أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - زهايمر..!














المزيد.....

زهايمر..!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 6064 - 2018 / 11 / 25 - 14:40
المحور: كتابات ساخرة
    


شاهدت قبل سنوات فيلم(بلاك) للاسطورة الهندية (اميتاب باشان ) وبالمناسبة هناك في الهند من يعبدون نجوم السينما كما يعبدون البقر ويعتبرونهم الهة !
اميتاب في هذا الفيلم يؤدي دور معلم ينتهي به المطاف مصابا بمرض الزهايمر .. ومن فرط اتقانه للدور شعرت بالكأبة والخوف الى درجة لو خيرت بين الزهايمر و السرطان لاخترت الاخير !
لا انسى منظره وهو مشدود بالقيود الحديدية الى سريره في المشفى.. واعتقد انه عايش كثيرا من الحالات ليصل الى قمة التقمص! ولا أنسى وجوها ذاهلة لمهزهمرين عايشتهما ومنهم صديق بحثت عنه50 عاما حتى وجدته لكنه للاسف لم يعرفني ونفس الامر تكرر مع خالي وزوجته اللذين استغربا وجود هذا الغريب!
الزهايمر ليس غريبا عنا .. فقد كنا نعرفه في طفولتنا بمسمى اخر هو (الخرف) وكنا نصيح وراء عجوزتسير على غير هدى في الحارة هيييييه ام العبد مخرفنه ..ويأتي بعض الرجال والنساء ويأخذونها قسرا الى كوخها
يا الهي ... عندما يتحول الواحد منا في اواخر عمره الى لاب توب مفرمت وقد مسح فيه كل شيء
لا أفراح ولا احزان ولا لحظات عزيزة او مواقف صعبة ولا ذكريات حلوة ولا صوت جمال عبد الناصر ولا وعيد الشيخ كشك ولا أغدا القاك لام كلثوم ولا بحلم بيك لحليم ..!
الكاتب الساخر مثلي يصبح مادة للتندر والسخرية وفي بعض الحالات شعورا بالاشفاق !. عندما يطلب مني احدهم ان يسمع بعضا من قصيدتي (خذي عني..) فلا يجد الا دمعتين متحجرتين !
الكاتب الساخر مثلي الذي نسي كل شيء .. ينساه من حوله.. يصبح عبئا على أهل بيته يزجرونه ..يهينونه ..وقد يضربونه..! ويهجره الاصحاب والاحباب واتحاد الكتاب يعودونه بسرعة تأدية واجب وهم ينتظرون موعد رحيله الاخير حتى يكملون مهمة اداء الواجب .. فيصدحون نفاقا بكلمات التأبين والتقدير التي كان يتمنى أن يسمعها في حياته وينتهي المولد وهم يتنفسون الصعداء بينما هويخرج لهم لسانه ساخرا!
فكرت في هذا الموت الهادئ بلا وجع ... فوجدته نعمة و نقمة !
نعمة ..انه ينسيك اسماء وملامح ساسة وقتلة انتهازيين ذبحوا الوطن عيني عينك وهم يذرفون الدموع ولولة عليه .. ينسيك اصدقاء واحبة احببتهم بكل صدق .. اعطيتهم ولم تبخل .. وفي لحظة تخلوا عنك لفقرك وهربوا كالفئران من دربك .. ينسيك حزنا عمر في قلبك اشجارا .. ينسيك ماعليك من فواتير متراكمة لجوال وبال تل وشركة الكهربا وحضارة وشكوى المدام من الغسالة و الغلاء وطلبات الاولاد التي لانهاية لها ! فأنت سلمت تدري او لاتدري سيان الجمل بما حمل للورثة وانت على قيد الحياه ! فلا تعي حتى معنى شتيمة موجهة اليك من ابنك الاكبر اوضحكة مجلجلة من حفيدك الاصغر!
ونقمة ... انك لا تتذكر أول حب حقيقي عشته... ولا اغنية ترنمت بها لحبيبتك في ليلة قمرية.. لاتتذكر حتى اسمك وماذا تحب او تكره... ولاتتذ كر أحبة قلة بقوا على وفائهم لك .. ولا تتذكر شيئا من اشعارك او قفشاتك الساخرة التي اعتقلت بسببها وحشرت مع المتلوطين وتجار المخدرات!
حسبي الله على كل حاكم مفتر و ظالم ... وكلت امري فيهم لمنتقم جبار !
اللهم اني عبدك ..ابن عبدك الامي ..وابن أمتك الصابرة .. أمنت بك ولازلت عن حب .. لاطمعا في جنة ولا خوفا من نار ...!
اللهم اني راض بما تقسم لي من قدري .. فلا تجعل واسطة بيني وبينك... في زمن يتاجر بك وبدينك الكذابون والدجالون و اللصوص والبائعون !
اللهم اني وكلتك أمري ، اعيش واغادر وانت عني راض.. فاقض يارب في ما أنت قاض..



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخي جاوز الظالمون المدى..!
- من يومك..يازبيبة!
- أبو عثمان..!
- المخ العربي..!
- خطاب الرئيس يوم الخميس
- لجنة ادارة ..لعموم البيارة!
- حدث في غزة..!
- الكاتب والسياسي..!
- شهادة لله..!
- كتاب..اااخر زمن!
- من كوشكة..الى تكتكة!
- ضاعت البلاد ومتحف العقاد..!
- خطاب حساس.. الى قائد حماس!
- عرضحال مواطن غلبان....!
- احتلال فوق احتلال!
- من جمعة الشكشوك الى جمعة الكاوشوك !
- عودة مين..والناس نايمين؟!
- الحمد لله.. يا ال حمد الله!
- ديوك ..وثعالب..!
- حمراء اليمامة..!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق الحاج - زهايمر..!