|
حوار ساخن مع الجنرال جون أبى زيد
سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 1517 - 2006 / 4 / 11 - 06:54
المحور:
مقابلات و حوارات
هذا الحوار.. لم يكن موضوعا علي جدول أعمالي.. ولم أفكر في إجرائه من الأصل. يوم الاربعاء قبل الماضي اتصل بي الزميل والصديق محمد حسن الألفي قائلا ان هناك موعدا له مع الجنرال >جون أبي زيد غدا.. >الذي كان يوافق الخميس الماضي في فندق شيراتون هليوبوليس. واجب الزمالة، والصداقة، منعني من رفض طلب الاستاذ محمد حسن الألفي. وحسم ترددي فضلا عن ذلك قدر هائل من الفضول الصحفي لمقابلة هذا القائد العسكري الذي يحرك الجيوش ويصدر الاوامر باطلاق النيران هنا وهناك، ويحمل >ترخيصا بالقتل< بالمئات والآلاف، ويخوض حروبا ضارية في مناطق تفصلها عن بلاده بحار ومحيطات. فماذا عساه ان يقول عن الوضع الميداني في العراق الذي يصفه اهم المحللين العالميين بانه >كارثة< بالنظر الي الاخفاقات العديدة التي مازالت تتخبط فيها القوات الامريكية، فضلا عن الفشل الذريع الذي مني به المشروع الامريكي في منطقة الشرق الاوسط؟<. وماذا عساه ان يقول عن اعلان الرئيس جورج بوش من علي منصة فوق احدي البوارج الامريكية في اول مايو 2003 انتهاء الحرب رسميا في العراق وان الجيش الامريكي انجز مهامه كاملة. ثم فوجئ العالم بان المعارك والمواجهات المسلحة ومختلف مظاهر العنف ظلت متواصلة؟ وماذا عساة ان يقول عن ان العراق في ظل وجود قوات الاحتلال الامريكية اصبح مرتعا للارهاب والارهابيين بعد ان كان مغلقا في وجههم بالضبة والمفتاح؟ وماذا عساه ان يقول عن قصف المدن والمدنيين العراقيين بالطائرات الامريكية؟ وماذا عساه ان يقول عن فضائح سجن أبوغريب وجوانتانامو التي ألحقت العار بشرف العسكرية الامريكية. وقبل ذلك كله.. كيف يبدو هذا الشخص الحائز لكل هذه السلطات والصلاحيات القاتلة؟ هل هو مثلنا، مثلي ومثلك، ام انه نوع آخر من البشر؟. في غرفة الاستقبال الملحقة بجناحه في الفندق.. دخل علينا بمشية عسكرية، رياضية، مفعمة بالنشاط والحيوية كما لو كان شابا في العشرين. مرتديا البدلة المرقطة الشهيرة التي نراه بها علي شاشات التليفزيون، يحيط به اثنان من الضباط الذين يرتدون نفس الزي. والرجل.. المدجج بكل هذه الصلاحيات والسلطات المخيفة، بما فيها سلطة القتل.. بشوش.. وسيم.. بسيط.. مهذب.. يتحكم في أعصابه جيدا امام الاسئلة التي لا تأتي علي هواه او التي تضغط علي الاعصاب المكشوفة. وعند اللزوم.. يقول بصراحة أنا أعرف أنني لن أقنعك. وفي مهنتنا.. نحن لا نجري الحوارات من اجل ان نقتنع او نقنع.. بل من اجل ان نفهم ما يجري.. وان يحصل القراء بالتالي علي حقهم في المعرفة. تعالوا.. >نعرف< الجنرال جون ابي زيد عن قرب من خلال اسئلتنا ومن خلال إجاباته. سؤال: جنرال جون أبي زيد.. ماذا تفعل في مصر؟ أبي زيد: لدينا علاقات عسكرية متميزة مع نظرائنا المصريين وهذا منذ سنوات عديدة ولذا احاول القدوم هنا مرة كل ثلاثة او اربعة اشهر للتأكد من تطور علاقتنا وفهمها جيدا سواء كنا نعتقد انها تسير في الطريق الصحيح ام لا فنحن نسعي لاغتنام الفرصة كي نتحدث معا ونتبادل المعلومات، وقد التقيت بالمشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع المصري وبالامس التقيت مع رئيس الاركان سامي عنان لانه من المهم جدا لي ان تكون هناك علاقات جيدة مع العسكرية المصرية، خاصة انها الاكبر في المنطقة ومركز استقرار الاقليم، انا لا اجد كلمات تعبر عن مدي اهمية المحافظة علي علاقات جيدة مشتركة. فلدينا مستوي جيد من التعاون ونعمل معًا كثيرًا من خلال التمويل العسكري الاجنبي ومبيعات الاسلحة كما ان الكثير من الضباط المصريين يأتون للولايات المتحدة للتدريب ولدينا الكثير من الضباط هنا. ولذا فإن علاقة الامن مهمة جدا جدا لهذا الاقليم خاصة في اوقات عدم الاستقرار. سؤال: هل يشمل هذا التعاون شيئا متعلقا بالوضع الميداني في العراق؟! أبي زيد: لا يتعلق الأمر كثيرا بالعراق بقدر ما يتعلق بالمنطقة بشكل عام. فالعراق يمثل مشكلة امنية سيحلها العراقيون في النهاية. واعتقد ان الفترة التي نمر بها هناك فترة حساسة سياسيا ومن الواضح انه بدون دعم امة مثل مصر فسيكون من الصعب ان يصل العراق الي مرحلة الاستقرار، ولذا ففي رأيي ان كل ما يحدث في المنطقة يترابط معا واعتقد انه من مصلحتنا ومصلحة مصر وشعوب المنطقة ان نخفض مستوي الانشطة العسكرية من خلال التعاون المشترك ولدينا طريق طويل يجب ان نمضي فيه من الآن. سؤال: ولكن كيف يتم هذا التعاون بينما هناك اختلاف جذري معلن في وجهات النظر؟ فيما يتعلق بالمسألة العراقية. فأنتم تحتلون العراق عسكريا بينما السياسة المصرية المعلنة تعارض الحرب الامريكية علي العراق؟ أبي زيد: تعلم يا سيدي انني لست سياسيا، انا جندي ولدينا 000.200 جندي في الشرق الاوسط، اي في منطقة تمتد من افغانستان مرورا بالعراق والخليج العربي وحتي القرن الافريقي. ولكن منذ ثلاث سنوات كان لدينا 000.350 جندي، وهكذا يمكنك ان تري ان هناك اتجاها لخفض الوجود العسكري لاننا لا نؤمن بضرورة هذا الوجود الضخم ولا نرغب ان يظن الناس اننا متواجدون هنا كاحتلال، نرغب ان يعلم الناس اننا جئنا هنا لتحقيق مصالح مشتركة، فالموقف العراقي يحتاج الي الاستقرار ولكن العراقيين يواجهون مشكلة حالية في الوصول الي ذلك. ومن الواضح جدا ان القوات العسكرية هناك، سواء الامريكية او العراقية يجب ان توفر الحماية للعملية السياسية كي تمضي قدما، كما ان وجودنا العسكري هناك انخفض وهي حقيقة لا تلاحظها وسائل الاعلام فمنذ شهور قليلة كان لدينا 160 الف جندي هناك والآن اصبح لدينا 130 الف جندي، وانا والقادة الميدانيون هناك نري انه كلما تطورت قدرات القوات العراقية كلما اتجهنا لتخفيض عدد قواتنا، ولكننا لا نستطيع ذلك بدون ظهور نظام سياسي جيد واعتقد ان هذا النظام يجب ان يشمل الساسة من السنة والشيعة والاكراد بطريقة تسمح بالمشاركة في السلطة دون السعي للسيطرة علي الآخرين. سؤال: الصورة التي تقدمها لنا الآن يا سيادة الجنرال متناقضة تماما مع المعلومات المتوافرة عن الوضع الميداني في العراق.. وآخر هذه المعلومات تضمنها تقرير مفصل نشرته صحيفة »الاندبندنت« البريطانية مؤخرا يؤكد ان الوضع في العراق اصبح يمثل كارثة وان الحكومة العراقية وعشرات الآلاف من قوات التحالف لا يسيطرون الا علي امتار قليلة من المنطقة الخضراء وان هناك 40 الف مقاتل في صفوف المقاومة وان 80% من العراقيين انضموا الي جيش البطالة بينما كان العراق في عهد صدام حسين يستقبل 5 ملايين عامل من بلدان اخري للعمل في بلاد الرافدين وهناك اكثر من 2316 جنديا امريكيا واكثر من 100 جندي بريطاني لقوا مصرعهم علي ارض العراق ويشير التقرير الصحفي ذاته الي ان تكلفة الحرب ستتخطي تريليون دولار ويصف وجودكم بأنه احتلال، هل يمكنكم التعليق علي هذا التقرير علما بأن هذه هي ايضا الفكرة الشائعة في العالم العربي؟ أبي زيد: اعلم ان الناس لديها آراء مختلفة نحو ما يحدث في العراق ولكن معظمها لا تمثل آراء العراقيين. فأنا أري اي عراقي يتذكر كيف كانت الاحوال تحت حكم صدام ويفكر في المستقبل يتفهم انهم سيمرون بمرحلة انتقالية صعبة ليصلوا الي مستقبل افضل وان هذا المستقبل احسن مما كان الامر عليه في وقت صدام (وذلك مع الاقرار بصعوبة المشكلات الطائفية الواضحة). فتقدم الوضع في العراق يحتاج الي ظهور حكومة تمثل الشعب وتسمح له بالمشاركة وتساعده علي الاستفادة من موارد العراق الغنية بما يخدم مصالح الشعب والمنطقة بطريقة لم تحدث من قبل. انها لن تعتمد علي ديكتاتور يسيطر عليها فرد واحد يضطهد الشعب ويبني القصور لمصلحته. وفكرة ان العراق يمر بكارثة هي فكرة تنبع من الاعلام لأنه ـ كالمعتاد ـ وأنا لا اثني علي ذلك او انتقده ـ يركز علي الاحداث التي تتسم بالاثارة والعنف والمصاعب المختلفة. فحينما تذهب الي اربع عشرة محافظة من اصل ثماني عشرة محافظة في العراق تجد ان هناك اقل من ست عمليات عنف يوميا فالحياة طبيعية نسبيا في هذه المحافظات. لقد زرت مؤخرا بعض المناطق في شمال وجنوب العراق ولاحظت ان مستويات العنف هناك لم تكن تختلف كثيرا عن اي بلد آخر زرته من قبل. هناك عنف في منطقة بغداد. الكثيرون في الولايات المتحدة يقولون لي »العراق دخل بالفعل في حرب اهلية« ولكن ارفض ذلك فالعراق ليس في حرب اهلية لان القوات العسكرية مازالت متحدة والحكومة في مرحلة التشكيل واذا استمر هذان الامران اي اذا تضامنت الحكومة وسعت القوات العسكرية لحماية الشعب فإن العراق سيستقر.. لا شك ان هناك الكثير من العنف الطائفي خاصة بين السنة والشيعة وهو امر سيئ. ولكن من جانب آخر نجد ان قوات الامن العراقية تسيطر بالفعل علي 50% من بغداد مع انها لم تكن تسيطر علي اي شئ منذ عام مضي او علي نسبة صغيرة لا تتجاوز 10% تقريبا. هناك فكرة في العالم العربي اننا نرغب في الاستمرار هناك للابد وانا استطيع ان أؤكد لكم اننا لا نرغب في الاستمرار هناك للابد. إننا نريد تسليم مسئولية الامن للعراقيين لاقامة علاقات طبيعية مع العراق كدولة مسئولة تتطور وتسهم في رفاهية الاقليم. فحين تنظر الي المنطقة والي دول الخليج ـ الكويت والبحرين والسعودية وقطر والامارات وعمان ـ تجد ان جميع هذه الدول تشهد طفرة اقتصادية وهذه الطفرة ستنتقل الي العراق فور ان يصل لمرحلة الاستقرار. لقد تغير ميزان القوة في شكل الحكومة التي تسيطر عليها قبيلة او طائفة واحدة الي شكل يتطلب مشاركة القوة بين السنة والشيعة والاكراد وبطريقة لم تحدث من قبل في العراق وسيستغرق الامر بعض الوقت حتي يتم تشكيل هيكل حكومي يسمح بذلك. اعلم اننا يمكن ان ننظر للامور من خلال التغطية الاخبارية للاحداث علي مدار الـ 24 ساعة والتي تعطي انطباعا بوجود كارثة. ولكن هناك منظورا آخر يعتمد علي التاريخ والذي تعلمونه كمصريين افضل من اي احد، ومن جهة التاريخ فالعجلة تدور للامام وليس للخلف، واعتقد ان العراق سيستقر وان الناس سيتعلمون كيف يحيون معا. هل هناك خيار آخر؟ سؤال: أنت تتحدث يا سيادة الجنرال عن الاستقرار، بل والرفاهية في العراق، وقد قمتم بشن هذه الحرب بحجة مكافحة ما تسمونه »ارهاب« غير ان الحقيقة الواضحة هي ان الساحة العراقية كانت مغلقة امام الارهاب قبل غزوكم لبلاد الرافدين، وان الارهاب الذي يتناقض مع الاستقرار وحتي الحد الادني منه ـ لم يظهر هناك الا بعد احتلالكم للعراق ـ ما تعليقك علي ذلك؟ أبي زيد: إننا نستخدم التعريفات المختلفة بطريقة مثيرة جدا. فكضابط صغير في العراق في 1991 كنت اتولي قيادة كتيبة مظلات وتعرضنا لمشكلات في شمال العراق وكانت اول مرة اشاهد فيها قبرا جماعيا يمتلئ بجثث النساء والاطفال والرجال الذين قتلهم النظام هناك لمجرد انهم حاولوا مقاومته، اذا لم يكن ذلك ارهابا فأنا لا ادري ما يمكننا تسميته، وبالمثل فهل تستغل القاعدة الوضع في العراق؟ نعم، ولماذا لا تنجح القاعدة في ذلك؟ لان هناك الكثيرين في المنطقة يعلمون ان القاعدة لن تقدم لهم مستقبلا افضل ولا يمثلون الدين بطريقة صحيحة. انهم لا يمثلون الاسلام الذي افهمه مع انني لست خبيرا في هذا الامر لكنني لدي ايمان في شعوب هذه المنطقة. اعلم ان هناك انطباعا اننا جئنا لنسيطر علي المنطقة او للحصول علي البترول او غيرها من الاقاويل، اعلم ان هذا الانطباع موجود. ولكن الحقيقة ان ننفق الكثير من اموالنا ودمائنا لنجعل العراق اكثر امنا للمستقبل ولاجل مصلحة الاقليم لان ذلك سيكون في مصلحتكم ومصلحتنا ويساعد علي التعايش السلمي ولكن يجب ان تدفعوا الثمن الآن. سؤال: ولكن الفكرة التي تؤكد انكم جئتم للسيطرة علي المنطقة والبترول واعادة رسم الخرائط لمصلحتكم ليست من اختراع العالم العربي، فهي تمثل ايضا رأي غالبية الامريكيين الذين يعارضون هذه الحرب ويصفونها بأنها حرب المبريالة غبية هذا هو ما يحدث امام البيت الابيض كل يوم احد.. وهذه هي الشعارات التي رفعها كثير من الامريكيين وليس من العرب فقط؟! أبي زيد: اعتقد انك يجب ان تأتي معي لتزور الولايات المتحدة وان تتحدث مع الناس الذين اتحدث معهم. فهناك تأييد قوي لجنودنا في الميدان. هناك اختلاف سياسي ولكنه لا يمثل شيئا بالمقارنة بدرجة المظاهرات الشعبية التي اندلعت اثناء حرب فيتنام، لانها اصغر كثيرا، ومرة اخري يتسبب الاعلام في تضخيم الامور بخلاف الحقيقة. ولكنني اعتقد ان الناس يصبرون علي ما يجري ويرون التقدم الجاري في العراق وكيف ان العراقيين يتولون ادارة الامور يوما تلو الآخر، ولكن هناك جانبا لا يمكن ان نفوز من خلاله واعني بذلك محكمة الرأي العام، فإذا خرجنا سيقول الجميع اننا خسرنا وإذا بقينا سيقول الجميع اننا خسرنا ولكن حقيقة الامر اننا ننوي مغادرة العراق، وننوي ان نرحل تاركين العراق كدولة تحظي بالاحترام في المنطقة وتراعي حقوق شعبها؟ هل اعتقد ان العراق سيطبق الديمقراطية علي الطريقة الامريكية؟ لا بالطبع ولكنني اعتقد ان العراق سيسمح بتمثيل شعبه بطريقه تسمح للعراقيين ان يحيوا من خلالها. سؤال: كل هذا الذي قلته لا يغير من حقيقة ان حربكم في العراق حرب عدوانية وغير ذكية؟ أبي زيد: مرة أخري يجب ان تفهم ان هذه مسائل سياسية. انا جندي، وخلال اربع سنوات من الحرب لم نخسر بالفعل معركة عسكرية، ونتفهم بالتأكيد كما يتفهم العرب اكثر من الامريكيين ان هناك جانبين للحرب: جانب عسكري وآخر سياسي. كانت نيتنا ان نفوز في الجانبين. كيف نفوز في الجانب السياسي؟ نفوز في الجانب السياسي من خلال جمع العرب السنة والشيعة والأكراد في معادلة تسمح بالمشاركة في السلطة وبأن يستفيد العراق من ثرواته وقدراته. بعض الناس يقولون اننا نتفاوض مع ايران ولكن في حدود علمي لم نجر اي محادثات معهم. سؤال: ولكن كجندي، لا كسياسي، ما هو ردكم علي الكثيرين في كل قارات الدنيا الذين يقولون ان امريكا قد خسرت الحرب فعلا في العراق وأن العار قد لحق بالشرف العسكري الامريكي من جراء عمليات محظورة دوليا مثل قصف المدن والمدنيين بالطائرات، فضلا عن فضائح سجن ابو غريب وغيره من الانتهاكات الفظة لحقوق الانسان؟ أبي زيد: لا واشير مرة اخري اننا اذا نظرنا حوادث منفصلة مثل ابو غريب والتي كانت تمثل خطأ مؤلما اقترفه قلة من الافراد. من اكتشف فضيحة ابو غريب؟ سؤال: الإعلام. أبي زيد: ليس الإعلام بل القوات العسكرية هي التي اكتشفتها وحققت فيها وحاكمت الجنود المسئولين عنها. سؤال: لكن الكثيرين من المحللين، وبعضهم خبراء عسكريون امريكيون يرون ان هؤلاء الجنود كانوا مجرد كبش فداء وانه لم يتم محاسبة المسئولين الحقيقيين من كبار القادة والجنرالات، الذين نفذوا سياسة تعذيب منهجية وضع تعليماتها وزير الدفاع دونالد رامسفيلد نفسه! أبي زيد: لم يجر ذلك بناء علي تعليمات من السيد رامسفيلد او اي شخص آخر فنحن لا نسمح بتعذيب الابرياء. ففي اغلبية الحوادث التي رأيتها حولت المساجد الي اهداف عسكرية وخاصة من الارهابيين الذين يسيرون بين الاطفال العراقيين ويفجرون انفسهم وهي قصة لا اسمعها كثيرا في العالم العربي. كيف نبرر ما يفعله هؤلاء؟ هل يمكن تبرير قتل العراقيين الابرياء؟ فحينما تنظر الي الضحايا في العراق تجد ان معظمهم ضحايا تفجيرات انتحارية قام بها عراقيون ليس لديهم اي احترام للاهداف المدنية، لماذا يهجامون اهدافا مدنية؟ لانهم يحاولون خلق انطباع يساعد علي تشويه دور الشعب في تشكيل حكومة شرعية. هناك احد عشر مليون شخص صوتوا في انتخابات العراق ونحن لم نجبرهم علي التصويت بل شاركوا من تلقاء انفسهم، واعتقد ان الناس يجب ان يتوقفوا عن استخدام اللغة الخطابية البلاغية وتنظر الي الحقيقة وتفهم ان العراقيين يرغبون في مستقبل افضل والا ما كانوا شاركوا. اعلم ان توضيح الصورة الحقيقية امر صعب ولكنني اعتقد ان الصورة التي يتم تقديمها، خاصة في العالم العربي عبر العديد من القنوات، تحاول بطريقة او بأخري أن تنحاز للارهابيين وانا اري هذا امرا محيرا، فأنا لا اري سببا ان يرغب اي عربي في الانحياز لارهابي يرغب في قتل عرب آخرين. سؤال: اتهامكم بارتكاب اعمال يمكن تصنيفها بأنها »إرهاب دولة« في العراق ليس صادرا عن المعارضين لكم فقط، بل هو اتهام يتردد علي ألسنة بعض »حلفائكم« فحتي محافظ بغداد، ولا يمكن ان تقول انه مخلص لصدام حسين، قال ان القوات الامريكية تهاجم المواطنين المدنيين الابرياء وتقتلهم بالمئات والآلاف. وكثير من منظمات حقوق الانسان العالمية والامريكية تؤكد ذلك ايضا! أبي زيد: هل زرت بغداد مؤخرا؟ سؤال: لا. أبي زيد: يجب أن تذهب هناك وأن تسأل احدا ان يريك كل التدمير وكل ما يجري هناك واي شئ يشير الي هجوم الامريكيين علي المواطنين، فأولا، نحن لا نستهدف المدنيين، اننا لا نقوم بذلك. سؤال: كيف لا تستهدفون المدنيين بينما تقصفون المدن بالطائرات.. الم يحدث هذا في الفلوجة وسامراء والرمادي وحتي أحياء من بغداد؟ هل القنابل التي تلقونها فوق المدن تميز بين مدنيين وغير مدنيين؟ أبي زيد: الحقيقة انك مخطئ ففكرة قصف المدن كما حدث في الحرب العالمية الثانية غير صحيحة. فنحن نتعامل مع الاهداف كأهداف عسكرية حينما نتعرض للهجوم. اعلم أنني لا استطيع اقناعك ولكنني اخبرك فقط بما رأيته وما أومن به. وفي النهاية سيذكر التاريخ ان العراق سيظهر علي الساحة كدولة مستقرة يتشارك شعبها السلطة وتتحكم في قواتها المسلحة ويستفيد شعبها من ثرواتها ومواردها. فعلي المدي الطويل من مصلحتنا جميعا استقرار العراق. هذا في مصلحة مصر ومصلحة العراق ومصلحة الولايات المتحدة. سؤال: اذا كان ذلك صحيحا فبماذا تفسر حقيقة ان العالم كله تقريبا ضدكم وضد حربكم علي العراق؟ أبي زيد: هذا غير صحيح. فنحن نعمل في العراق وفقا لقرار صادر من الامم المتحدة ومعنا قوات بريطانية وكورية واسترالية ويابانية. سؤال: كل هؤلاء ياسيادة الجنرال »كومبارس« وقوات الاحتلال هي في الاساس قوات امريكية وبريطانية وليس هناك قوات تحالف بالمعني الجدي. أبي زيد: لا أستطيع ان اغير رأيك ولكن العالم يرغب في ان ينجح العراق، والعراق لن ينجح اذا اتجه للفوضي، العراق يحتاج الي التحرك نحو الاستقرار بالتعاون مع الولايات المتحدة وقوات الامن العراقية والحكومة العراقية. سيتحرك نحو الاستقرار، نحتاج الي التحرك نحو الاستقرار. وهذا الاستقرار سيجلب مستقبلا افضل للمنطقة. هذا رأيي. سؤال: بعيدا عن هذه العبارات العامة.. لماذا لا تضعون جدولا زمنيا محددا للانسحاب من العراق؟ حتي نتوقع ان يحدث هذا الانسحاب؟ أبي زيد: اولا، لقد ذكرت لك اننا خفضنا عدد قواتنا من 160 الفا الي 130 الفا واننا سنستمر في تخفيض الاعداد بشرط تشكيل الحكومة، وحينما تتشكل الحكومة العراقية ستصبح اكثر قدرة علي حل المشكلات، الوحدات العسكرية العراقية اليوم تتحكم في جزء كبير من البلد وغدا سيتحكمون في جزء اكبر وكل يوم خلال 2006 سيتأكد هذا الاتجاه ويزداد. هذه نيتنا. تحدث معي بعد ستة اشهر من الآن وسنري كيف تري الصورة حينذاك. هل ترون ذلك حلا عادلا؟ سؤال: حسنا. أبي زيد: شكرا جزيلا يا سيدي.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معاقبة السعودية بسبب إسرائيل.. ومصر بسبب نور.. والسودان بسبب
...
-
فضيحة خطيرة
-
الوزراء .. مطالبون بصوم ربيع الأول والآخر!
-
من الذى أضرم النار فى معقل الليبرالية المصرية ؟
-
المهندسون يرفعون شعار: الضغوط الأجنبية هى الحل!
-
تونس الخضراء .. ثنائية السياسة والاقتصاد
-
نصف قمة
-
عفواً يا فضيلة المفتي: أرفض تطليق ابنتي
-
»عمر أفندي« يستنشق أولي نسائم الشفافية
-
استقلال تونس .. بدون عدسات الحكومة اللاصقة .. والملونة
-
! أرباب الصناعة.. وأرباب السوابق
-
يا عم حمزة .. رجعوا الأساتذة .. للجد تانى
-
طرق أبواب مغلقة بالضبة والمفتاح!
-
البراءة ل»عمر أفندي«.. و»العبّارة«!
-
ليس من حق -بلير- التأكيد على أن الله معه
-
-ترماى- الكويز .. وقطار منطقة التجارة الحرة
-
حرمان زويل من الدكتوراه .. ومنع أبو الغار من الكلام!
-
السجن .. للصحفيين!
-
وزارة الثقافة تلبس العمامة .. وعمرو خالد يرتدى البدلة الإفرن
...
-
بنك الطعام .. الأمريكى
المزيد.....
-
كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
-
إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع
...
-
أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من
...
-
حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي
...
-
شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد
...
-
اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في
...
-
القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة
...
-
طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
-
الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
-
الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|