يوسف حمك
الحوار المتمدن-العدد: 6065 - 2018 / 11 / 26 - 21:06
المحور:
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
لن أدخل في تفاصيل النصوص الدينية التي تثبت صحة هذه المعادلة :
امرأة + امرأة = رجل واحد .
أي : 1 + 1 = 1
إن الإقلال من شأن المرأة وُجد فور ولادتها ، ابتداءً من العقيقة .
فعن الغلام شاتان ، و عن الأنثى شاةٌ واحدةٌ .
ثم أعقبها فرض القوة الذكورية على المرأة ، و تضييق الخناق عليها بالمضايقات اللفظية و التحرش و الاغتصاب و الزواج القسري ، و بيع الصغيرات لكبار السن بمشروعية الزواج ، فتفخيذها بغية الترويض حتى ينمو جسدها ، و تتحمل فحولته العنيفة .
و حرمانها من التعليم و العمل و الميراث ، و ممارسة العنف الجسدي بالضرب المبرح ، أو التصفية المدرجة ضمن لوائح جرائم الشرف .
ربما التعليم و المناهج الدراسية و التربوية ، و الدورات التثقيفية ، و زيادة الوعي عواملٌ قد تخفف الضغط ، و تساهم في انحسار مستوى العنف المفرط ضد المرأة .
إلا أن جذور المشكلة تظل راسخةً . طالما بقيت النصوص الدينية معمولةً بها إلى حد القداسة .
نصوصٌ تغذي نزعات العنف ، و تؤرق مشاعر المرأة ، لوضعها في مرتبةٍ أدنى من الرجل .
نظرةٌ ذكوريةٌ دونيةٌ للأنثى ، و بحجمٍ يعادل نصف الرجل .
طبقاً للمعادلة الآنفة الذكر .
قداسةٌ تثمر جهلاً ينخر عقل الرجل و يضيق أفقه ، و تزهر تخلفاً يسمم أفكاره و يشدد الحصار القاتل عليها .
بعد أن أطفأت بريق فكر المرأة ، فأستسلم عقلها لذاك النقاء المزعوم ، و بات أسير معانيه الهدامة إلى حد الغيبوبة .
و الأنكى أنها تصر على الرضوخ و الخنوع ، لئلا تستفيق من غيبوبتها .
أما التزامها بهذه النصوص فأوثق من التزام الرجال ، و أكثر رسوخاً .
خنوعها الكامل جعل من عقلها حطباً يابساً يسخن الرجل عليه سطوته و نفوذه ، و يطهو فحولته على جسدها بهدوءٍ و بلا ممانعةٍ .
وحسب هذا المقاس : يقع على عاتق المرأة ثلاثة أرباع العتاب ، و على عاتق الرجل ربع العتاب .
أما النصوص المقدسة فعليها كل العتاب .
حتى قوانين بلداننا المنحوسة من هذه النصوص تستسقى ، و بوبائها ملغمةٌ ، و يحرم غيرها منهلاً .
#يوسف_حمك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟