهن في نظام من الهيمنة الذكورية العامة، على الرغم من تغيّر بعض ملامح الهيمنة»، وبين: «الدافع إلى توكيد هوية وطنية عمل على مستوى أعمق نوعًا ما»، وذلك في سبيل أنه: «كان من الضروري العودة إلى الجذور الدينية والثقافية، ولتعديلها أو إعادة تفسيرها بالتوافق مع حاجات الأزمنة، ومن ثم لتطوير هوية وطنية يمكن أن تعمل بوصفها أساس التطلعات الوطنية»، وهو: «ما يبقيهن وصيّات على الثقافة الوطنية وناقلاتها».
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حروب العقل: تاريخ سيطرة الحكومات والإعلام والجمعيات السرية ع
...
-
كتاب اللغز الأنثوي – بيتي فريدان
-
الحكاية السرية لبناية مريم6
-
الحكاية السرية لبناية مريم5
-
الحكاية السرية لبناية مريم4
-
الحكاية السرية لبناية مريم3
-
الضفادع مو يان كتب اثرت في حياتي
-
كتب اثرت في حياتي اغتيال السلطان احمد اوميت
-
روبرتو بولانيو كتب اثرت في حياتي
-
الحكاية السرية لبناية مريم2
-
الحكاية السرية لبناية مريم1
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة34
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة32
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة31
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة30
-
رواية قبلات نيتشه – لانس أولسن كتب اثرت في حياتي
-
رواية الأزرق بين السماء والماء – سوزان أبو الهوى
-
رواية الكتب التي التهمت والدي – أفونسو كروش “ لم يكن يُفكر
...
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة29
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة28
المزيد.....
-
مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
-
بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية
...
-
استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا
...
-
الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
-
ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية
...
-
الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي
...
-
تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
-
فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
-
قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش
...
-
إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول
...
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|