ابن سينا في فكر نوال السعداوي

داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6065 - 2018 / 11 / 26 - 15:26
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

نوال السعداوي طبيبة واديبة وكاتبة، لها كثير من الكتب في مجال الادب والثقافة والفكر وقضايا المرأة، ولها كذلك الكثير من المقالات السياسية. ولا اخفي أنني قرأت لها الكثير من المقالات والدراسات، فهي تكتب في مجال اختصاصها كطبيبة، وفي مجالات اخرى كمفكرة. وقد تعرضت للمضايقة وسجنت بسبب افكارها المتنورة، لكنها ظلت صلبة كالفولاذ، فواصلت كتاباتها التنويرية رغم كل المخاطر والضغوطات النفسية. واعتقد انها انتصرت على الفكر الاخواني والسلفي والتطرف الديني.
السعداوي، لم يكن لها بحث خاص عن ابن سينا، الا انها ذكرت في كتابها (الرجل والجنس) في الفصل الثاني عند ذكر عالم التحليل النفسي فرويد أن ابن سينا وعلماء عرب آخرين سبقوا فرويد بكثير في اكتشاف نظرية التحليل النفسي:" وقد سبق ابن سينا علماء وفلاسفة الغرب في نظرته العلمية الشاملة للإنسان وتقديره للجسد والاحاسيس الحسية" وتضيف:" وكان ابن سينا من الاوائل في العالم اجمع الذي طالب بعدم الفصل بين الجسد والنفس واعادة الصلة الموجودة في الانسان بين الجنس والحب. فالإنسان وحدة واحدة لا تتجزأ". (نوال السعداوي، الرجل والجنس، ص 55، المؤسسة العربية للدراسات والنشر الطبعة الاولى 1976).
وتنقل السعداوي قول ابن سينا من كتابه (القانون في الطب) قوله:" والقوة النفسانية تشتمل على قوتين كالجنس لهما قوة مدركة واخرى قوة محركة والقوة المدركة كالجنس لقوتين قوة مدركة في الظاهر وقوة مدركة في الباطن والقوة المدركة في الظاهر هي الحسية". (المصدر نفسه).
وتعلق السعداوي على كلام ابن سينا هذا بقولها: ومن هذا الكلام نرى أن ابن سينا لم يسبق علماء الغرب فحسب في عمل جسر النفس والجسد ولكنه سبق فرويد في التعريف بالعقل الظاهر والعقل الباطن ولم يكن فرويد هو اول عالم عرف ذلك كما يقول الغربيون.
تقول السعداوي هذا الكلام مع تأثير فرويد الواضح عليها بجُل ما كتبه هذا الرجل، وما طرحه من نظريات تتعلف بالنفس وبالتحليل النفسي.
ثم تعود فتنتقد ابن سينا وتعتقد أنه وقع في خطأ جسيم فادح، كما ان فرويد هو الآخر وقع في نفس هذا الخطأ " وظن ان الرجل شيء والمرأة شيء آخر بل أنه تصور أن بول النساء اقل رونقا من بول الرجال بسبب فضولهن". (المصدر: ص56).
والسعداوي، مع ذلك، تعتبر ابن سينا عالما ومفكرا وفيلسوفا كبير، لكن العالم الغربي لم يعطه حقه ويعترف بفضله في مجال العلم والفلسفة كما اعطى بفضل علماء غربيين كانوا اقل منه منزلة وعلمية وعمق فلسفي، ونظريات كثير في الطب وعلم النفس والفلك وغيرها من النظريات التي توصل اليها ابن سينا، وتوعز السعداوي ذلك الى عدم الحيادية وما فعله الاستعمار من طمس الحضارة العربية والاسلامية، بهدف الهيمنة الاستعمارية وهضم حق الشعوب. ونحن نتفق مع بعض ما طرحته السعداوي في هذا المعترك، ونوعز ايضا سبب ذلك يعود الى السياسة وتسلط الحكام الفجرة، كقادة يديرون دفة الحكم وفق معطياتهم الشخصية وملذاتهم النفسية والايديولوجية، مع عدم مراعاة حق الرعية والالتفات لهم. وغير ذلك من اسباب كثيرة قد نتعرض اليها في مقال آخر.

#داود_السلمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات