|
الحكاية السرية لبناية مريم3
مارينا سوريال
الحوار المتمدن-العدد: 6066 - 2018 / 11 / 27 - 08:28
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تؤامها تلك الكلمة المتلازمة اللعينة لكل شىء يخضها اختصر داخلها فلا اسما اخر يفصلها عن مريم ولا ملمح يجعلها اخر .. ارقبها تخرج من بنايتها بنايتى التى سرقت ؟تكاد تختفى داخل جلدها اصبحت كتلة منه لا احد يعرف معالمها سوى مرافقها الوحيد بواب العمارة الذى يئن بعد ان نخر عظمه هواء البحر الضارب لم تفلح معها الاغطيه تراقبه يتحرك ببطء الى الداخل الى غرفته الضيقة التى بقيت على حالها بعد ان ماتت زوجته ورحل جميع اولاده عنه ..تضربه النوة ربما تاخده تتمنى ذلك لن تتمكن من العيش هنا وحيدة قريبا سترحل وحينها سيعود اليها الحق فى امتلاك الجدران ستحطمها وتعيد تشكيلها من جديد لن تكون هناك مريم او بنايتها القديمة سيمضى كل شىء لاجل حياة جديدة ..حياة تؤامها.. فى الماضى حصلت بالاحتيال على كل شىء صار البيت لمريم وحرم الباقين من الارث ،لكن الارث كان حقا لها هى وحدها ..هى من عاشت فى الظل منذ ذاك اليوم الذى ضربت فيه النوة الاولى وهطل المطر قيل لها فى ذلك اليوم سمعت القابلة صوت مريم بينما لم يصدر عنها هى صوتا حتى اعتقدوا انها ميتة لكن فى لحظات انفجرت فى البكاء ..تدثروا جيدا بعد اسبوع حل الجميع فى ارجاء البيت من قاطنيه من حاسديه يحصون درجاته واحدة تلو الاخرى ارتفاع سقفه اتساع غرفة وكثرتها مهابة البحر وهو يضرب بهواءه داخل صدورهم ..كانت العمة الكبرى اول الحاضرين امتلىء صدرها بالابتسام فقد حظيت بثلاث ذكور بينما حصد اخيها الاصغر الاناث لم تنسى قط انه اقتسم اكثر من نصف تجاره ابيها ولم يتركها لها وشقيقاتها الثلاث سوى النذر القليل بالكاد يكفى احتياجتهن..لم يفكر بالسؤال ان كانت واحدة منهن بحاجة فيما مضى عندما كانوا صغار تذكرت انها كانت تحبه ..كان دميتها ترفعه تهدهده تطعمه تمسح الوسخ عن ملابسه اما اليوم كانت تفكر فيما لولم ينجب اباها الصبى ..استمرت الزينة تحتفل بالفتاتين تلمح عين اخيها من بعيد تلمح قلق زوجته ..تخفى الراحة ..بينما وقف الاب يراقب الصغيرتان بين يدى الام والجده بينما اقسم فى قلبه الا ترثه واحدة من الاخوات .. كانتا الصغيرتين متماثلتين فى كل شىء حتى السادسة لم تكن تفرق بينهما سوى الام ولا شىء اخر من منهما العابثة من منهما الهادئة لم يعرف حتى اصبحتا فى الثانية عشر بينما احتفظت مريم بامتلاء جسدها نفضت التوام عنها الامر وباتت انها تريد الاحتفاظ بالعظم فقط من كل شىء ..كانت الكبرى تسخر منها تناديها بالعظمة بينما كانت الاخرى تغتاظ لكنها تطلق الضحكات ..لم تنسى بعد كيف انها اغضبت الكبرى من قبل فقامت بخدش ذراعيها بالكامل وكان عليها ان تخفيهما عن اعين الام لم يكن عليها فضح التؤام الكبرى لذا عندما عادت الى البيت قاومت كثيرا حتى لاتبكى امام امها وانتظرت حتى حان المساء وبكت فى فراشها بعد ان نامت اختها وحل الظلام فى المكان وهكذا تعلمت الا تبكى امام اى انسان مطلقا ..بينما كانت عظام الكبرى تنمو وتبدو اكثر ضخامة من غيرها كانت تؤامها تبدو دائما هزيلة الى جوارها استمعت الى كل كلمات السخرية ولم تبالى لم يعنيها سوى الثقل الذى تشعر به على ظهرها عندما تضطر لحمل حقيبتها عوضا عنها !!كانت تراقب الممرضة القلقة وهى تراقب حرارة مريم كانت تبدو دائما محمومة فقط هى من تعرف السر فى ارتفاع الحرارة المصاحب للاختبارات دوما ولكنها ما استطاعت ان تتحدث فقط كعادتها تراقب وتحمل الحقيبة برفق ..كانت دائما ما تحصل على الرأفة من قبل الاب وهو يراقب العلامات فقط لم تجد التؤام مبرر كافيا لها مثل مريم فتعلمت ان تتحمل العقاب دوما ..كانت تسمع اسمها يرتبط بالبلهاء كانت الاعوام تمر وهم يتحدثون عن الطبيبة مريم تتعجب كيف ستصير وهى بالكاد تحصد العلامات المتوسطة لم يلحظ اى منهم ارتفاع علاماتها بالمقارنة بها ..لم تلحظها سوى عمتها الصغرى كلتاهما كانتا منسيتين وغير منسيتين انجبت ابنة واحدة لم تكن كالاخريات وكان تلك القابلة المبروكة اعطتها عند الولادة سحرا جعلها تحصل الجمال لها فحسب فلم يكن فى مثيلها لابنات عماتها ولا بنات الاخوال ..
#مارينا_سوريال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الضفادع مو يان كتب اثرت في حياتي
-
كتب اثرت في حياتي اغتيال السلطان احمد اوميت
-
روبرتو بولانيو كتب اثرت في حياتي
-
الحكاية السرية لبناية مريم2
-
الحكاية السرية لبناية مريم1
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة34
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة32
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة31
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة30
-
رواية قبلات نيتشه – لانس أولسن كتب اثرت في حياتي
-
رواية الأزرق بين السماء والماء – سوزان أبو الهوى
-
رواية الكتب التي التهمت والدي – أفونسو كروش “ لم يكن يُفكر
...
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة29
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة28
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة27
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة25
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة26
-
عام وفاة ريكاردو ريس – خوسيه ساراماجو
-
رواية الخريف – آلي سميث
-
ايام صادق الحلوانى وحكاية المنبوذة23
المزيد.....
-
المالية الجزائرية: تعديل سن التقاعد للمرأة 2024 الجزائر.. تع
...
-
” التقديم متاح الآن “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة
...
-
“إلحقي قدمي بسرعة” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في ال
...
-
أهم المكسرات في خسارة الوزن عند النساء!
-
?على المرأة استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض
-
تدريس مادة التربية العسكرية للفتيات .. جدل ساخر عبر مواقع ال
...
-
مقتل امرأة وإصابة 10 بإطلاق نار داخل -ماكدونالدز- بئر السبع
...
-
حشود تحرق مركزًا للشرطة بعد -اغتصاب وقتل- فتاة تبلغ من العمر
...
-
في الثمانين من عمرها.. تتنافس تشوي سون هوا على لقب ملكة جمال
...
-
“من هنا” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024
المزيد.....
-
الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات
/ ريتا فرج
-
واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء
/ ابراهيم محمد جبريل
-
الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات
/ بربارة أيرينريش
-
المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي
/ ابراهيم محمد جبريل
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
المزيد.....
|